دوران كالكان يؤكد أن السلطات التركية في طور الأقوال ولا بدَّ من خطوات عملية

صرّح عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني دوران كالكان، أن هناك تصريحات إيجابية حيال عملية السلام التي أطلقها القائد عبد الله أوجلان في ندائه بتاريخ الـ27 من شباط، إلا أن السلطات التركية لم تتخذ خطوات عملية بعد، موضحاً أنه من أجل تحويل النداء إلى حل، يجب على الجميع القيام بمسؤولياتهم.

دوران كالكان يؤكد أن السلطات التركية في طور الأقوال ولا بدَّ من خطوات عملية
الأربعاء 16 نيسان, 2025   22:32
مركز الأخبار

تحدث عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني دوران كالكان لفضائية "مديا خبر"، في حوار مطول عن نداء القائد عبد الله أوجلان والتطورات التي أعقبته، إليكم نص الحوار: 

لقد مرَّت فترة شهر ونصف على دعوة 27 شباط التي أطلقها القائد عبد الله أوجلان، وكان من المتوقع أن تُجرى تغييرات في ظروفه وأوضاعه، فما هي آخر المستجدات في هذا الخصوص؟

بدايةً وقبل كل شيء، أحيي مقاومة إمرالي التاريخية والقائد آبو بكل احترام، وللأسف، فإن نظام التعذيب والإبادة لا يزال مستمراً في إمرالي، ولم تردنا أية معلومات عن القيام بأي تغيير جدي، وكما ذكرتم، لقد مرت فترة شهر ونصف الشهر على ذلك، في حين أن القائد آبو أطلق دعوة تاريخية لاقت ترحيباً من الجميع، وكان من المتوقع أن تكون هناك تطورات وتغييرات عملية بناءً على ذلك، ولكن لم يحدث أي شيء من هذا القبيل، حيث أن نظام التعذيب والإبادة لا يزال مستمراً في إمرالي، ويستمر نظام العزلة والإبادة الجماعية في إمرالي.

ولم يستعد القائد آبو ظروف العيش والعمل بحرية، ومع ذلك، فقد ذُكر أنه سيستعيد ذلك في غضون أسبوع، ونحن بدورنا قلنا ذلك في البرنامج الفائت ولفتنا الانتباه إلى ذلك، ولكن لم يحدث أي تغيير، حتى الآن، لا يوجد وضع جاد ينعكس ويُلاحظ في هذا المجال، ومن ناحية أخرى، هناك مناقشات حول دعوة القائد آبو والوضع في إمرالي، حيث أن العديد من الأمور هي مجرد تفسيرات، أو يتم إبلاغها لأغراض مختلفة، فبقدر ما نعرفه ونفهمه، بسبب عدم الاستجابة العملية للدعوة، فقد أدى ذلك إلى نقاش وأزمة جادّين، ونحن كقيادة الحزب عبّرنا عن موقفنا بوضوح شديد، وقلنا إن هذا العمل لا يمكن أن يسير على هذا الحال، ونعتقد أن موقف القائد آبو هو على هذا النحو أيضاً، فقد قال البعض "لم يرغب أن يعطي رسالة في نوروز"، لكن الأمر لم يكن كذلك، باعتقادنا أن القائد آبو يبدي موقفاً لكي لا يكون الأمر حالة عادية مألوفة، حيث هناك حالة أزمة في إمرالي، يُقال إن هذا الوضع المتأزم قد تم تجاوزه بالتصريحات واللقاءات الأخيرة، وسواءً حدث هذا بالفعل أم لا، بالطبع، ليس لدينا معلومات محددة للغاية حول هذه المسألة، ولكن كان المطلوب أن تنعكس الأجواء الإيجابية على الرأي العام، ويمكنني أن أقول ما يلي؛ بدون شك، يجب مناقشة مضمون دعوة القائد آبو، ويمكن للجميع أن يعبروا عن آرائهم حول نظام إمرالي، وحول الحرية الجسدية للقائد آبو وحول حل القضية الكردية، لكن لا ينبغي قول أمور مثل ’سمعتُ من شخص ما أن القائد آبو قال هذا الشيء‘، أي أنه لا ينبغي لأحد أن يتحدث باسم القائد آبو، ويجب توخي الحذر الشديد بشأن هذا الأمر، فهذا يخلق تصوراً خاطئاً، قد يرغب البعض أيضاً في التلاعب، من المهم توخي الحذر في هذا الصدد.

ومن ناحية أخرى، فقد أوفى القائد آبو بالعبء المُلقى على عاتقه، بل وقام بأكثر من ذلك، في الواقع، فُوجئ الجميع، حيث كان الرأي العام هو أنه فعل ما لم يكن متوقعاً، وفعل الأمر الذي لم يكن فعله سهلاً في العادة، حيث تم الإدلاء بتصريحات من هذا النوع، فقد أدلى القائد آبو بتصريح تفوق فيه على الجميع، وقد كان هذا بالطبع مهماً للغاية وذا مغزى، ولكن مع ذلك، لا ينبغي أن يقول أو يتوقع أحد أن يتم حل القضية بأكملها من قِبل القائد آبو، وأن كل شيء قد تم حله ببيان القائد آبو، لا يجوز أن يكون هناك توقع من هذا القبيل، فالقائد آبو لم يخلق هذه القضية، بل إن القضية الكردية تكمن وراءها، لقد خلقها نظام الحداثة الرأسمالية العالمي والدولة التركية، فقد خلقوا هذه القضية من خلال إنكار الكرد وشن هجمات التدمير وممارسة الإبادة الجماعية بحق الكرد، وهذه القضية خُلقت على أساس العداء للكرد، على أساس عقلية وسياسة تريد تجاهل الكرد والقضاء عليهم، وهذا هو جوهر القضية، وقد رسخوا ذلك الأمر على العنف، لذلك، فإن حل القضية سيمر من هنا، فالذين يستخدمون العنف، والذين ارتكبوا المجازر والإبادة الجماعية ضد الكرد على مدى قرن وقرنين، سيتخلون عن هذه السياسة والعقلية، والذين لا يعترفون حتى بأدنى حق من حقوق وجود الكرد ويريدون تدميرهم سيتخلون عن هذا الأمر، فقد سلط القائد آبو وحزب العمال الكردستاني الضوء على هذه الحقيقة ووضعهما أمام الجميع.

