نادين مينزا: على الحكومة الأميركية تعديل استراتيجيتها الخاصة بسوريا.. الإدارة الذاتية النموذج الأنجح

قالت نادين مينزا إن اللجنة الأميركية لحماية الحريات الدينية الدولية (USCIRF) أوصت حكومة الولايات المتحدة بإدراج الإدارة الذاتية في جميع الأنشطة وفقًا لقرار الأمم المتحدة رقم 2254، بما في ذلك المحادثات في جنيف.
وأكدت نادين مينزا أن الحكومة الأميركية تحتاج إلى تعديل استراتيجيتها الخاصة بسوريا وقالت: "من المستحيل الاستمرار في الاعتقاد بأن المعارضة السورية تشارك الولايات المتحدة القيم نفسها، ويمكن أن تكوّن مستقبلًا لسوريا"، ولفت إلى أن الإدارة الذاتية هي "الحكومة الناجحة الوحيدة في سوريا".
وجاء ذلك خلال لقاء أجرته وكالتنا مع نائبة رئيس اللجنة الأميركية للحريات الدينية الدولية نادين مينزا، حول الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا والانتهاكات التي ترتكبها تركيا ومرتزقتها في المناطق التي تحتلها بسوريا.
ونص الحوار كالتالي:
*كيف رأيتِ التجربة الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، بعد زيارتك الأخيرة لها؟
كان من أهم أسباب قضائي أكثر من شهر في شمال وشرق سوريا هو أنني أردت أن أفهم بشكل أفضل، كيف يمكن لهذه المنطقة أن تتمتع بظروف يوجد فيها حرية دينية استثنائية، فقد سمعت عن هذا المشروع، لأول مرة، بعد تعييني في اللجنة الأميركية للحريات الدينية الدولية (USCIRF) عام 2018.
رؤية الإدارة الذاتية وهي تتشكل وتتوسع في جميع أنحاء المناطق العربية التي تتميز بمدى تدينها بعد تحريرها من داعش أمرٌ رائع، فالتنوع العرقي والمساواة بين الجنسين جزء لا يتجزأ في كل مستوى من مستويات الحكومة (الإدارة)، كما تعطي هذه الديمقراطية على مستوى القاعدة الشعبية للناس رأيًا في حكمهم، وهو أمر غير مسموع به عمليًّا في الشرق الأوسط.
*تركيا تتحجج بوجود لحزب العمال الكردستاني في مناطق شمال وشرق سوريا، فكيف تقيّمون هذه الذرائع؟
من السخف أن تستخدم تركيا حزب العمال الكردستاني ذريعة لغزو واحتلال أجزاء من سوريا، وبينما تصف تركيا جميع سكان شمال شرق سوريا بـ "الإرهابيين"، فإنها هي من تعمل مع الإرهابيين الفعليين، فأعضاء داعش السابقين الذين هم الآن جزء من الجيش السوري الحر موجودون في عفرين، وتل أبيض، وسريه كانيه، وأماكن أخرى تحتلها.
المجموعات التي تدعمها أنقرة يرتكبون فظائع ضد الأقليات الدينية والعرقية والنساء، وهذا ما وثّقته العديد من المنظمات بما في ذلك منظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش، ومنظمة مراقبة الإبادة الجماعية، وحتى من قبل الأمم المتحدة التي أصدرت تقريرًا خاصًّا في أيلول/ سبتمبر، كما قامت اللجنة الأميركية للحريات الدينية (USCIRF) بتوثيق هذه الحالات في جلسة الاستماع بالكونغرس في حزيران/ يونيو 2020.
* بعد زيارتك إلى شمال وشرق سوريا، شاركتِ في اجتماعات عديدة، كيف كانت ردود الفعل حول التقرير الذي قدّمته في اجتماعاتك وماذا كان محتواه؟
منذ عودتي من سوريا، أتيحت لي الفرصة لإطلاع العديد من أعضاء الكونغرس وموظفيه والمسؤولين في وزارة الخارجية والتحدث في مناسبات متعددة.
لقد شاركت اجتماعاتي مع مختلف القادة المدنيين والدينيين والمسؤولين الحكوميين، وكيف يتم تنظيم الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وظروف المسيحيين والإيزيديين والمكونات الدينية الأخرى.
