كيف يمكن لإيزيديي وعلويي عفرين تأدية طقوسهم الدينية بعد اليوم ؟!
حرمت تعديات الاحتلال التركي ومرتزقته على مقاطعة عفرين أبناء الطائفة العلوية والديانة الإيزيدية من تأدية طقوسهم الدينية بعدما اضطروا للخروج من قراهم، إضافةً لتدمير مزاراتهم المقدسة، ليتساءل الجميع كيف يمكن لأبناء المكونين تأدية طقوسهم بعد اليوم؟.
فيدان عبد الله / عفرين
عرفت مقاطعة عفرين بالحياة الاجتماعية والتنوع الثقافي والديني بعيداً عن التفرقة العنصرية والنبذات الطائفية، ليخيم جيش الاحتلال التركي ومرتزقته ظلاماً دامساً على أهالي عفرين، وتدمير الأماكن المقدسة واندثارها إلى أن بات الوضع مزرياً للأهالي، وكيف يمكنهم إيفاء عبادتهم بعد انتهاكات الغزو التي طالت ديانتهم.
تتواجد في عفرين 22 قرية يعيش فيها حوالي 25 ألف مواطن إيزيدي، وينتشرون في قرى "باصوفان - فقيرا - علي قينا - قسطل جندو- قيبار - غزاوية - برج عبدالو - قطمة - عين دارا - ترندة - سينكا - كفر زيت - إيسكا – شادير- كيمار - جقلا - أشكا شرقي - باعي - قجوما - قيلة ومدينة جندريسة".
أضفى الإيزيديون صفة التقديس على العديد من الأماكن والمواقع القديمة وضموها إلى طقوسهم، ويقصدون العديد من المزارات الدينية التي يقدسونها حسب معتقداتهم، يمارسون الطقوس ويقدمون الأضاحي بغية تحقيق أمنياتهم، وتقع ضمن نطاق القرى الإيزيدية ويتبرك بها الإيزيديون والمسلمون على حد سواء، ويؤدون بجوارها ذات الطقوس والعادات مثل إشعال القناديل أمامها في ليلتي الجمعة والأربعاء.
كما أن الآلاف من العلويين يعيشون في عفرين ويتوزع القسم الأكبر منهم في مركز ناحية موباتا، ونظراً لإيمانهم بالمزارات المقدسة والتي لا يزالون يقصدونها لأغراض متعددة وفق طقوس محددة عادة ما تتضمن تقديم القرابين أمام المزارات المقدسة أيام الأربعاء أو الجمعة بحسب الهدف المقصود من الطقس والمطلب الكامن وراءه.
ومع اشتداد وتيرة هجمات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابيون على مقاطعة عفرين كانت قرى ومعابد الإيزيديين والعلويين أولى مستهدفات قصف العدوان التركي، وتسبب باحتلال تركيا لكافة القرى الإيزيدية وشرد سكانها خوفاً من تكرر التاريخ التركي الحافل بإبادة الإيزيديين والعلويين.
يتمركز الآن العلويون والإيزيديون في مقاطعة الشهباء وأكثرهم متواجدين في قرى كفر ناصح، كفرنايا، تل رفعت، فافين ومخيم برخدان.
يواجهون في المنطقة حالة مأساوية بانتهاك الاحتلال التركي حقوقهم وهم محرومين من تأدية طقوسهم الدينية وزيارة مزاراتهم ومعابدهم المقدسة كغيرهم من الطوائف والأديان نظراً لعدم تواجدها كالمساجد في مقاطعة الشهباء ، كما أنهم وعن طريق بعض مصادر موثوقة تأكدوا أن أماكنهم المقدسة تعرضت جميعها للتخريب على يد مرتزقة الاحتلال التركي ويكرر هذا المشهد حال الإيزيديين والعلويين في مناطق سيطرت عليها مرتزقة داعش وخاصة شنكال.
كيف يمكن للإيزيديين والعلويين تأدية طقوسهم الدينية وزيارة مزاراتهم المقدسة لديهم بعدما دمر الاحتلال التركي كافة مقدسات المكونيين، سؤال يطرحه الإيزيديون والعلويون على ذاتهم منذ أن جاؤوا لمقاطعة الشهباء وما من أذن صاغية تهتم بحقوقهم الدينية وتعترف بالمبادئ الإنسانية التي يتوجب من الاحتلال التركي الالتزام به.
وفي هذا السياق تحدثت لوكالة أنباء هاوار ANHA المواطنة الإيزيدية عائشة سيدو "لم يتسنى لنا مداواة جرحنا في شنكال بعد ليكرر الاحتلال التركي جرائمه الإرهابية بحقنا في عفرين، ودفاعاً عن أرضنا قدمنا الغالي والنفيس لنحمي عفرين إلا أن الطائرات لم ترحم أحداً وأجبرتنا على التوجه إلى الشهباء".
وناشدت عائشة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بوضع حد لانتهاكات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابيين بحق مكونات الشعب السوري.
وبدورها قالت المواطنة العلوية هيفي سليمان أنهم وبعد أن أجبروا على الخروج من عفرين لا يستطيعون تأدية طقوسهم الدينية وأن هذا الاحتلال التركي يهدد حياة العلويين والإيزيديين كما أنه يحاول طمس الثقافتين كون تركيا تفرض الإسلام على الجميع وهي حتى الآن لم تعرف شيئاً عن الإسلام وقيمه مع الآخرين".
(سـ)
ANHA