قال القائد آبو: ’أنا لم أخلق القضية، لقد خلقها الآخرون؛ ووجدتها أمامي، وكان الجميع يراها، لكنهم تجاهلوها، لم أستطع أن أتعامل مثل الجميع، ولم أتجاهلها، وقلتُ إن هناك قضية هنا، وأنا أعمل على حلها‘، لذلك، فالقائد آبو يعمل، ويقوم بمسؤولياته، لكن القائد آبو لا يمكنه بمفرده تحقيق السلام في تركيا، فالحرب والسلام يحتاجان إلى أطراف، ولا يمكن أن يتم ذلك من جانب واحد، حيث يبذل القائد آبو جهوداً دؤوبة من أجل السلام منذ أكثر من 30 عاماً، ولكن لا يمكن حل أي شيء بمفرده، ولا يمكن تحقيق الحريات والتحول الديمقراطي على هذا النحو بجهود شخص واحد، يجب أن يشارك الجميع في ذلك، والمسؤولية تقع على عاتق الجميع، لذا، من الضروري عدم القول: ’القائد آبو يحل، وتوصل إلى الحل، وبالتالي سيكون هناك حل، وهذا يكفي‘، ولا ينبغي نشر مثل هذا التوقع في المجتمع، ومن الخطأ خلق هذا التصور، حيث إنه يجب أن يكون المجتمع الكردي بشكل خاص والمرأة والشبيبة حساسين جداً حيال هذا الواقع، فمن هو المسؤول في هذا العمل، وكيف سيتم حله، وعلى عاتق من تقع المهمات والواجبات، وخاصة ما هي واجباتهم النضالية، يجب أن يعرفوا ذلك جيداً ويحققوا متطلباته، حيث إن الوضع الحالي يستوجب تنفيذ الحملة الدولية التي تهدف إلى الحرية الجسدية للقائد آبو على نطاق واسع وشامل.

وعلى هذا الأساس، فإن انعقاد مؤتمر واجتماع ونقاش في روما، كان أمراً في غاية الأهمية، وكان من المهم أن يتم تقييم التطورات أيضاً، كما أنه لا يزال هناك نقاش حول ما يجب القيام به من الآن فصاعداً، ونحن بدورنا، نحيي كل من بذل وانخرط في هذا الجهد، ولكن من الضروري تعزيز ونشر وتجسيد حملة الحرية الدولية التي تهدف إلى الحرية الجسدية للقائد آبو في كل ميدان، ويجب خوضها في الأجزاء الأربعة من كردستان، وفي جميع أنحاء العالم، بشكل واسع النطاق، دون توقف أو استراحة.

تضمن نداء القائد عبد الله أوجلان أيضاً الدعوة إلى عقد المؤتمر، وهذا الأمر يُناقَش بشكل مفصل، وكمخاطب للموضوع، ما الذي تودّون قوله بهذا الشأن؟

لقد كان بيان القائد آبو في 27 شباط تحت عنوان” دعوة السلام والمجتمع الديمقراطي“ في الواقع ذا مضمون عميق، ودعوة تاريخية، وكانت ذات مغزى وفعالية، وكان لها تأثير على الجميع، حيث بقدر ما يُلاحظ، كان لها تأثير إيجابي على الغالبية العظمى، وبقدر ما كان من المفترض أن يكون لها تأثير إيجابي، تأثر البعض الآخر سلباً، وكان هناك من عارضها وحتى من وجهوا اتهامات شديدة، لكن بشكل عام، أثرت على الجميع، كان التأثير الإيجابي في المقدمة، لماذا؟ لأنها كانت دعوة لا يستطيع الجميع القيام بها، دعوة لا يستطيع الجميع أخذها بعين الاعتبار، وكانت خطوة لا يستطيع الجميع الإقدام على اتخاذها، وقد اتخذ القائد آبو هذه الخطوة.

ثانياً، فرضت واجبات ومسؤوليات على الجميع، فالدعوة لم تكن موجهة فقط لبعض الأشخاص أو لبعض الأماكن، بل لكل من يعيش في هذا العالم، بعبارة أخرى، لا يمكن لأحد أن يقول إن هذه الدعوة ليست لي، فحتى الأكثر اضطهاداً كانت الدعوة موجهة لهم نظراً لوضعهم على هذا النحو، لأن نظام الاستعمار هذا تم إنشاؤه نتيجة عقلية وسياسة الإبادة الجماعية وتدمير الكرد، لذلك، فإن النضال التحرري الكردستاني يشمل كل هذه الأمور، حيث إنه نضال فعّال للغاية، وحتى لو لم يكن الجميع على المستوى نفسه، كان الجميع مخاطباً للدعوة، ونحن كحركة، استجبنا على الفور، حيث أصدرنا في الأول من آذار بياناً، واتخذنا موقفاً، وأعلنا وقف إطلاق النار لتمهيد الطريق عملياً على أرض الواقع، والأهم من ذلك أننا أوضحنا موقفنا، حيث قلنا إنه إذا تم توفير الظروف المناسبة، يمكن تنفيذ هذا الأمر، وأوضحنا أننا نتفق تماماً من حيث المحتوى، وأننا سنلتزم به ونطبقه، وبالنسبة للظروف المناسبة، فقد أكدنا على أنه ينبغي أن يستعيد القائد آبو الظروف التي تمكنه من العيش والعمل بحرية، لماذا...؟ لأن القائد آبو فقط هو الذي يستطيع عقد المؤتمر، حيث أن القائد آبو وحده القادر على اتخاذ القرارات التي من المقرر اتخاذها في المؤتمر، والقائد آبو وحده القادر على تنفيذها، وبصرف النظر عن هذا، لم تتمكن أية قوة أو شخص أو مؤسسة أخرى داخل حركتنا، ولا أي مؤسسة خارج حركتنا من القيام بذلك، لأن إدارتنا وكل الآليات الأخرى داخل حركتنا تعتمد على الحرب، بإمكانهم فقط خوض المعركة.

ومن هم من خارج دائرتنا، قالوا "ليقوم المؤتمر بحل حزب العمال الكردستاني‘، لقد اتحد العالم لتدمير حزب العمال الكردستاني، واستخدموا كل أنواع الأسلحة، ولجؤوا إلى كل أنواع الأساليب والوسائل، ولم يستمعوا أبداً إلى معايير الأخلاق، فهم لم يتمكنوا من الحصول على أية نتائج على مدار 40 عاماً من شن الهجمات، وعلى مدار عشر سنوات لم يتركوا أي هجوم بناءً على "خطة عملية التدمير"، إلا وأقدموا على شنه، ولم يحققوا أي نتائج، ولم يتمكنوا من القضاء عليه، لم يتمكنوا من تدمير حزب العمال الكردستاني، ولم يتمكنوا من مواصلة إنكار الكرد.

لذلك، ليس بمقدور أحد غير القائد آبو اتخاذ تلك القرارات أو تنفيذها، ونحن بدورنا نركز على هذا الرأي وتصريحنا، وما زالت سارية المفعول، وقد مر وقت طويل على ذلك، وقد أجرينا أيضاً بعض التقييمات، ولكن مع ذلك، ونظراً لأهمية القضية ومحتواها وصعوباتها، واصلنا هذه العملية من منطلق منح الفرصة للممارسة العملية، وتصريحاتنا الحالية لا تزال سارية المفعول إلى هذا اليوم أيضاً، وفي هذا الصدد، لم نتلقَّ حتى الآن أي شيء ملموس من شأنه أن يحثنا القائد آبو على عقد المؤتمر، حيث أعرب القائد آبو أنه مصمم على ذلك، وهذا ما رأيناه، وقد رأيناه مهماً، ووجدنا هذا القرار ذا معنى وقيمة، فنحن لسنا ضد تحقيقه، بل على العكس، نحن مع تحقيقه، ولكن من الواضح أن الوضع الذي من شأنه أن يؤدي إلى حدوث ذلك لم ينشأ في إمرالي، ولقد مر أكثر من 40 إلى 45 يوماً، أي أكثر من شهر ونصف، ولا يزال نظام التعذيب والإبادة مستمراً، ولم يطرأ أي تطور أو تغيير على الظروف التي من شأنها تمكين القائد آبو من العيش والعمل فيها بحرية، ولا يزال نظام إمرالي مستمراً، ولم يتم إلغاؤه أو اتخاذ أية خطوات في هذا الاتجاه، حيث لا يستطيع القائد آبو أن يلتقي بأحد، وهو ليس في وضع يسمح له بالقيام بأي عمل فيما يتعلق بعقد المؤتمر، وإذا تمت تهيئة ظروف ذلك من الناحية العملية، فإنه سيقوم بإحراز تقدم في سير العملية.

