الرئيسة المشتركة لـ PJAK: الوحدة بين الشعوب هي السبيل لإحلال الديمقراطية في إيران
أشارت الرئيسة المشتركة لحزب الحياة الحرة الكردستاني، إلى أن الجميع يرون الآن، أن الكرد هم القوة الوحيدة القادرة على إحداث التغيير في الشرق الأوسط، وفي أجزاء كردستان الأربعة، وأكدت: "الوحدة بين الشعوب هي السبيل لإحلال الديمقراطية في إيران والشرق الأوسط".

تحدثت الرئيسة المشتركة لحزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK) بيمان فيان عبر لقاء خاص لوكالة روج نيوز، وقيّمت الحرب الإيرانية ـ الإسرائيلية، والموقف الكردي وسبل حلها.
ونصّ المقابلة كالتالي:
* كيف تقيّمون الحرب بين إيران وإسرائيل؟
الوضع الحالي بين إيران وإسرائيل أدخل الشرق الأوسط في مرحلة حرب جديدة، لو نظرنا إلى المشهد بدقة، فإن الحرب التي بدأت من غزة عبر حماس، تطورت لتصل إلى مواجهة جديدة بين إيران وإسرائيل، وهي تفتح مرحلة جديدة من إعادة تصميم الشرق الأوسط.
* لماذا اندلعت مثل هذه الحرب؟ كيف نفهم هذه التطورات؟
إيران من القوى الأساسية في الشرق الأوسط، وتسعى دائماً لحفظ نفوذها في المنطقة، وفي السنوات الأخيرة، كانت هناك محاولات لعزلها وإخضاعها، وقد فُرضت عقوبات من كل الأطراف على إيران، وفي الوقت ذاته، كانت الحروب في المنطقة تستهدف تفكيك القوة الإيرانية، لإخضاعها وإعادة تشكيل المنطقة وفقاً لمصالح القوى الكبرى، والمفاوضات لم تكن سوى وسيلة للضغط عليها وإجبارها على القبول بالواقع الجديد.
الهجمات الحالية هي نتيجة لهذا الضغط، ونحن نرى أن هذه الحرب ستتسع أكثر في الشرق الأوسط، لأنها تحدد مصير المنطقة بأسرها، هناك صراع بين قوى الهيمنة وقوى الدولة القومية، وهناك أيضاً الشعوب التي تسعى لإدارة نفسها بنفسها. لذلك، فإن هذه الحرب لن تكون مثل الحروب السابقة، بل ستحدد مستقبل المنطقة. لذا نرى أن هناك حاجة إلى قوة بديلة، قوة تمثل إرادة الشعوب، وهي ما يمكن تسميته بالقوة الثالثة.
* خاضت إيران وإسرائيل سابقاً حرباً عبر وكلاء، الآن نراهما وجهاً لوجه، ما سبب هذا التحول؟
منذ عام 2010، كانت الحروب تدار بواسطة قوى وكيلة، والآن نرى مواجهة مباشرة بين الدول، في البداية كانت هناك هجمات ضد قوات تابعة لإيران داخل المنطقة، ثم ظهرت جماعات مثل داعش وغيرها، والآن نحن في مرحلة المواجهة المباشرة بين الدول.
السبب في تصعيد هذه الحرب إلى هذا المستوى، هو أن كل القوى الخارجية أرادت أن تجعل إيران دولة خاضعة، لكن إيران لم تقبل التغيير، ولهذا تصاعدت الحرب، الآن الحرب لم تعد قصيرة الأمد، ولن تستمر سنة أو سنتين فقط، بل ستكون حرباً تحدد نتائج طويلة الأمد، لأن القوى المتدخلة لم تعد كما كانت، حتى إسرائيل لم تعد تعتمد على الوكلاء فقط، بل تسعى لتشكيل توازن جديد، بناءً على قوتها المباشرة.
إيران تعدّ دولة أساسية في الشرق الأوسط، مثل تركيا، لكن تركيا حاولت الخروج من هذه الأزمة بوسائل مختلفة، أما إيران فبقيت مصرة على نهجها، ما أدى إلى تفجّر الوضع.
الشعب الإيراني منذ سنوات طويلة يرفض هذا النظام، ومع كل هذا، لم يقدم النظام أي تغييرات داخلية، بل تمادى أكثر في القمع والتعذيب وإسكات الأصوات، وحاول حماية نفسه تحت راية “الهلال الشيعي”، والآن هذا الهلال انهار.
الخوف الحقيقي للنظام الإيراني هو غضب الشعوب، الثورة التي انطلقت تحت شعار “المرأة، الحياة، الحرية” كانت ثورة الشعوب، وسعت للتغيير، لكن النظام واجهها بالقمع وزاد الضغط، وعدم إجراء أي تغيير داخلي هو ما جلب التدخلات الخارجية.
إن دولة مثل إيران، التي تصر على نهج الدولة القومية، والمذهبية، والذكورية، وغير الديمقراطية، لا تستطيع أن تستمر في ظل هذا التحول الكبير في المنطقة، لا يمكن للأنظمة الديكتاتورية الاستمرار على هذا النهج، وسنرى المزيد من الانهيارات مستقبلاً.
