من عفرين إلى الطبقة رحلة فنانَينِ كفيفَينِ حوّلا التهجير إلى نشيد مقاومة

على الرغم من التهجير وفقدان الوالد والعيش في الخيم، ولات محمد خلو وشقيقه خليل يواصلان الغناء كمقاومة، ويجسدان عبر صوتهما مأساة الوطن وأمل العودة.

من عفرين إلى الطبقة رحلة فنانَينِ كفيفَينِ حوّلا التهجير إلى نشيد مقاومة
من عفرين إلى الطبقة رحلة فنانَينِ كفيفَينِ حوّلا التهجير إلى نشيد مقاومة
من عفرين إلى الطبقة رحلة فنانَينِ كفيفَينِ حوّلا التهجير إلى نشيد مقاومة
من عفرين إلى الطبقة رحلة فنانَينِ كفيفَينِ حوّلا التهجير إلى نشيد مقاومة
من عفرين إلى الطبقة رحلة فنانَينِ كفيفَينِ حوّلا التهجير إلى نشيد مقاومة
من عفرين إلى الطبقة رحلة فنانَينِ كفيفَينِ حوّلا التهجير إلى نشيد مقاومة
من عفرين إلى الطبقة رحلة فنانَينِ كفيفَينِ حوّلا التهجير إلى نشيد مقاومة
من عفرين إلى الطبقة رحلة فنانَينِ كفيفَينِ حوّلا التهجير إلى نشيد مقاومة
من عفرين إلى الطبقة رحلة فنانَينِ كفيفَينِ حوّلا التهجير إلى نشيد مقاومة
الأربعاء 11 حزيران, 2025   07:30
الطبقة
ريناد العلي

يصدح صوت الفنانين الشقيقين الكفيفين ولات محمد خلو وخليل من أحد مراكز الإيواء في مقاطعة الطبقة، حاملين رسالتهما الفنية والإنسانية ومتحدين الظلام بعزيمة لا تنكسر، رافعين صوتهما ليروي حكاية وطن وصمود شعب.

وُلد الفنان ولات محمد خلو عام 1990 في قرية كفر صفرا التابعة لناحية جندريسة في ريف مدينة عفرين، وفي قلبه نبض موسيقي تحول مع السنوات إلى رسالة مقاومة عبر الفن، ولات، الذي فقد بصره منذ ولادته، تابع دراسته في المعهد الخاص لتأهيل المكفوفين في حلب، حيث حصل على شهادة البكالوريا، إلا أن الظروف الأمنية المتدهورة حالت دون استكماله لتعليمه الجامعي.

تعلّق ولات بالموسيقى منذ نعومة أظافره، ورافقه في هذا الشغف شقيقه الأكبر خليل محمد خلو، من مواليد 1984، الذي أنهى دراسة المرحلة الابتدائية. وفي عام 2007، التحقا معاً بمعهد موسيقي في مدينة حلب، ليكون الفن الرابط العميق بينهما مدى الحياة.

بدأت مسيرة ولات الغنائية عام 2014 خلال مشاركته في فعالية "عيد الطفولة العالمي" في عفرين، واستمر بالغناء، حيث كانت تلك الفترة حافلة بالنشاط الفني والموسيقي.

 وفي العام نفسه، انضم مع شقيقه إلى مركز الثقافة والفن في مدينة عفرين، وأصبح عضواً في فرقة "روج آفا"، وهي فرقة مكونة من 14 شخصاً، يغنون الأغاني القومية والاجتماعية والشعبية.

لاحقاً، تعاونا مع استوديو "روناهي"، وقدما من خلاله ثلاثة أعمال غنائية، كما شارك في عدة فعاليات فنية داخل عفرين حتى لحظة التهجير القسري إلى منطقة الشهباء بعد الاحتلال التركي لمدينة عفرين.

