السياسيون والاستخبارات ضد ترامب في مجلس الشيوخ وماي تنجح بتوحيد حزبها

يسود الداخل الأميركي صراع بين ساسة مجلس الشيوخ من جهة والرئيس ترامب من جهة حول سياسته الخارجية وأهمها الانسحاب من سوريا حيث تحدى زعيم المجلس ترامب باقتراحه تعديل تشريعي لقرار الانسحاب المتهور, فيما نجحت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أخيراً في توحيد حزبها بشأن الموقف من بريكست.

السياسيون والاستخبارات ضد ترامب في مجلس الشيوخ وماي تنجح بتوحيد حزبها
الأربعاء 30 كانون الثاني, 2019   06:58

مركز الأخبار

تطرقت معظم الصحف العالمية صباح اليوم إلى الخلاف بين الساسة الأميركيين  وترامب حول سياسته الخارجية بالإضافة إلى أزمة البريسكست وفنزويلا، وإلى العرض الروسي لكوريا الشمالية ببناء محطة نووية.

زعيم مجلس الشيوخ الأمريكي يتحدى ترامب بشأن الانسحاب من سوريا

تناولت الصحف العالمية صباح اليوم عدة مواضيع أهمها تداعيات قرار ترامب بالانسحاب من سوريا على الداخل الأميركي وفي هذا السياق قالت صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية  "يتحدى ميتش ماكونيل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ، قرار دونالد ترامب بسحب القوات من سوريا وأفغانستان من خلال تقديم تعديل تشريعي ضد "الانسحاب المتهور".

وقال ماكونيل الذي تحدث في قاعة مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء إنه يقترح تعديلاً على مشروع القانون المدعوم من الحزبين "تعزيز الأمن الأمريكي في الشرق الأوسط" الذي يحذر من الانسحاب من سوريا أو أفغانستان.

ويعتبر تحرك ماكونيل النادر ضد الرئيس اعتراف بخطورة الانسحاب السريع، وتسليط الضوء على الحاجة إلى المشاركة الدبلوماسية والحلول السياسية للصراعات الأساسية في سوريا وأفغانستان.

جوقة متزايدة من النقاد الجمهوريين لسياسة ترامب الخارجية

وفي سياق متصل قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية "يرى الساسة الأمريكيين أن الانسحاب من سوريا وأفغانستان سيكون بمثابة كارثة وأن كوريا الشمالية لا يمكن الوثوق بها ومرتزقة داعش لا يزالون  يشكلون تهديدًا لأميركا وأن روسيا".

وتوضح الصحيفة "بعد أكثر من عامين من إدارته، نادراً ما كان الانفصال بين الرئيس ترامب والمؤسسة الجمهورية حول السياسة الخارجية صارخاً لكن في الأيام الأخيرة، كان مستشاري الرئيس وحلفاؤه يتراجعون، متحدين رؤيته للعالم ووصفه لمشاكله".

شهادة قادة المخابرات حول التهديدات العالمية تسلط الضوء على الخلافات مع الرئيس

وبدورها صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية  قالت "أعطى رؤساء الاستخبارات لدى إدارة ترامب ، بقيادة دان كوتس ، العضو الجمهوري السابق في مجلس الشيوخ ، تقييمًا مختلفًا بشكل جذري عن التهديدات الدولية التي تواجه الولايات المتحدة من تهديدات الرئيس. وحذروا من جهود روسية جديدة للتدخل في الانتخابات الأمريكية، وتوقعوا أن كوريا الشمالية لن توافق أبداً على التخلي عن أسلحتها النووية، وأوضحت أن داعش لا تزال تتآمر لشن هجمات في جميع أنحاء العالم. ولم يشيروا إلى الأولوية الأمنية العليا للسيد ترامب في بناء جدار على طول الحدود الجنوبية الغربية".

وقال أكبر مسؤول في المخابرات الأمريكية أمام لجنة في مجلس الشيوخ الثلاثاء خلال جلسة شددت أيضا على المسافة بين المخابرات الأمريكية أن الصين وروسيا تعملان معا لتحدي القيادة الأمريكية في العالم وتقويض الحكومات الديمقراطية وتحقيق التفوق العسكري والتكنولوجي على الولايات المتحدة.

 وقال دانيال كوتس مدير المخابرات القومية في تصريحاته التي أعدت أمام لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الأمريكي ، إن الخصمين الأمريكيين "أكثر تناغمًا من أي وقت مضى منذ منتصف الخمسينات"، على ما يبدو أنهما يدعوان إلى الحرب الباردة  لتحذير المشرعين من المخاطر الاستراتيجية التي تشكلها الصين وروسيا.

وانضمت مديرة وكالة المخابرات المركزية جينا هسبل ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالية كريستوفر أوريه ومسؤولون كبار آخرون إلى كوتس في مناقشة شملت مجموعة كبيرة من تحديات الأمن القومي.