وقد قلناها في المرة الماضية أيضاً، لقد قرر وقال "سأفعل هذا"، إذا كانت السلطة الحاكمة وأوساط الدولة تريدان فعلاً أن يتم ذلك، فهناك قوة تقول إنها ستقوم بذلك، حينها سيُمهد له الطريق، ويُمنح الفرصة، وهو بدروه أيضاً سينفذ قراره، ويفي بوعده بالفعل، وسيتم حل القضية، إذا كان المطلوب حقاً هو حل القضية، فإنه سيتم حل القضية بهذه الطريقة، لا، إذا قالوا إننا سنطبق نظام إمرالي، ونستمر في نظام التعذيب والإبادة ونظام الأسر، وتنفيذ متطلبات تلك الدعوة، فبالطبع لن يكون الأمر كذلك، لا يمكن أن يحدث هذا عملياً على أرض الواقع، ولن يحدث هذا على أية حال، والآن يُقال إنها خطوة إيجابية، ويتم اتخاذ خطوات عملية، وقال وفد إمرالي إنه ستكون هناك تغييرات في ظروف إمرالي، وسيتم إنجاز أعمال قانونية، وسيتم الالتزام بحق الأمل، وسيتم تأمين هذه الأمور بالقوانين، ونحن لا نعلم ما هو مستواها بالضبط أو ما هو محتواها، ولكن إذا حدث هذا بالفعل ويمتلك القائد آبو إمكانية عقد المؤتمر وإدارته، فإن الممارسة العملية ستمضي قدماً نحو الأمام، لا مشكلة، لا توجد أي مشكلة معوقة من جانبنا، بل على العكس، هناك دائماً مقاربات تسهيلية، وما تبقى، يقع على عاتق السلطة الحاكمة وقوات الدولة، والباقي متروك لأولئك الذين خلقوا هذه القضية، ومتروك لأولئك الذين يطبقون نظام الأسر الأكثر قسوة وشدة، وهم من أطالوا الأمر إلى الآن أيضاً، وقالوا لا يوجد تشريع قانوني، ومع ذلك، فقد كان موجوداً في القوانين الأوروبية، حيث إن تطبيق القوانين الأوروبية ملزم للقوانين التركية، وكان بإمكانهم تنفيذها عملياً على أرض الواقع، وكان بإمكانهم التوصل إلى ترتيبات قانونية في غضون ثلاثة أيام، فنحن على علم ودراية، أنه لم يكن الأمر شيئاً لا يمكن فعله، ولكنهم لم يفعلوه حتى الآن، بل قاموا بالمماطلة والتأخير، إذا سار الأمر على هذا النحو، فإنهم سيأخذون العملية إلى طريق مسدود، وسيكونون هم أنفسهم المسؤولين عن ذلك.

لقد أجرى وفد إمرالي المكون من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب لقاءً مع أردوغان، ما هو نهج الدولة والسلطة الحاكمة تجاه العملية؟

كان ذلك اللقاء تم الإعلان عنه منذ فترة طويلة، وقد عُقد اللقاء بعد أسبوعين تقريباً، كما برز إلى الواجهة النقاش حول ما إذا كان ذلك سيحدث أم لا، نظراً لانقضاء فترة طويلة على ذلك، ولكن في نهاية المطاف جرى عقد اللقاء، ومن دون شك، فإن لقاء رئيس الجمهورية التركية مع وفد حزب إمرالي لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب لهو أمر مهم، ووجدنا أنه مهم وذو معنى، كما التقوا برئيس البرلمان، والتقوا بزعماء أحزاب أخرى، والتقوا مع أوساط مختلفة، ولكن من المهم اللقاء مع رئيس الجمهورية باعتباره المحاور الرئيسي للدولة والسلطة الحاكمة، كما أنه من المهم أن يكون رئيس الجمهورية مشاركاً في هذا الأمر على هذا المستوى، إننا نعتبره أمراً مهماً وذو معنى، كما أظهرت مشاهد وصور اللقاء ذلك الأمر على هذا النحو، وكانت التصريحات أيضاً إيجابية للغاية، وكان لها الأثر على الجميع، ولكن كما ذكرتُ في البرنامج السابق أيضاً؛ هناك الكثير من الآمال والتطلعات، حيث هناك أقوال، لكن لا توجد ممارسة عملية على أرض الواقع، ولم يتم اتخاذ أي خطوات عملية، والآن هناك تصريحات وأقوال إيجابية للغاية ومفرحة، نحن لا نعلم كيف سيكون الأمر عملياً، ليس لدينا أي علم بمضمونه حقاً، فهل تم أخذ القرار حول بعض الأمور، أو تم الإعراب عن الآمال والتطلعات، وكيف ستدخل نتائجها قيد الممارسة العملية على أرض الواقع؟ لا نعرف حيثياتها بالضبط، نأمل أن تكون إيجابية وتدفع العملية إلى الأمام.

هل هناك حالة من الإلهاء؟

لا نعلم، التصريحات التي يتم الإدلاء بها تفيد بأنه لا توجد مماطلة، ولكنها لا تزال على مستوى الأقوال، فعندما يكون للأمر ممارسة عملية على أرض الواقع، فيمكن حينها قول شيء ما، ودون رؤيته على أرض الواقع عملياً، فإن الأقوال لن تكون كافية، فنحن لا يمكننا أن نقول أي شيء بناءً على الأقوال، ومن هذا المنظور فإن اللقاء مهم، والتصريحات مهمة أيضاً، ونأمل أن تأتي الممارسة العملية وتكون لها استمرارية وتصبح عملية وتملأ مضمونها عملياً وتصل إلى النتيجة وتخلق الحل، ولكن يجب على الرأي العام، وخاصة الرأي العام الكردي، والرأي العام الديمقراطي، والنساء، والشبيبة أن يعرفوا هذا الأمر، إن جميع هذه الأمور ما زالت على مستوى الأقوال، وعلى مستوى الآمال والتطلعات، لا ينبغي النظر إلى الأمر كما لو أنه قد تحقق، وقد يكون هذا أيضاً تصوراً خاطئاً، وقد تكون الحرب الخاصة من تقف وراءها، يتعين علينا أن ننظر إلى الأمر من جميع الزوايا، لا يمكننا أن نخدع أو نضلّل أنفسنا، علينا أن نتعامل معها بعناية وحذر، ونقيّمها من وجهات نظر متعددة، ونقيّمها أيضاً بشكل صحيح، وهناك بالفعل مساعٍ من شأنها أن تؤكد أقوالنا، قد يقول قائل: "اللقاء إيجابي، والتصريحات إيجابية، فلماذا يتم التعبير عن هذا بأقوال معاكسة...؟" لدينا مبررات لذلك أيضاً في هذا الصدد، ما هي مبرراتنا...؟ الأول، لا تزال الحرب مستمرة، ولا تزال الهجمات مستمرة، حيث أن قيادة قيادتنا المركزية، والمركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي (HPG') يفصحان ويصرّحان يومياً عن الهجمات على الكريلا والعواقب الناجمة عنها، ففي زاب، ارتقى خمسة شهداء، وفي كارى، ارتقى شهيدان، حيث هناك عمليات قصف ما يقارب من 500 إلى 1000 مرة بشكل يومي، وتُستخدم الأسلحة المحرمة، وتقوم الطائرات بعمليات القصف.