كما شاركت أيضًا القصص التي جمعتها من السكان حول حياتهم قبل غزو داعش، وأثناء خلافة داعش في أجزاء من المنطقة، وكيف أصبحت حياتهم الآن تحت الإدارة الذاتية الديمقراطية.
في الحقيقة، فوجئت بشدة بقلة معرفة الناس بالحكم الرائع في شمال شرق سوريا، ففي مرة تحدثت مع مسؤول لم يكن يعلم أن هذه الإدارة ما زالت واقفة على قدميها بعد غزو تركيا، ومدى الاحترام الذي تحظى به قوات سوريا الديمقراطية (SDF) وكيف تغلبت على داعش، يبدو أن الكثير من الناس يدرسون الآن الحوكمة المهمة التي تم بناؤها باسم الإدارة الذاتية الديمقراطية AANES)).
في التقرير السنوي للجنة الأميركية للحريات الدينية الدولية USCIRF في نيسان/ أبريل الماضي، أوصينا بأن تزيد الحكومة الأميركية من دعمها للإدارة الذاتية، نحن متشجعون أكثر لرؤية ذلك الآن، مما سيساعد على تغيير التصور القائل بأنه لا يوجد سوى جيش في شمال شرق سوريا.
*ترتكب تركيا جرائم حرب بشكل يومي في المناطق التي تحتلها في سوريا، خاصة ضد الإيزيديين في عفرين ومناطق أخرى، هل هناك وعود جديدة من الولايات المتحدة الأميركية بخصوص حماية الأقليات والأديان المعرضة للاعتداءات في المنطقة؟
السبب الآخر لزيارتي إلى شمال شرق سوريا هو لفت الانتباه إلى هذه الجرائم التي تحدث في المناطق التي احتلتها تركيا في سوريا، وخاصة ضد الإيزيديين والمسيحيين والكرد والنساء، لسبب ما، تفضل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي التظاهر بأن هذه (الانتهاكات) لا تحدث، لكن حان الوقت للنظر في الحقائق والوقائع الفعلية.
ولطالما دعمت الولايات المتحدة تحالف المعارضة السورية (SOC) المدعوم من تركيا كردّ على نظام الأسد، وأثناء وجودي في سوريا، زار رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية نصر الحريري عفرين، وأشاد بأوضاع الحرية الدينية هناك، بعد تلك الحادثة، ظهرت صورة الحريري وهو يقود اجتماعًا للمعارضة السورية مع حاتم أبو شقرة، والأخير كان من بين الذين كانوا حاضرين عندما قُتلت هفرين خلف بوحشية.
ومع هذه المعلومات الجديدة، تحتاج الحكومة الأميركية إلى تعديل استراتيجيتها الخاصة بسوريا، فمن المستحيل الاستمرار في الاعتقاد بأن المعارضة السورية تشارك الولايات المتحدة القيم نفسها، ويمكن أن تكوّن مستقبلًا لسوريا.
*أخيرًا، برأيك هل يمكن للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا أن يكون حلًّا للأزمة السورية؟
الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا هي الحكومة الناجحة الوحيدة في سوريا، التي تحكم ثلث البلاد، كيف يمكن استبعادها من أن تكون جزءًا من الحل السياسي للأزمة السورية؟
اللجنة الأميركية لحماية الحريات الدينية الدولية (USCIRF) أوصت حكومة الولايات المتحدة بإدراج الإدارة الذاتية في جميع الأنشطة وفقًا لقرار الأمم المتحدة رقم 2254، بما في ذلك المحادثات في جنيف.
حيث إن الإدارة الذاتية تتمتع بأفضل ظروف الحريات الدينية والمساواة بين الجنسين في الشرق الأوسط، وهذا ما يفسر سبب وجود العديد من الأعداء.
كما أوصت (USCIRF) الحكومة الأميركية بأن تمنح اعترافًا سياسيًّا بالإدارة الذاتية كحكومة محلية وشرعية، وفي الوقت الذي قد لا يكون هناك أي حل واضح للسوريين حتى الآن، إلا أن هناك حل واضح لشمال شرق سوريا وهو "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا".
(ح)
ANHA