​​​​​​​اجتماعان للتحالف الدولي والمجموعة المصغرة.. ملفات كبيرة واستراتيجية غير واضحة

يعقد التحالف الدولي خلال الأيام المقبلة اجتماعاً لمناقشة الحرب على داعش وعلى هامش ذلك تعقد المجموعة الدولية المصغرة اجتماعاً بشأن سوريا والتي من المتوقع أن تركز على موضوع المعابر، فماذا سيناقش هاذان الاجتماعان وما هو المتوقع؟

​​​​​​​اجتماعان للتحالف الدولي والمجموعة المصغرة.. ملفات كبيرة واستراتيجية غير واضحة
​​​​​​​اجتماعان للتحالف الدولي والمجموعة المصغرة.. ملفات كبيرة واستراتيجية غير واضحة
​​​​​​​اجتماعان للتحالف الدولي والمجموعة المصغرة.. ملفات كبيرة واستراتيجية غير واضحة
​​​​​​​اجتماعان للتحالف الدولي والمجموعة المصغرة.. ملفات كبيرة واستراتيجية غير واضحة
​​​​​​​اجتماعان للتحالف الدولي والمجموعة المصغرة.. ملفات كبيرة واستراتيجية غير واضحة
الأحد 27 حزيران, 2021   02:21
مركز الأخبار- يحيى الحبيب

تترأس الولايات المتحدة الأميركية اجتماعاً حول سوريا في 28 يونيو/حزيران الجاري، بالعاصمة الإيطالية روما، بمشاركة دول كبرى معنية بالملف السوري، وذلك على هامش الاجتماع الخاص بالتحالف الدولي ضد داعش.

إذ أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية قبل أيام عن استضافتها الاجتماع الخاص بـ "التحالف الدولي ضد داعش"، بحيث يضم وزراء خارجية “المجموعة المصغرة” والتي تشمل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والسعودية ومصر والأردن، على أن يرأس الاجتماع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن.

وبحسب صحيفة الشرق الأوسط، فإن واشنطن ستعقد اجتماعاً حول سوريا على هامش اجتماع التحالف الدولي، مشيرةً إلى أنها وسعت دائرة المدعوين للاجتماع، لتضم وزراء خارجية “السبع الكبار” و "المجموعة المصغرة"، إلى جانب تركيا وقطر المعروفتين بدورهما السلبي في سوريا والمنطقة بشكل عام، حيث أكدت تقارير دولية تورط هاتين الدولتين بدعم تنظيمات إرهابية.

وأشارت الصحيفة إلى أن المبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدرسون، سيحضر الاجتماع أيضاً لتقديم اقتراحين، الأول تشكيل مجموعة دولية- إقليمية من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن لبحث الملف السوري، والثاني تقريب وجهات النظر بين روسيا والولايات المتحدة حول سورية.

وبحسب الصحيفة، فإن ترؤس الولايات المتحدة للاجتماع هو “أول إطلالة سياسية لفريق الرئيس جو بايدن، لضبط حلفاء أميركا، مع قرب موعد الاختبار الأميركي لروسيا لدى التصويت في مجلس الأمن على قرار المساعدات الإنسانية عبر الحدود” في مطلع تموز المقبل.

ماذا يبحث الاجتماعان؟

الأكاديمية والمعارضة السورية المقيمة في الولايات المتحدة، مرح البقاعي، أشارت إلى أن "الاجتماع الذي سيحدث في إيطاليا هو اجتماع من أجل بحث موضوع مكافحة داعش ويضم دول التحالف التي تشترك في مكافحة داعش بقيادة الولايات المتحدة الأميركية على جانب هذا الأمر سيعقد اجتماع من أجل سوريا".

ورأت أن الاجتماع الثاني "سيناقش أموراً لم يتم التطرق إليها في قمة بوتين وبايدن بسبب أن هناك أمور عاجلة وأولويات في هذه القمة وأهم ما سيتم مناقشته هو وضع المعابر الذي هو ملح جداً".

وأوضحت أن "المعابر الأربعة بما فيها اليعربية الموجود في شرق الفرات وموضوع الحالة الأمنية بشكل عام. سيعالج موضوع ترحيل أسر داعش من مخيم الهول إلى أماكنهم الأصلية، وسيبحث هذا على نطاق واسع لأنه هناك الكثير منهم يحملون الجنسية الأوروبية".

