مكونات شمال وشرق سوريا تندد بعرقلة إيصال المساعدات إلى الساحل السوري
نددت مكونات إقليم شمال وشرق سوريا، بعرقلة وصول قافلة المساعدات الإنسانية المرسلة من الإقليم إلى المنكوبين في الساحل السوري، وأكدوا رفضهم لأي تمييز أو استغلال سياسي في ملفات الإغاثة والمساعدات.
شهدت عدة مدن في شمال وشرق سوريا، وعلى رأسها الحسكة، تل حميس، الشدادي، وعامودا، مظاهرات ووقفات احتجاجية شارك فيها المئات من الأهالي وممثلون عن مؤسسات مدنية وأحزاب سياسية، تنديداً بالمجازر التي تُرتكب بحق المدنيين في الساحل السوري، واستنكاراً لمنع دخول قافلة مساعدات إنسانية أرسلتها شعوب شمال وشرق سوريا إلى أهالي المنطقة المنكوبة.
الحسكة: مظاهرة حاشدة تنديداً بالمجازر ومنع المساعدات
ففي مدينة الحسكة، خرجت مظاهرة جماهيرية انطلقت من أمام جامع خليل في حي الصالحية، وصولاً إلى ساحة شهداء حي المفتي. رفع خلالها المشاركون لافتات كُتب عليها: "نطالب بمحاسبة المجرمين"، و"أهالي الحسكة ومكوناتها ينددون بالمجازر المرتكبة بحق الساحل السوري"، و"لا للقتل"، و"المقاومة حياة."
وفي كلمة ألقاها عبد الغني أوسو باسم مكونات المدينة، شدد على أن تاريخ سوريا كان قائماً على التكاتف بين جميع مكوناته، محملاً الأطراف المتدخلة في الشأن السوري مسؤولية التفرقة والاقتتال.
وقال أوسو: "ما يحدث في الساحل السوري استمرار لمعاناة قديمة، وما نراه اليوم من جرائم وعرقلة للمساعدات أمر غير مقبول. هدفنا إنساني بحت، وسنبقى إلى جانب شعبنا هناك حتى النهاية".
تل حميس: مظاهرة حاشدة وبيان رسمي يصف المجازر بـ "العار الإنساني"
أما في مدينة تل حميس، فقد تجمّع المئات من سكان المدينة وريفها أمام مجلس المدينة، حاملين أعلام الإدارة الذاتية ولافتات كتب عليها: "أوقفوا الجرائم في الساحل السوري" و"لا لحكومة ممثلة للعمشات والحمزات".
وانطلقت مظاهرة جابت شوارع المدينة، توقفت لاحقاً قرب دوار الصوامع، حيث وقف الحاضرون دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، تلاها بيان رسمي من مجلس المدينة، قرأه العضو عماش العبد الله، جاء فيه: "باسم كل ضمير حي لا يزال يؤمن بإنسانية الإنسان، نعبر عن بالغ حزننا وغضبنا لما يجري في الساحل السوري من مجازر دموية ترتكبها فصائل مرتبطة بسلطة دمشق، في ظل صمت دولي مخزٍ وتجاهل تام لمبادئ حقوق الإنسان".
كما ألقت عضوة مؤتمر ستار، إيمان الحسين، كلمة قالت فيها: "منعت فصائل مثل العمشات والحمزات قافلة مساعدات إنسانية من الوصول إلى المحتاجين، ونطالب بفتح ممرات آمنة للمساعدات ومحاسبة المتورطين في هذه الجرائم".
الشدادي: وقفة احتجاجية تؤكد وحدة المصير
وفي مدينة الشدادي، نظم مجلس المدينة وقفة احتجاجية بمشاركة ممثلين من مدينتي العريشة ومركدا أمام مركز حركة الشبيبة الثورية السورية. وبعد الوقوف دقيقة صمت، ألقى الإداري في حزب الاتحاد الديمقراطي، مهيدي الدغيم، كلمة باسم الإدارة الذاتية، قال فيها: "نقف اليوم تضامناً مع أهلنا في الساحل السوري، وندين الجرائم المرتكبة بحقهم. إن منع دخول المساعدات عمل غير أخلاقي، ويتنافى مع أبسط المبادئ الإنسانية".
وأضاف الدغيم: "كما فعلنا سابقاً في كارثة زلزال إدلب، جددنا اليوم مبادرتنا الإنسانية، لكن السلطة في دمشق تصرّ على نهج الإقصاء. نحن نؤمن بسوريا ديمقراطية تُبنى على المساواة والعدالة لجميع مكوناتها".
وتعكس هذه الاحتجاجات مدى التضامن الشعبي في شمال وشرق سوريا مع أهلهم في الساحل السوري، وتؤكد التزام مكونات المنطقة بالمبادئ الإنسانية، ورفضهم لأي تمييز أو استغلال سياسي في ملفات الإغاثة والمساعدات.
أهالي عامودا يطالبون بإنهاء عرقلة إيصال المساعدات للساحل السوري
وفي مدينة عامودا، خرج المئات من الأهالي في مظاهرة جماهيرية طالبوا خلالها بالسماح بمرور قافلة المساعدات الإنسانية المقدمة من الإدارة الذاتية إلى أهالي الساحل السوري، مؤكدين على أهمية الترابط الاجتماعي ووحدة مكونات الشعب السوري.
وانطلقت المظاهرة من ساحة الشهيد جهاد باتجاه ساحة المرأة الحرة، حيث رفع المشاركون أعلام الإدارة الذاتية ويافطات كتب عليها "قافلة المساعدات الإنسانية المقدمة من الإدارة الذاتية لأهلنا في الساحل السوري"، إلى جانب صور مصابين وشعار الهلال الأحمر الكردي.
وعند الوصول، وقف المشاركون دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، ثم قرأ عضو أكاديمية المجتمع الديمقراطي، صلاح شيخموس، بياناً باسم المشاركين، أدان فيه منع مرور المساعدات واعتبر ذلك "جريمة إنسانية مضاعفة"، داعياً سلطة دمشق إلى إنهاء عرقلتها للقافلة.
وأكد البيان على أن الإدارة الذاتية تبذل جهوداً من أجل بناء سوريا ديمقراطية، في وقت يتعرض فيه أبناء الطائفة العلوية لانتهاكات جسيمة، داعياً إلى تغيير عادل وديمقراطي يضع حداً للإبادة الجماعية وحل الأزمة الراهنة.
واختتمت المظاهرة بشعارات تحيي مقاومة الشعوب وتطالب بوضع حد لعرقلة المساعدات الإنسانية.
(كروب/ح)
ANHA