انجرار بغداد وراء أجندات الاحتلال التركي وتوترات البحر الأحمر من محاور الصحف العربية

ترى قوى وشخصيات سياسية عراقية أن قرار القضاء العراقي بحل أحزاب سياسية، جاءت بمثابة جائزة لتركيا على توسيع توغلها العسكري في جنوب كردستان واحتلالها أجزاء من أراضيه، في حين يشكل التهديد اليمني على ساحل البحر الأحمر صداعاً للغرب الذين يتخوفون من تمدّد الصراع في المنطقة وانفلاته إلى حرب شاملة.

انجرار بغداد وراء أجندات الاحتلال التركي وتوترات البحر الأحمر من محاور الصحف العربية
8 آب 2024   09:47
مركز الأخبار

تناولت الصحف العربية الصادرة اليوم، قرار القضاء العراقي حل 3 أحزاب سياسية، وارتباط ذلك بأجندات دولة الاحتلال التركي، إلى جانب التوترات على البحر الأحمر والحرب بين إسرائيل وحركة وحماس.

بغداد تضيّق على حزب العمال الكردستاني بانتظار مقابل غير مضمون من أنقرة

ذكرت صحيفة العرب اللندنية، أن قرار القضاء العراقي بحل أحزاب سياسية، جاءت في نظر قوى وشخصيات سياسية عراقية جائزة غير مستحقة لتركيا على توسيع توغلها العسكري في مناطق جنوب كردستان واحتلالها أجزاء من أراضيها بذريعة ملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني.

وتأمل الحكومة العراقية من وراء تجاوبها مع مطالب تركيا بشأن ذلك، في الدفع بمسار التعاون الاقتصادي مع تركيا كما تأمل أيضاً في حلحلة مشكلة المياه الناتجة عن احتجاز تركيا لكميات متزايدة من مياه نهري دجلة والفرات. على ما ذكرته الصحيفة.

لكنّ التأخر في حلّ هذه المشكلة وعدم الحصول على مكاسب ملموسة من الجانب التركي، يذكي المزيد من الانتقادات لمسار التقارب العراقي مع تركيا، حيث يقول المنتقدون إنّ بغداد بصدد تقديم تنازلات كبيرة لتركيا يرتقي بعضها إلى مرتبة التفريط في السيادة؛ سعياً لتحصيل مكاسب تعدّ حقوقاً أصلية يفترض أن يتم استرجاعها بالطرق القانونية وليس بعقد صفقات غير مضمونة، بحسب الصحيفة.

التهديد اليمني يشغل الغرب: أسئلة معلّقة

من جهتها، ذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية، أن استمرار تدفّق الحشود العسكرية الأميركية والغربية إلى منطقة غرب آسيا للتصدي للضربات المتوقّعة من قبل إيران و"محور المقاومة" إلى إسرائيل، ردّاً على التصعيد الأخير، لن تضيف جديداً إلى المشهد اليمني خصوصاً، إذ إن الولايات المتحدة تخوض حرباً على صنعاء وهو ما يفعله أيضاً الاتحاد الأوروبي في البحرين الأحمر والعربي، بالنيابة عن إسرائيل التي يحاول كل من التحالفين إنقاذها من التحدّيات الاستراتيجية.

وتلفت الصحيفة إلى أن الأوروبيين تحديداً، هم الأكثر خشية من تمدّد الصراع في المنطقة وانفلاته إلى حرب شاملة تُجبر الأطراف على استخدام كل أوراقها، وخاصة إذا تمكنت حركة أنصار الله "الحوثي" من السيطرة على ساحل البحر الأحمر في اليمن، ما يمنحها القدرة على تعطيل مضيق باب المندب، وهو نقطة اختناق بحرية حيوية تربط البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب. ووفق المنطق الأوروبي، يعدّ هذا المضيق ضرورياً لنقل النفط والغاز الطبيعي والسلع التجارية بين أوروبا وآسيا والأميركيتين.

وترى الصحيفة أن الخشية الأوروبية لا تتوقّف عند حدود اليمن، بل تتعدّاه إلى كامل القرن الأفريقي. فالتقارير الاستخبارية الأميركية الحديثة تفيد بأن أنصار الله قامت بتزويد "حركة الشباب" في الصومال بالأسلحة، ما يعقّد الاستجابة الاستراتيجية الغربية ويزيد من التحديات الأمنية في البحر الأحمر وخليج عدن.

مشروع تسوية توقف عدوان غزة وتمنع رد إيران وحلفائها

تناولت صحيفة العربي الجديد مقترح التسوية الشامل الجديد الذي يحاول مسؤولون غربيون إقناع أطراف إقليمية بها كخطوة تضع حداً للتوتر المتصاعد في الإقليم، يتضمن منع رد إيران وحزب الله على اغتيال كل من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والقيادي العسكري في حزب الله فؤاد شكر، كذلك يوقف الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

ووفقاً لمعلومات الصحيفة، يتضمن المقترح "تسوية شاملة للحرب في قطاع غزة، عبر اتفاق متكامل، يتضمن وقفاً لإطلاق النار، وانسحاب إسرائيل من القطاع، وتحقيق ما يُعرف بالهدوء المستدام، وإبرام صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين بين الطرفين، يُطلَق بموجبها سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة، وعدد كبير من قيادات وأعضاء الفصائل الفلسطينية في سجون تل أبيب، مع التوسع في إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع خلال المرحلة الانتقالية للمفاوضات، ووضع تصور كامل لعملية إعادة إعمار غزة محدد المدة الزمنية"، وفق الصحيفة.

وتعتقد الدوائر التي تروّج للمقترح بعيداً عن الإعلام، أن الفرصة قد تكون مواتية، في ظل رغبة ومساعٍ أميركية وغربية لمنع التصعيد وإيقاف رد إيران وحزب الله على اغتيال هنية وشكر، خصوصاً في ظل ترجيح فشل جهود ضبط الرد المرتقب، على غرار ما حدث عقب الرد الإيراني في 13 نيسان الماضي على قصف قنصلية طهران في دمشق وقتل عدد من أبرز القادة الإيرانيين.

(د ع)