وإنني أحيي مرةً أخرى مقاومة مقاتلينا ومقاتلاتنا، وأستذكر شهداءنا الذين استشهدوا في مواجهة هذه الهجمات بكل احترام ومحبة وامتنان، حيث إن القدرة على الصمود في ظل هذه الظروف واستخدام حق الدفاع المشروع ضد الهجمات أمر مهم وذو معنى، فلا يمكن لأحد أن يسميها بأي شيء مختلف، ولكن ماذا سيحدث لو أن مؤسسة تقول، يجب وقف الكفاح المسلح، ويجب إلقاء الأسلحة، ومن ناحية تشن هجوماً عسكرياً من هذا النوع وتفرض الحرب على الطرف المقابل لها...؟ حينها، إلى أيّ درجة ستكون المطالبة بإلقاء السلاح محلّ ثقة...؟ إنه وضع مثير للنقاش، وطالما أن الأمر على النحو، حينها، ما الغاية من شن هذه الهجمات...؟ إذا قامت قوة بمهاجمة قوة أخرى وهي في حالة وقف إطلاق النار، وإذا ألقت السلاح غداً، فما الذي لن تفعله بهؤلاء الناس الذين ألقوا السلاح...؟ نحن لسنا جاهلين، ولسنا أطفال، لا ينبغي لأحد أن يحاول خداعنا أو تضليلنا، ويجب على الرأي العام أيضاً رؤية هذا الواقع وتقييمه جيداً.

ومن ناحية أخرى، تشن السلطة الحاكمة الحالية هجمات ليس فقط من الناحية العسكرية، بل أيضاً تشن الهجمات على المجتمع وساحة السياسة بطريقة مماثلة، حيث يجري الحديث عن هجمات الإبادة السياسية، ولا تزال هذه الهجمات مستمرة في مجال السياسة الديمقراطية، وتتعرض أوساط اجتماعية مختلفة ومؤسسات ديمقراطية للاعتقال بشكل مستمر، والسجون ممتلئة بالمعتقلين، وتتعرض المعارضة للاعتداءات، وها هي الضغوط والاعتداءات على حزب الشعب الجمهوري ظاهرة للعيان، والضغوط على الأحزاب الأخرى، وقد ذكر الرفيق قره سو، هل بإمكان العقلية والسياسة والنهج الذي لا يتحمل المعارضة أن يكون ديمقراطياً...؟ هل يمكن للمرء الحديث عن هذا الأمر...؟ وهل لعقلية وسياسة كهذه أن ترسخ ديمقراطية الدولة والمجتمع...؟ وهل يمكنها إيجاد حلول ديمقراطية للقضايا...؟ ليس ممكناً، إذا لم تتمكن من أن تكون ديمقراطية بنفسها، فلن تتمكن من بناء الديمقراطية، فهي لا تستطيع إيجاد حلول ديمقراطية للقضايا، ولذلك، تستغل السلطة الحالية لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، في الواقع، هذه العملية وفرص العملية لتعزيز قوة سلطتها، وتقوم بشن الهجمات بكل أشكالها، حيث تلجأ إلى استخدام القضاء والقانون كسلاح انطلاقاً من المؤسسات القانونية إلى المحامين، فبهذا النهج، لن ترى الديمقراطية النور ولا الطريق إلى تركيا ديمقراطية، وإن العقلية التي لا تستطيع ترسيخ الديمقراطية في تركيا، لا يمكنها حل القضية الكردية أيضاً، فالذين لا يمكنهم حل القضية الكردية، لا يجرون تغييرات في نظام إمرالي، ولا يمكنهم المشاركة في العملية التي يؤكد عليها القائد آبو، وهذا وضع ملموس بما فيه الكفاية بحيث يمكن رؤيته بالعين المجردة.

ولا يقتصر الأمر فقط على هذا، فعلاوة على ذلك، هناك أيضاً لقاءات خارجية، على سبيل المثال، عقدوا اجتماعاً في الآلية المشتركة التي أنشؤوها مع العراق، الأجندة الوحيدة هي "إرهاب حزب العمال الكردستاني، القتال المشترك ضد حزب العمال الكردستاني" وهل كنتم تعقدون اتفاقاً مع حزب العمال الكردستاني؟ هل تريدون من حزب العمال الكردستاني أن يعقد مؤتمراً ويلقي سلاحه ويحل نفسه؟ إذا كان هذا صحيحاً، لماذا تجوب كل أنحاء العالم، وتذهب إلى سوريا والعراق وإيران وأوروبا، وتوقع اتفاقيات ضد حزب العمال الكردستاني، من أجل ماذا كل هذا؟ لا يوجد تغيير في العقلية أو السياسة، لا تزال معاداة الكرد، وإنكار وجودهم، مستمرين في نهج السلطة الحالية من حيث العقلية والسياسة، ويستمرون على هذا النحو في كل مكان، وكما يحاولون منع الكرد من الحصول على أبسط الحقوق، فإنهم يريدون أيضاً تدمير الكرد، كما يقومون بشن الهجمات بكل أشكالها، فالهجمات على روج آفا والصراع على سوريا واضح وجلي، حينها، لا يوجد أي اعتراف بوجود وحقوق الكرد هنا، فشخص على هذا النحو، لا يمكنه إدارة المواضيع التي أكد عليها القائد آبو، باختصار، نعم هناك لقاءات، وهناك بعض التصريحات السياسية، ولكن لا يُلاحظ أي تغيير جدي من حيث العقلية والسياسة، وكان دولت بهجلي أول من أدلى ببيان وأراد أن يأتي القائد آبو إلى أنقرة ويتحدث في البرلمان، وقال ربما يكون كذلك، لكنها بقيت فقط في خانة الأقوال، فالسلطة الحالية لا تنخرط في تغيير في العقلية أو السياسة التي تقبل وجود الكرد، ووجودهم كشعب، وحقوقهم الديمقراطية، ماذا يمكنها أن تفعل بعقلية وسياسة معادية للكرد؟ يمكنها ممارسة الإبادة الجماعية، لا يمكن تنفيذ هذه العملية، نعم، هناك تصريحات متفائلة، ونحن نعتبرها مهمة، وهي تعبر عن آمال وتطلعات، يُقال إنهم سيقومون باتخاذ خطوات من خلال الإلهاء والمماطلة، لا توجد خطوات عملية، ولكن عندما ننظر إلى كل هذا، حينها يسأل، ما هي الخطوات التي سيتخذونها؟ وما الذي سيضعونه موضع التنفيذ عملياً على أرض الواقع؟ لا يمكن للمرء أن يرى أو يفهم بشكل جيد، هناك وضع غير واضح وغامض ولا يزال مستمراً.

