صحفيون: تركيا تسعى إلى تجميل صورتها لمواصلة جرائمها بحق شعوب المنطقة

أشار صحفيون في شمال وشرق سوريا إلى أن هدف تركيا من إدخال صحفيين مقربين منها إلى عفرين هو التغطية على جرائمها وتجميل صورتها أمام الرأي العام العالمي.

صحفيون: تركيا تسعى إلى تجميل صورتها لمواصلة جرائمها بحق شعوب المنطقة
الخميس 4 آذار, 2021   01:35
مركز الأخبار – أكرم بركات

وأدخلت تركيا صحفيين يعملان لدى صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية وإل موندو الإسبانية إلى مقاطعة عفرين المحتلة منذ 3 أعوام، حيث قاما بتحريف الحقائق بشكل فاضح في محاولة بائسة للتغطية على الجرائم التركية بحق سكان عفرين الأصليين.

منذ احتلال تركيا لمقاطعة عفرين في 18 آذار 2018، ارتكبت جرائم فظيعة بحق سكانها وحتى طبيعتها، وأولى هذه الجرائم هي جريمة الاحتلال، والثانية تهجير السكان قسرًا، ناهيك عن المجازر التي ارتكتبها إبان الهجوم الذي شُن في 20 كانون الثاني 2018، والثالثة توطين أسر المرتزقة في منازل المدنيين، ورابعًا تغيير ديمغرافية المدينة.

وبحسب الإحصائيات، فقد هُجّر أكثر من 300 ألف مدني منذ احتلال عفرين وإلى اليوم الراهن، ومازالت عملية التهجير مستمرة، والآن لا يتجاوز نسبة الكرد في عفرين 23%، وتعد هذه أكبر عمليات تغيير ديمغرافي تشهدها سوريا منذ بداية الأزمة عام 2011.  

وبحسب منظمة حقوق الإنسان عفرين-سوريا، فإنّ الاحتلال التركي ومنذ ثلاثة أعوام يسعى إلى تغيير هوية عفرين ومعالمها وصبغها بالهوية التركية، عبر تغيير أسماء الشوارع والميادين والمرافق العامة والمستشفيات ورفع العلم التركي فوق المدارس والمرافق العامة.

'اختطاف أكثر من (7343) مدني خلال ثلاث سنوات'

ووثقت منظمة حقوق الإنسان اختطاف أكثر من (7343) مدنيًّا خلال ثلاث سنوات من الاحتلال، وأنّ مصير أكثر من نصفهم ما يزال مجهولًا، ناهيك عن تعرض المدنيين الكرد للاختطاف المتكرر بغية طلب الفدية المالية، وهذا ما يصفه أهالي عفرين في الداخل بأنه أصبح "تجارة مربحة" لدى المرتزقة.

كما تم توثيق قتل70 امرأة، واغتصاب 68، وقتل أكثر من (604) مدنيًّا، منهم (498) قتلوا نتيجة القصف التركي و(82) قتلوا تحت التعذيب، وقطع ما يزيد عن (314400) شجرة زيتون وأشجار حراجية، وحرق أكثر من (11) ألف شجرة زيتون وأشجار حراجية متنوعة، وحرق ما يزيد عن ثلث المساحة المخصصة للزراعة والتي تقدر بأكثر من (11) ألف هكتار منذ احتلاله لعفرين وحتى الآن، والاستيلاء على الآلاف من منازل المدنيين المُهجّرين قسرًا، وتحويل العشرات منها إلى سجون ومعتقلات ومقرات تابعة لمرتزقة الاحتلال التركي.

جرائم الاحتلال التركي لم تقف هنا فحسب، بل طالت الأماكن والمواقع الأثرية، المدرجة على لائحة اليونيسكو، كـ "معبد عين دارا، والنبي هوري، وكهف الدودرية، وقبر مار مارون".

 كما حفر وجرف الاحتلال التركي أكثر من 70 تلة أثرية، وأكثر من 15 مزارًا دينيًّا لمختلف المذاهب والأديان، بالإضافة إلى تجريف العديد من المقابر وتحويل إحداها إلى سوق للماشية.

'تركيا تحاول إفشال مضامين تلك التقارير التي تجرم تركيا'

أوضح الصحفي الكردي، محمد بلو، أحد أبناء عفرين المحتلة، أنّ تركيا الآن تحت الضغط، نتيجة التقارير الأممية والمحلية التي تصدر عن عفرين، وتحاول إفشال مضامين تلك التقارير التي تجرّمها، عبر إدخال بعض الصحفيين الموالين لها، وقال: "أدخلت دولة الاحتلال التركي، مؤخرًا، صحفيين حاولوا تبييض وجه تركيا، والتغطية على جرائمها".

وبيّن أنه "لا يمكن التغطية على جرائم تركيا الفظيعة، ففي شهر شباط المنصرم تم اختطاف 52 شخصًا، وقطع قرابة 500 شجرة زيتون، وقمت بتوثيقها".

