لنعش حياةً حرة...قالها شرفان وهو يسير على درب الشهادة

متى سنعيش حياة حرة...قالها شرفان حسكة بينما كان يواصل القتال وجرح  رصاصة ما تزال في قدمه عالقة، أراد أن يفعل كل شيء يساهم في تحقيق الحرية للوطن، وعلى طريق حلمه ذاك استشهد تاركاً وراءه ذكرى نضال ومقاومة.

لنعش حياةً حرة...قالها شرفان وهو يسير على درب الشهادة
لنعش حياةً حرة...قالها شرفان وهو يسير على درب الشهادة
لنعش حياةً حرة...قالها شرفان وهو يسير على درب الشهادة
لنعش حياةً حرة...قالها شرفان وهو يسير على درب الشهادة
لنعش حياةً حرة...قالها شرفان وهو يسير على درب الشهادة
لنعش حياةً حرة...قالها شرفان وهو يسير على درب الشهادة
لنعش حياةً حرة...قالها شرفان وهو يسير على درب الشهادة
لنعش حياةً حرة...قالها شرفان وهو يسير على درب الشهادة
لنعش حياةً حرة...قالها شرفان وهو يسير على درب الشهادة
8 حزيران 2018   01:15

شيندا أكرم/الحسكة

قصص نضال كثيرة أبداها أبناء روج آفا في ثورتهم لم تروى بعد بانتظار أن يكشف الغطاء عنها لتعطي رسائل مقاومة وتوضح ملامح التاريخ الذي يرسم مع مضي كل يوم من أيام الثورة.

نتحدث اليوم عن قصة أحد شهداء الثورة ورموزها، عبدالرحيم حسو أو كما عرف باسمه الحركي شرفان حسكة، إذ أن تفاصيل حياته النضالية تحمل في ثناياها عبراً ودروساً قل نظيرها، سنحاول التعمق في تلك التفاصيل.

روح المسؤولية صفته منذ الصغر

بدأ عبدالرحيم مسيرته في الحياة من قرية تولي التابعة لمقاطعة الحسكة في إقليم الجزيرة، شقيقاً لتسعة أشقاء (7 شباب و 4 شابات)، سكنوا في تل تمر لينتقلوا إلى الحسكة عام 1980 لإدارة أمورهم الحياتية هناك.

لطالما تميز عبدالرحيم بروحه المرحة وسرعة بداهته في العمل والدراسة، درس حتى المرحلة الابتدائية، لكنه لم يكمل الدراسة بسبب ممارسات النظام البعثي الذي  طالما ضيق الخناق على أبناء الشعب الكردي ولم يفتح لهم مجال العمل بعد إكمال الدراسة.

وهو في عمر الثانية عشرة بدأ بالعمل في أعمال البناء، وذلك بعدما ترك الدراسة، ليذهب بعدها إلى الخدمة الإلزامية في الجيش السوري وهو بعمر الـ19 وبعد إنهائه الخدمة عمل مع أشقائه في سوق الهال.

والدة الشهيد شرفان، ترفة تتحدث عن نجلها وتقول أنه "كان سريع البديهة، وصديق لكل الأصدقاء، ترك المدرسة، دائما كان يساعد أشقائه في إدارة المنزل، وكان كلما يشتري بدلة يلبسها لأصدقائه قبل أن يرتديها، ابتسامته لم تفارق شفتيه أبداً، ويدخل المرح في قلب كل من تعرف عليه".

الانضمام إلى الثورة

وبينما كان عبدالرحيم منشغلاً بالعمل لإعالة العائلة، تأتي ثورة روج آفا لتحط بأوزارها، ليأتي في أحد الأيام في زيارة لشقيقته ويفصح لها عن رغبته في الانضمام إلى الثورة.

وبعد أن أخبر عائلته، انضم الشاب إلى الثورة ليبدأ مسيرة حياة جديدة، ولكن هذه المرة كان النضال فيها ليكون بخدمة الوطن والشعب.

ويستذكر "جكر" وهو رفيق درب عبدالرحيم أنه في بداية تأسيس وحدات حماية الشعب، كان عملهم يتم بالسرية، حتى أن مجموعة منهم ذهبت لتلقي التدريب وعادت ولم يعلم أحد بذلك الأمر.

لم يبدأ شرفان(الاسم الحركي للمناضل عبدالرحيم بعد انضمامه للوحدات) رحلته الثورية بتولي مهام بسيطة، فقد سعى للتموضع في الأماكن التي تتطلب المزيد من الجهد، لذا انضم إلى المجموعات الخاصة المسماة حينها "الكتائب المتحركة"، وهي مجموعات تكون على أهبة الاستعداد للتوجه إلى أي مكان يشهد معاركاً.

يقاتل بالرغم من إصابته

شارك شرفان بعد انضمامه إلى "الكتائب المتحركة" في العديد من المعارك ضد جبهة النصرة، إلى أن هاجمت المرتزقة إحدى نقاط تمركز وحدات حماية الشعب في قرية تل بيدر، وكان الشهيد شرفان وستة من رفاقه متواجدين في تلك النقطة، حاربوا المرتزقة وفي تلك الاشتباكات أصيب شرفان في قدمه.

بعد 10 أيام من إصابته في القدم، بدأت الحرب بين وحدات الحماية ومرتزقة جبهة النصرة في حملة السد في الحسكة وعندما سمع شرفان بذلك كان في المنزل، فسارع بجمع لوازمه وحمل سلاحه ليذهب، وبالرغم من معارضة والدته ذهب شرفان للمشاركة في تلك المعارك.

وبينما كان يقاتل في الحملة، كان يردد على الدوام مخاطباً رفاقه، "متى سيصبح كردستان حرة لنعيش حياة حرة آمنة، هذه الثورة فرصة لنا لنتخلص من ظلم الأنظمة الحاكمة لمئات السنين، يجب علينا العمل لضم قدر كبير من الشباب إلى الثورة كي ننال ما نريده".

مهمته الأخيرة

ولأنه كان يتواجد في ساحات المعارك على الدوام، عاد إلى جبهة سري كانية لمحاربة مرتزقة النصرة، وبينما كانت سريه كانيه محررة حديثاً من مرتزقة جبهة النصرة، تواجد شرفان فيها للمشاركة في حمايتها من المرتزقة الذين لم يكونوا بعيدين كثيراً عنها.

وفي ليلة الـ21 من آب عام 2013، شنت مرتزقة جبهة النصرة هجوماً انتقامياً على نقاط وحدات الحماية في سريه كانيه بدعم من الحكومة التركية التي أدخلتهم عبر حدودها ومن المعبر الحدودي بشكل صريح ومكشوف.

لكن قبل الهجوم بساعات قليلة، ذهب شرفان ورفيقه سرحد في مهمة قريبة من المعبر الحدودي لكن ألغاماً أرضية انفجرت بهما ما أدى إلى استشهادهما على الفور.

وفي صباح اليوم التالي، اندلعت اشتباكات قوية بين الوحدات ومرتزقة النصرة الذين فشلوا في هجومهم. ويقول رفيق درب شرفان، رياض بأنهم لم يعلموا بأمر استشهاد شرفان وسرحد قبيل الهجوم إلا بعد صده.

ولم تكن لعائلة المناضل عبدالرحيم حسو الاسم الحركي شرفان حسكة إلا أن تواصل المسيرة التي بدأها ولدهم، حيث أعطى أحد أشقاء شرفان عهد الانتقام لشقيقه خلال مراسم تشييعه معلناً انضمامه لوحدات حماية الشعب ليحمل السلاح الذي تركه شرفان من خلفه.

(ج)

ANHA