انطلاق أعمال ملتقى السليمانية التاسع
انطلقت، فعاليات النسخة التاسعة من ملتقى السليمانية، الذي تستضيفه الجامعة الأمريكية في المدينة بجنوب كردستان، بمشاركة أكثر من 700 شخصية من قادة الأحزاب والسياسيين ومسؤولين حكوميين، لبحث أبرز التحديات التي تواجه العراق والمنطقة والعالم، بينهم ساسة من شمال وشرق سوريا.

بدأت أعمال ملتقى السليمانية التاسع في الجامعة الأمريكية بمدينة السليمانية بمشاركة أكثر من 700 شخصية، من بينهم رئيس مجلس وزراء العراق محمد شياع السوداني، وساسة من شمال وشرق سوريا.
كما شارك في الملتقى رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل جلال طالباني، ورئيس إقليم كردستان الفيدرالي نيجيرفان بارزاني، ورئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني، ونائب رئيس الحكومة قوباد طالباني، الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية الديمقراطية إلهام أحمد إلى جانب عدد من ممثلي الدول الأجنبية والأوروبية.
في افتتاح الملتقى، ألقى رئيس مجلس إدارة الجامعة الأمريكية في السليمانية، برهم أحمد صالح، كلمة رحب فيها بالحضور، مشيراً إلى أن المنطقة تمر بتحديات كبيرة ومخيفة، لكنها في الوقت ذاته تملك فرصاً حقيقية للحوار والتفاهم من أجل تجاوز الأزمات وتحقيق التنمية الاقتصادية. وأضاف: "اجتمعنا هنا لبحث سبل الخروج من مراحل العنف نحو واقع جديد يعتمد على استغلال الموارد وتنمية الاقتصاد".
وأكد رئيس الوزراء الاتحادي محمد شياع السوداني أهمية الملتقى كفرصة لبحث التحديات الراهنة، مشيداً بمدينة السليمانية كرمز للثقافة والتاريخ والنضال ضد الديكتاتورية. وأشار إلى أن الحكومة الاتحادية تضع المواطن العراقي في صلب أولوياتها، قائلاً: "اعتمدنا منهجية تهدف إلى بناء دولة قوية، ورفعنا شعار حكومة الخدمات بوصفه عقداً اجتماعياً بين المواطن والدولة".
وتحدث السوداني عن التقدم الذي أحرزته حكومته في مختلف القطاعات، لا سيما في مجالات البنية التحتية والطاقة وفرص العمل، مع تركيز خاص على دعم الشباب وتمكينهم. كما أكد رفضه لأي تدخل سياسي في عمل الحكومة، مشدداً على أن العراق بحاجة إلى إصلاحات جريئة وشاملة تضمن الاستقرار وبناء دولة قوية.
كما أعلن السوداني نيته الترشح في الانتخابات المقبلة، مؤكداً استمرار الحكومة في مشروعها الإصلاحي ودعم مؤسسات الدولة.
من جانبه، أعرب رئيس إقليم جنوب كردستان الفيدرالي نيجيرفان بارزاني عن سعادته بالمشاركة في الملتقى، مؤكداً أن العالم يمر بتحولات عميقة تؤثر بشكل مباشر على المنطقة، من بينها الأزمات الاقتصادية، والهجرة، والتغيّر المناخي. وشدد على أهمية الحوار والتعاون في مواجهة هذه التحديات.
وأشار بارزاني إلى أن إقليم كردستان يسعى إلى لعب دور إيجابي في تعزيز الاستقرار الإقليمي، مؤكداً التزامه بالعمل المشترك مع الحكومة الاتحادية والدول المجاورة.
وفي سياق متصل، شدد بارزاني على أن ازدهار إقليم كردستان هو جزء لا يتجزأ من استقرار العراق، مشيراً إلى أن محاولات تهميش الكرد لم تؤدِّ إلا إلى مزيد من المعاناة والانقسام. وأضاف: "لقد آن الأوان لأن نعيش جميعاً في جو من السلام والاستقرار والاحترام المتبادل".
وأكد رئيس إقليم كردستان التزامه بالدستور العراقي وضرورة تفعيل المادة 140، داعياً إلى استمرار الحوار بين أربيل وبغداد لحل جميع القضايا العالقة وضمان حقوق جميع مكونات الشعب العراقي.
فيما أوضح الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، محمد الحسان أن العراق يعيش اليوم واقعاً مختلفاً عمّا كان عليه في السابق، مشدداً على ضرورة الحفاظ على المكاسب التي تحققت خلال السنوات الماضية.
وقال الحسان: إن "العراق وصل إلى مرحلة لم يعد بحاجة فيها إلى وجود بعثة الأمم المتحدة، وهو ما يعكس تطور الوضع السياسي والأمني في البلاد".
وأضاف: أن "العراق مقبل على استحقاق دستوري مهم يتمثل في الانتخابات، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تعمل على دعم هذا المسار لضمان نجاح الانتخابات وتعزيز مسيرة التنمية والإصلاح".
وملتقى السليمانية هو منتدى سنوي للحوار السياسي والفكري يُعقد في مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق، وتستضيفه الجامعة الأمريكية في السليمانية. أُطلق لأول مرة عام 2013، ومنذ ذلك الحين أصبح واحداً من أبرز الفعاليات الفكرية والسياسية في العراق والمنطقة.
ويهدف إلى خلق مساحة حوار مفتوحة تجمع صنّاع القرار السياسي والاقتصادي والأكاديمي من مختلف الاتجاهات، لمناقشة التحديات الوطنية والإقليمية والدولية، واقتراح حلول استراتيجية واقعية لها.
وتستقطب شخصيات بارزة من الحكومة العراقية وحكومة الإقليم، إلى جانب ممثلين عن منظمات دولية ودول غربية وإقليمية، مما يعكس الثقل المتزايد لهذا الحدث في رسم بعض ملامح السياسات العامة وتوجهات المرحلة المقبلة في العراق والمنطقة.
(م ح)