نتنياهو يصعّد في الشرق الأوسط وواشنطن تزيد قواتها في المنطقة

أشار تحليل بريطاني إلى أن إسرائيل استعادت زمام المبادرة بعد عشرة أشهر كارثية، حيث باتت حكومة نتنياهو مستعدة لتصعيد التوترات في المنطقة بدلاً من السعي إلى تهدئتها، فيما ذكر تقرير لمجلس العلاقات الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة باتت تحتفظ بوجود عسكري كبير في الشرق الأوسط بعد عملية حماس.

نتنياهو يصعّد في الشرق الأوسط وواشنطن تزيد قواتها في المنطقة
7 آب 2024   09:09
مركز الأخبار

تناولت التحليلات والتقارير العالمية اليوم، توجه نتنياهو للتصعيد في الشرق الأوسط، وتزايد أعداد القوات الأميركية في المنطقة براً وبحراً.

نتنياهو مستعد للتصعيد في الشرق الأوسط

أشار تحليل لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية إلى أن إسرائيل استعادت زمام المبادرة بعد عشرة أشهر كارثية، حيث استغلت في الأسابيع الأخيرة، حكومة نتنياهو نقاط قوتها ــ وخاصة قدرة وكالة استخباراتها "الموساد" على استهداف واغتيال الزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران والقائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر في بيروت.

وبهذا يكشف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن أولوياته واستراتيجيته، بحسب الصحيفة، وهو مستعد لتصعيد التوترات في المنطقة بدلاً من السعي إلى تهدئتها. وهو يرى فرصة في الوقت نفسه لتعزيز أمن إسرائيل على المدى الطويل وترسيخ قيادته السياسية في إسرائيل. كما يريد وضع إدارة بايدن في زاوية سياسية ضيقة ومساعدة دونالد ترامب على العودة إلى البيت الأبيض.

وترى الصحيفة أن مقتل هنية يظهر أن نتنياهو غير مهتم باتفاق وقف إطلاق النار مقابل الرهائن الذي تم التفاوض عليه مع حماس. وقد اختطفت حماس الرهائن في عمليتها في 7 تشرين الأول، لاستخدامهم كبيادق للتفاوض. ويفضل نتنياهو عدم التضحية بالرهائن، لكن إطلاق سراحهم لا يحتل مكانة بارزة في استراتيجيته. وقد رفض العديد من الصفقات المقترحة بدعم من قادته الأمنيين.

وتشير الصحيفة إلى أن نتنياهو بدأ الآن يتحرك نحو استراتيجية "السيطرة" على غزة، مما يحرر القوات من أجل المواجهة الأكبر التي يرغب في إثارتها مع حزب الله. هناك حجة إسرائيلية جيدة للقيام بذلك، ويشكل حزب الله تهديداً أكبر بكثير لإسرائيل من خلال ترسانته من الصواريخ والقذائف ومجموعاته المسلحة القوية التي يبلغ قوامها 100 ألف مقاتل.

وعندما أراد وزراء دفاعه غزو لبنان بعد وقت قصير من السابع من تشرين الأول، منعهم نتنياهو من ذلك. لكن يبدو أن تفكيره قد تطور، ووفقاً للقواعد غير المكتوبة التي تحدد شكل القتال على مستوى منخفض بين إسرائيل وحزب الله، فإن مقتل شكر لم يكن مبرراً بسبب الصاروخ الطائش الذي ضرب قرية درزية في الجولان، لقد كان ذلك تصعيداً متعمداً من قبل إسرائيل.

بعد عملية حماس زادت القوات الأميركية من وجودها في الشرق الأوسط

أوضح تقرير لمجلس العلاقات الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة باتت تحتفظ بوجود عسكري كبير في الشرق الأوسط، حيث تملك قواتٍ في أكثر من اثنتي عشرة دولة، ناهيك عن وجودها على متن سفن في جميع أنحاء مياه المنطقة.

وأشار المجلس إلى أن هذا الوجود قد توسّع عام 2024، حيث تركز الولايات المتحدة على ردع وهزيمة التهديدات القادمة من إيران وشبكتها من الجماعات المسلحة التابعة لها في المنطقة، بما في ذلك حماس (قطاع غزة)، وحزب الله (لبنان)، والحوثيين (اليمن)، وعدة فصائل عراقية والجماعات المسلحة المتمركزة في سوريا.

منذ اندلاع الحرب في تشرين الأول 2023 بين حماس وإسرائيل، حليفة الولايات المتحدة وشريكها الدفاعي، تم استهداف القوات الأميركية في الشرق الأوسط بشكل متزايد من قبل بعض هذه الجماعات، وردت بانتظام بضربات مضادة.

واندلعت الأعمال العدائية بين إسرائيل وإيران ووكلائها خلال الأشهر القليلة الماضية، ويحذر العديد من خبراء السياسة الخارجية من تزايد احتمالات نشوب حرب أوسع، والتي من المرجح أن تشمل القوات الأميركية.

اعتباراً من حزيران، كان لدى الولايات المتحدة عدة آلاف من أفراد الخدمة المتمركزين في الشرق الأوسط، وعدة آلاف آخرين على متن السفن في البحر في المنطقة، على الرغم من تقلّب الأعداد. في المجمل، تمتلك الولايات المتحدة منشآت عسكرية في تسعة عشر موقعاً على الأقل - ثمانية منها تعدّ دائمة من قبل العديد من المحللين الإقليميين - في دول تشمل البحرين، ومصر، والعراق، وإسرائيل، والأردن، والكويت، وقطر، والمملكة العربية السعودية، وسوريا، والإمارات العربية المتحدة. ويستخدم الجيش الأميركي أيضاً قواعد كبيرة في جيبوتي وتركيا، والتي تعدّ جزءاً من القيادة الإقليمية الأخرى، ولكنها غالباً ما تساهم بشكل كبير في العمليات الأميركية في الشرق الأوسط.

(م ش)