في الشهباء، لم يتوقف ولات وخليل عن تقديم رسالتهما الغنائية، بل استمرا في إنتاج الأعمال الفنية من تأليفهما، فأصدرا كليباً غنائياً وثقا من خلاله معاناة التهجير من عفرين إلى الشهباء، خاطبا فيه العدو بأشد العبارات حدة ووضوحا، ثم تبعه كليب ثان، عبّرا فيه عن شوقهما وتغزلا بجمال عفرين، ليأتي الكليب الثالث ويوثق فاجعة الزلزال الذي ضرب ناحية جنديرس، مسقط رأسهما، في كارثة إنسانية.

أثناء إقامتهما في الشهباء، أحييا العديد من الفعاليات والمناسبات، منها احتفالات ذكرى ثورة 19 تموز وعيد الأربعاء الأحمر وأعياد نوروز وغيرها الكثير، وكان يحلم ولات دائماً، بأن يقام "عيد نوروز جماهيري في عفرين، يغني فيه على مسرح الحرية والعودة".

على الرغم من ممارستهما للنشاط الفني في الشهباء، شاركا أيضاً في فعاليات خارجها، كمقاطعة الطبقة، حيث قدما أغانٍ تعبر عن اللوحة الثقافية العربية، ومنها أغنية عن القدود الحلبية.

لكن التهجير لم يتوقف، إذ اضطرا مرة أخرى للتهجير قسراً من الشهباء إلى الطبقة، وتلقيا هناك ضربة موجعة بفقدان والدهما، الذي استشهد فور وصولهم أثناء تأديته لواجبه الوطني.

يقول ولات: "دخلت في حالة نفسية صعبة بسبب التهجير ووفاة والدي والعيش في الخيم، لكن لاحقاً زارتنا مجموعة من مركز الثقافة والفن في مقاطعة الطبقة، وطلبت مني أنا وشقيقي المشاركة في المركز، في البداية رفضت، لكنني وافقت لاحقاً، لأن الغناء والثقافة مثلهما مثل السلاح، ورفاقنا على الجبهات يحملون السلاح لنحيا، ونحن بدورنا نحمل سلاح الصوت".

منذ ذلك الحين، بدأ ولات بإحياء الحفلات والأعياد، رفقة شقيقه خليل، الذي يرافقه في كل أغنية، حيث يشكلان ثنائياً فنيا متكاملاً حتى اليوم.

وعن سبب اختياره للغناء، يقول ولات: "الغناء هو روح التراث، وهو متنفس، ولا يوجد شيء أجمل من الثقافة بعد كل ما مررنا به، ونحن نعبّر عن ثقافتنا الكردية وهويتنا، ومن باب إخوة الشعوب نفتخر بثقافات المكونات الأخرى، ونغني من أغانيهم، أحب زيارة كل مكان تراثي لأغني فيه وأعبر عن ثقافة الآخرين".

ويرى كل من ولات وخليل أن الغناء مقاومة، فيقول ولات: "في الفترة الأخيرة ظهرت أغان كثيرة تعبّر عن المقاومة بلغات متعددة، وأنا أتابعها عبر الراديوهات، ففي ظل الحروب والأزمات التي نمر بها، الغناء مقاومة، فإذا لم تستطع حمل السلاح، استخدم آلة واعزف، وإذا كنت تحب الغناء، استخدم صوتك وغنِّ الغناء مقاومة عظيمة وإصرار وشجاعة".

كما شاركا في دعم مقاومة سد تشرين، ويقول ولات عنها: "ذهبنا لنغني للمقاومة على الرغم من الضرب والحقد الدفين لقوى الاستبداد، شاهدنا مقاومة الشعب ومقاومة الاستوديوهات التي تنتج أصوات التحدي".

وفي ختام حديثه، عبّر ولات عن حلمه الأكبر قائلاً: "حلمي أنا وشقيقي خليل أن نستمر بالغناء، حتى اليوم الذي نعود فيه إلى عفرين، ونرفع رؤوسنا بفننا، ونقول إننا قاومنا بصوتنا، نحن كفيفان، لكن الله أعطانا صوتاً، وصوتنا هو سلاحنا قد لا نرى لكن نجعل الآخرين يشعرون بنا".

(أ)

ANHA