* هل هناك مخطط خفي خلف هذه الحرب؟ هل الهدف إسقاط النظام الإيراني أم إضعافه فقط؟
كما يظهر في العلن، إسرائيل هي من بدأت بالحرب، ولكنه مخطط شامل، في السنوات الأخيرة، وخاصة عبر اتفاقات أبراهام، سعت إسرائيل لتحضير الأرضية لهذا الصراع، من خلال إنشاء جبهة عربية ضد إيران وتفكيك قوتها.
حيث ضربت الميليشيات التابعة لإيران، وفي الوقت ذاته، كانت هناك تحضيرات من كل الأطراف؛ سواء القوى المحلية، والدول العربية، وروسيا، أو دول آسيا – كلها كانت تستعد لتضييق الخناق على إيران في المنطقة، وعندما بدأ الهجوم على إيران، كان الهدف ألا تبقى إيران كما هي، بل تُرغم على التغيير، ولم تقوم دولة بدعم إيران.
في هذا المخطط، يوجد إسرائيل، وأمريكا، والدول الأوروبية. صحيح أن أوروبا لا تستطيع أن تنهي هذه الحرب بشكل مباشر، لكنها أيضاً جزء منها، هذا يعني أنه مخطط دولي ويتم تطبيقه على الشرق الأوسط، ومرة أخرى، فإن الدور البريطاني في هذا المخطط أساسي. الشرق الأوسط بحاجة إلى تصميم جديد، ويجب أن تحدث تغيرات في هذه الدول حتى يتم إنشاء شرق اوسطي جديد، لهذا يمكن القول إن السنوات الأخيرة شهدت تخطيطاً أساسياً.
عندما بدأت الحرب مع حماس، كانت إسرائيل مستعدة بالفعل لحرب مباشرة مع إيران، ولهذا فإن الهجوم الكبير على إيران في ليلة واحدة يدل على استعداد الموساد منذ سنوات داخل إيران، ومع عملائها هناك، لضرب إيران، وقد قدموا خيارين لها، إما الاستسلام أو الحرب.
في السنوات الأخيرة، استهدفت المخططات إيران لاختيار الخيار الأول، أي الاستسلام الكامل، ولكن بما أن هذا لم يحدث، فقد بدأ الآن مخطط موحد وشامل يدار داخل إيران، لأن الهدف من المخطط لا يقتصر عليها إيران فقط، بل يهدف إلى إعادة تصميم الشرق الأوسط بالكامل. ولهذا وصل المخطط إلى هذا المستوى من الجدية، فالقوى الخارجية لا تستطيع أن تسيطر على الشرق الأوسط كقوة مباشرة، لقد جربوا ذلك في أفغانستان، والعراق، وسوريا.
خططهم الأساسية تقوم على تشكيل قوة في الشرق الأوسط تحت اسم الإسلام والتدخل من خلالها، الإسلام السياسي هو أحد خطط القوى الخارجية التي تدار في الشرق الأوسط، إذ ترتكب المجازر والإبادات تحت راية الإسلام السياسي.
هنا يتم تأسيس سلطة جديدة باسم الإسلام السياسي، يحاصر الشعب بإرادته، ويمكن القول إن هذه فرضية فكرية على معتقدات وأفكار الشرق الأوسط.
للأسف، حتى الدول المحلية، غير الدولة القومية، تستفيد من فكرة الإسلام السياسي من أجل مصالحها السياسية، فدولة كإيران التي ترى نفسها دولة شيعية وإسلامية، ترتكب أسوأ الأعمال تحت اسم الدين، وتشرع كل السلوكيات غير الأخلاقية في المجتمع، وتفعل كل ذلك تحت قناع الإسلام.
جوهر الإسلام لم يعد موجوداً داخل دول الشرق الأوسط، مرة أخرى، تحاول القوى الخارجية تحت قناع الإسلام السياسي السيطرة على الشرق الأوسط، من خلال قوى معروفة الآن، مثل داعش، وطالبان، وفي سوريا من خلال القوى التي وصلت إلى السلطة، وبهذا يحاولون تنفيذ مخططاتهم في الشرق الأوسط، إنهم يعلمون حقيقة المجتمعات في الشرق الأوسط، فهم لا يستطيعون فرض فرضياتهم من الخارج، لذلك يريدون من خلال قوى جديدة باسم الإسلام أن ينشئوا معارضة داخلية.
* عقد مؤتمر "منظمة التعاون الإسلامي" في إسطنبول لمناقشة الوضع الراهن، إذا أخذنا الإسلام السياسي في الحسبان، فماذا يمكن أن يقال عن وضع الدول الإسلامية؟
لا يمكن حل مشاكل شعوب الشرق الأوسط عبر الحروب، بل هناك حاجة إلى نظام ديمقراطي. الشرق الأوسط هو مهد الإنسانية، والفلسفة، والديمقراطية، إلا أنه وبعد عام 2020، أصبح مركزاً للحروب، والصراعات، والهجرة، والإبادات الجماعية، التي نفذتها الدول القومية في الشرق الأوسط. فالدول القومية نشأت في الشرق الأوسط بالحروب والمجازر. ولهذا نقول إن زمن الإخوة بين الشعوب والثقافات قد حان، والبديل الأساسي هو “الكونفدرالية الديمقراطية” كحل أساسي لإنقاذ الشرق الأوسط من الحرب والفوضى، هناك حاجة إلى نظام الشعوب، أي الخط الثالث، هذا الخط الثالث يمكن أن يقود التحرر، وأساس هذا الخط يكمن في حرية المرأة، التي هي أساس لكل الحريات في الشرق الأوسط.
