اختتام ملتقى "دور المرأة في العشائر" ببيان ختامي والتأكيد على دور المرأة في المجتمع – تم التحديث
أكد ملتقى "دور المرأة المجتمعي في العشائر" على تعزيز الجهود والتكاتف بين جميع المكونات لتخطي الأزمة السورية، وأن يصبح شعار "المرأة، الحياة، الحرية" شعاراً لكل امرأة في العالم.
استمرت أعمال ملتقى النساء في العشائر، الذي عقده مجلس المرأة السورية في مدينة الرقة تحت عنوان "دور المرأة المجتمعي في العشائر"، بمناقشة محور الملتقى من قبل الإدارية في مجلس المرأة السورية في الطبقة جهينة مسو، وسارة السوعان من عشيرة البو شعبان، والخروج ببيان ختامي.
تحدثت الإدارية في مجلس المرأة السورية جهينة مسو خلال الشق الأول من المحور، قائلةً: "سنّت العشائر مجموعة من الأعراف العشائرية تشمل جميع مناحي الحياة، وغالبيتها تميل إلى الصلح وتدعو إلى الحفاظ على المجتمع، وما يدل على ذلك زواج الشباب والذي لا يلتزم بأعراف العشيرة يعتبر خارج العشيرة وتكون عقوبته الازدراء".
وأضافت جهينة مسو: "أنّ العشيرة كانت تمارس الحياة الديمقراطية ولم تخضع للقوانين الوضعية التي تضعها الدولة، أما عن الأعراف فيسنّها كبار العشيرة ويحافظون على خصوصيتها وبقيت الأمور على هذه الحال إلى ما بعد عام 1953".
أما في الشق الثاني من المحور فتحدثت سارة السوعان عن وضع المرأة منذ عام 1970 حتى وقتنا، حيث قالت: "نلاحظ أن المرأة في الماضي كان لها دور في المجتمع من خلال دورها المجتمعي، أما في النظام العشائري فازداد دورها ليرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعشيرة".
وأضافت سارة السوعان: "كانت المرأة في غياب الشيخ تتصرف وتنفذ ما يقع على عاتقها فهي لا تقل شأناً عن شيخ العشيرة، وتحافظ على العادات والتقاليد مثل إكرام الضيف والأهازيج وارتداء الزي العشائري الخاص بها، وأما عن العزاء فكانت ترتدي الزي الأسود تعبيراً عن الحزن".
ودعت سارة السوعان إلى التشبث "بعاداتنا وتقاليدنا والعمل بجدّ لأخذ دورنا الريادي في المجتمع وتحقيق المساواة، فالطريق الوحيد للوصول إلى حرية المرأة يكون تحت شعار المرأة، الحياة، الحرية".
ومن ثم فتح باب المداخلات أمام الحضور، حيث قالت الكاتبة شمس عنتر "نحن نتحدث عن دور المرأة ولكن كل الحديث كان عن العشائر، القتل بداعي الشرف لا يزال موجوداً في العشائر والمرأة محرومة من الميراث في العشيرة، ونحن كنساء يجب أن ندافع عن المرأة ونبحث عن الحياة النسوية في العشائر".
من جهتها، أشارت عضوة مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية ظبية الناصر، إلى أن وأد البنات في زمن الجاهلية كان شكلاً من أشكال العنف ضد المرأة.
بينما نوّهت الأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل سهام داوود، من جهتها إلى أولى أشكال الحياة المجتمعية من ضمنها العشائر، ونمط الحياة في العشيرة ودور المرأة فيها، وأضافت أن: "المرأة في ذلك الزمان كان لها دور أساسي في المجتمعات، ويجب تسليط الضوء على تاريخ عبودية المرأة وكيف يتم استغلالها في البناء المجتمعي وتهميشها وإبعادها عن الحياة المجتمعية".
بدورها، تحدثت الطبيبة والمعالجة النفسية من مدينة دمشق رند عبد الله قائلةً: "فرض الزوج أو البدائل يعتبر من مراحل العنف ضد المرأة، أنواع العنف ضد المرأة كثيرة وهي؛ الزواج المبكر وتزويج القاصرات والاستغلال وجرائم بذريعة "الشرف" كلها تعتبر عنفاً ضد المرأة".
وتمت الإجابة عن المداخلات من قبل الإدارية في مجلس المرأة السورية جهينة مسو التي أكدت على ضرورة إيجاد حل للأمراض المجتمعية مثل العنف ضد المرأة.
انتهى الملتقى ببيان ختامي قرأته الإدارية في مجلس المرأة السورية وعد حافظ الوجري، وجاء في البيان "آن الأوان أن يعيد التاريخ للمرأة دورها بشكل أقوى مع كسر القيود المفروضة عليها سابقاً، والتي كانت تعيق تقدمها ولعب دورها في المجتمع فلا بد من تسليط الضوء على مكتسبات المرأة من الثورة، فمن رحم ثورة روج آفا ولدت ثورة المرأة التي شكلت انطلاقة أساسية للمرأة للتحرر من المجتمع الأبوي السلطوي ونظام الدولة الذي كان يحكمها وأتاح لها الفرصة لممارسة دورها الريادي في بناء نظام مجتمع أخلاقي".
ونوّه البيان "فثورة روج آفا عرّفت النساء على حقوقهن وكسرت المفاهيم التقليدية سياسياً ومجتمعياً فحصلت على حقوق متساوية مع الرجل ودخلت في مختلف المجالات وأصبح لها قانون خاص يحمي حقوقها، فقد تمكنت من تسجيل انتصارات كبيرة ومنها دحر "داعش" من جميع المؤسسات العسكرية والمجتمعية والخدمية".
ودعا البيان إلى "التماسك بكافة جهودنا وتكاتفنا لتخطي هذه الأزمة في النهاية، فالمرأة القوية قادرة على تحمل ظروف الحياة القاسية، حيث تكمن قوتها في الجمع بين جميع المسؤوليات، كمسؤولياتها تجاه العائلة والعمل وغيرها من المسؤوليات الاجتماعية لنستطيع بناء مجتمع ديمقراطي أخلاقي أيكولوجي، وأن يكون شعار المرأة، الحياة، الحرية شعار كل امرأة في العالم".
(م خ /أ م)
ANHA