المثقف والسياسي محمد بوبو: الأزمة لا تحل "بالمصالحات" ولمسد مشروع وطني ومفيد لكل سوريا

أوضح المثقف والسياسي السوري محمد بوبو أن البرنامج الذي يمثله مجلس سوريا الديمقراطية مفيد لكل سوريا، لأنه يحفظ حقوق الجميع دون أي تمييز أو إقصاء، واعتبر أن "المصالحات" لا تحل الأزمة في سوريا.

المثقف والسياسي محمد بوبو: الأزمة لا تحل "بالمصالحات" ولمسد مشروع وطني ومفيد لكل سوريا
5 يلول 2022   02:23
الرقة

جاء حديث المثقف والسياسي السوري محمد بوبو وهو من بين الشخصيات القادمة من مدن الساحل السوري إلى الملتقى، وفي لقاء أجرته وكالتنا؛ على هامش ملتقى الرقة التشاوري الذي عقد في مدينة الرقة يومي 2 و3 من أيلول/سبتمبر الجاري.

وحضر الملتقى التشاوري الذي عقد في صالة مشوار بمدينة الرقة، 50 مندوباً من شخصيات وطنية وأحزاب سياسية وحقوقيين وفعاليات المجتمع المدني، واستمر ليومين متتاليين ناقش ثلاث محاور أساسية، هي الأوضاع السياسية عامة، وأهمية اللامركزية، والهوية الوطنية؛ لتكون ركيزة الحل السياسي السوري والوصول إلى الديمقراطية واللامركزية.

"نقيم مشروع الإدارة الذاتية على أنه إيجابي بشدّة"

قال محمد بوبو في حديثه "إنهم يقيّمون مشروع الإدارة الذاتية كمشروع إيجابي بشدّة، وإن الأطراف المتصارعة في سوريا لا تؤمن بالحل السياسي ولا تريده، موضحاً أن استمرار الأزمة يبيض الذهب لأمراء الحرب ويفيد مصالحهم الأنانية الضيقة، وليس لهم إرادة سياسية للانخراط في هذا الأمر (الحل السياسي)".

وتحدث بوبو عن الأطراف التي تعرقل حل الأزمة وعن أهمية مشروع الإدارة الذاتية، قائلاً: "يهيأ لنا كوطنيين أنهم لا علاقة لهم بالشعب ولا علاقة لهم بالوطن، كأن هموم الشعب لا تعنيهم لا من قريب ولا من بعيد، مجلس سوريا الديمقراطية لديه مشروع وبرنامج وطني حقيقي يمكن محاورته ويمكن البناء عليه، البرنامج الذي يمثله مجلس سوريا الديمقراطية ممكن أن يكون مفيداً لكل سوريا، لأنه يحفظ حقوق الجميع دون أي تمييز أو إقصاء، ويدعو للعدالة الاجتماعية وللمساواة ولدولة المواطنة العلمانية الديمقراطية اللامركزية، التي يعمم فيها القانون وتنهي الاستبداد".

مضيفاً "إن مجلس سوريا الديمقراطية يدعو للمساواة، وخاصة مساواة المرأة مع الرجل، فالمرأة تتعرض لاضطهاد مزدوج، الرجال يتعرضون لاضطهاد طبقي، أما المرأة فتتعرض لاضطهاد طبقي واضطهاد ذكوري أيضاً، فالأعراف القبائلية والعشائرية والإسلامية كلها تصب في غير صالح المرأة، مجلس سوريا الديمقراطية توصل إلى حلول لكافة هذه المسائل، ويرسم طريقاً للخروج من الأزمة لمستقبل سوريا الجديدة التي يريدها كل الوطنيون السوريون بمختلف انتماءاتهم، ومسد لا يميز في برنامجه بين مكون ومكون لا على أساس ديني ولا طائفي ولا ذكوري ولا غيره، وهذا ما يطمح إليه السوريون، يمكن أن يكون النموذج المعتمد هنا صالحاً لسوريا المستقبل، اليوم يطبق في شمال وشرق سوريا، ويمكن مناقشته والتوافق عليه من قبل السوريين وتنفيذه".

'الهدف من المصالحات أن يبقى الشعب كما هو والسلطة كما هي'

في حديثه حول "المصالحات" التي تقوم بها حكومة دمشق بعيداً عن الحلول الجذرية، قال بوبو "يمكن وصف هذه المصالحات بأنها ترقيع؛ والهدف من ذلك هو أن يبقى الشعب كما هو والسلطة كما هي، وهذا الأمر لا يمكن أن يستقيم، فالأوضاع ما قبل 2011 وما بعدها لا يمكن أن تكون متشابهة، ولا يمكن العودة تحت مصطلح المصالحات إلى ما كنا عليه".

وأشار محمد بوبو أنه عندما يتم طرح "المصالحات" فإن ذلك يعني أنه لم تكن هنالك أي مطالب شعبية محقة، وأن المسألة كلها تتلخص في أن هنالك حرب على الإرهاب، قائلاً "هنالك مطالب محقة للشعب السوري، هنالك انعدام لكل وسائل الحياة الضرورية؛ كالوقود، الكهرباء، الماء، الدخل المناسب للعيش الكريم، غياب القانون، غياب القضاء المستقل، غياب الحريات العامة، وكل هذا لا يمكن حله عن طريق المصالحات، عندما نقول مصالحات أي الاعتذار عن الماضي وعفى الله عما مضى، وذلك ليس حلاً جذرياً للأزمة السورية".

متابعاً في ختام حديثه "لذلك فمجلس سوريا الديمقراطية في مشروعه طرح حلاً جذرياً لكل المشاكل السورية، بحيث يضمن عدم عودة الأزمة مرة أخرى، هنالك أمور كثيرة أنتجت الأزمة وهي أمور سلبية، وإذا بقيت هذه الأمور السلبية معنى ذلك أننا لم نخرج من الأزمة، لذلك نحن في سوريا نحتاج إلى برنامج يلبي طموحات السوريين بمختلف ألوانهم وأطيافهم".

وعقد ملتقى ستوكهولم التشاوري الأول يومي الـ13- 14 من كانون الأول/ديسمبر من عام 2021 في العاصمة السويدية ستوكهولم برعاية من وزارة الخارجية في السويد ومركز "اولف بالما" للسلام والديمقراطية، فيما عقد الملتقى الثاني يومي التاسع والعاشر من نيسان/أبريل المنصرم.

كما وعقد الملتقى التشاوري الأول في سوريا في مدينة حلب بتاريخ 5 من آب/أغسطس الماضي ضمن أعمال مؤتمر القوى والشخصيات الديمقراطية.

(ز س/د)

ANHA