باحث يؤكد أن لا حلّ لتصاعد الصراع في الشرق الأوسط إلا إذا تغيّر نمط الحكم في العالم

استبعد باحث اندلاع حرب مباشرة بين طهران وتل أبيب، وقال: "إنها ستكون بين الولايات المتحدة وإيران"، وأشار إلى أنه ولتجاوز هذه الأزمات في المنطقة، يجب تبنّي نمط حكم يعتمد على الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية.

باحث يؤكد أن لا حلّ لتصاعد الصراع في الشرق الأوسط إلا إذا تغيّر نمط الحكم في العالم
باحث يؤكد أن لا حلّ لتصاعد الصراع في الشرق الأوسط إلا إذا تغيّر نمط الحكم في العالم
8 آب 2024   07:15
مركز الأخبار
كيفارا شيخ نور

تشير التقارير إلى أن التنافس بين إسرائيل وإيران تصاعد إلى مستويات جديدة وأكثر خطورة، ما يجعل توقّع نشوب حرب شاملة بين الطرفين أكثر احتمالاً من أي وقت مضى. 

وعدّ الباحث في جامعة إكستر البريطانية الدكتور سيفان سعيد، أن ما يجري الآن من أحداث: "يجعلنا نقبل الحجة القائلة بأن الصراع قد تصاعد وسنتوقع هجمات مباشرة من كل من إيران وإسرائيل".

وأشار الباحث إلى أن لدى كل من إيران وإسرائيل العديد من وسائل النفوذ للتلاعب بها، قبل الدخول في حرب مباشرة.

ويرى سيفان أن ما نراه الآن هو: "توتر وصراع موجود منذ فترة طويلة. لكن إذا اندلعت الحرب يوماً ما، فلن تكون بين إسرائيل وإيران، بل ستكون بين الولايات المتحدة وإيران"، وأشار إلى: "أن روسيا والصين لن تبقيا متفرجتين على الحرب فحسب، عندها ستكون الحرب أكبر بكثير مما نراه في أوكرانيا الآن، لكن ليس بالسهولة بمكان أن يحدث ذلك حالياً".

ويعتقد الباحث أن السبب وراء هذا التصعيد، هو أن كلا من إسرائيل وإيران تتعرضان لضغوط هائلة متعددة الأوجه، داخلية وخارجية.

وأوضح سيفان سعيد أن الولايات المتحدة والغرب تريدان من إسرائيل تهدئة الوضع مع إيران ووكلائها الشيعة والسنة في المنطقة. ونوه إلى أن نتنياهو وحكومته ستنهار بمجرد انتهاء أزمة غزة.

ومن ناحية أخرى، يرى الباحث أن إيران تتعرض لضغوط هائلة من الداخل ومن الشعب الإيراني أيضاً، وخارجياً، هناك خلافات بين روسيا وإيران، خاصة فيما يتعلق بالأزمة السورية.

ولاختصار القصة، تريد كل من إيران وإسرائيل مواصلة مثل هذه الصراعات غير المباشرة، وكلاهما يتصرفان بحذر لأنهما يدركان أنهما لا يستطيعان ذلك، وليس لديهما أذونات كاملة من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا للدخول في حرب مباشرة، بحسب الكاتب.

وبيّن سعيد أن الحرب المباشرة لم تبدأ بعد: "ولا نزال نشهد صراعاً غير مباشر بين الطرفين (إيران وإسرائيل)؛ وإذا تحدثنا عن الحل من الصعوبة بمكان أن نقترح أي حل إلا إذا تغير نظام الأزمات برمته وأسلوب التعامل معها، وهذا لا يحدث في هذه اللحظة".

وأضاف سعيد، أن إدارة الصراعات والأزمات ستظل هي النهج الرئيس بدلاً من اقتراح أسلوب آخر للتغيير بشكل جذري، وعلى سبيل المثال، لن تنهار إيران بالشكل الذي يتمناه البعض، ولا يمكن لإسرائيل أن تُهزم بشكل كامل كما يريد بعض العرب والمسلمين.

وأكد سيفان سيعد أن: "الشيء الوحيد الذي يمكننا جميعاً التأكد منه هو الحرمان العميق وزيادة الضحايا في غزة، والمجاعة للشعب الإيراني لأن غالبية الموارد تخدم النظام وسياسته المتمثلة في تصدير الأجندة الأيديولوجية في المنطقة بدلاً من تحسين الأوضاع. ومن ناحية أخرى، تعيش المنطقة بأكملها حالة من عدم اليقين والخوف من تصاعد الصراع في كل لحظة".

أما بالنسبة للحل، فيشير الباحث إلى أن الحل لا يأتي عبر دولة إسلامية مثل إيران أو داعش أو دولة يهودية مثل إسرائيل، حيث لا يمكن للدول والحكم أن يقوم على الدين أو العرق أو الطبقة، بل عبر دول متعددة الأبعاد وديمقراطية وتقوم على المساواة والعدالة الاجتماعية.

واستدرك قائلاً: "إن وجود مثل هذا النوع من الدولة في المنطقة أمر مستحيل في الوقت الحالي، ولذلك لا أرى حلاً، ولا أرى إلا إدارة الأزمات من قبل القوى الكبرى والتي ستتسبب في مزيد من الضحايا من شعوب المنطقة".

(أ ب)

ANHA