المفاوضات النووية الإيرانيّة وانتخابات العراق تتصدران عناوين الصحف
يرى محللون أن المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران تواجه تأزماً متصاعداً مع اقتراب انتهاء القرار الأممي 2231، وسط اقتراح أميركي باتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم ترفضه إيران. أما في العراق، فالتحذيرات تتصاعد من أن تؤدي انتخابات 2025 إلى ترسيخ الفساد وإعادة إنتاج الطبقة السياسية نفسها، ما قد يضعف شرعية الدولة ويمسّ مكانتها دولياً.

في قراءتها للمشهد السياسي الإقليمي، أبرزت الصحف العربيّة الصادرة صباح اليوم، وجهين متوازيين للتوتر في الشرق الأوسط: الأول يتصل بالمفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، والثاني يخص التحضيرات للانتخابات العراقية المقبلة.
قالت صحيفة "النهار" إن الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، والتي جرت عبر الوسيط العُماني، لم تفلح في كسر الجمود رغم "الاهتمام الإيحائي" بالتوصل إلى تسوية. اقتراب انتهاء القرار الأممي 2231 في أكتوبر المقبل يعيد شبح العقوبات الكاملة على إيران، فيما أشار تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى اقتراب طهران من "العتبة النووية"، ما يفاقم القلق الغربي.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ "الولايات المتحدة اقترحت تشكيل اتحاد إقليمي لتخصيب اليورانيوم يضم إيران ودول الخليج، غير أن الخلاف الأساسي يبقى حول مكان التخصيب". كما ألمحت إلى استبعاد واشنطن في تطبيق نموذج "التفكيك الليبي" كخيار في الحالة الإيرانية.
واختتمت الصحيفة أنه في هذه الأثناء، تبقى إسرائيل على تهديداتها بالتحرك العسكري، بينما تميل الأطراف إلى خيار "شراء الوقت" تجنباً لمزيد من التصعيد، وسط تغيرات إقليمية كبرى وتبدلات في معادلات سوريا ولبنان.
أما صحيفة "العرب" فركزت على الانتخابات التشريعية العراقية المقبلة في تشرين الثاني ووصفتها بأنها محاولة "لترقيع الفشل المتكرر" لنظام ما بعد 2003. القوى السياسية التقليدية، بحسب الصحيفة، تحاول حشد الجماهير بالطائفية والمال السياسي، مستفيدة من غياب شروط النزاهة ومشاركة شعبية ضئيلة.
ورأت الصحيفة أن رهان العراق على "موقع آمن" وسط التحولات الجيوسياسية الكبرى في الإقليم قد لا يصمد إذا ما استمر الاستقواء الخارجي وشراء الذمم. الديمقراطية الفعلية وحدها تضمن تمثيلاً حقيقياً يهيّئ لانخراط فاعل في النظام الدولي. غير أن مؤشرات "إعادة إنتاج نفس الطبقة الحاكمة" تقود نحو ضعف الدولة ومؤسساتها، ما قد يُبقي العراق على هامش المعادلة الإقليمية والدولية، بدل أن يكون قوة فاعلة فيها.
(ع م)