موقع أمريكي: فوائد متبادلة بين الشرع وإسرائيل في حال تم التطبيع بينهما

عدّ موقع أميركي أن التطبيع بين دمشق وتل أبيب له فوائد تصب في صالح الطرفين، فيما اعتبر تحليل بريطاني أن نسخة دونالد ترامب من "السلام الأمريكي"، أي فكرة أن الولايات المتحدة تستطيع فرض النظام على العالم بالإكراه، تواجهُ لحظة الحقيقة في أوكرانيا وغزة وإيران.

موقع أمريكي: فوائد متبادلة بين الشرع وإسرائيل في حال تم التطبيع بينهما
السبت 26 نيسان, 2025   08:54
مركز الأخبار

تناولت الصحف العالمية الصادرة اليوم، إمكانية حصول تطبيع بين سلطة دمشق وتل أبيب، ومصير المفاوضات الثلاثة (أوكرانيا، غزة، وإيران).

ما إمكانية التطبيع بين الشرع وإسرائيل

أبدى رئيس سلطة دمشق أحمد الشرع استعداده لبحث إمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وفقاً لمسؤولين سوريين كبار، وستمثل هذه الخطوة، بحسب موقع ميديا لاين الأميركي، تحولاً كبيراً في موقف دمشق الراسخ تجاه جارتها الجنوبية، التي كانت في حالة حرب معها رسمياً منذ عام ١٩٤٨.

وأُدلي بهذه التصريحات، خلال اجتماع عُقد في وقت سابق من هذا الشهر في دمشق مع النائبين الأميركيين مارلين ستوتزمان وكوري ميلز، وكانت بلومبرغ نيوز أول من أوردتها.

وأكدت مصادر حكومية سورية هذه الرواية لموقع ميديا ​​لاين، أن أي عملية تطبيع من هذا القبيل يجب أن تحافظ على وحدة سوريا وسيادتها الكاملة.

صرّح نير بومز، رئيس منتدى أبحاث سوريا في مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا بجامعة تل أبيب، للموقع بأن التحولات الأخيرة في المنطقة تؤثر على حسابات دمشق.

وأضاف: "هذا لا يحدث بمعزل عن عوامل أخرى. نحن نعيش واقع ما بعد 7 تشرين الأول. لقد ضعف المحور الإيراني. وأضعف الهجوم المضاد على وكلاء إيران حزب الله. سوريا الآن في وضع مختلف، وإيران تحت ضغط. المعارضة، التي هُمّشت لسنوات، لديها الآن فرصة لرفع صوتها".

وعلى الرغم من أن المسؤولين الإسرائيليين لم يردوا علناً على تصريحات الشرع، فقد أفاد المصدر بأن تل أبيب تراقب عن كثب التطورات في دمشق، لا سيما في ضوء تحولات موازين القوى عقب سقوط النظام السوري السابق. وقد يفتح هذا قناة دبلوماسية جديدة، وإن كانت حساسة سياسياً.

في حين رحّب بعض الفاعلين السياسيين في سوريا بانفتاح الشرع على جهود السلام الإقليمية، أبدى آخرون تشككهم. ويجادل المنتقدون بأن أي جهد للتطبيع يجب أن يستند إلى تفويض شعبي حقيقي، وأن يرافقه إصلاحات سياسية محلية جادة، بحسب الموقع؟

ويرى معارضون أن التطبيع أداة محتملة لكسب الدعم الدولي لإعادة الإعمار. ومع ذلك، يُشددون على أنه يجب ألا يكون على حساب تحقيق العدالة في الانتهاكات السابقة، أو المساءلة خلال أي مرحلة انتقالية، أو حقوق اللاجئين.

بالنسبة لدمشق، قد يُسهم التطبيع في إنهاء العزلة الإقليمية والدولية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتسريع إعادة الإعمار، وإيجاد فرصة لتحقيق اختراق سياسي تدعمه الولايات المتحدة. أما بالنسبة لإسرائيل، فقد يُقلل التطبيع من النفوذ الإيراني على طول حدودها الشمالية، ويُؤمّن وقف إطلاق نار دائم في مرتفعات الجولان، ويُتيح الوصول إلى الأسواق الإقليمية التي تشمل سوريا، ويُساعد على دمج سوريا في إطار أمني واقتصادي إقليمي تدعمه الولايات المتحدة.

أوكرانيا، غزة، وإيران: هل سينتصر لترامب؟

عدّ تحليل لصحيفة غارديان البريطانية بأن نسخة دونالد ترامب من "السلام الأمريكي"، أي فكرة أن الولايات المتحدة تستطيع فرض النظام على العالم بالإكراه، تواجه لحظةَ الحقيقة في أوكرانيا وغزة وإيران.

ورأت الصحيفة أن هدف الولايات المتحدة كان إبقاء مجموعات المفاوضات الثلاث المتزامنة، التي تُحدّد مسارَ حقبةٍ ما، منفصلة تماماً، وأن تُشكّل - قدر الإمكان - نتائجها وحدها. ويشبه هذا النهج محادثات التجارة، حيث النية هي أن تأتي الدول المُتوسّلة إلى واشنطن مُحمّلةً بالهدايا بشكلٍ فرديّ مقابل الوصول إلى الأسواق الأميركية.

وتعتقد الصحيفة أن الإدارة الأمريكية شعرت أن خياراتها محدودة في ظل هذه الحالة الطارئة، لكن من غير الحكمة إطلاق ثلاث بعثات سلام طموحة كهذه، وحرب تجارية عالمية، في آن واحد، وهو أمر قابل للنقاش.

صحيح أن كل صراع من الصراعات الثلاثة منفصل عن الآخر من حيث أسبابه وسياقاته وديناميكياته المميزة، إلا أنها أصبحت أكثر تشابكاً مما بدا واضحاً في البداية، ويعود ذلك جزئياً إلى وجود مقاومة شديدة في أوروبا وأماكن أخرى للنظام العالمي الذي يتصوره دونالد ترامب، وأساليبه المختارة.

في الدبلوماسية، كل شيء مترابط، لا سيما أن هناك رابطاً مشتركاً بين المحادثات الثلاث يتمثل في شخصية مطور العقارات ستيفن ويتكوف، صديق ترامب المقرب الذي يقود المحادثات الأميركية في كل حالة، متنقلاً بين موسكو ومسقط.

إن حل هذه الصراعات الثلاثة في آن واحد سيكون مهمة شاقة على أي شخص، لكنها مهمة شاقة بشكل خاص بالنسبة لرجل جديد تماماً على الدبلوماسية.

يكمن الخطر الذي يواجهه ترامب في أن قراره بمعالجة الكثير من القضايا بهذه السرعة لا ينتهي به الأمر إلى استعراض للقوة الأمريكية، بل إلى العكس - تآكل علني لقوة عظمى.

(م ش)