لذلك، يجب على شعوب الشرق الأوسط أن تؤسس نظامها، لأن الدول القومية سفكت دماء شعوبها، وسلبت مكتسباتها لتثبيت سلطتها، وحان وقت الوحدة بين الشعوب لبناء نقاط مشتركة، من خلال الكونفرانسات، واللقاءات التي تجتمع خلالها الشعوب وتحدد سبل حل الأزمات بنفسها، حيث إن القوى الخارجية، والدول القومية لا تملك حلولاً حقيقية لشعوب الشرق الأوسط، وجلّ أهدافها تتمثل في ثروات الشرق الأوسط.
ولهذا السبب، إذا تمكنت الشعوب من تقوية مشاريعها من الآن فصاعداً، فإنها ستتمكن من السيطرة على تلك الثروات الطبيعية بنفسها، وستحافظ على تنوعها الثقافي، لذلك نقول إنه قد حان وقت قيادة الشعوب نفسها بنفسها.
* في الوضع الراهن في الشرق الأوسط، ما الذي يمكن قوله عن دور المرأة؟
في الشرق الأوسط، النساء والأطفال هم الضحايا في كل الهجمات، والنساء بشكل خاص، وتستخدم الاعتداءات الجنسية بشكل ممنهج من قبل القوى التي تفرض سيطرتها على الشرق الأوسط، خاصة بعد 2010، ويظهر ذلك بوضوح في المجازر التي تتعرض لها النساء، ولهذا فإن من يمكنه تولّي القيادة هو المرأة، يمكن للمرأة أن تعزز نضالها وتدعم المجتمع، هذه قوة موجودة لديها، ولا شيء يمكن أن يسلبه إياها، لنضالها من أجل الحرية تأثير كبير على المجتمع، وقد ظهر هذا في انتفاضة “المرأة، الحياة، الحرية”.
هذه الانتفاضة في الحقيقة كانت نهضة جديدة في الشرق الأوسط. ولهذا، في يوم واحد فقط، جذبت انتباه شرق كردستان، ثم إيران، ثم الشرق الأوسط، ثم العالم بأسره، وأصبحت قضية عالمية.
لأن للشرق الأوسط حاجة إلى مانيفستو مثل “المرأة، الحياة، الحرية”، ثلاث كلمات جوهرية تحتوي كل شيء بداخلها، في بلد مثل إيران، حيث تتعرض النساء لأشد الضغوط، ويراد إسكات المجتمع من خلال قمعهن، بدأت الانتفاضة بقيادتهن في إيران وشرق كردستان، ويجب أن تستمر هذه الثورة، إنها ثورة دائمة، لأنها فكرية، وسياسية، واجتماعية، وثقافية.
هذه الثورة مستمرة في وعي الشعوب، لأنها أحدثت تغييراً كبيراً في وعي المجتمع، وكانت لانتفاضة “المرأة، الحياة، الحرية” في دولة سلطوية ذكورية كإيران صدى واسعاً، وأصبحت عالمية، هذه الانتفاضة كسرت كل القوالب العنصرية، والدينية، والطائفية. في جوهرها، يمكن لهذه الفلسفة أن تحرر الشرق الأوسط، شرق كردستان كان دائماً منبع الثورة، ومصدر القوة في كل كردستان.
دور شرق كردستان واضح في كل ثورات كردستان، خاصة بعد خمسينيات القرن الماضي، واستمر هذا حتى انتفاضة “المرأة، الحياة، الحرية”، حيث أظهرت الانتفاضة أن شرق كردستان جاهز دائماً للثورة والمرأة كانت دائماً في المقدمة.
لا يمكنهم قمع صوت المرأة في إيران، مع الحرب الكبيرة الممارسة ضدهم، والنساء في سجون إيران اليوم يمثلن طليعة النضال، مثل وريشة مرادي، وزينب جلاليان وبخشان عزيزي اللواتي تتعرضن لأشد أنواع القمع، ومع ذلك يواصلن كفاحهن، وأكبر مخاوف النظام الإيراني هو المرأة.
في داخل إيران هناك نقطتا ضعف هما: الكرد والنساء، هاتان القوتان قادرتان على إسقاط النظام، قضية المرأة يمكن أن تطيح بالنظام الإيراني، إنها قضية حساسة للغاية. انظروا الآن إلى ما تفعله إيران، ما زالت تصدر رسائل للنساء تحثهن على كيفية التحرك، والقيام، والجلوس، وتوجيه الكلام للنساء، هذا يعني أن هناك تركيز إضافي على النساء، ما يخيفهم هو أن تنتفض النساء مرة أخرى ويقدن انتفاضة جديدة، في الوقت ذاته، يخافون من شرق كردستان، الآن، عسكر النظام كردستان بالكامل، والسبب هو الخوف من أن هذه المنطقة تحمل الإمكانية الأساسية للثورة، يمكن القول إن هناك مساراً جديداً قد يتحول إلى مسار “المرأة، الحياة، الحرية” لكل شعوب إيران، يقودها الشرق الأوسط.
