سدّا جل آغا وزخيرة على شفا الجفاف الكامل
تواجه مقاطعة الجزيرة أزمة بيئية غير مسبوقة، مع اقتراب سدّي جل آغا وزخيرة من الجفاف الكامل نتيجة شحّ الأمطار وجفاف الينابيع، في ظل تغيّرات مناخية قاسية وظروف استثنائية، ما ينذر بكارثة بيئية وزراعية.
تواجه منطقة آليان، في ريف مدينتي كركي لكي وجل آغا بمقاطعة الجزيرة، خطراً بيئياً متزايداً مع تفاقم أزمة الجفاف التي تهدد سدّي جل آغا وزخيرة، وهما من أهم الموارد المائية لمدينة جل آغا وريفها في شمال وشرق سوريا.
تشتهر المنطقة بطبيعتها السهلية وينابيعها الغزيرة، التي شكّلت عبر الزمن أودية وأنهاراً أبرزها، نهر كيشك ونهر كري ديرا.
وقد استُغلت هذه الموارد المائية منذ عقود لري الأراضي الزراعية وبساتين الفاكهة. وفي عام 1974، أنشئ سد جل آغا بطول 700 متر وعرض 37 متراً وسعة تخزين أعظمية بلغت 10 ملايين متر مكعب، لتجميع مياه الأمطار والينابيع وأبرزها ينابيع قرى لودكا وقاصتبان وباكروان.
بينما شُيّد سد زخيرة عام 1978 بسعة تخزين 23 مليون متر مكعب، ليجمع مياه الأمطار وينابيع وادي قرية باترزان.
إلى جانب دورهما الزراعي، كان السدّان مقصداً للأهالي؛ للتنزه، بفضل غطائهما النباتي الذي ضم أكثر من 5000 شجرة تجاوز عمرها عشرين عاماً.
إلا أن القطع الجائر وعدم الاهتمام والمناخ، أسهم في تحويل محيط السدّين إلى مناطق شبه قاحلة، ما زاد من معدلات التبخر وانخفاض مستوى المياه.
ومع شحّ الأمطار والجفاف في شتاء 2025، وانقطاع مياه الينابيع التي كانت تغذي السدين، انخفض منسوب مياه سد جل آغا إلى 350 متر مكعب فقط، أي دون مستوى الميت البالغ 500 متر مكعب، فيما يواصل سد زخيرة انخفاضه ليصل إلى 500 متر مكعب، وسط تحذيرات من جفاف تام خلال أسابيع.
وفي تصريح خاص لوكالتنا، أوضح جابر عبد العزيز سليمان، مدير الموارد المائية في مؤسسة الزراعة بجل آغا، أن السدين كانا يشكلان عصب الحياة الزراعية في المنطقة، مضيفاً: "التغيرات المناخية وجفاف الينابيع وسرعة تبخر المياه، نتيجة فقدان الغطاء النباتي كلها عوامل أدت إلى هذه الكارثة الوشيكة".
وأضاف جابر: "شهدنا جفاف سد جل آغا سابقاً عام 1990، لكن الأمطار آنذاك أنقذته. أما اليوم، ومع شح الأمطار وجفاف الينابيع، فإن فرص إنقاذ السد هذا الصيف ضئيلة جداً".
وأشار إلى أن جفاف السد يشكل تهديداً لبنيته ونواته، ما قد يؤدي إلى تشققات في جسمه، ما ينذر بخطر كبير في حال هطلت أمطار غزيرة أو حدثت فيضانات مفاجئة خلال الشتاء المقبل.
وعلى الرغم من المبادرات المحلية، مثل جهود لجنة الزراعة لإعادة التشجير وتحويل محيط سد جل آغا إلى محمية طبيعية باسم آزادي، وزراعة 600 شجرة خلال العام الجاري، فإن الأزمة ما تزال مستمرة، وتتطلب تدخلات أكبر للحفاظ على ما تبقى من الموارد المائية في المنطقة.
(سـ)
ANHA