بائعة الشاي
تجلس خلف عربة بسيطة، امرأة فضلت أن تكدح بنفسها لتأمين لقمة عيش عائلتها النازحة من مدينة حمص السورية.
تستيقظ خيرية محمود الأهدب، أم لـ (8 شابات وشابين)، كل يوم في الساعة الخامسة فجراً، تجهز الصندوق الذي خصصته لوضع المواد اللازمة لإعداد المشروبات الساخنة كالشاي والقهوة، وتسير إلى عملها حاملة الصندوق على كتفيها، في مفرق طريق عمبارة - الدولي الذي يبعد عن قريتها بضع كيلو مترات.
خيرية محمود الأهدب، في العقد الخامس من العمر، تنحدر من مدينة حمص السورية، نزحت خلال الأزمة السورية (عام 2016) إلى قرية "كجل عرب" التابعة لبلدة كرباوي جنوب مدينة قامشلو، طلباً للأمان الذي تفتقده مدينتها التي كبرت وترعرعت فيها.
تضع خيرية عربتها على جانب الطريق، وتتكئ على عجلتها بانتظار المارة الراغبين في تناول المشروبات الساخنة التي تعدها وتبيعها بأسعار زهيدة، وبابتسامة وديعة.
أوضحت خيرية سبب نزوحها من مدينة حمص ولجوؤها إلى مناطق الإدارة الذاتية: "لم يكن الوضع آمناً في حمص لانتشار الفوضى والفلتان الأمني، ولخوفي على بناتي أيضاً لجأت إلى مناطق الإدارة الذاتية، حيث ننعم فيها بالأمان، بناتي وأنا ننام قريرات الأعين ودون خوف".
"زوجي طاعن في السن، ويعاني من أمراض في القلب"، بهذه الكلمات تصف خيرية الوضع الذي فرض عليها العمل في الحقول الزراعية كعاملة في السابق، لكنه "كان متعِباً للغاية" كما أوضحت لوكالتنا، لذا وبعدما باشرت بلدية الشعب بمقاطعة قامشلو إنشاء طريق عمبارة، بدأت خيرية بالعمل في بيع المشروبات الساخنة على جانب الطريق منذ قرابة 5 أشهر.
تصنع خيرية القهوة على غاز سفري متنقل، وتأمل في شراء ماكينة صنع القهوة (إسبريسو)، وتوسيع مجال عملها لتوفير دخل يقي أسرتها شر العوز.
تتحدث خيرية عن المصاعب التي تواجهها في العمل، من قبيل ارتفاع أسعار المواد، والبقاء ساعات طويلة تحت أشعة الشمس، وتقول بنبرة مليئة بالفخر: "أنا أحب عملي، فمن خلاله أتمكن من تأمين لقمة عيشي بكدحي وتعبي، أفضل من طلب العون من الآخرين".
(ي م)
ANHA