تتم مناقشة نداء القائد عبد الله أوجلان، دعونا نأخذ الأمور بشكل أكثر واقعية، كيف تُقيَّم المعارضة ووسائل الإعلام هذه العملية وما هو موقفها؟

هناك بعض المناقشات الهامة، فالمرء لا ينبغي أن يعيش بلا أمل، ولا أن ينكر ذلك، هناك بالفعل نقاشات مهمة تجري لدى بعض الأطراف، الأطراف الديمقراطية، والحركات النسائية والشبيبة الثورية، داخل الأطراف اليسارية والاشتراكية، داخلياً وخارجياً، إلى جانب مناقشة وضع وحقوق القائد آبو ونظام الإبادة الجماعية ونظام الإبادة والتعذيب المستمر منذ 27 عاماً في إمرالي والقضية الكردية، يناقشون وجود الشعب الكردي والحصول على حقوقه الديمقراطية، هذه مناقشات مهمة، وهذه هي الحقيقة، الحل يأتي من هنا، وإذا لم تكن الأمور على هذه الشاكلة، فلن يكون هنالك حل مثل هذا، ولكن هناك أيضاً بعض المناقشات، وفي الواقع هذه الأمور تجعل من المرء بأن يكون مندهشاً .

هل يمكن أن يصبح المرء ضيق الأفق، شوفينياً وقومياً إلى هذا الحد؟ كيف يمكن لهم أن يصبحوا عنصريين وسلطويين وانتهازيين إلى هذا الحد؟ بعض المناقشات ليس لها علاقة بالواقع التركي، لقد أصبحوا متورطين في مصالحهم الخاصة، مما أدى إلى خنق مستقبل تركيا في صراع ضيق على السلطة، وأصبحت مشاكل تركيا تتفاقم بشكل كبير، هؤلاء هم الذين يقفون في طريق الديمقراطية في تركيا وحرية الكرد، غاياتهم غير واضحة، أمورهم متشابكة في بعضها البعض، هذا فقط  ما تمت ملاحظته؛ إنَّهم أعداء القائد آبو، وهم أعداء حزب العمال الكردستاني، والشر يتدفق من أفواههم، لا يوجد شيء آخر، لا يمكنك الذهاب إلى أي مكان مع أشخاص مثل هؤلاء، ويجب على الشعب أن يذكر حقيقة تركيا والمنطقة والعالم لهؤلاء الأشخاص، ماذا تتحدثون ، ماذا تفعلون؟ ليس لديكم أي مسؤولية، لقد صعدتم على حصان الدولة وتقولون؛ سنفعل ما نريد، لكن الدولة التي تعيشون عليها تنهار، وتبحث عن كيفية إنقاذها غداً أو في المستقبل، لقد دخلت البلاد في وضع خطير، وهم يجهلون هذا، ليس لديهم أي مشاكل أو مخاوف بشأن استقرار الدولة، وليس لديهم أي قلق بشأن مستقبل البلاد، إنَّ الحياة الديمقراطية وحقوق الإنسان في المجتمع لا تشكل مشكلة بالنسبة لهم، اهتمامهم الوحيد هو مصالحهم الضيقة، لا يهتمون إلا بمصالحهم الضيقة، وهذا الوضع سيئ للغاية، ينبغي انتقادهم وعزلهم.

وتوجد مناقشات مماثلة لدى كل من المعارضة والسلطة أو الحزب الحاكم، وتضغط السلطات على حزب الشعب الجمهوري، وقد مشت على هذا الطريق، ولكن حزب الشعب الجمهوري لم يتمكن من إنقاذ نفسه من هذا أيضًا، وأعربت أحزاب المعارضة الأخرى عن آمالها وتوقعاتها الإيجابية، لكنهم لا يتخذون أي إجراء، ولا يستطيعون تقديم المشروع، ولا يستطيعون طرح بعض السياسات، على سبيل المثال، لم يتمكنوا من جعل البرلمان يعمل أو يتحرك، ولفت القائد آبو الانتباه أيضًا إلى البرلمان، ووجدنا ذلك مهمًا أيضًا، وقلنا إنَّ هذا العمل سيتم من خلال التعديلات القانونية، وأنَّ المؤسسة القادرة على إيجاد الحل في المستوى الأول هو البرلمان، وأنَّ الأحزاب وحدها هي التي تستطيع أن تحرك البرلمان، تمتلك العديد من الأحزاب مجموعة أو كتلة برلمانية في البرلمان، أو أنَّ لديهم برلمانيين ، ويمكنهم العمل في البرلمان، لكن حزب الشعب الجمهوري قال في وقت سابق بإنَّهم يعملون على طرح  مشروع بشأن التحول الديمقراطي وحل القضية الكردية، وإنَّهم سيعرضونه على البرلمان، لكن لم يحدث شيء مثل هذا، لقد كان ذلك مهماً بالرغم من ذلك، لم يتخذ خطوات مثل هذا، إنَّهم يتحدثون فقط عن عدم الثقة بالسلطة، ويعبرون عن مخاوفهم، وينتقدون السلطة، حسنًا، فليكن، إذا كانوا يريدون حقًا النضال ضد هذه الحكومة، فيمكنهم النضال عندما تقدم لهم مشاريع حلول أكثر من ذلك، أما خلاف ذلك، فإنَّ النقد وحده لا يمكن أن يضعف الحكومة، بل سيعززها ، ولذلك لم يتخذوا خطوات جدية في تحرك البرلمان وفي طرح المشاريع، لم نرَ ذلك بعد .

