العاصفة الغبارية تُلحق أضراراً فادحة بالخضار الصيفية في الهول
تسببت العاصفة الغبارية التي ضربت المدن الجنوبية من مقاطعة الجزيرة، الأسبوع الفائت، بخسارة كبيرة لمزارعي الخضار الصيفية في مدينة الهول وريفها، فيما يحاول المزارعون إنقاذ ما تبقى من الموسم لتعويض خسائرهم.
شهدت المدن الجنوبية في مقاطعة الجزيرة، وخصوصاً الحسكة، الشدادي، الهول، وتل براك، يومي الثامن والتاسع من شهر نيسان الجاري، عاصفة هوائية شديدة تجاوزت فيها سرعة الرياح حاجز 30 كيلومتراً في الساعة، ما أدى إلى إثارة كميات كبيرة من الغبار والأتربة.
وترافقت هذه الظروف الجوية القاسية مع انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة، إلى جانب تباين كبير في درجات الحرارة بين الليل والنهار، ما أثر بشكل مباشر على الغطاء النباتي وخاصة المحاصيل الزراعية الحساسة.
خسائر فادحة للموسم الزراعي الصيفي
وتسببت العاصفة وما رافقها من تغيّرات مناخية سريعة في إلحاق أضرار كبيرة بمحاصيل الخضار الصيفية، خصوصاً تلك المزروعة بنظام الأنفاق البلاستيكية في الأراضي الدائمة، حيث كانت مدينة الهول وريفها من أكثر المناطق تضرراً.
وأكد عدد من المزارعين أن العاصفة الهوائية والرملية أدت إلى إتلاف أجزاء كبيرة من مشاريع الخضار الصيفية، التي كانت تعتمد على ظروف مناخية مستقرة نسبياً لإنتاج محاصيل مثل البندورة، الكوسا، الباذنجان، والفليفلة.
شهادات من الميدان: الموسم في مهب الريح
وفي هذا السياق، أوضح المزارع حسن الصالح من مدينة الهول، أن "موسم هذا العام يختلف عن المواسم السابقة، حيث سببت العواصف القوية أضراراً كبيرة في المحاصيل الزراعية، ما جعله يُعدّ موسم خسارة بالنسبة للمزارعين".
وأضاف الصالح: "لقد أنفقنا جهداً ومالاً على مدى ثلاثة أشهر لإنجاح الموسم، لكن العاصفة الأخيرة قلبت المعادلة، وأدت إلى تلف مساحات واسعة من محاصيلنا. معظم المزارعين باتوا عاجزين عن تعويض الخسائر أو الاستمرار في الإنتاج بالوتيرة نفسها بسبب الارتفاع الحاد في تكاليف الزراعة".
ورغم الخسارات الكبيرة، أكد الصالح عزمهم على الاستمرار في المحاولة قائلاً: "سوف نسعى جاهدين لإحياء ما تبقى من المحصول، لتعويض بعض الخسائر التي تكبدها أصحاب المشاريع الزراعية هذا العام".
دعوات للمساعدة ودعم المزارعين
وفي ظل هذه الأضرار المناخية المتكررة، يطالب المزارعون الجهات المعنية بتأمين مستلزمات الزراعة بأسعار مدعومة، لمساعدتهم في مواجهة التغيرات المناخية التي باتت أكثر قسوة في السنوات الأخيرة.
ويُشار إلى أن هذا العام شهد انخفاضاً ملحوظاً في كميات الهطول المطري، ما أدى إلى تفاقم معاناة المزارعين، خصوصاً أولئك الذين يعتمدون على الزراعة البعلية في محاصيل الحبوب كالقمح والشعير، حيث واجهوا خسائر فادحة نتيجة ضعف الإنبات وجفاف التربة.
(ح)
ANHA