لتنظيم المرأة دوراً بارزا في محاربة الإرهاب

تمكنت المقاتلات المنضويات تحت سقف قوات سوريا الديمقراطية والبالغ عددهن ما يقارب 5 آلاف مقاتلة من المشاركة في كافة حملات التحرير في الشمال السوري، ودفعن تضحيات كبيرة لتحرير المرأة من ظلم المرتزقة.

لتنظيم المرأة دوراً بارزا في محاربة الإرهاب
لتنظيم المرأة دوراً بارزا في محاربة الإرهاب
لتنظيم المرأة دوراً بارزا في محاربة الإرهاب
لتنظيم المرأة دوراً بارزا في محاربة الإرهاب
لتنظيم المرأة دوراً بارزا في محاربة الإرهاب
لتنظيم المرأة دوراً بارزا في محاربة الإرهاب
لتنظيم المرأة دوراً بارزا في محاربة الإرهاب
السبت 5 كانون الثاني, 2019   03:15

مركز الأخبار

ظهرت العديد من القوات الخاصة بالنساء في أصقاع العالم لكنها لم تتمكن من تنظيم نفسها كقوة فاعلة،  إلا أنه ومع انطلاقة ثورة روج آفا والتي تعرف بثورة المرأة تمكنت المرأة من لعب دورها الريادي في كافة المجالات وخاصة في الدفاع والحماية الذاتية وباتت القيادية التي تقود الجبهات ضد أعنف هجمات الإرهاب الذي عرفه العالم.

في هذا الملف سنسلط الضوء على كيفية تنظيم النساء أنفسهن كمقاتلات ضمن صفوف قوات سوريا الديمقراطية.

في بداية الثورة تشكيل وحدات حماية المرأة

مع انطلاق ثورة روج آفا ونظراً لهجمات المجموعات المرتزقة على مناطق ومدن روج آفا تشكلت مجموعات من مقاتلات في العديد من المدن التي تعرضت لهجمات المرتزقة مثل جبهة النصرة من دون الإعلان الرسمي عن تشكيلتهم، بعد استهداف العديد من مدن روج آفا وشمال سوريا، كان لا بد من قوى منظمة تحمي النساء، لذا أعلن عن وحدات حماية المرأة رسمياً في الـ4 نيسان عام 2013، في عفرين باسم كتيبة الشهيدة روكن.

مع إعلان وحدات حماية المرأة رسمياً انضمت المئات من النساء ومن كافة المكونات إليها وفي عموم مناطق روج آفا

إنجازات وحدات حماية المرأة

وحدات حماية المرأة التي تحولت في فترة قصيرة إلى منظومة متكاملة تضم في داخلها الآلاف من النساء إلى مركز للفت نظر العالم، حيث بادرت المئات من النساء الأمميات للانضمام لصفوف وحدات الحماية وذلك نتيجة تأثرهن بالمبدأ الذي تعمل عليه هذه الوحدات في الدفاع وحماية المرأة.

هذه الوحدات شاركت في التصدي لهجمات مرتزقة داعش في كافة مناطق روج آفا وكانت السباقة في قيادة هذه الجبهات، حيث تصدت المقاتلات لهجمات المرتزقة على مدينة كوباني وسطرت ملاحم في البطولة، والعملية الفدائية التي نفذتها القيادية أرين ميركان خير مثال على هذه المقاومة.

كما تصدرت المقاتلات في وحدات حماية المرأة الجبهات الأمامية في العديد من حملات التحرير ومنها حملة تحرير تل حميس وتل براك وحملة القيادي روبار لتحرير جبل كزوان.

كيف نظمت المرأة صفوفها ضمن قوات سوريا الديمقراطية؟

تشكلت قوات سوريا الديمقراطية في الـ11من تشرين الأول عام 2015، لتنضوي وحدات حماية المرأة تحت سقفها في نفس التاريخ.

بعد أولى الحملات التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية والتي كانت حملة تحرير بلدة الهول باشرت العشرات من النساء العربيات في المناطق التي حررتها ق س د بالانضمام إلى صفوف القوات، لذا كان لا بد من تنظيم هذه المقاتلات ضمن صفوف قوات سوريا الديمقراطية التي أصبحت المظلة الأساسية لكافة القوات، حيث باشرت النساء المقاتلات بتنظيم أنفسهن ضمن كتائب وأفواج خاصة.

قوات المرأة- السوتورو..

 نظراً للظلم الممارس بحق كافة الشعوب في شمال سوريا، ومن بينهم الشعب السرياني كان لا بد من قوة تحمي المرأة السريانية، حيث باشرت المقاتلات السريان المنضمات لصفوف قوات سوريا الديمقراطية بتشكيل قوة خاصة بهن، لذا تأسست قوات المرأة – السوتورو، والتي تعتبر جزءاً من قوات سوريا الديمقراطية.

شاركت قوات المرأة- السوتورو في العديد من حملات التحرير في مدن ومناطق الشمال السوري، وافتتحت العديد من الأكاديميات الخاصة بهذه القوات في شمال سوريا، وبالأخص في إقليم الجزيرة، حيث تتلقى المقاتلات خلال التحاقهن بالأكاديميات العسكرية التدريبات الخاصة في كيفية الدفاع والحماية.

تشكيل الأكاديميات الخاصة بالمرأة

بعد الانضمام الكثيف للنساء من مختلف مدن ومناطق الشمال السوري، افتتحت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية العديد من الأكاديميات الخاصة بالمقاتلات، حيث افتتحت 3 أكاديميات خاصة بالمرأة، ومنها أكاديمية الشهيدة بيريفان التي   خرّجت 9 دورات للمقاتلات بأعداد مابين 35-40 مقاتلة في عام 2018.

