غربتلي أرسوز: رمز الإعلام الحر
’غربتلي أرسوز؛ جمعت في شخصيتها كل خصال المقاومة وعشق الحرية والارتباط بالكدح والعمل‘ هذا ما قالته إحدى رفيقات وزميلات الشهيدة غربتلي أرسوز في الذكرى الـ 21 لاستشهادها.
مرادا كندا- ميديا حنان/مركز الأخبار
تمر اليوم الذكرى السنوية الـ 21 لاستشهاد غربتلي أرسوز. ولدت غربتلي أرسوز في 11 تموز عام 1965 في قرية آكبولوت التابعة لناحية بالو في مدينة آلعزيز . وسميت باسم غربتلي لأن والدها كان مغترباً في ألمانيا. تركت أرسوز خلال حياتها ميراثاً مهماً في مجال الإعلام. وتحولت من خلال جرأتها وشجاعتها إلى إرث للإعلام الحر تسير عليه كافة النساء.
كانت غربتلي أرسوز أول من تولت رئاسة التحرير في الإعلام الحر. ورغم الظروف الصعبة كتبت غربتلي أرسوز في صحيفة أوزغور كوندم. تعرضت للعديد من المضايقات والاعتقال. وفي عام 1995 انضمت إلى حركة حرية كردستان واتخذت لنفسها اسماً حركياً هو زينب آكر. ناضلت كقيادية وصحفية في العديد من الساحات. استشهدت غربتلي أرسوز بتاريخ 8 تشرين الأول عام 1997 خلال هجوم لمسلحي الحزب الديمقراطي الكردستاني على جبال كاري في باشور كردستان. ونشرت مذكرات غربتلي أرسوز على شكل كتاب تحت اسم "نقشت قلبي في الجبال".
بالتزامن مع الذكرى السنوية لاستشهاد أرسوز التقت وكالتنا مع الصحفية أوزكور سرحد إحدى زميلات ورفيقات درب الشهيدة غربتلي أرسوز .
رغم القمع والضغوطات سعت وراء إظهار الحقيقة
أوزكور سرحد استذكرت بداية الشهيدة غربتلي أرسوز، وقالت "تحولت غربتلي أرسوز إلى نهج ورمز للإعلام الحر، لقد جمعت في شخصيتها كل خصال المقاومة وعشق الحرية والارتباط بالكدح والعمل. في ظل أصعب الظروف عملت الرفيقة غربتلي في الإعلام. تولت مهام رئيسة التحرير لأول مرة في تركيا. أبدت جرأة وشجاعة فائقة وكتبت على الدوام عن الحقيقة رغم ضغوطات وقمع الدولة التركية. وتحولت من خلال هذه المواقف إلى رمز بالنسبة لجميع الصحفيات.".
’حافظت على ابتسامتها حتى أثناء المعارك‘
في عام 1996 تعرفت الصحفية أوزكور سرحد على الشهيدة غربتلي، في منطقة زاب "في منطقة زاب كنت قد بدأت لتوي الانخراط في العمل الصحفي، كانت دولة الاحتلال التركية تشن عمليات عسكرية كبيرة في منطقة زاب. كانت الرفيقة غربتلي تتولى مهاماً قيادية إلى جانب عملها في الإعلام. كانت رفيقة بشوشة، ودائمة البحث والتقصي. حماسها وروحها المعنوية كانت تبث الحيوية في محيطها. كانت على الدوام تحمل دفتراً وقلماً وتكتب يومياتها. كانت تسعى دائماً للنجاح في عملها، ورغم المعارك والاشتباكات كانت دائماً تحافظ على بشاشتها وابتسامتها".
’كانت وفية للقيم والمعايير‘
وتحدثت أوزكور سرحد عن بعض الأحداث التي عايشتها مع الشهيدة غربتلي أرسوز "ذات مرة كنت أنا وإحدى الرفيقات ننجز عملاً صعباً، كنا نسعى جاهدات لإنهاء العمل الذي بين أيدينا. وكانت الرفيقة غربتلي تتابع وتشرف على عملنا، وبعد أن أنهينا عملنا ذهبنا لتناول الطعام. وهناك قالت لنا الرفيقة غربتلي "الآن تستحقون الطعام"، لن أنسى مقولتها تلك أبداً. الشخص الذي لا يبذل الجهد لا يستطيع إدراك معنى القيم. أقوال الرفيقة غربتلي بالنسبة لي هي المعيار".
’ ميراث غربتلي يعزز ويطور الإعلام الحر‘
وقالت أوزكور سرحد إن غربتلي بذلت جهوداً كبيرة من أجل تطوير الإعلام الحر، وأضافت "مما لا شك فيه إن المستوى الذي وصل إليه إعلامنا في يومنا الراهن، هو نتيجة للميراث الذي تركته الرفيقة غربتلي. الرفيقة غربتلي أرسوز تعتبر رمزاً ونموذجاً لجميع الصحفيات."
رسالة غربتلي أرسوز: لا أحد يستطيع حجب الحقيقة
وحول صحافة المرأة قالت أوزكور سرحد إن صحافة المرأة تسير على نهج غربتلي أرسوز "لقد وصلت صحافة المرأة الكردية إلى مستويات عالية. حيث تنتشر الصحفيات الكرد في كل مكان. وهذا تحقق نتيجة لميراث الرفيقة غربتلي. وأنا واثقة أن هذا كان إحدى أمنيات الرفيقة غربتلي، وهو أن تشارك العديد من النساء في إرساء الحقيقة. كانت الرفيقة غربتلي تسعى إلى تطوير الصحافة بطليعة المرأة الكردية. واقتدت العديد من الصحفيات بنهج ودرب الشهيدة غربتلي مثل الشهيدة دليشان إيبش وإيلول في روج آفا، والشهيدات فرات دنيز ونورسال إينجه في باشور وغيرهن.
هناك المئات ممن يسرن على درب غربتلي سعياً نحو الحقيقة. لقد كانت رسالة الرفيقة غربتلي الأساسية هي ‘لا أحد يستطيع حجب الحقيقة‘".
’مع إرث غربتلي لن تبقى الحقيقة في الظلام‘
وعاهدت أوزكور سرحد في ختام حديثها على السير على نهج غربتلي والسعي دائماً وراء الحقيقة "التزاماً بإرث ونهج الرفيقة غربتلي، لن نترك الحقيقة أسيرة الظلام، ولن نترك الحقيقة حتى تحقيق حرية المرأة".
(ك)
ANHA