* هل لدى PJAK علاقات مع دول أجنبية؟ هل طلبت أي دولة الدخول في حوار مع PJAK أو دعتها للمشاركة في هذا المسار؟
في الواقع، الجميع الآن يرون حقيقة الكرد، في الشرق الأوسط، القوة الوحيدة القادرة على إحداث التغيير هم الكرد، وفي كل أجزاء كردستان، وخاصة في شرق كردستان، الأمر على هذا النحو، لأن القوة الوحيدة التي تملك بديلاً، وتملك تنظيماً، وقدرة على الحماية والسياسة هي PJAK، الجميع يعلم أن PJAK مستعدة لقيادة شعبها، جميع القوى الخارجية تعلم أيضاً أنه لم يعد بالإمكان تحقيق التغييرات كما في السنوات السابقة في بلدان وأنظمة متجهة نحو الانهيار، يريدون أن تكون هناك قوة قادرة على القيادة في المستقبل ليجلسوا معها إلى طاولة المفاوضات، ونحن لهذا السبب مستعدون، وقلنا دائماً: كل قوة تعمل من أجل مصالح الشعب ونضاله، يجب أن تكون قوة الشعوب، ونحن مستعدون للحوار معها. لكن حتى الآن، لم يطلب منا مباشرة مثل هذا الأمر.
* هل يوجد طلب مباشر من الولايات المتحدة أو إسرائيل للدخول في حوار؟
لا، حتى الآن لم يُطلب عقد أي اجتماع أو حوار من هذا النوع.
* لنقل إن النظام في شرق كردستان قد انهار، فهل يمكن أن تدخل بعض القوى الاستفزازية، كما في غرب كردستان، في عمق الحركة؟
نعم، السيناريو ذاته موجود، لأن القوى المهيمنة تريد تأسيس قوى بديلة لحزب الحياة الحرة. إن حزب الحياة الحرة قوة مستقلة، يدعم شعبه، ويمثل فكراً وفلسفة جديدة، كما في غرب كردستان، حيث حاولت بعض القوى المعادية استخدام مجموعات ضد حركة الحرية، وأرادت إثارة التفرقة بين الكرد، فإن الشيء نفسه يحدث في شرق كردستان. هناك معارضة واسعة، وهناك حرية نسبية، خصوصاً بعض الأطراف التي تريد إنشاء وحدة بين الأحزاب الكردية في شرق كردستان، تريد تكرار النموذج الحزبي الذي تحقق في الإقليم، أي تلك النتائج التي جلبتها الأحزاب لنفسها، في شرق كردستان أيضاً، لأن في بعض مدن شرق كردستان توجد تعددية قومية، من أتراك أذريين، وشعوب مختلفة مثل الآشوريين والأرمن، تريد إثارة التفرقة بين هذه الشعوب، خاصة في المناطق التي يعيش فيها الكرد والأذريون معاً، تريد خلق صراعات.
تركيا لها دور مباشر في هذا، هناك تخوف كبير لدى تركيا من أن يحصل الكرد في شرق كردستان على وضع سياسي ودستوري، لذا تعمل على إثارة الفتنة بين الكرد والأذريين، وتقوية التيار الطوراني في إيران، الأطراف الطورانية المرتبطة بتركيا تريد استمرار النزاع القومي، خاصة في أرومية ومحيطها، تدفع بهذا الاتجاه، تريد خلق انقسام بين الشعوب.
كما أن هناك معارضات تملك عقلية كلاسيكية داخل إيران، لذلك، هناك خطر، لكننا مستعدون لمواجهة هذا الخطر ورفع مستوى الوعي الشعبي، يعرف الشعب الآن من هو القوة التي يمكن أن تقود، في الوقت نفسه، هناك مخاوف من أن تتدخل بعض القوى في شرق كردستان في المستقبل، في المقابل، هناك أيضاً قوة تمتلك إمكانيات.
* لماذا يتركز الاهتمام على PJAK أكثر من أي طرف آخر؟
في شرق كردستان، تتركز الأنظار أكثر على PJAK، لأن الناس يدركون فلسفة PJAK والأيديولوجيا التي يمثلها، في الوقت نفسه، يعرفون ما الذي حققته الحركة الأبوجية (عبد الله أوجلان) في أجزاء أخرى من كردستان، على سبيل المثال، غرب كردستان تعدّ مصدر إلهام لشرق كردستان، ولذلك، فإن كل شعوب إيران تراقب نشاط PJAK والحركة الأبوجية، ونحن، انطلاقاً من هذا المبدأ، نعد أنفسنا لنرفع وعي شعبنا لمعرفة أي قوة تمثل خط الحرية، خط حرية المرأة، والبيئة، والديمقراطية، وهذا ما يمثله خط PJAK.
