تحوّلات إيرانية تحت الضغط وأزمة خصوبة عالمية تتصاعد
تسعى إيران إلى إعادة تموضع دبلوماسي من خلال التركيز على أوروبا والعالم العربي، مستغلة العقوبات الأميركية الجديدة وانشغال واشنطن بالشؤون الداخلية. كما حذّرت دراسة أممية من تراجع عالمي في معدلات الخصوبة، مع ازدياد العوائق الاقتصادية والاجتماعية التي تمنع الكثيرين من إنجاب العدد الذي يرغبون به من الأطفال.

تناولت الصحف الصادرة اليوم، تغيير إيران لاستراتيجيتها الخارجية وسط تصاعد العقوبات، وكذلك التحذيرات الأممية من أزمة خصوبة عالمية.
إيران تغيّر استراتيجيتها في ظل العقوبات الأميركية الجديدة
ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن إيران بدأت بإعادة توجيه سياستها الخارجية، مركّزة على تعزيز علاقاتها مع أوروبا ودول عربية، خصوصاً مصر، وذلك بالتزامن مع فرض واشنطن حزمة جديدة من العقوبات واستمرار انشغال الإدارة الأميركية بالأوضاع الداخلية، لا سيما الاحتجاجات في كاليفورنيا.
وبحسب الصحيفة، دان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي العقوبات الأميركية الأخيرة التي استهدفت أكثر من 30 فرداً وكياناً مرتبطين بالنظام المصرفي الإيراني، معتبراً أنها تجسد "عداءً متجذراً" تجاه الشعب الإيراني، وتهدف إلى زيادة معاناة المواطنين.
كما ذكرت "جيروزاليم بوست" أن إيران حذرت من مشروع قرار غربي قيد المناقشة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، قد يتهمها بعدم الامتثال للاتفاقات النووية.
في موازاة ذلك، تسعى طهران لاستئناف علاقاتها مع القاهرة، حيث أعلن وزير الثقافة والسياحة الإيراني، رضا صالحي أميري، أن الرئيس مسعود بزشكيان يولي أهمية لإعادة بناء العلاقات مع مصر، خاصة في مجالات السياحة والتبادل الثقافي. وقال الوزير، وفق ما نقلته الصحيفة، إن الجانبين مستعدان لتوقيع مذكرة تفاهم جديدة، وإن القطاع الخاص المصري مدعو للمشاركة في مشاريع داخل إيران.
وتضيف الصحيفة أن إيران ادعت أيضاً أنها حصلت على "وثائق استخباراتية حساسة" من داخل إسرائيل، وفقاً لما أعلنه وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب. وبحسب الإعلام الرسمي الإيراني، تنوي طهران الكشف عن هذه الوثائق قريباً.
وترى الصحيفة أن إيران تستفيد من انشغال واشنطن الداخلي وتراجع التركيز على الملف الإيراني، لتوسيع نفوذها الدبلوماسي في الشرق الأوسط وأوروبا، مع تقليص اعتمادها على الأدوات العسكرية أو الهجمات بالوكالة.
دراسة أممية: واحد من كل خمسة أشخاص لا يتوقع إنجاب عدد الأطفال الذي يرغب فيه
أظهرت دراسة جديدة للأمم المتحدة أن نحو 20% من الأشخاص في 14 دولة، لا يتوقعون تكوين أسر بالحجم الذي يرغبون فيه، بسبب عقبات اقتصادية واجتماعية أبرزها ارتفاع تكاليف المعيشة، وانعدام الأمان الوظيفي، وصعوبة الحصول على السكن، بحسب تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
وأفادت الدراسة، التي شملت دولاً تمثل أكثر من ثلث سكان العالم، بأن معدلات الخصوبة تراجعت إلى أقل من 2.1 طفل لكل امرأة في أكثر من نصف بلدان العالم، وهو الحد الأدنى اللازم لاستقرار عدد السكان من دون الاعتماد على الهجرة.
وقالت ناتاليا كانيم، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، إن "الناس يشعرون بأنهم غير قادرين على تكوين الأسر التي يرغبون بها، وهذه هي الأزمة الحقيقية".
ورغم أن معظم المشاركين أبدوا رغبة في إنجاب طفلين أو ثلاثة، فإن نسبة كبيرة أشاروا إلى أن ظروفهم لا تسمح بذلك. كما خلص التقرير إلى أن السياسات الداعمة ضرورية لتلبية تطلعات الأسر.
(م ش)