تصاعد الهجمات.. الاحتلال التركي يسعى لنشر الفوضى واحتلال المنطقة

أكد الرئيس المشترك لمجلس مدينة تل تمر، أن الاحتلال التركي يسعى من وراء تصعيد الهجمات على إقليم شمال وشرق سوريا، إلى نشر الفوضى وعدم الاستقرار فيها، من أجل أن يتسنى له احتلال المنطقة، مشيراً إلى العلاقة بين دولة الاحتلال والمجموعات المرتزقة.

تصاعد الهجمات.. الاحتلال التركي يسعى لنشر الفوضى واحتلال المنطقة
الخميس 20 آذار, 2025   07:00
الحسكة
عبد الغني الهامان

تواصل دولة الاحتلال التركي هجماتها على إقليم شمال وشرق سوريا، واقترفت ليل 16 – 17 آذار الجاري، مجزرة بحق أسرة كانت تقطن مزرعة بين قرية قومجي وبرخ بوطان جنوب كوبان، راح ضحيتها سبعة أطفال ووالدهم ووالدتهم، بالإضافة إلى إصابة اثنين بجروح خطيرة من الأسرة نفسها، كما تعرضت أحياء "تل أحمر، وراشين والحي الآشوري" في مدينة تل تمر بمقاطعة الجزيرة لقصف بري مباشر، ما ألحق أضراراً كبيرة بممتلكات المواطنين وهدد حياة الآلاف منهم، وسط صمت دولي.

هجمات الاحتلال التركي تهدف إلى إفشال الاتفاق السياسي

وفي هذا السياق، أكد الرئيس المشترك لمجلس مدينة تل تمر، أحمد حيدر، أن هجمات الاحتلال التركي تصاعدت بشكل ملحوظ بعد توقيع الاتفاق بين القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، ورئيس سلطة دمشق، أحمد الشرع.

وأشار حيدر إلى أن الاحتلال التركي يرفض هذا الاتفاق بشكل قاطع، ويسعى لإفشاله عبر التصعيد العسكري وخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، مضيفاً أن سياسة أنقرة تعتمد على استغلال الفوضى لإطالة أمد احتلالها لمناطق شمال سوريا.

الاحتلال التركي يسعى لضرب الاستقرار والعيش المشترك

وأوضح حيدر أن مبدأ الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب، الذي يتبناه شعب المنطقة، لا يرضي الاحتلال التركي، مؤكداً أن أنقرة تسعى إلى تفكيك وحدة المكونات السورية، وتعطيل أي مشروع ديمقراطي يهدف إلى بناء سوريا تعددية لا مركزية".

وأضاف: "نحن في تل تمر نعيش حالة من التلاحم بين العرب، والكرد، والسريان، والآشوريين، وفق نموذج ديمقراطي، وهذا ما تعدّه تركيا تهديداً لمصالحها، ولذلك تعمل على تغذية الفوضى والانقسامات لضمان استمرار نفوذها واحتلالها لبعض المناطق السورية".

المجتمع الدولي مُطالَب بوضع حدّ لانتهاكات الاحتلال التركي

وطالب الرئيس المشترك لمجلس مدينة تل تمر، أحمد حيدر، المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالخروج عن صمتها، واتخاذ موقف واضح ضد الانتهاكات التركية المستمرة في شمال وشرق سوريا.

وشدد على ضرورة محاسبة أنقرة على جرائمها ضد المدنيين، ووقف التصعيد العسكري الذي يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، داعياً إلى دعم مشروع شمال وشرق سوريا، الذي ينادي بسوريا لا مركزية تعددية، تضمن حقوق جميع المكونات دون تفرقة.

تركيا.. البوابة الرئيسة للمجموعات المرتزقة في سوريا

ولفت حيدر إلى علاقات دولة الاحتلال التركي بالمجموعات المرتزقة، وأكد أن هناك تقارباً بين الاحتلال ومرتزقة داعش، معتبراً أن أنقرة شكلت بوابة عبور رئيسة للمسلحين والمرتزقة إلى الأراضي السورية، وخاصة إلى مناطق شمال وشرق سوريا.

وأضاف: "الاحتلال التركي يواصل تقديم الدعم لهذه المجموعات المرتزقة، ويستخدمها كأداة لزعزعة الأمن في المنطقة. لقد شاهدنا كيف أن المناطق التي كانت تحت سيطرة داعش في السابق، أصبحت الآن بيد تركيا ومرتزقتها، وهو ما يعكس مدى الارتباط بين الجانبين".

الاحتلال التركي ومرتزقة داعش وجهان لعملة واحدة

وفي ختام حديثه، أكد حيدر أن استهداف الاحتلال التركي للأحياء السكنية في تل تمر والمناطق الأخرى يعيد إلى الأذهان سيناريو الهجمات التي شنها مرتزقة داعش ضد الأحياء نفسها، خلال السنوات الماضية، وقال: "استهداف الأحياء السكنية من قبل تركيا هو تكرار لما فعله داعش سابقاً. هذا التنسيق بين الاحتلال التركي والمجموعات المرتزقة لم يعد خافياً على أحد، وكلاهما يمثلان وجهين لعملة واحدة تسعى لفرض الفوضى والعنف في المنطقة".

هذا، وتشن دولة الاحتلال التركي منذ 8 كانون الأول الفائت، هجمات متواصلة على إقليم شمال وشرق سوريا، وتتركز بشكل خاص على سد تشرين وجسر قرقوزاق وأرياف كوباني وصرين.

(ح)

ANHA