هذا الوعي موجود بين الناس، لكن هناك قوى تريد تشكيل قوى مشابهة للميليشيات في شرق كردستان. الآن في إقليم كردستان أيضاً هناك قوى تحاول منذ سنوات إنشاء مثل هذه التشكيلات. يجب الآن، وفي المستقبل القريب، أن يعرف الجميع موقعهم. في الماضي، في شرق كردستان، لم تكن بعض القوى ترغب في تحقيق الوحدة. لكن الآن يجب على الجميع أن يدرك خطه. في شرق كردستان، لا مجال لخط كلاسيكي، أو خط قومي يهدف إلى تقسيم الشعوب. كل شعوب الشرق تريد أن تعرف من يقود. ولهذا، نريد من الآن تشكيل وحدة بين الأحزاب والقوى السياسية لنتمكن من مواجهة هذه المخاطر أولاً.
* لقد تحدثتم كثيراً عن القوى في شرق كردستان، فهل لدى PJAK علاقات مع القوى الكردية الأخرى في شرق كردستان؟ وهل اتخذت PJAK أي مبادرة من أجل الوحدة؟
كنا مبادرين دائماً في هذا الاتجاه، ففي عام 2017 – 2018، أصدرنا إعلاناً، كنا نتوقع الوضع الحالي في إيران، أي أن الأوضاع في إيران ستتجه نحو الانهيار، وشعوب إيران ستبدأ في تنظيم نفسها، في عام 2018، نشرنا بياناً من أجل وحدة الأحزاب الكردية، وأُجريت لقاءات على هذا الأساس، كنا دائماً المبادِرين، لكن بعض القوى الأخرى لم تكن جاهزة في أي وقت لمثل هذه الأمور، لأنهم لم يمتلكوا الإرادة لاتخاذ القرار بأنفسهم.
لقد تم تحقيق الوحدة، ولكن قوى أخرى كانت تحاول فرض الوصاية على هذه القوى في شرق كردستان، كان هدفهم أن يستمر الانقسام دائما، والآن، الجميع يرى هذه الحقيقة بوضوح، وهي أن هناك حاجة إلى وحدة، سواء في المجال الاستراتيجي السياسي المشترك أو في مجال الحماية، يجب أن يكون لدينا نظام مشترك يكون قوة حماية في خدمة الشعب، وليس في خدمة الأحزاب، هذه المرحلة الآن تتطلب ذلك، ونحن نأخذ المبادرة لذلك، لأننا نرى أن هناك حاجة إلى الوحدة بين الأحزاب الكردية، وإذا تحققت هذه الوحدة في شرق كردستان، فستتمكن أولاً من منع الجهات والأطراف التي تحاول فرض وصايتها من الخارج على الكرد، الشعب الكردي يريد ذلك منذ سنوات، فهو يطالب دائماً بوحدة الأحزاب الكردية في شرق كردستان، والآن هناك حوارات، وتريد تحقيق الوحدة.
نحن الآن، بحاجة إلى عقد اجتماعاتنا، ومؤتمراتنا الوطنية على مستوى شرق كردستان، لدينا استعدادات لذلك، لكن المحاولات قليلة وغير كافية. نريد أن تكون لقاءاتنا قوية، أن تكون حواراتنا على المستوى الاستراتيجي، لا على المستوى التكتيكي، لأن هذه استراتيجيتنا التي نعلنها من أجل الشعب الكردي.
هناك من يدّعي أن حزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK) يريد دائماً أن يكون القوة المركزية، ولذلك يُقال إنه يريد السلطة وليس الوحدة، ما هو ردكم على هذا؟
حزب الحياة الحرة في كردستان (PJAK) لم يسعَ أبدأ للسلطة، لأن لدينا هدف، ولسنا ضمن تلك البراديغمات، براديغما PJAK تقوم على الخط الثالث، الذي هو خط الشعب، وخط الشعب يقوم على أساس حرية المرأة، لذلك فإن براديغما PJAK واضحة: الأمة الديمقراطية، وحرية المرأة، والبيئة، وريادة الشعب.
PJAK دائماً مستعد للحوار الذي يخدم شعب شرق كردستان، للأسف هناك الكثير من القوى التي تكرر دائماً أن PJAK يريد السلطة، لذلك لا يمكننا إجراء حوار، فليأتوا ويروا، لا يوجد شيء من هذا القبيل لدينا، فليدعوا الشعب يقرر من يملك القدرة، ومن يستطيع أن يتولى القيادة، الشعب في ذلك واعٍ بما فيه الكفاية ليميز ما يفعله كل طرف، نحن مصرون على الوحدة، وعلى ريادة الشعب، وهناك الكثير ممن يعارضوننا بحجج واهية.
هذه الأمور بعيدة عن الحقيقة، متى حاولنا فرض سيطرتنا؟ لا يوجد شيء من هذا القبيل، لكن ما يحدث هو أنه عندما يرون أن PJAK لديه قاعدة شعبية حقيقية وفكر أساسي، فإن كثيرين لا يتقبلون ذلك، يقولون إنهم كانوا موجودين منذ 50 سنة قبل PJAK، حسناً، وماذا كانت نتيجة الـ 50 عاماً؟ لهذا السبب نقول إن هذه المزاعم بعيدة عن الحقيقة، PJAK يرى نفسه قوة شعبية، ويضع نفسه في خدمة شعبه، ويتحرك على أساس مصالحه، والذين لا ينتمون إلى PJAK لا نراهم كعقبة، وسنواصل عملنا في شرق كردستان.
