ما رسائل زيارة عبد اللهيان للكتل النيابية اللبنانية؟

لم يمر شهر على زيارة الموفد القطري إلى لبنان، حتى أطل وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان بزيارة رسمية إلى لبنان، وكان على جدول أعماله الكثير من اللقاءات، مع كل الكتل النيابية، باستثناء نواب كتلة "الجمهورية القوية". فهل ستتبدل آراء الكتل ويُنتخب رئيس جديد للجمهورية؟ وما رسائل عبد اللهيان من هذه الزيارة؟

ما رسائل زيارة عبد اللهيان للكتل النيابية اللبنانية؟
29 نيسان 2023   06:48
بيروت – زياد أبو غزالة

تكمن أهمية الزيارة في هذا التوقيت الدقيق، من أنها عقبت زيارته إلى سلطنة عُمان، وهي التي تستضيف حوارات إقليمية ودولية مهمة؛ على رأسها ملفات اليمن بين السعودية و"حزب الله"، وبين الإيرانيين والأميركيين، وكذلك بين استخبارات حكومة دمشق وأميركا حيال مصير مواطنين أميركيين في سوريا، كذلك باعتبار أن هذه الزيارة هي الأولى بعد الاتفاق السعودي الإيراني.

وكانت لافتة، الدعوات التي وجهتها سفارة طهران في بيروت للنواب من مختلف الكتل البرلمانية للقاء مع عبد اللهيان. والأكيد أن اللقاءات الأساسية هي مع أمين عام حزب الله حسن نصر الله.

محللون سياسيون أكدوا أنه بعد زيارة عبد اللهيان للبنان، ومع استمرار الاتصالات الإيرانية مع السعودية، ثم اللقاء المرتقب في السعودية بين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، سيتراجع القصف السياسي من أفرقاء سياسيين في الداخل اللبناني، على المبادرة الفرنسية الرئاسية والتحركات الدبلوماسية الجارية، وأن الأجواء الإيجابية الحاصلة في المنطقة منذ اتفاق بكين ستلفح لبنان.

المحلل السياسي والكاتب اللبناني، علي الأمين، وصف زيارة وزير الخارجية الإيرانية بأنها "استعراضية وفارغة"، موضحاً أن "أهميتها في الشكل أنها الزيارة الأولى بعد الاتفاق السعودي - الإيراني، لكن لا أهمية لها في المضمون، خصوصاً أن بنود الاتفاق المتعلقة بالشأن اللبناني، بدأ تنفيذ المرحلة الأولى منها من خلال توقيف المحطات الإعلامية التابعة لإيران التي كانت تبث الحقد والكراهية ضد المملكة العربية السعودية من بيروت".

أما فيما يتعلق باستحقاق انتخاب رئيس الجمهورية، فيؤكد الأمين لوكالتنا أن "الرسائل التي أراد عبد اللهيان إبلاغها إلى حزب الله لناحية التسهيل، وعدم الاستمرار في ترشيح سليمان فرنجية على قاعدة إما مرشحنا أو الشغور".

وأشار الأمين إلى أنها "زيارة لمحاولة تحسين الشروط الإيرانية مع الدول المعنية بالملف اللبناني، وتحاول إيران الاستثمار كي تقبض الثمن في أي استحقاق إن كان دستورياً أو غير دستوري، وإحدى الاستثمارات حصتها في انتخاب الرئيس وما يليه من استحقاقات".

ورأى الأمين أن "من يجتمع مع الإيرانيين أو يلبي الدعوة إلى الاجتماع، يكون حكماً منحازاً إلى هذا الطرف، ويكون من المحور أو يريد الاستثمار من خلال الحضور".

من جهته، أكد المحلل السياسي، علي مراد، أن سبب زيارة عبد اللهيان هو وضع اللبنانيين في أجواء الاتفاق السعودي – الإيراني، وما أحاط بهذا الاتفاق من تطورات على المستوى الإقليمي والدولي.

وأضاف مراد لوكالتنا أن هدف الزيارة "إعادة طرح ما قدمته الجمهورية والتي سبق أن قدمتها سابقاً وتكراراً لما يتعلق بموضوع المساعدات للبنان على المستوى النفطي أو على مستوى المحطات الكهربائية أو على مستوى مشاريع بنى تحتية، والتي قدمته بطرق سهلة جداً، حيث إن اللبنانيين لا يتحمّلون دفع كلفة هذه المشاريع بالعملة اللبنانية وليس عبر العملة الصعبة إن عبر التقسيط أو غيره".

وينفي مراد بشكل قاطع أن يكون الوزير الإيراني جاء إلى لبنان للحث على سحب سليمان فرنجية. قائلاً: لنفترض هذا هو هدفه فلا داعي ليأتي إلى لبنان فيمكن فعل ذلك عبر الهاتف، وفي الأساس الإيراني لا يتدخل بالشأن اللبناني وقد سلموا هذا الملف لحزب الله على قاعدة أن أهل مكة أدرى بشعابها، وهم يدركون تماماً بأنه لو لم يكن حزب الله يمتلك هذه الحكمة والقدرة على إدارة الملفات وإدارة المعركة، لم يكن ليحقق هذه الإنجازات الكبيرة".

ويجزم المحلل السياسي بأن إيران لا ترسل وزير خارجيتها لمثل هذا الأمر، بل هو يزور لبنان بدون أن يحمل أي أوامر، وجل الأمر أن اللقاءات تهدف إلى تعزيز العلاقات.

إذاً، لا بد من انتظار انعكاسات جولة الوزير الإيراني، وخاصة أنه يعقبها زيارة لدمشق ولقاء بشار الأسد، في ظل اعتقاد جازم للأطراف اللبنانية أن تلك الزيارة قد توضح الكثير من النقاط المجمدة، باعتبار أن حلفاء "حزب الله" يعتبرون أنها زيارة تشير إلى عدم تخلي إيراني عنهم في هذه المرحلة الحاسمة، وإثبات الحضور الإيراني على الساحة اللبنانية بعد الاتفاق السعودي الإيراني.

(ي ح)

ANHA