القائد عبد الله أوجلان: سيروا مع الشعب وتعاونوا معاً

قال البرلماني عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî)، عمر أوجلان: "هذا ما قاله القائد عبد الله أوجلان: الاشتراكية تعني التنشئة الاجتماعية، والتنشئة الاجتماعية تعني أن تسير مع الشعب وتعمل معه، أنا شخص أسعى إلى تنظيم نفسي في كل مكان".

القائد عبد الله أوجلان: سيروا مع الشعب وتعاونوا معاً
الثلاثاء 8 نيسان, 2025   11:52
مركز الأخبار

تحدث النائب البرلماني عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî) عمر أوجلان لصحيفة يني أوزغور بوليتيكا (Yenî Ozgur Polîtîka)، عن لقائه الأخير مع القائد عبد الله أوجلان.

واستهلّ عمر أوجلان حديثه بنقل تحيات القائد عبد الله أوجلان إلى الشعب وقال: "قوموا بإيصال تحياتي وسلامي أينما حللتم" وركّز على أنّ هذا اللقاء هو لقاء عائلي ولا يجب عدّه لقاء وفد سياسي أو لقاء مع محامين، فمن حق كل سجين الالتقاء بعائلته بشكل دوري ومنظم، وأوضح أنه لا يجب عرقلة اللقاء لأسباب سياسية.

وقال عمر أوجلان: "تم اللقاء في 31 آذار في إطار لقاء العوائل، وكان ذلك في اليوم الثاني من العيد".

ذكرى مع جميل بايك

وتحدث عمر أوجلان عن دردشة شيّقة بين والده محمد أوجلان وعمّه القائد عبد الله أوجلان وقال: "في اللقاء الأخير في إمرالي وفي إطار لقاء العوائل، تحدث والدي عن ذكرى لخمسين عاماً، وشاركه القائد في الحديث عن هذه الذكرى، كان الحديث عن هذه الذكرى ذي معنى وقيمة ولا سيما بمناسبة الرابع من نيسان، إذ ربما تكونا متزامنتين، تحدث والدي عن ذكرى حدثت في بداية عامي 1976 ـ 1977، وقال "جئت أنت وجميل بايك إلى البيت، فأعدّت لكما والدتي الطعام، وبينما كنتما تتناولان الطعام، خاطبكما والدي وهو واقف على الباب: (لقد كنتم تناضلون من أجل الشيوعية والاشتراكية، والآن تقولون بأنكم بدأتم النضال من أجل الكرد وكردستان، والنضال من أجل الكرد وكردستان أصعب من النضال من أجل الشيوعية، سوف تتعبون كثيراً)، فردّ عليه القائد؛ أتذكر ذلك، وقال والدي شيئاً من هذا القبيل أيضاً (تناضلون من أجل القضية الكردية، لقد سلك الشيخ سعيد أيضاً هذا الطريق، وقدّم الشيخ سعيد تضحيات عظيمة للغاية رغم وجود عشيرة وعائلة تقفان معه وتساندانه، وأنتم ليس لديكم أحد، ليس لديكم عشيرة، سوف تواجهون صعوبة كبيرة في هذه القضية).

بعد هذه المحادثة، خُلقت حقيقة شعب يبلغ تعداده الملايين، إذا كنا نرى أنفسنا في شخص السيد أوجلان، يجب رؤية هذا على أنه انبعاث جديد للشعب من خلال نضال سياسي مستمر منذ اثنين وخمسين عاماً، إذ يبلغ السيد أوجلان 76 عاماً، وقضى عمره في المقاومة والنضال، كان الابن الأكثر هدوءاً، انطلق من هنا مع رفاقه وبمجموعة صغيرة من بين الشعب، من القرى أو المدن وبدأ بستة أشخاص ويبلغ عددهم الآن ملايين الأشخاص وتتردّد صدى قضيتهم في العالم أجمع، وقد رأينا خلال نداء 27 شباط بأنّ الأمم المتحدة وأمريكا وأوروبا وروسيا والصين يتعاملون بإيجابية مع هذا النداء وأدلوا ببيانات إيجابية، وأعربوا عن دعمهم، إذاً من تحولوا أشخاص وحيدين لا أحد وراءهم إلى التفاف الملايين حولهم اليوم، يقدم منظوره ومشروعه للشرق الأوسط، وتحدثا عن هذه المواضيع".

يجب عقد لقاءات دورية ومنتظمة مع العائلة

وحول فرص القائد عبد الله أوجلان في متابعة الأجندة الحالية، قال عمر أوجلان: "يتابع السيد أوجلان بعض القنوات التركية، ويقرأ بعض الأشياء ويقيّمها، استغرق لقاؤنا كعائلة قرابة الساعة ونصف، كان لقاءً عائلياً، وعلى الرغم من أنه كان لقاءً عائلياً إلا أنّه تمّ الحديث عن العديد من الأشياء، لأنكم تلتقون مع السيد أوجلان، فزيارة العائلة مهمة، يجب حماية حقوق العائلة، كما يجب حماية حقوق كل من السيد أوجلان ومن معه، حاميلي يلدرم، وويسي آكتاش، وعمر خيري كونار بجميع النقاط التي تنصّ عليها التشريعات والقانون والدستور والقوانين التنفيذية في تركيا، يتم عرقلة المحامين، لم تُعقد لقاءات منذ سنوات، مهما كان يجب أن يتم ذلك بشكل منظم على الأقل كل 15 يوماً خلال الأعياد أو الاجتماعات العائلية، كما هو منصوص عليه في التشريعات".

