مهجَّرو عفرين: العودة غير ممكنة دون توفير بيئة آمنة

يؤكد مهجرو مقاطعة عفرين والشهباء، أن عفرين ليست مجرد حجارة وأشجار، بل هوية كاملة، وأن العودة إلى ديارهم ليست ممكنة دون توفر بيئة آمنة تحفظ كرامتهم وتصون حقوقهم، مطالبين بتدخل دولي فعّال لحماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المستمرة في المنطقة.

مهجَّرو عفرين: العودة غير ممكنة دون توفير بيئة آمنة
الخميس 17 نيسان, 2025   06:10
الطبقة
ريناد العلي

عّبر مهجّرو مقاطعة عفرين والشهباء الذين يعيشون في مراكز إيواء مؤقتة في مقاطعة الطبقة عن ألمهم العميق ومخاوفهم من العودة إلى ديارهم في ظل غياب أي ضمانات حقيقية توفر الأمن والاستقرار.

محمد المشهداني، أحد المهجرين، قال: "لقد أمضينا أعواماً في التهجير وتحمّلنا مرارات لا يمكن وصفها. خروجنا من عفرين لم يكن عشوائياً بل للدفاع عن كرامتنا. كيف نعود الآن لنواجه الإهانة؟ نرفض أن نعيش أسرى تحت سلطة من هجرونا. عدوّنا لا يكنّ لنا أي محبة، رغم أننا لم نكن يوماً أعداءً لأحد".

وأكد محمد المشهداني أن: "أي عودة يجب أن تُبنى على أسس الكرامة والعدالة. نحن لا نطالب إلا بحقوقنا، ولن نقبل بأقل منها. العودة لن تكون ممكنة إلا بضمان دولي يوفر الأمن ويحمي المدنيين من القتل والخطف وسرقة الممتلكات. كما يجب محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتُكبت بحقنا. نحن نطالب بعودة مشرفة تعكس معاناتنا الطويلة".

أما حسني نجار، وهو أب لثلاثة أطفال، فقد شدد على أن الأمان والاستقرار هما شرطا العودة الأساسية. وقال: "لا يمكن أن أُعيد عائلتي إلى منطقة تعاني من انتهاكات مستمرة وغياب للقانون. نسمع يومياً عن عمليات السلب والقتل، لذا نطالب بوجود جهة محايدة أو إدارة مدنية تضمن حماية السكان وحقوقهم".

كما وجّه نجار نداءً إلى الأمم المتحدة والقوى الدولية، داعياً إلى "تدخل فعّال يُعيد المهجرين إلى عفرين ويضمن لهم حياة سلمية. وعلى القوات التركية أن تغادر المنطقة، فقد اكتفى الشعب السوري من الحروب وإراقة الدماء".

من جانبها، عبرت روزالين كوشان عن أملها في العودة، قائلة: "العودة إلى عفرين ليست مجرد الرجوع إلى مكان، بل إلى هوية وحياة. أرفض العودة إلى بيئة يسودها القمع والتهميش. نحن نريد حياة كريمة نعيد فيها بناء مدينتنا ونُعلّم أبناءنا بلغتنا وثقافتنا دون خوف".

وأوضحت روزالين كوشان أن عفرين ليست مجرد حجارة وأشجار، بل هوية كاملة، وقالت: "إن لم تتم استعادة هذه الهوية إلى مكانها الطبيعي، فإن العودة ستكون ناقصة. أولويتنا هي تحقيق الأمن والحصول على الحقوق والعودة الكريمة".

في ظل غياب الحلول السياسية واستمرار الانتهاكات في المناطق المحتلة شمال سوريا من قبل الاحتلال التركي، يبقى صوت أهالي عفرين مرتفعاً، مطالبين العالم بالوقوف إلى جانبهم لاستعادة حقوقهم المسلوبة، وأرضهم، وهويتهم، وكرامتهم.

(أ)

ANHA