* هل حاول PJAK التدخل في شرق كردستان في هذه المرحلة؟ هل لديكم أي استعدادات بهذا الخصوص؟
نحن في حزب الحياة الحرة PJAK، نحضر أنفسنا في هذا المسار من جميع النواحي، التنظيمية والسياسية، وخاصة في كيفية حماية شعبنا. كيف يمكن أن يكون هناك تدخل إذا كان هناك تهديد على شعبنا؟ الواقع أن شعب شرق كردستان أصبح تحت عسكرة النظام الإيراني، وهذا واقع، النظام الإيراني أبقى شعب شرق كردستان دائماً تحت الضغط، والقتل، والفقر والبطالة.
PJAK استمر في عمله على هذا الأساس ،على مستوى التوعية، وفي المكان الذي يجب أن يتم فيه حماية الشعب، نحن جاهزون لحمايته، من كل تهديد، سواء من النظام أو من محاولات فرض الوصاية على إيران، ونقول إن حماية جوهر شعب شرق كردستان بل وجميع شعوب الشرق الأوسط أمر أساسي، يجب أن تمتلك كل القوى الآن قدراتها في الحماية الجوهرية وأن تتمكن من حماية نفسها، نحن أيضاً الآن قوة مستعدة لذلك، صحيح أن الحرب لا تحل المشاكل، لقد قلنا ذلك منذ سنوات، من خلال البيانات التي أصدرناها، طالبنا بفتح سبل الحوار، وحلّ المشكلات السياسية وقضايا الشعب عبر الطرق السلمية، ولكن حتى الآن لم يقم النظام بأي تغيير، وأصر على ديكتاتوريته حتى النهاية، لذلك نقول: نحن مستعدون في كل لحظة لحماية شعبنا في شرق كردستان، إذا انتفض الشعب ولم نكن معه، لا يمكن أن يكون هذا مقبولاً، يجب أن يعرف شعبنا هذا جيداً، ونحن مستعدون في كل جانب من أجل ذلك.
* في البيان الذي نشرتموه بعد 13 حزيران، تحدثتم عن ديمقراطية إيران، قد يتساءل البعض، “ما علاقتنا بديمقراطية إيران وأخوة الشعوب؟” كيف تفسرون الرابط بين ديمقراطية المنطقة وحرية كردستان؟
نحن دائماً نؤمن بإيران ديمقراطية، لأنها ليست فقط للشعب الكردي، بل هناك البلوش، والعرب، والمازندرانيون، والأتراك الآذريون، والفرس، أي أن هناك ثقافة غنية ومتنوعة، هذه الثقافات لا يمكن أن تعيش تحت مذهب الشيعة، تحت سلطة الشيعة، دولة واحدة، وقومية واحدة، وعلم واحد في إيران، يؤدي فقط إلى فاشية مفروضة على الشعوب.
لذلك أصررنا دائماً على إيران الديمقراطية، وقلنا إنها يمكن أن تكون حلاً أساسياً، ولهذا يجب حل قضايا الشعوب من الناحية الدستورية والسياسية، ولكن حتى الآن لم يتخذ النظام خطوة واحدة، واستمر في ديكتاتوريته حتى النهاية، لهذا السبب نشأت هذه التدخلات في إيران، ونحن ما زلنا نؤمن ونعمل وفق فلسفة أن إيران يمكن أن تصبح ديمقراطية، وأن الديمقراطية فقط يمكن أن تحل جميع حقوق الشعوب.
وحتى إذا انهار النظام الآن، لا يعني أنه سيبنى بديل ديمقراطي، هناك حاجة ملحّة إلى إيران ديمقراطية، تعيش فيها جميع الشعوب معاً، نحن لا ننكر كرديتنا، الجميع يعرف أن حقيقتنا هي كرديتنا، لم يعد بإمكان أحد إنكار كرديتنا، الجميع الآن مضطر للاعتراف بوجود الكرد.
الكرد لم يعودوا يقاتلون من أجل الآخرين، ولا جنوداً للآخرين، وليسوا في المرتبة الثانية. الكرد اليوم يدافعون عن كرديتهم، نحن نؤمن أن حرية الكرد في شرق كردستان يمكن أن تسهم في حرية البلوش، والعرب، وبقية الشعوب أيضاً، هذه الشعوب أصبحت تؤمن بهذا، لأن شعار “المرأة، الحياة، الحرية” جمع الجميع، فهذا الشعار لم يكن فقط من أجل الشعب الكردي، بل عبّر عن هوية كل الشعوب، ووجود كل الشعوب. كان رؤية تضمنت حقوق جميع الشعوب، والنساء، وجميع الثقافات، ولهذا تتجه أنظار جميع الشعوب الآن، إلى شرق كردستان، ونحن نؤمن أن شرق كردستان يمكن أن يكون نموذجاً في بناء سياسة ونظام ديمقراطي في إيران.