يقولون إنَّه لا يمكن فعل ذلك، ويرفضون حتى التصريحات الإيجابية التي تطلقها السلطات، لقد دخلوا في وضع مثل هذا، ولا يمكنهم السير بهذه الطريقة، إذا كنتم تنتقدون الحكومة حقًا، وتنتقدون قمعها واستبدادها وموقفها المناهض للديمقراطية، فاجعلوا الديمقراطية تعمل، اعملوا على تعزيز الديمقراطية، واتخذوا خطوات نحو الديمقراطية، واطرحوا المشاريع، واجعلوا البرلمان يعمل في إطار الديمقراطية، ولكن لم يتم إجراء أي ممارسة في هذا الصدد، يمكن أن يؤدي هذا إلى تفاقم الأمور بشكل كبير وبهذه الطريقة تصبح عائقاً أمام حل المشاكل الملحة والتاريخية مثل القضية الكردية وديمقراطية تركيا، أو أنَّهم يتورطون في هذا الصراع الضيق على السلطة، وبالتالي يبتعدون عن قوة الحل، وهذا الأمر خطير جداً، ينبغي على الجميع الامتناع عن مثل هذه الأساليب الضيقة والاستبدادية السلطوية والانتهازية، إنَّ حل القضية الكردية وديمقراطية تركيا لا يمكن أن يقتصرا على الحسابات الضيقة للطبقة الحاكمة، لا يمكن تقييمهما بالمصالح الضيقة، وتقيم السلطة على هذا النحو، وكذلك يقيمون حزب العدالة والتنمية بهذا الشكل، ويهاجمون على هذا الأساس، لذا عندما يتحركون ويتصرفون على نهج السلطة، فلن يتمكنوا من تحقيق السلطة أبداً، ومن ثم يجب تعزيز الديمقراطية، ويجب على المعارضة أن تتحول فعلاً إلى معارضة ديمقراطية، وتعتمد تدريجياً ممارسة وطنية تستغل البرلمان لصالحها، وممارسة من أجل ديمقراطية تركيا، إنَّ دعوتنا هي على هذا الشكل.

 إذا فعلوا ذلك، فسوف يكونون مؤثرين، وسوف تكون تصريحاتهم مفهومة، وسوف يتمكنون من إدانة أخطاء السلطات، وسوف يتلقون أيضًا الدعم من داخل المجتمع، نريد أن تحل مثل هذه المشاكل بعقلية ديمقراطية وبالتحالف والاتفاق الديمقراطي، وبمشاركة الجميع، دعوتنا للجميع هي على هذا الشكل، إذا فعلت المعارضة هذا فإنَّها سوف تنتصر، وغير ذلك لا يمكن تصوره.

هناك أحداث خطيرة تشهدها المنطقة تؤثر على الكرد وتركيا على حد سواء، لأنَّ المنطقة تتم إعادة تصميمها من جديد، وفي مثل هذه الحالة، ما هو وضع الكرد وتركيا في الساحة؟

إنَّه موضوعٌ واسعٌ ومهم، إنَّ وضع الحكومة التي تفعل كل شيء من أجل مصالحها الضيقة، ونهج المعارضة التي لا تستطيع أن تتجاوز الحكومة فكرياً وسياسياً، هو مؤشر على هذا الوضع الذي يعيق تقدم تركيا ويتركها تواجه الخطر في مثل هذا الوضع الحساس، وهذا هو الخطر، هناك أشياء أخرى أصبحت أمام الأنظار؛ المستوى التي وصلت إليها الحرب العالمية الثالثة، وصول ترامب إلى السلطة، وحديثه عن الحرب التجارية، وبالفعل بدأت الحرب، لقد فعلها مع الصين، لديها علاقة مع روسيا، ويجري محادثات مع إيران، ويلتقي مع الجميع على مستويات مختلفة.

منذ الهجوم الإسرائيلي في 7 تشرين الأول 2023، أصبحت سوريا المركز الرئيس للصراع والتنافس، وصول هذا الوضع إلى سوريا يعني أنه وصل إلى الحدود التركية، قلنا "بأنَّ الدور جاء على تركيا " الوضع في قبرص واضح، وبعبارة أخرى، فإنَّ طريق الطاقة الجديد الذي يبدأ من الهند ويصل إلى اليونان، ويعبر البحر الأبيض المتوسط، سيتم إعادة بناء خارطة الشرق الأوسط حوله من جديد، ولذلك سوف ينهار النظام الذي تم إنشائه خلال الحرب العالمية الأولى، ويتم إلغاء نظام الدولة القومية، وقد هُزم العالم العربي، وهناك صراع مع إيران، بل إنَّهم يجرون محادثات، ويحاول النظام أيضاً الوصول إلى الحل مع إيران وفقاً لمصالحها الخاصة، وهذا النظام يشمل تركيا أيضاً، إنَّهم يريدون من تركيا أن تقبل وتستسلم لشرق أوسط خاضع للهيمنة الإسرائيلية، وكما قلنا من قبل، هناك مساران أمام تركيا ضمن هذا النظام؛ إما أن تقاتل أو تستسلم. وبالإضافة إلى ذلك، فإنَّ المسار الثالث هو المسار الذي طرحه القائد آبو، إنَّ الطريق إلى الديمقراطية في تركيا يعتمد على حرية الكرد، إن هذا المسار من شأنه أن يوحد تركيا، ويظهر قوتها الديمقراطية، ويجعل تركيا قائدة في الشرق الأوسط، ودولة نموذجية، ويجمع حولها شعوب الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.

وبالطبع فأنَّه من خلال القضاء على نظام الدولة -القومية، فإنَّ الحداثة الديمقراطية سوف تكون بديلاً لها، لأنَّ النظام الديمقراطي سوف يخلق الحل الديمقراطي، والآن، لذلك كل الأنظار متوجهة نحو  القائد آبو، تم إطلاق دعوة القرن التاريخية، وطالبوا أن تكون عملية الحل بقيادة القائد آبو، ولكن لا يوجد نهج وطني قادر على الاستجابة لكل هذا من منظور عقلي وسياسي، إنَّهم يبنون قراراتهم على أساس المصالح الضيقة، كأن يمارسون بعض الحيل، إنَّهم يقيمون العلاقات ليس وفق توصيات القائد، بل وفق توصياتهم الخاصة، وهناك من يستطيع أن ينجح بهذه الطريقة، لكنهم لن يستطيعوا النجاح والتفوق، إنَّهم يعقدون اجتماعات في كل مكان، ويبحثون عن طرق للقضاء على حزب العمال الكردستاني من خلال استغلال الفرصة، أو على الأقل التهديد بها، ومحاولة التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، نحن نعلم ذلك، لا داعي للحديث مطولاً، لقد قلنا بأنَّ الصراع في الشرق الأوسط وصل إلى نقاطه الأساسية، لقد وصل الأمر إلى إيران وتركيا، وفي قلب هذا كله كردستان، وهناك الكرد.