تركيا تتحدى أمريكا، وإيران ملتزمة بالاتفاق النووي

فيما تحدثت مجلة "لتايم" الأمريكية عن اعتبار  مدير الاستخبارات القومية الأمريكية، دان كوتس، أن السلطات التركية تسعى إلى تحدي الولايات المتحدة في المنطقة، مشدداً على أن العلاقات بين البلدين تزداد صعوبة.

وقال كوتس، في كلمته  الثلاثاء خلال جلسة استماع في لجنة الاستخبارات لمجلس الشيوخ التابع للكونغرس الأمريكي "تمر تركيا، وفق تقديراتنا، بتحول في هويتها السياسية والقومية، الأمر الذي سيعقد إدارة العلاقات بين واشنطن وأنقرة خلال السنوات الـ5 المقبلة".

وأوضح كوتس: "الطموحات الإقليمية لتركيا وعدم ثقتها بالولايات المتحدة بالإضافة إلى ارتفاع مستوى تسلط زعمائها تزيد من صعوبة العلاقات الثنائية وتعزز استعداد أنقرة لتحدي أهداف سياسات واشنطن في المنطقة".

وبالنسبة لإيران قالت مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) جينا هاسبل إن إيران لا تزال ملتزمة شروط الاتفاق النووي المبرم عام 2015 رغم انسحاب واشنطن منه.

وأضافت أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ "في الوقت الحاضر هم (الإيرانيون) ملتزمون من الناحية الفنية" الاتفاق الذي أبرمته إيران مع أطراف دوليين.

وأضافت "أعتقد أن أحدث المعلومات تشير إلى أن الإيرانيين يفكرون في اتخاذ خطوات تقلل من التزامهم الاتفاق في إطار مساعيهم للضغط على الأوروبيين لتقديم المزايا الاستثمارية والتجارية التي كانت إيران تأمل في الحصول عليها نتيجة الاتفاق".

حزب المحافظين وبريكست

أما صحيفة "آي" البريطانية قالت في مقالها أن رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، نجحت أخيراً في توحيد حزبها بشأن موقفها من بريكست، مضيفة أن المشكلة الوحيدة الآن أن هذا الاتفاق غير موجود.

و أنه ينظر إلى التعديلات العديدة المطلوبة على اتفاق بريكست، التي عرضتها ماي، على أنها فرصة للحصول على اتفاق "بريكست أكثر سلاسة" لاسيما بعد الهزيمة التاريخية لماي في مجلس العموم الشهر الماضي.

و إن بعد نجاح خطة ماي في البرلمان والقبول بدعم إجراء تعديلات، فإن رئيسة الوزراء قد تجادل بأن المعضلة في التصديق على اتفاق بريكست هو الخلاف بشأن ترتيب الحدود مع إيرلندا.

أزمة فنزويلا

ونشرت التايمز بدورها مقالاً بعنوان "استخدام القوة في فنزويلا سيحتاج إلى 25 ألف جندي أمريكي".

وأوضح كاتب المقال أن الرئيس الأمريكي يقول إن "جميع الحلول مطروحة على الطاولة"، كما أن مستشاره الأمني التقطت له صورة وفي يده ورقة كتب عليها "خمسة آلاف جندي إلى كولومبيا"، جارة فنزويلا وحليفة الولايات المتحدة.

ويتساءل كاتب المقال عن مخططات البنتاغون في حال قرر استخدام القوة العسكرية لإزاحة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول رسمي سابق في وزارة الدفاع الأمريكية قوله إن العملية العسكرية في فنزويلا ستحتاج ما بين 25 ألف إلى 30 ألف جندي أمريكي، مضيفاً أن حجم العملية ونجاحها سيعتمد على ولاء القوات العسكرية الفنزويلية للرئيس مادورو.

وأضاف أنه لا بد من حصول تأييد لهذه العملية أيضاً من قبل الدول المجاورة لفنزويلا، وأن تكون لديهم رغبة في المشاركة في العمل على تنحية مادورو من منصبه.

وأردف أن كولومبيا أكدت عدم رغبتها في المشاركة في مثل هذه العملية، أو حتى دعمها، إلا أن البرازيل التي تسعى حالياً لنيل رضى الولايات المتحدة سيكون لها موقفاً آخر.

روسيا عرضت سراً على كوريا الشمالية محطة للطاقة النووية  

صحيفة "واشنطن بوست" قالت "قدم المسؤولون الروس اقتراحاً سرياً لكوريا الشمالية في الخريف الماضي بهدف حل المفاوضات المتعثرة مع إدارة ترامب بشأن برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، حسبما قال مسؤولون أميركيون على دراية بالمناقشات".

وأضافت الصحيفة "في مقابل قيام كوريا الشمالية بتفكيك أسلحتها النووية والصواريخ البالستية ، عرضت موسكو على البلاد إنشاء محطة للطاقة النووية وكان العرض الروسي ، الذي عرفه مسؤولو الاستخبارات في أواخر عام 2018 ، بمثابة محاولة جديدة من جانب موسكو للتدخل في المحادثات النووية عالية المخاطر مع إعادة تأكيد نفسها في سلسلة من النقاط السياسية من الشرق الأوسط إلى جنوب آسيا إلى أمريكا اللاتينية".