* هل توجد علاقة بين حزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK) وبقية أجزاء كردستان، وإن وجدت، فما مستواها؟
لقد استمر حزب الحياة الحرة الكردستاني PJAK على خط الوحدة القومية في علاقته مع بقية أجزاء كردستان، سواء في (شمال كردستان)، أو روج آفا (غرب كردستان)، أو باشور (إقليم كردستان)، وكان دائماً في علاقة جيدة مع هذه الأجزاء. نحن نؤمن أن النموذج الذي تم بناؤه في الأجزاء الأخرى من كردستان يمكن أن يكون مصدر إلهام لشرق كردستان أيضاً، حيث كان شرق كردستان دائماً حاضراً في الدفاع عن غرب كردستان.
خلال الهجمات على كوباني، أو أثناء الهجوم على عفرين وسري كانيه، كان شرق كردستان دائماً في الخط الأمامي، لأنه رأى في غرب كردستان امتداداً لوجوده، هذا الوعي القومي قد تشكل في شرق كردستان، حيث يمكنني القول الآن إن علاقتنا في مستوى جيد، والتجربة التي نشأت في الأجزاء الأخرى من كردستان يمكن أن تكون مفيدة لشرق كردستان، والتجربة التي تتشكل في شرق كردستان يمكن أن تتحول إلى نموذج جديد، بسياسة جديدة، وفلسفة جديدة، وأن تلعب دوراً ريادياً في عموم إيران، وفي كل الأحوال، يجب أن تكون الأجزاء الأخرى من كردستان مستعدة لدعم شرق كردستان، وشعب شرق كردستان أيضاً ينتظر هذا الوقت، لأنه قدم الكثير خلال الانتفاضات من أجل غرب كردستان وباقي أجزاء كردستان، وكان دائماً يحافظ على هذا الموقف، خاصةً كجزء من الحركة الأبوجية، لأن شرق كردستان يربط نفسه بالحركة الأبوجية.
* في نضال شرق كردستان ممّن سيطلب PJAK الدعم؟
يطالب PJAK، القوى الديمقراطية، والقوى المنادية بالحرية، وكل من يناضل من أجل الشعوب، سواء على المستوى القومي أو الدولي، بالدعم، نحن نؤمن أنه يجب على جميع القوى الديمقراطية أن تدعم الشعب في كل الحركات والانتفاضات الثورية، على سبيل المثال، خلال انتفاضة “المرأة، الحياة، الحرية” برزت الحركة إلى مستوى معين، لكنها بقيت ضعيفة، نحن الآن، مستعدون دوماً لنطالب القوى الديمقراطية بتقديم المزيد من الدعم للشعب.
يجب على القوى الدولية أيضاً أن توضح موقفها، هل هي مع الشعوب أم مع القوى السلطوية؟ لأنه على مدار سنوات في الشرق الأوسط، وخاصةً في إيران، كانت هناك مواقف كلامية تدعم الشعوب، ولكن في الممارسة العملية كانوا دائماً مع النظام، كانوا يريدون تشكيل نظام يناسبهم، مشكلتهم لم تكن مشكلة حقوق الشعوب ولا حريتهم.
أما نحن في PJAK، فنحن دائماً مستعدون، للحوار مع الجميع، ونطالب كل القوى الديمقراطية والمنادية بالحرية بدعم مصالح الشعوب، وفي هذه المرحلة هناك العديد من القوى والأشخاص يزوروننا، خاصةً الديمقراطية والشخصيات المنادية بالحرية، سواء من الداخل أو الخارج، يجب من الآن أن يحدد الجميع موقفهم، وأن يدركوا أنه يمكن تشكيل قيادة قوية، في الشرق الأوسط، وخاصةً في شرق كردستان.
* الشعب هو المنقذ، فهل يمكن لشعب إيران أن يخلص نفسه بنفسه؟ في الوضع الحالي في إيران، من يمكن أن يكون منقذاً للشعب؟ أو ما الذي سينقذ الشعب؟
فقط الشعب الإيراني يمكنه أن يجد الحل بنفسه، إذا لم ينظم نفسه ويقوي بدائله ويوحد صفوفه، فلن يكون هناك حلّ. لقد رأى في مسار انتفاضة “المرأة، الحياة، الحرية” أنه إذا نهض بنفسه، فإن الجميع سيدعمه، وإن لم ينهض، فلن يساعده أحد، ولهذا فإن الحل الوحيد هو أن تتحد كل شعوب إيران، وتتضامن وتدعم بعضها.
لا يمكن أن ينهض شعب كردستان، ويبقى شعب بلوشستان صامتاً، ولا يمكن أن ينهض البلوش وتصمت طهران، لم يعد هناك وقت لتنهض قوة واحدة وتبقى الأخرى صامتة، ولهذا، فقط شعوب إيران يمكنها أن تجد الحل بنفسها، على الشعوب المنادية بالحرية أن تؤمن بأن في لحظة نهوضها وامتلاكها لإرادتها، فإن جميع شعوب العالم ستدعمها، أما إن لم تنهض، فلن يدعمها أحد.