لقد وصل تحركاتهم من أجل إعادة تصميم المنطقة من جديد إلى هذه النقطة، إنَّ هذا الوضع يؤثر على الجميع، بما في ذلك الكرد، ويؤثر على جميع الشعوب في تركيا وإيران، لقد كان النظام العالمي السابق كارثياً بالفعل بالنسبة للكرد، لقد تم تقسيمهم وإبادتهم لمدة مائة عام، إنَّ حالة الحرب هذه تخلق على الأقل بعض الفرص والإمكانيات للعملية، هناك مخاطر، هناك تهديدات، هناك تهديد بالإبادة الجماعية، وليس الأمر أنَّنا لا نرى ذلك أو لا نفهمه، لكن المستقبل بالنسبة للكرد يبدو أكثر انفتاحاً لماذا؟ لأنَّ العقل ونظام الإبادة الذي يريد إبادة الكرد وتدميرهم يتم تفكيكه والقضاء عليه، وحتى لو لم يكن هذا النظام منقسماً من منظور ديمقراطي، فإنَّ الكرد إذا خاضوا نضالاً جيداً في إطار الوحدة، فسوف يتمكنون من اتخاذ خطوات أكثر فعالية، ومن المهم من هذا المنظور، لكن الوضع في تركيا ليس كذلك، إذا لم تحل تركيا القضية الكردية بشكل حقيقي وتتحول إلى دولة ديمقراطية، فسوف تضطر إما إلى محاربة إسرائيل، أو محاربة القوى التي تقف وراءها، أو الاستسلام لها بشكل كامل، وستصبح قوة من الدرجة الثانية أو الثالثة في المنطقة، لا توجد طريقة أخرى غير ذلك، هذا هو الواقع الذي فرض نفسه على تركيا، الحرب على سوريا تأتي من هنا، إنَّهم يتنافسون مع بعضهم البعض، ذهب المسؤولون الإسرائيليون إلى أمريكا وقالوا "إما أن تفعلوا كما نريد أو أنَّنا سنضطر إلى الذهاب إلى الحرب" يجب على أولئك الذين يحكمون تركيا ويحبونها وينخرطون في السياسة، والمثقفين والمرأة والشبيبة الثورية في تركيا أن يروا هذه الحقيقة بوضوح.

في الواقع، نحن نتألم ونتأسف من أجل معرفة سبب عدم رؤية هذا الأمر وعدم إظهار أي نهج مناسب له، وعدم تنفيذ أي استراتيجية أو سياسة، ألا يرى هذا المجتمع أين يقف بدون مستقبله؟ أنَّ المرء يتأسف على هذا حقاً، ومن الواضح مدى أهمية وخطورة الوضع، ولكن لا يوجد مثل هذا الوضع لدى المجتمع، الحكومة الحالية، التي مارست الكثير من الألاعيب في الماضي، هنالك مقولة مهمة لا ينبغي أن تنساها "هناك الكثير من الألاعيب بين العثمانيين" وأنًّ عدد الألاعيب التي مارستها السلطات في الجمهورية التركية، تبلغ ضعف الألاعيب التي تمت ممارستها في الدولة العثمانية، يمكنك أن تسأل؛ ماذا يفعلون داخل تركيا، ماذا يفعلون اتجاه الشعوب وماذا فعلوا اتجاه الكرد؟ ماذا قالوا في عام 1918، ماذا قالوا في عام 1919، ماذا قالوا وفعلوا في أعوام 1920، 1922 و1924؟ ما هي الوعود التي قطعوها على أنفسهم وما نوع هجمات الإبادة التي نفذوها؟ نحن نعلم ذلك، لقد كان القرن الماضي بهذا الشكل، أريد أن أصرح هذا، يحاول البعض أن يقولوا إنَّ حزب العمال الكردستاني يواجه صعوبات، وقد هُزم، وهو يتخذ هذه الخطوات لأنَّه في ورطة، أنَّهم يخدعون أنفسهم، لا يوجد شيء مثل هذا، لو قام حزب العمال الكردستاني بحل نفسه اليوم، ولم يتم اتخاذ أي إجراء فيما يتعلق بالديمقراطية، فقد تنشأ منظمات تقاتل بقوة أكبر من حزب العمال الكردستاني، لأنَّ المجتمع الكردي أصبح على دراية وأكثر تنظيماً، وأدرك كيف يناضل، ويمكنه أيضًا تطوير تنظيمه الديمقراطي بأي شكل من الأشكال، ربما يكون الأمر صعباً، لكنه لن يواجه صعوبات أكثر من الصعوبات الحالية، لقد تحمل الصعوبات على أعلى المستويات، ولهذا السبب يجب أن ننتبه إلى البعض ، فيقفون ويطلقون تصريحات متغطرسة، يقولون "لا يوجد حزب العمال الكردستاني، لقد هُزم حزب العمال الكردستاني، وسوف يستسلمون، لقد أصبحوا عاجزين" إذا كان الأمر كذلك، فلماذا يقومون بالجولات السياسية حول العالم، ويشكون من حزب العمال الكردستاني، ويشكلون تحالفات ضده، ويوجهون الاتهامات ضده؟ هل تقاتلون ضد شيء غير موجود؟

يجب أن يكون الشخص جاداً ومتسقاً، لا يوجد شيء مثل هذا، والذين يفكرون بهذه الطريقة يخدعون أنفسهم، لم يضعف حزب العمال الكردستاني، لقد خاض الكرد أيضاً حرباً عظيمة وقاوموا وقدموا التضحيات الكبيرة، وتحملوا الصعاب والشدائد، ولكنهم يمتلكون القوة للتغلب حتى على تلك الصعاب، لقد تعلموا النضال وتجاوز الصعاب، سوف يفعلون هذا، ولكن لا ينبغي لهم القول؛ لقد قمنا بإمحاء الكرد، لقد هزم الكرد، ونحن انتصرنا، ولا بد من خوض نضال مشترك وفعال ضد الأساليب التي تعمل على تقويض الحل، وإلا فإنَّ تركيا ستواجه الخطر الأعظم، من يحب تركيا يجب عليه أن يرى الحقيقة ويتولى مسؤولية مستقبله.

في مثل هذه الوضع، ما هو نهج القوى الاشتراكية والمجتمع الديمقراطي؟

ما نقوله لهم مهم جداً، وقد أطلق القائد آبو على هذه العملية "الدعوة إلى السلام والمجتمع الديمقراطي" السلام يعني الاتفاق بين الطرفين، إنَّها نهاية الحرب، الاتفاق والمصالحة، لكن الموضوع الأساسي هو المجتمع الديمقراطي، ولكي يحدث هذا، لا بد من تطور المجتمع الديمقراطي، إنَّ ضمان ونجاح السلام هو المجتمع الديمقراطي، لذا فإنَّ جانب المجتمع الديمقراطي في هذا العمل له أهمية كبيرة، ويجب على قوى الحرية والديمقراطية، وقوى المجتمع الديمقراطي بشكل عام، أن تعلم كيف تتحرك بحرية وإرادة قوية في هذا المسألة، وأن تثبت وجودها، أنَّ دعوة القرن التاريخية للقائد آبو هي للجميع، لقد دعا الحكومة والمعارضة وكل القوى في العالم، ومع ذلك، فقد كان الدعوة التاريخية موجهة بشكل أكبر إلى القوى الاجتماعية الديمقراطية في كردستان وتركيا، وكما وجه الدعوة إلى المرأة والشبيبة الثورية والعمال والكادحين والفنانين والمثقفين والقوى الديمقراطية والاشتراكية.