ما هو المطلوب من هذه الاجتماعات؟

وحول المطلوب من هذه المجموعة قالت مرح البقاعي: "إيجاد صيغة أمنية للمنطقة بعد أن سقطت داعش ميدانياً لكن هناك انعكاسات لها علاقة بالفضاء الالكتروني لا بد من حملة كبيرة لوقف كل وسائل التواصل عن طريق التواصل الاجتماعي أو عن طريق الإعلام الخاص بهم ومحاولتهم المستمرة لتجنيد أعضاء جدد من كل أنحاء العالم".

وأضافت: "هذا يجب أن يتم إيقافه وقطع سبل التواصل بين ما تبقى من فلول داعش وكل المنظمات الإرهابية من أجل ألا يتم تجنيد أعضاء جدد فيها وأن تتوقف الدعاية التي للأسف تستجلب وتلفت نظر بعض الشباب في العالم".

وحول توسيع دائرة المشاركين في اجتماع المجموعة المصغرة رأت مرح البقاعي "بالنسبة لدعوة دول معينة للاجتماع ضروري أن تكون كل الدول المعنية بالملف السوري وملف هذه المجموعات موجودة وخصوصاً تركيا لأن لها حدود طويلة جداً مع سوريا وبضبط هذه الحدود يمكن ضبط تحرك هذه العناصر حتى التبليغ عنها مسبقاً للتحالف".

'الحراك الدولي لا يتطرق لجوهر الأزمة السورية'

وقيّمت الأكاديمية والمعارضة السورية خلال حديثها الحراك الدولي الأخير بالنسبة للملف السوري وقالت إنه "بطيء جداً وغير وافٍ ولا يمسك بجوهر المشكلة. يدور حول الأزمة السورية لكن لا يتطرق لجوهر الأزمة السورية التي لا يمكن أن تحل عقدتها إلا من خلال انتقال سياسي تحت مظلة القرار الأممي رقم 2254".

وأضافت: "يجب أن تدفع كل الدول المعنية باتجاه تطبيق هذا القرار بأسرع وقت ممكن من أجل العودة إلى حياة طبيعية في سوريا، لا سيما أن الموجود داخل سوريا يعاني معاناة اقتصادية كبيرة جداً بسبب الحصار والولايات المتحدة الأميركية لن ترفع الحصار عن سوريا طالما النظام متعنت ولا يريد أن يدخل في عملية انتقالية سياسية كاملة".

ومن المقرر أن يُشارك في الاجتماع الخاص بالتحالف الدولي 83 دولة، بالتزامن مع جولة أوروبية يجريها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، لبحث سبل الهزيمة النهائية لداعش في سوريا والعراق.

وعلى الرغم من عمل التحالف الدولي ضد داعش لسنوات إلا أن الأخير لا يزال يبحث عن تفعيل نشاطه بالإضافة إلى استمرار قضية معتقلي داعش الأجانب الموجودين لدى قوات سوريا الديمقراطية ومخيم الهول والذي يعد من أخطر المخيمات في العالم.

وفي 22 من الشهر الجاري أصدر مرتزقة داعش رسالة إلى عناصره في جميع أنحاء العالم. ونشرت الرسالة الصوتية التي نقلها المتحدث باسم المرتزقة "أبو حمزة القرشي" عبر منابر المرتزقة على تطبيق المراسلة تليغرام.

وأشاد المتحدث بـما أسماها "انتصارات ومآثر" فرع المرتزقة في غرب أفريقيا وهنأه على "سحق فتنة الخوارج المتطرفين".

ووجه المتحدث رسالة إلى المرتزقة الأجانب المعتقلين لدى قوات سوريا الديمقراطية والقوات العراقية، داعياً المرتزقة للعمل على إخراجهم متعهداً بتنفيذ ذلك.

وفي خطوة غير معتادة، وعد القرشي بمكافأة مالية للمرتزقة الذين يغتالون القضاة وغيرهم من أعضاء القضاء الذين قال إنهم متواطئون في سجن أعضاء داعش.

'داعش يعيد تموضعه'

وحول ذلك قال الخبير في الجماعات الإسلامية مصطفى أمين: "لو أننا في موضع التقييم لداعش في الوقت الحالي سنجد أن التنظيم شهد ما يشبه حالة الكمون بداية من 2018 و2019 كان يحاول أن يوجد بشكل أو بآخر من خلال بعض العمليات المتفرقة لكن من الواضح أن عام 2020 كان له أثر مهم جداً في إعادة التنظيم للتموضع في جغرافيات جديدة والتوسع فيها".