الآن توجد فرصة مباشرة في إيران، لكن الشعب خائف، لماذا؟ لأنه يعلم أن القوة التي تهاجم لا يوجد لها بديل شعبي، فالتغيير فقط من أجل إسقاط النظام دون بديل لا يفيد، النظام الحالي يرتكز على الحرس الثوري، وهو جيش ارتكب المجازر بحق الشعب، الآن الهجمات مستمرة، ويُقتل قادته يومياً، الأسلحة النووية التي يدّعي النظام أنها لحمايته، هي كلها موجهة ضد الشعب، ولم تصنع هذه من أجل الشعب، صحيح أن الشعب لا يقف مع الهجمات الخارجية، لكنه أيضاً لا يقبل بالنظام الحالي، والنظام يعلم ذلك جيداً، ولهذا، في وقت ضعف النظام، يجب على شعوب إيران أن تنظم نفسها جيداً.
* نعلم أن هناك هدنة بين PJAK وإيران، فإذا طلب الشعب الإيراني من PJAK أن ينخرط في الانتفاضة، هل سيكسر PJAK هذه الهدنة؟
لقد كسرت إيران عدة مرات هذه الهدنة من خلال استهداف مقاتلينا وشن هجمات عليهم، نحن دائماً أصررنا على أن تحل مشكلات الشعب الكردي وبقية شعوب إيران بطرق أخرى، لهذا، الآن أنظار جميع شعوب إيران تتجه إلى PJAK. على الجميع أن يتساءل ما موقف حزب الحياة الحرة الكردستاني PJAK؟ ما البديل الذي يقدمه؟ يتدخل PJAK عندما يتضح أن الشعب قادر على بناء بديل، وأنه يمكن أن يكون قوة حقيقية للحل.
جميع الشعوب تستعد. لذلك، فإن PJAK يستند إلى أساس كون الشعب جاهزاً ويطلب، فحزب الحياة الحرة الكردستاني PJAK جاهز لذلك الوقت، لن يقوم PJAK بثورة من الخارج، بل يرى الشعب هو القائد، إذا نهض الشعب وطالب بحقوقه، فحزب الحياة الحرة الكردستاني PJAK مع كل شعوب إيران، دعوتنا لشعوب إيران هي أن تطالب بحقوقها، وأن تختار الخط الثالث معنا، وتواصل على خط فلسفة “المرأة، الحياة، الحرية”، حينها سيكون حزب الحياة الحرة الكردستاني PJAK مع كل شعوب إيران.
* أخيراً، ما هي دعوة PJAK للوعي القومي الكردي والقوى الكردية الأخرى؟
نقول الآن، مهما كانت اختلافاتنا، يجب أن تتحول إلى وحدة، قد نختلف أيديولوجياً أو من حيث الرؤية، لكن دعوتنا لشعب شرق كردستان هي أن ينظم كل فرد نفسه، سواء في المنزل أو الشوارع وفي كل مجالات الحياة، والتنظيم يتحقق من خلال التكاتف، والتكاتف يحتاج إلى فكرة مشتركة وأرضية استراتيجية، على هذه الأرضية يمكن أن نكون منظمين وموحدين، الآن نحن في مرحلة حاسمة وتاريخية يمكن أن تحدد مصير شعبنا، إذا لم يتحد شعب كردستان مع بقية الشعوب، فقد يخسر هذه المرحلة، وستعود القوى المهيمنة والأنظمة القوية لتسحقه.
لذلك، دعوتنا هي أن نبني وحدتنا في كل مجالات الحياة، يجب أن نعرف كيف نحمي أنفسنا، أن نعرف كيف نبني لجان الحماية والصحة، أن نوضح سياستنا، ونعرف مع من نحن، وما هو بديلنا، يجب أن نكون في صراع دائم على مدار 24 ساعة، وأن نكون مستعدين. هذه المرحلة قد تطول، وقد تكون حرباً طويلة، لكن الحرب الحقيقية هي لحظة بناء الشعب لنظامه، لحظة بناء النظام الديمقراطي، لهذا، على شعب شرق كردستان أن يقود نفسه ويبني نظامه الديمقراطي، يجب عليه أن يشكل لجانه وكوميناته ويجهز الأرضية، دعوتنا هي أن يستعد الشعب، ونحن أيضاً جزء من هذا التحضير، ونحن في كل الجوانب مع شعبنا، معاً يمكننا أن نقود هذه المرحلة إلى النصر، ومن أجل هذا نحتاج إلى تنظيم سياسي قوي.
دعوتنا من أجل وحدة الشعب الكردي هي أن تتوحد كل القوى والأطراف السياسية، وأن تتخذ قرارات موحدة بناء على فكر مشترك، يجب أن نتحرك بسرعة، لأن الوقت ضيق، كما يقال “اليوم قريب، وغداً متأخر”، ولهذا نحتاج إلى توحيد قوي بين الأحزاب السياسية والتنظيمات السياسية والمدنية، مع أيماننا أن الوحدة بين الشعوب هي السبيل لإحلال الديمقراطية في إيران والشرق الأوسط.
(ل م)