مخاطر مناورات ترامب السورية.... لا أحد يريد معتقلي داعش
بعد شهر من إعلان الرئيس دونالد ترامب أنه سيسحب القوات الأمريكية من سوريا، لا يمكن الإجابة على سؤال حرج حول الأمن العالمي: ماذا تفعل بمئات من مقاتلي داعش وعائلاتهم - بما في ذلك الأوروبيون والأميركيون - الذين تحتجزهم قوات سوريا الديمقراطية في أماكن مؤقتة ؟.

مركز الأخبار
في تقرير لوكالة بلومبيرغ الأمريكية تتحدث فيه عن مخاطر معتقلي داعش لدى الإدارة الذاتية في شمال سوريا، حيث يقدر المسؤولون الأمريكيون أن هناك 800 سجين يحتاجون إلى التعامل معهم في سلسلة من السجون التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية.
وتقول رئيسة المجلس التنفيذي لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد، إن عدد أفراد عائلات المقاتلين الذين تم أسرهم قد يصل إلى 4000.
وتوضح إلهام أحمد "لا أحد يريد أن يأخذهم"، وبينما يحاول ترامب الوفاء بتعهد حملته بإخراج أمريكا من حروب الشرق الأوسط المستعصية، أصبح السجناء عقبة كأداء، أحد الأسباب التي جعلت الإدارة تتراجع عن الوعد الذي قطعه الرئيس في ديسمبر بالانسحاب السريع.
ويقول سيث جونز، مدير مشروع التهديدات العابرة للحدود الوطنية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، لوكالة بلومبيرغ عندما سئل عن سجناء داعش "هذه قضية خطيرة يجب معالجتها بسرعة".
وهناك بعض التقارير تفيد ونقلاً عن مصادر في الإدارة الأمريكية طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، أن الولايات المتحدة تفضل الدول التي جاء منها مقاتلو داعش في الأصل لتحمل المسؤولية عنهم.
وتقول الوكالة إن معظم الحكومات الأجنبية مترددة في القيام بذلك. حيث يخشى البعض من أن "الإرهابيين" العائدين يمكنهم إضفاء الطابع الراديكالي على زملائهم في السجن. وإسكانهم بشكل منفصل يمكن أن يجهد الموارد والنظم القانونية. وهناك سؤال حول ما يجب فعله مع زوجاتهم وأطفالهم.
غوانتانامو؟
قالت إلهام أحمد لوكالة بلومبيرغ "من بين مئات من مرتزقة داعش المسجونين لدى ق س د، هناك 10 مواطنين أمريكيين، وإن الولايات المتحدة لا تطلب منهم العودة. ورفض البيت الأبيض تقديم تحديث بشأن خطط الولايات المتحدة".
وتشير الوكالة إلى أن روسيا استأنفت في ديسمبر/كانون الأول برنامجًا لإعادة أطفال مرتزقة داعش الذين تم سجن أمهاتهم في السجون وإعادة لم شملهم مع أفراد عائلات آخرين.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها مستعدة للعودة المحتملة لمواطنيها ممن انضموا لداعش، بعد أن ذكرت قناة BFM أن 130 مواطناً فرنسياً يمكن إعادتهم من سوريا. وحكمت محكمة بلجيكية أيضا لصالح إعادة هؤلاء الإرهابيين.
وتضيف الوكالة "يقوم المسؤولون الغربيون بتعويم مجموعة من الخيارات للسجناء. يمكنهم البقاء حيث هم، مع بعض المساعدات الإضافية إلى الإدارة الذاتية؛ أو إرسالهم إلى بلدانهم الأصلية أو إلى أطراف ثالثة على استعداد لإدانتهم. وتفكر الولايات المتحدة في نقل بعض المقاتلين الأكثر صلابة إلى المعسكر العسكري الأمريكي في خليج غوانتانامو بكوبا، حيث لا يزال مرتكبو هجمات 11 سبتمبر".
وتشير الوكالة إلى أن أحد البدائل هو إنشاء محكمة دولية تعرض مقاتلي داعش للمحاكمة قبل إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية. حيث يمكن للمحكمة أن تساعد في تحديد أي السجناء هم أعلى خطراً.
وتقول إيلينا سوبونينا، وهي خبيرة في شؤون الشرق الأوسط في موسكو، للوكالة الأمريكية "قد تكون ضرورية في نهاية المطاف، لأن داعش هو تنظيم عابر للحدود، والسجناء ينحدرون من العديد من البلدان. ولكن من الصعب تنفيذها الآن لأن سوريا لم تستقر بعد، كما تقول. من بين الممثلين الذين سيتعين عليهم التعاون في مثل هذه الخطة، لا تزال الخلافات كبيرة جدًا".
(كروب/ن ح)
ANHA