وأضاف: "هذا ما رأيناه في وسط وغرب أفريقيا فهو تقريباً شبه مسيطر في هذه المناطق وأيضاً في مناطق في وسط آسيا وعلى رأسها باكستان وأفغانستان أو ما يسمى إقليم خورسان أصبح يوجه ضربات ناجعة في هذه المناطق ومنافس قوي لكل القوى المحلية الموجودة سواء طالبان أو القاعدة أو حتى الحكومات الموجودة في هذه الدول وهذه الجيوش".

وتابع أمين: "أيضاً حافظ على وجوده بشكل أو بأخر في سوريا والعراق من خلال الاستمرار في تكوين خلايا ومجموعات صغيرة وتوجيه ضربات مستمرة لقوات سوريا الديمقراطية وللحكومة السورية وفي مناطق عراقية عديدة، بشكل عام هو لجأ للكمون لفترة من خلال استراتيجية قائمة على عدم الكشف عن عناصره والتوسع بشكل أو بآخر في الانتشار على جغرافيات جديدة".

'تلكؤ المجتمع الدولي ساعد داعش'

وحول الظروف التي ساعدت على عودة نشاطه قال أمين: "ساعده في هذا تلكؤ المجتمع الدولي في مواجهته وعدم وجود استراتيجية واضحة لما بعد إسقاط جغرافية داعش وهذا دفع التنظيم للعودة مرة أخرى بهذا الشكل إذ نشهد في الوقت الحالي تنامياً واضحاً له في العديد من المناطق بالعالم، وهذا كان واضحاً في نبرة الثقة التي يتحدث بها أبو حمزة القرشي المتحدث باسم التنظيم في تسجيله الأخير ودعوته إلى تصعيد العمل الإرهابي من خلال استهداف القضاة ومحاولة إخراج سجناء داعش في المناطق السورية واستهداف القيادات العسكرية في مدن كبرى والتوسع في مناطق وسط وغرب أفريقيا".

'مرتزقة داعش الأجانب المعتقلين لدى قسد قنبلة موقوتة'

وحول خطورة مرتزقة داعش الأجانب لدى قوات سوريا الديمقراطية قال أمين: "قنبلة موقوتة وكانت الدعوة واضحة من جانب أبو حمزة القرشي للخلايا الموجودة هناك والتابعة للتنظيم لإخراجهم، وفي حال تم إخراج هذه العناصر سوف نجد موجات متتالية من العمل الإرهابي الدموي داخل المدن والقرى السورية والعراقية وأيضاً تصديرها إلى أوروبا. معظم هؤلاء تم إسقاط الجنسية عنهم وأصبحوا بلا مأوى بلا بلد بلا وطن، وبالتالي كل همهم هو إعادة التنظيم مرة أخرى وإعادة مكانتهم داخل التنظيم".

وأضاف: "في حال نجح التنظيم في إخراج هذه العناصر ستكون كارثة كبيرة على سوريا والعراق بشكل خاص وعلى العالم بشكل عام. معظم هذه القيادات كان لها مواقع إدارية مركزية داخل التنظيم قبل سقوطه جغرافياً، لديهم خبرات واسعة في القتال والعمل الإرهابي سواء في تفخيخ العربات أو التخطيط للاستيلاء على قرى أو مدن أو وضع استراتيجيات متعلقة بالتمويل ولهم خطورة هائلة في حال إطلاق سراحهم أو خروجهم من السجون بعد مهاجمتها من قبل التنظيم. هذه أزمة كبيرة وقنبلة ضخمة".

'استراتيجية دولية غير واضحة'

وحول دور المجتمع الدولي أكد أمين أن "المجتمع الدولي متلكئ، وساعد إلى حد كبير في عودة التنظيم مرة أخرى من خلال عجزه عن وضع استراتيجية واضحة لمواجهة داعش، عدم وضع آليات قانونية محددة لمحاكمة عناصر داعش والعمل بشكل جزئي من خلال دول في التعاطي مع أزمة المرتزقة الأجانب ورفضه عودة هؤلاء المقاتلين مرة أخرى لمحاكمتهم على أراضيهم لعدم وجود قوانين واضحة لمحاكمتهم. المجتمع الدولي عليه عبء كبير واستمراره في هذا الشكل سيؤدي إلى مزيد من التمدد والتوسع لداعش".

ورأى الخبير في الجماعات الإسلامية مصطفى أمين في ختام حديثه أن "إنشاء محكمة دولية في الشمال السوري هذا مقترح عظيم لكن أين سيسجن هؤلاء الأشخاص عددهم بالآلاف، وبالتالي لا مناص من عودتهم مرة أخرى إلى بلادهم ومحاكمتهم فيها هو هذا الحل الوحيد من خلال إيجاد آلية قانونية لهذا الأمر".

(ح)

ANHA