وقيّم بلو الوضع في عفرين منذ الاحتلال وحتى الآن، وقال: "منذ احتلال مدينة عفرين والمدينة تشهد وضعًا أمنيًّا مزريًّا، من عمليات تفجير كل يومين، وتشابك المجموعات الإسلامية فيما بينها لتقاسم المسروقات، والجرائم التي ترتكب بشكل مستمر".

وأشار بلو إلى أنّ تركيا لا ترغب ولا تسمح بدخول المنظمات الإنسانية ولا الصحفيين المستقلين إلى عفرين، كي لا تظهر فظاعة الجرائم المرتكبة هناك.

"جيش الاحتلال التركي ارتكب جرائم فظيعة بحق المدنيين العزّل"

الصحفي زانا دنيز كان يقوم بتغطية الهجمات التركية على عفرين، قال: "كان هناك عدد هائل من الصحفيين في مدينة عفرين، يعملون لصالح وسائل إعلام دولية ومحلية". وتابع: "لقد ارتكب جيش الاحتلال التركي جرائم فظيعة بحق المدنيين العزّل".

دنيز تطرق إلى السياسات التركية القذرة لتغطية جرائمها في عفرين: "أدخل الجيش التركي، منذ مدّة، عددًا من الصحفيين إلى مدينة عفرين، وقرأت تقاريرهم، إنها تفتقد إلى المصداقية، وليست موضوعية وبعيدة كل البعد عن قيم الإعلام".

ونوّه دنيز إلى أن الصحفيين أجروا لقاءات مع بعض الأهالي، وهؤلاء أكدوا أنهم قدموا من حلب وحمص وحماة وإدلب، ولكن الصحفي لم يسأل في تقريره أين هم سكان عفرين الأصليون؟، لم يتطرق إلى نزوح الآلاف قسرًا؟

 لم يكن يوجد ضمن التقرير شخص واحد من عفرين.

وأكد دنيز أن عفرين هي مدينة كردية منذ آلاف السنين، ونوّه: "التقرير بحد ذاته أكد على تغيير ديمغرافية عفرين".

'تركيا تسعى إلى تجميل صورتها من أجل مواصلة جرائمها في المنطقة'

أعاد هيبار عثمان، مراسل قناة الحرة، والمدير التنفيذي لشبكة الصحفيين الكرد السوريين، ومن الصحفيين الذين غطوا مقاومة العصر في عفرين، بعض جرائم تركيا إلى الأذهان، وقال: "قُتل المدنيون أثناء هجمات دولة الاحتلال التركي على عفرين، وتم استهداف الأماكن الأثرية في عفرين بشكل ممنهج، لقد ارتكبت تركيا جرائم حرب في عفرين".

وأشار عثمان: "لقد قمت بتصوير تمثال الأسد البازلتي الأثري في عين دارا، والآن نقوم بالبحث عبر الأقمار الصناعية، لنلاحظ إن تركيا قد سرقت التمثال"، وبيّن أن من أكبر جرائم الحرب التي ترتكبها تركيا الآن في عفرين هي عملية التغيير الديمغرافي، ناهيك عن التهجير القسري.

'مكونات عفرين مهددة'

وأوضح أن مكونات عفرين مهددة " فقد تم تدمير مزارات الإيزيديين وإجبارهم على اعتناق الدين الإسلامي"، وتابع: "نزح حتى الآن أكثر من 75 ألف إيزيدي، وقرابة ألف مسيحي من عفرين هربًا من جرائم الاحتلال التركي، ناهيك عن المُهجّرين الموجودين الآن في الشهباء".

ونوّه عثمان إلى أن تركيا الآن تحاول تجميل صورتها أمام الرأي العام عبر إدخال صحفيين، وقال: "تركيا تحتاج إلى دعاية إعلامية من أجل مواصلة سياساتها في المناطق، لذلك أدخلت صحفيين لتغيير الحقائق".

وقال عثمان: "يجب أن نسأل الآن أين هم سكان عفرين الأصليون؟، بحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن أكثر من 180 ألف شخص تم تهجيرهم من عفرين قسرًا".

وأكد عثمان عدم قدرتهم على الدخول إلى عفرين، وقال: "أثناء هجمات تركيا على عفرين كان هناك صحفيون يغطون من طرف تركيا، من أجل تبييض وجهها أمام الرأي العام، وكان يتم التستر على الجرائم التي تُرتكب".

وتطرق عثمان إلى تعرضهم عدّة مرات لاستهداف مباشر من قبل الجيش التركي ومرتزقته على طول خطوط التّماس، وقال: "تم اعتقال عدد من زملائي في إحدى خطوط التّماس، وتم نقلهم إلى معتقلات مرتزقة تركيا في حوار كلس".

(م)

ANHA

<iframe width="560" height="315" src="https://www.youtube.com/embed/1TIoH6G17tw" frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen></iframe>