الطاولة في إمرالي قائمة

بخصوص التقييمات السياسية للقائد عبد الله أوجلان، قال عمر أوجلان: "إنّ النموذج الذي وضعه السيد أوجلان يتمتع بمنظور يمكن إدارته لمائة عام، على الجميع النظر إليه من هذا المنظور، بالطبع، السياسة في الشرق الأوسط وفي تركيا تقوم على الفوضى والصراع، يُمارس التمييز العرقي والديني، ويُقسّم الناس إلى فئات بناءً على هويتهم ومعتقداتهم، السيد أوجلان يضع هذه المواقف جانباً، يقدم نظاماً عالمياً جديداً، نظاماً جديداً للإدارة، يعني كيف يمكن أن يعيش العلوي مع السني، والسرياني مع الأرمني، والأرمني مع المسلم، والكردي مع التركي، والعربي مع الفارسي بشكل إنساني...؟ إنّه يقدّم نموذجاً لهذا، وقد كتب السيد أوجلان صيغة كل ذلك، وعلى الدولة والسلطات والمسؤولين التعامل مع هذه القضية بكل جدية، إن خلق الحل وبناء السلام وإقامة العلاقات أمر مهم، نرى أنّ هذه الطاولة قائمة في إمرالي، لقد رأينا بأم أعيننا أنّه يحدّد موقفه عند الضرورة، ويبدي مرونة شديدة عند الحاجة، حلل واقع الشرق الأوسط، ويتابع من كثب الأحداث في سوريا والعراق وإيران، يتابع كل ذلك بالتفصيل".

تحدّث عن أصدقاء الطفولة

أوضح عمر أوجلان أن القائد عبد الله أوجلان قد تحدّت عن أصدقائه في القرى القريبة وأصدقاء طفولته، وأرسل تحياته الخاصة لبعضهم، وقال: "السيد أوجلان قائد يُولي أهمية كبيرة للعاطفة، تحدث عن أصدقائه في المدرسة وفي القرية، وأرسل تحياته إلى العديد منهم، قرية جيبين هي قرية تركمانية، درس فيها السيد أوجلان خمس سنوات في المرحلة الابتدائية، كان لديه سبعة أو ثمانية أصدقاء هناك، تحدث عنهم وعن عائلاتهم، وعن الزهور الصفراء، وعن العصافير والنسور، وعن قرية أراه، وعن آرام، تحدث عن حلوان وحتى ميردين، أي تحدث عن ذكرياته، أرسل بعض التحيات، وقد نقلناها إلى الأصدقاء المعنيين أو إلى المخاطبين".

رسالة السياسة الديمقراطية

أوضح عمر أوجلان أنه كانت هناك رسائل مهمة للقائد عبد الله أوجلان حول السياسة الديمقراطية وتابع حديثه قائلاً: "من جهة، لديه جانب عاطفي قوي، ومن جهة أخرى، فهو ملمّ تماماً بالأجندة الحالية ويتابعها، هنا، يجب على هيكلية الدولة أن تتعامل مع العملية بجدية، الهدم سهل، ولكن البناء صعب، قال القائد: "الاشتراكية تعني التنشئة الاجتماعية، والتنشئة الاجتماعية تعني أن تسير مع الشعب وتعمل معه، يجب تحقيق هذا، فلا مجال للفراغ في السياسة"، نأمل أن يحل السلام في هذه الجغرافية التي تتوق إليه منذ سنوات، سنبني معاً حياة ديمقراطية ومجتمعاً ديمقراطياً، هذا الطريق صعب، وقد يستغرق فترة طويلة، لكن سنتعاون بقدر ما نستطيع".

الشعب محقّ في قلقه ومخاوفه

نوّه عمر أوجلان إلى تعليق القائد عبد الله أوجلان على قلق ومخاوف الشعب حيال هذه العملية وقال: "لقد أوصلنا له ذلك قلنا له، إنّ ثقة الشعب بكم كبيرة وواضحة للغاية، ليس هناك مشكلة في ذلك، ولكن هناك بعض المخاوف والقلق، ليس حيالكم، لكن هناك قلق حيال الدولة والحكومة بسبب الأحداث التي نتجت عن عملية الحل في أعوام 1993 و2015 و2009 وبخصوص ذلك أيضاً قال: "الشعب محقّ، يفكر بشكل صحيح، هذا ما هو عليه الأمر، ولكنني سأظلّ متأملاً، وسأبذل قصارى جهدي لتستمرّ هذه العملية وتتقدّم".

نظموا أنفسكم

وفي ختام حديثه أشار عمر أوجلان إلى تأكيد القائد أوجلان على أهمية التنظيم وقال: "قال القائد (أنا شخص أقوم بتنظيم نفسي في كل مكان أذهب إليه، أنظم نفسي منذ طفولتي، فقد كانت لدي مجموعة للمصلين حينما كنت طفلاً، وفي المدرسة كان لدي مجموعة من الأصدقاء) وذكر بأنه يولي أهمية كبيرة للتنظيم، وأوضح بأنه كان يحاول أن يعمل وينظم كل مكان من حوله".

(ر)