الرد الإيراني ضد أمريكا وملف مضيق هرمز محورا الصحف
يرى المراقبون أن الهجوم الإيراني على القواعد الأميركية في قطر كشف عن طبيعة الرد الإيراني "الاستعراضي"، إذ إن اختيار الدوحة كمسرح للضربات يعكس، وفق التحليلات، تواطؤاً غير معلن أو تفاهماً ضمنياً بين الطرفين يُجنب التصعيد المباشر ويُبقي الرد في حدوده الرمزية. في حين تبرز التهديدات المتكررة بإغلاق مضيق هرمز كورقة ضغط إيرانية تقليدية، لكنها باتت أكثر كلفة على طهران منها على خصومها.

استعرضت الصحف الصادرة صباح اليوم الهجوم الإيراني على القواعد الأميركية، واستخدام إيران مضيق هرمز كورقة ضغط على الدول الإقليمية.
هجوم إيراني استعراضي على "الصديقة" قطر انتقاماً من ضربات ترامب
كتبت صحيفة العرب اللندنية عن رد إيران وضربها للمواقع الأميركية في الخليج، ونقلت عن مراقبين أن "اختيار قطر لتدشين الرد الإيراني قد يكون لأن إيران على دراية مسبقة بأن الدوحة حليفٌ لطهران وأذرعها في المنطقة، وستتفهم دواعي الهجوم، وأنها ستُخيَّر السكوت على تصعيد ليس في صالحها. حيث إن أي خطوة قطرية قد تواجه برد إيراني قوي في ظل عدم توازن القوة من حيث العدة والعتاد والقدرات البشرية".
فيما رجح آخرون أن "الهجوم الإيراني على قطر كان معداً سلفاً، وأن قطر على علم به، لكنها تتحرك بالحد الأدنى، وأن ما أظهرته من شجب وتنديد يدخل في إطار لزوم ما يلزم ليشعر القطريون أن بلدهم قد احتج ولوّح بالرد، وإن كان قد أُجّل إلى موعد مجهول تعبّر عنه عادة عبارات 'الاحتفاظ بحق الرد'، التي تعني عادةً أنه لا وجود لرد".
وأضافت الصحيفة أن الهجوم قد هدف إلى عدم إلحاق أضرار بالقاعدة الأميركية ولا بالمواقع القطرية، ما يؤكد أن الغاية منه استعراض القدرة على الرد، وأن الأميركيين قد يكونون قد سهّلوا ذلك لامتصاص الغضب الإيراني وإعطاء طهران الفرصة للعودة إلى التفاوض.
إغلاق هرمز أخطرُ على العراق والصّين
أما صحيفة شرق الأوسط فقد سلطت الضوء على التهديدات الإيرانية على مضيق هرمز، اذ رأت الصحيفة إن "إيران تهدّد لكنَّها لن تفعل. لن تقومَ بتلغيم مضيقِ هرمزَ أو سدّه بقصفِ سفنٍ عابرة. هذا سيناريو سيرتدُّ عليها، وسيصيبُ بالضَّرر الصّين بالدرجةِ الأولى، المشتري الأكبرَ من نفطِ الخليج، التي ستفقدُ أربعة ملايين برميل يومياً".
وأشارت الصحيفة إلى أن "مضيق هرمز كان ورقةَ ابتزاز للعالم في الماضي. أمَّا اليوم لم يعد شأناً استراتيجياً للأميركيين بعد أن أصبحوا شبهَ مكتفين من إنتاجِهم النفطي ونفطِ جارتهم كندا".
متسائلة: "ماذا لو كانَ هدف طهران من إغلاق المضيق خنقَ جاراتِها الخليجية والضَّغط عليها، دونَ الدُّخول في صدام عسكري؟ هذه الدّول خطَّطت لمثل هذا اليومِ المظلم منذ عقود. لو أغلق المضيق تماماً، ولأشهرٍ عدة، فهي قادرة على استيعابِ الخسائر بأضرار محدودة".
ورأت الصحيفة إن المتضرّر الخليجي الأكبر من إغلاق المضيق هو العراق، حليفُ إيران، فهو ينقل نحو ثلاثة ملايين برميل يومياً عبر هرمز. وإذا حُرم من التصدير فإنَّه لا يملك الملاءةَ المالية للوفاء بالتزاماته تجاه مواطنيه والتزاماته الخارجية".
مضيفاً أن "إيران تدرَّبت مراراً في مناورات عسكرية خُصصت لإغلاق مضيق هرمز. لو فعلت ستتسبب في رفع أسعار النفط، وتلحق بالضَّررِ بالصين والعراق بالدرجة الأولى".
مضيق هرمز.. بين شرعية القانون ومخاطر التصعيد
حذّرت صحيفة عكاظ من مخاطر التصعيد في مضيق هرمز، مؤكدة أن المضيق يخضع لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار (1982) التي تكفل "المرور العابر" للسفن، بما فيها العسكرية، دون عرقلة أو تهديد.
وأكدت الصحيفة أن السعودية تُدافع عن حرية الملاحة ضمن الإطار القانوني الدولي، وترفض أي تدخلات أحادية قد تُفاقم التوتر، معتبرة أن استخدام القوة دون تفويض دولي يُعد خرقاً للسيادة.
وذكرت الصحيفة أن الرياض تنتهج سياسة متوازنة بين التنسيق الدولي لتأمين خطوط الشحن، والحوار الإقليمي مع إيران وتركيا وعُمان، مشددة على أن السعودية لا تستخدم الطاقة كسلاح، بل كأداة استقرار في وجه منطق الفوضى.
(م ح)