طفلان توأم يعبران عن معاناة التهجير والاحتلال بإلقاء القصائد

طفلان توأمان تجرعا مرارة النزوح والحرمان والمعاناة نتيجة الحرب الدائرة في سوريا عامة ومدينتهم الباب بشكل خاص، يعبران عن الشوق والحنين للديار التي  هُجّروا منها على يد مرتزقة داعش والاحتلال التركي، وذلك عبر قصائدهما التي تصدح بها حناجرهما الطفولية متحديةً همجية الاحتلال.

طفلان توأم يعبران عن معاناة التهجير والاحتلال بإلقاء القصائد
طفلان توأم يعبران عن معاناة التهجير والاحتلال بإلقاء القصائد
طفلان توأم يعبران عن معاناة التهجير والاحتلال بإلقاء القصائد
طفلان توأم يعبران عن معاناة التهجير والاحتلال بإلقاء القصائد
طفلان توأم يعبران عن معاناة التهجير والاحتلال بإلقاء القصائد
طفلان توأم يعبران عن معاناة التهجير والاحتلال بإلقاء القصائد
الأربعاء 30 كانون الثاني, 2019   06:46

شريف العابو - شيلان محمد/منبج

ولد التوأم تاج الدين العابو وسراج الدين العابو في مدينة الباب عام2010م، يسهل تمييزهم عن بعضهم لعدم وجود تشابه كبير بينهم، تهجرا مع عائلتهما من مسقط رأسهما مرات عديدة تجنباً للويلات التي عصفت بمدينتهم، والآن يقيمون في بلدة العريمة التي حررها مجلس الباب العسكري من مرتزقة داعش.

يعيش التوأم تاج وسراج الآن في بلدة العريمة شرقي مدينة الباب بـ20 كم تقريباً، ويبلغان من العمر 9 سنوات هم كأقرانهم بالعمر من الأطفال في سوريا الذين ولدوا مع ولادة الحرب في سوريا وكبروا معها في ظل رحلة نزوح، يتخلل رحلة النزوح تلك مئات المشاهد والقصص عن القصف والدمار وفقد الأهل والديار.

وحمل تاج وسراج من كل موقف عايشوه خلال رحلة النزوح التي لم تنتهي بعد قصيدة كتبتها والدتهم، اذ أنهما أجادا إلقاء القصائد الشعرية التي تكتبها والدتهم فاطمة وهم في عمر السادسة، وكتبت القصائد باللغة العربية الفصحى وباللهجة العامية أيضاً.

وتدور مجمل القصائد التي يلقيها التوأمان عن الشهداء، المقاومة وتحدي الاحتلال التركي، والدعوة لوحدة المكونات، والشوق للديار، الحنين للأهل المهجرين، وكان الظهور الأول لتاج وسراج في إلقاء الشعر خلال مشاركتهما في خيمات الاعتصام ضد الاحتلال التركي في مدينة منبج وريفها.

وخلال لقاء وكالتنا مع التوأم أشار تاج الدين إلى الارتباك الذي كان ينتابه في بداية إلقائه القصائد إلى أنه سرعان ما بات أمراً عادياً بالنسبة له، وألقى قصيدة شعرية تروي معاناة أطفال سوريا  في المخيمات بعنوان "أطفال الخيام" وكتبت القصيدة باللغة العربية الفصحى.

وأكد تاج أنه يسعى من خلال إلقاء القصائد إلى إيصال رسائل للعالم عما يعيشه الأطفال في ظل الحروب، وتشير أبيات القصيدة التي ألقاها إلى السلام الدولي المزعوم في حين ما زال الأطفال تحت الخيم:

كثر الحديث عن السلام***ولم نجني غير الكلام

قد طال مكوثنا بالخيام***هل بدلوا غراباً بالحمام

الحر أذاب رؤوسنـــا***والبرد قد نخر العظام

ومن بعده تحدث توأمه سراج الدين ولفت إلى أنه بدأ في كتابات نثرية كخطوة له في السعي لأن يكتب القصائد الشعرية بدلاً من الاكتفاء بإلقائها، وأشار إلى أن الشعر الذي يلقيه نابع من الواقع الذي يعيشونه كشعب سوري عانى من ويلات الحرب، كما أنه يقرأ كتباً لشعراء ليلبي شغفه.

وألقى سراج الدين قصيدة بعنوان "سوريا إلنا"، وهي قصيدة تؤكد على مقاومة الاحتلال التركي والتضحية في سبيل الوطن:

يا أرض بلادي بدم الشهدا مروية

ما نخاف الأعادي ولا نركع لتركيا

حنى أهل البلد أصحاب أرض وهوية

سوريا للسوريين هم أولى بأراضيا

بس إنت يا تركي مين؟ واش لك إنت فيا؟

أرضي وقدم الروح تفداها هدية

واش هو بعد الروح؟ الوطن غالي عليا

وألقى سراج قصيدة أخرى تحكي أحداث الهجمات المتكررة التي تعرضت لها مدينة الباب من قصف النظام السوري والطيران الروسي كما ارتكبت مرتزقة داعش مجازر بحق المدنيين عندما سيطرت على مدينة الباب وتلاها قصف الاحتلال التركي والتي نتج عنها استشهاد مئات المدنيين.

وتسلط القصية الضوء على منزل قصف ومات أهله ورحل من نجى منهم :

مريت بدياركم ولقيتها خالي

احترت أبكي عليكم ولا أبكي على حالي

وبكل زاوية بالبيت طيفك ترا والي

واحجار البيت تعن تقول: شوف إش جرى لي

قلت لها: لا أسف على رخيص مادام راحوا الغوالي

واختتم سراج الدين جملة قصائده بقصيدة تروي أحداث  قصف الاحتلال التركي الهمجي على مدينة الباب والتي راح ضحيتها المئات من المدنيين، ومن ضمنهم عائلة عمه المؤلفة من عمه الأكبر وأبناءه وأحفاده، وكان عددهم 13 شخصاً استشهدوا جميعهم جراء قصف تركي طال منزلهم.

ويذكر خلال القصيدة أسماءهم، والقصيدة بعنوان "دمعي نبع زمزم" وزمزم هو اسم الحي الذي ماتت فيه عائلة عمهم من حيث تنحدر عائلتهم كلها:

أنا لبكي على الباب***كل العمر مندم

لو أبلل شوارعها من***الزهرة لزمزم

زمزم يا جرح القلب***لا يلوى ولا يلتئم

خربت ديار الأهل***وروى ترابك دم

ويتمنى التوأم تاج وسراج الأمن والسلام لكل أطفال سوريا والعالم، واصطحبنا التوأم لجانب المنزل حيث زرعا وردة جورية داخل مقذوف مدفعي من مخلفات القصف التركي والذي سقط بجانب سكنهم في بلدة العريمة في أثناء استهداف الاحتلال التركي بلدة العريمة بالقذائف، مشيران إلى أنهما زرعا بداخلها وردة لأنها رمز السلام ولتبقى شاهدة على همجية الاحتلال.

ANHA