وسوف يتحقق الحرية للكرد ويتحقق الديمقراطية في تركيا من خلال هذه القوى، وهذه هي القوى القادرة على ضمان هذه الحرية والديمقراطية، ولذلك فإنَّ المخاطب الرئيس لهذه العملية، وهذه المبادرة، هي هذه القوى، فهم ينتقدون ما يفعله حزب العدالة والتنمية، وما يفعله حزب الشعب الجمهوري، ولماذا لا يفعلون ذلك بهذه الطريقة، ينبغي أن يتوقفوا عن هذا، يجب أن يكون تركيزهم على شيء آخر، يعني أنك تتوقع منهم شيئًا منهم، هل تتوقع قوى المجتمع الديمقراطي والاشتراكي أشياء من الحكومة، أم تتوقع أشياء من نفسها؟ ينبغي أن يكون لديهم أمل من أنفسهم، ومن ثم، ينبغي للقوى اليسارية والاشتراكية والديمقراطية والبيئية والقوى التي تطالب بتحرير المرأة، أن تفهم هذه العملية بشكل أفضل، وأن تدعمها بشكل أكثر، ويجب على المجتمع الكردي والمرأة والشبيبة الكردية أن يكونوا أكثر حذراً، وهناك العديد من ألاعيب الحرب الخاصة التي تخلق تصوراً بطريقة مرنة، وتحاول تصوير العملية بطريقة معاكسة، ويجب على المرء أن يكون حذراً في هذا الصدد، كما يقول المثل" لا يأتي أي شيء بسهولة"، هناك نضال ومقاومة عظيمة، إنَّ الوضع معقدٌ للغاية، لذلك لن يتصدق علينا أحد، يجب أن يكون المرء حذراً ويرفع من وتيرة نضاله، سيتم خوض النضال بشكل أكبر، وسوف يكسبون نضالاً عظيماً، لقد دخلنا في مرحلة مثل هذا، النصر ممكن، ولكن لتحقيقه يجب التنظيم والنضال، ينبغي للمرء أن يفعل هذا بإرادته القوية، وليس باتباع قيادة شخص آخر، لا يحدث ذلك عن طريق توقع أي شيء من أي شخص آخر، في ذلك الوقت، يجب على المجتمع الكردي والقوى الديمقراطية والمناهضة للفاشية في تركيا أن تتحد وتتكاتف بشكل أكبر، تم الحديث عن الطريق الثالث، الخط الثالث، البديل الثالث، وهذا هو البديل للمجتمع الديمقراطي. ولتعزيز ذلك، ينبغي علينا أن نبني الوحدة داخل أنفسنا، وأن ننشئ أفكاراً وبرامج ومنظمات من أجل ذلك.

وعلى هذا الأساس العمل كقوة بديلة في العمل والأنشطة التنظيمية، في بعض الأحيان القيام بالأنشطة، وفي بعض الأحيان القيام بالاحتفالات، ومع ذلك، يجب عليهم أن يقوموا بالزيارات؛ شخصاً بشخص وبيت بيت وحيًا بحي وقرية بقرية، وكانت دعوة القرن التاريخية للقائد آبو أيضاً على هذا النحو، وكان انتقاده ودعوته للشبيبة الثورية على هذا النحو، لقد قال "سوف تنظمون، نظموا أنفسكم "وهذا ينطبق على جميع القوى الديمقراطية، وهذا من شأنه أن يوفر الأرضية اللازمة للنضال الديمقراطي، يجب استيفاء المتطلبات اللازمة لذلك، ولذا، لا تزال هناك حالة من الفوضى، وهناك توقعات، وهناك توقعات من الأطراف  المقربة من السلطة، وهذا خطأ.

يجب إزالة هذا الخطأ، وأريد أن أشير إلى هذا المسألة بشكل خاص، أعني، لا أحد يتصدق عليهم بأي شيء، لن يُهبوا الكرد شيئاً، ولن يعطوا القوى الديمقراطية في تركيا شيئاً، بل على العكس، سيقومون بتضيق الخناق عليهم، كل طرف سيزيد من إضعافهم، والضغط عليهم ونهبهم كلٌ حسب مصالحه، وهذا ما تفعله الحكومة والدولة، لا يتوقع منهم أي شيء، في ذلك الوقت، كانت جميع القوى الديمقراطية في تركيا والمجتمع الكردي، والمرأة والشبيبة الثورية الكردية، وجميع المنظمات داخل المجتمع الديمقراطي، هي المخاطب الرئيس لهذه الدعوة التاريخية، إنَّهم مسؤولون عن تنفيذ الدعوة التاريخية، لذا فهم القوة الرئيسية القادرة على إيجاد الحل، لكي يتمكوا من جعل أنفسهم كقوة، يجب عليهم تنظيم أنفسهم، ويجب عليهم أن ينظموا أنفسهم على أساس العمل الديمقراطي، وأن يناضلوا بشكل أكثر، وأن يظهروا إرادتهم، وعلى هذا الأساس أدعو هذه الأطراف إلى فهم العملية بشكل صحيح، وتشكيل كتلة من الديمقراطية والحرية، وأن تصبح صانعة لنجاح العملية.

تم نشر السلسلة الوثائقية عن حزب العمال الكردستاني، كما ترون، أنَّه شيقٌ للغاية، ماذا يمكن أن يقال عن هذا العمل الرائع؟

إنَّ السلسلة الوثائقية "انبعاث الكرد" الذي يتحدث عن تاريخ الكرد والنضال التحرري الكردستاني هو في الواقع سلسلة وثائقية عن تاريخ حزب العمال الكردستاني وحقيقة القيادة، لقد تم إصدار موسمين، وقد حظيت باهتمام كبير، إنَّه عمل مهم جداً، أنَّه نشاط تعليمي، وأنَّه مهم أيضاً للعملية، الجميع يتحدثون عن القائد آبو وحزب العمال الكردستاني، يتضمن السلسلة الوثائقية محتوىَ مهماً حول  حقيقة حزب العمال الكردستاني، حقيقة القيادة، لذلك، بدلاً من قول أشياء إيجابية أو سلبية من خلال الأقاويل، يجب رؤية الحقيقة وفهمها في شكلها الحقيقي، ويجب على المرء أن يظهر موقفه المعارض أو الداعم وفقاً لذلك، ويبدي هذه السلسلة الوثائقية مستوىَ في هذا السياق، إنَّه أمر مهم للغاية، إنَّه عمل ضخم، عمل تاريخي، ومن حيث الوقت، فهي أيضاً مهم ،حيث يمكن أن يساهم في هذه العملية، لقد تم بذل الكثير من الجهد لأجله، تم الإعلان عن أنَّه سيتم نشر معظم مواسم هذه السلسلة الوثائقية لنضال حزب العمال الكردستاني، وهذا يثير الاهتمام أيضًا، لقد رأينا بأنَّ له معنىً كبير من منظور العملية، نشكر كل من قام على إتمام هذا العمل الرائع ونهنئهم على ذلك، ونحييهم على نجاحهم، ونحن نعتقد بأنَّ الجهود المماثلة سوف تستمر في تحقيق النجاح، وبالإضافة إلى الاستفادة من أعمال وتقييمات القائد آبو، فإنَّنا نعتقد بأنَّ شعبنا، وخاصة الشبيبة الثورية وأصدقائنا، سوف يستفيدون أيضاً من هذا السلسلة الوثائقية، نحثَّهم على مشاهدتها بعناية كبيرة.