وكما خرّجت أكاديمية الشهيدة ديلان 5 دورات انضم لكل دورة 50 مقاتلة، أما أكاديمية الشهيدة روجدا منبج أنهت 13 دورة تدريبية للمقاتلات اللواتي بلغ عددهن في كل دورة 35 إلى 40 مقاتلة.

حيث يتم تدريب المقاتلات في هذه الأكاديميات على الفنون العسكرية والتقنية في كيفية الحماية والدفاع.

خلال 3 أعوام 5 آلاف مقاتلة ضمن صفوف ق س د

قوات سوريا الديمقراطية التي باتت المظلة لكافة القوات والفصائل في شمال سوريا، وخلال 3 أعوام وصل عدد المقاتلات فيها إلى 5 آلاف مقاتلة، من كافة مدن ومناطق الشمال السوري، حيث تتواجد في صفوف المقاتلات من أصول عربية،كردية، سريانية، أرمنية، آشورية وتركمانية.

وتتولى المقاتلات ضمن صفوف قوات سوريا الديمقراطية القيادة، حيث تتخذ القياديات مكاناً لهن ضمن القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، كما أنه وضمن الهيكلية الإدارية لقوات سوريا الديمقراطية يوجد مكتب شؤون المرأة المقاتلة وتختص بتنظيم شؤون المقاتلات.

من أصل 52 فوج 20 فوج خاص بالمرأة

بعد الإقبال الكثيف على الانضمام لقوات سوريا الديمقراطية من قبل أبناء وبنات المنطقة تشكلت الأفواج العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية، حيث يبلغ العدد الكلي للأفواج 52 فوجاً، ونظراً لضرورة تنظيم المقاتلات تشكل 20 فوج خاص بهن، حيث يضم كل فوج 250 مقاتلة.

كما قامت المقاتلات بتشكيل أفواج عسكرية مختصة مثل: القوات الخاصة، التدخل السريع، مكافحة الإرهاب، إزالة الألغام، الأسلحة الثقيلة والقناصة.

القيادية في قوات سوريا الديمقراطية روج الحمصي أشارت بأن المقاتلات ينظمن أنفسهن وفقاً للأفواج الخاصة، والبالغ عددها 20 فوج منتشرة في كافة المدن في شمال سوريا، مثل الرقة، الطبقة، الشدادي، عين عيسى والهول.

الحملات التي شاركت فيها المقاتلات   

شاركت المقاتلات في قوات سوريا الديمقراطية في كافة حملات التحرير التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا، ومنها حملة تحرير بلدة الهول، حملة غضب الخابور، حملة غضب الفرات لتحرير الرقة التي لعبت فيها دوراً قيادياً، وتلعب الآن دورها القيادي في حملة عاصفة الجزيرة لتحرير ريف دير الزور.

وخلال الحملات تمكنت المقاتلات من تحرير المئات من النساء من ظلم وإرهاب مرتزقة داعش، وبالأخص في حملة تحرير الرقة، كون الحملة كانت قد انطلقت أيضاً للانتقام للنساء الإيزيديات اللواتي اختطفهن مرتزقة داعش في مجزرة شنكال.

كما أن المقاتلات ومن أجل تأمين حياة حرة لنساء الشمال السوري دفعوا تضحيات كبيرة حيث ارتقت العشرات من المقاتلات إلى مرتبة الشهادة ومن بينهم الشهيدة نجبير التي استشهدت في حملة تحرير بلدة الهول والتي هي أول شهيدة في قوات سوريا الديمقراطية.

وخلال هجمات الاحتلال التركي على مقاطعة عفرين، كانت المقاتلات هن السباقات في التصدي لهذه الهجمات، كما نفذن عمليات فدائية ضد جيش الاحتلال التركي، حيث نفذت المقاتلة أفيستا خابور عملية فدائية في قرية حمام في ناحية جندريسة.

القيادية في قوات سوريا الديمقراطية نوروز أحمد قالت بهذا الصدد "نعمل على تحرير النساء من الظلم الممارس بحقهن منذ عقود عديدة، وعلى هذا الأساس انضمت الآلاف من النساء لصفوف قوات سوريا الديمقراطية، كونهن أدركن المعنى الحقيقي للحرية من خلال انضمامهن لصفوف ق س د".

نوروز أحمد نوهت بأن المقاتلات ومن أجل ترسيخ مبدأ المرأة الحرة والعيش المشترك قدمن تضحيات كبيرة، حيث ارتقت العديد من المقاتلات إلى مرتبة الشهادة ودفعن أرواحهن في سبيل تحرير النساء اللواتي يمارس بحقهن الظلم.

بات للمرأة المقاتلة دوراً بارزاً في محاربة الإرهاب

بعد التضحيات الكبيرة التي قدمتها المقاتلات في قوات سوريا الديمقراطية البالغ عددهن 5 آلاف مقاتلة واللواتي نظمن أنفسهن ضمن أفواج عديدة في كافة مدن ومناطق الشمال السوري، أصبح للمرأة المقاتلة في الشمال السوري مكانة مهمة على الصعيد العالمي وخاصة بعد انضمام المئات من النساء الأمميات إلى صفوف هذه القوات.

كما أن المقاتلات تمكن من دحر المرتزقة في الشمال السوري، وسطرن ملاحم البطولة والفداء في وجه المرتزقة، ومازلن حتى اليوم الراهن يعملن على تحرير النساء من الظلم الممارس بحقهن، ويمكن القول بأن هذه القوات هي القوى الوحيدة في سوريا التي تعمل على حماية الشعب وتحريره من الظلم.

(آ أ)

ANHA