100 طن من النفايات تتحول يومياً إلى موارد تدعم الاقتصاد وتحدّ من التلوث
مع تزايد كميات النفايات التي تخلفها مدينة الحسكة يومياً، والتي تتجاوز 100 طن، يبرز معمل إعادة التدوير كأحد المشاريع الرائدة في تعزيز الواقع البيئي والخدمي. إذ يسهم هذا المعمل في تقليل الضغط على المكبات، والحد من التلوث، وفتح آفاق جديدة لفرص العمل أمام سكان المدينة.
في ظل التزايد المستمر في كميات النفايات بمدينة الحسكة، والتي تتجاوز حاجز الـ 100 طن يومياً بحسب تقديرات بلدية الشعب، يبرز معمل إعادة التدوير التابع للبلدية كمبادرة نوعية تدمج بين البعد البيئي والخدمي. ويقدم نموذجاً عملياً في تحويل المخلفات إلى موارد اقتصادية وفرص عمل، في منطقة تواجه تحديات تنموية كبيرة.
المعمل، الذي أُنشئ بهدف تقليل الضغط على مكبات النفايات وتحسين الواقع البيئي، يسهم في تخفيف الضرر الذي كانت تُحدثه النفايات داخل المدينة، من خلال فرز المواد الصلبة مثل البلاستيك والكرتون وإعادة تدويرها، بدلاً من نقلها إلى المكبات التي كانت تبعد مسافات طويلة وتتسبب بأعطال متكررة لآليات البلدية.
تقليل التلوث وتخفيف الضغط على البنية الخدمية
وفي السياق، أوضح الإداري في قسم النظافة ببلدية الشعب في الحسكة، سعد شيخ عثمان، أن المعمل حقق نقلة نوعية في إدارة ملف النفايات قائلاً: "وجود المعمل خفف عن آليات البلدية التي كانت تُجبر يومياً على قطع مسافات طويلة نحو المكبات خارج المدينة، ما كان يتسبب بأعطال مستمرة. اليوم باتت النفايات تُنقل مباشرة إلى المعمل ليتم فرزها وإعادة تدويرها، مما وفر جهداً ووقتاً وأعطالاً مكلفة".
إعادة تدوير ذكية تخلق فرص عمل
وأشار شيخ عثمان إلى أن عمليات التدوير تشمل فرز الكرتون والبلاستيك عبر آلات متخصصة مثل مكبس الكرتون، وماكينات فرم وغسل البلاستيك، لافتاً إلى أن المشروع وفّر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لنحو 100 شخص يعملون على نظام المناوبات، ما عزز من أهمية المعمل كمشروع اقتصادي أيضاً.
أثر بيئي ملموس واستغناء عن الحرق
وفي السياق البيئي، أضاف: "المعمل أسهم بشكل واضح في تقليل الأضرار الصحية والبيئية التي كانت تنتج عن حرق النفايات، خاصة البلاستيك، إذ يتم اليوم جمع هذه المواد وفرزها وإرسالها إلى معامل خارجية تستفيد منها صناعياً".
صعوبات تقنية وآمال مستقبلية
ورغم النجاح الملحوظ، إلا أن المشروع لا يخلو من التحديات، أبرزها الأعطال المتكررة التي تطال آلات الفرز، وقلة المعدات المتوفرة داخل المعمل، وهو ما يُعيق التوسع في العمل.
وتطمح بلدية الشعب إلى تطوير المشروع من خلال إنشاء معمل جديد يختص بتحويل المخلفات العضوية إلى غاز وأسمدة عضوية، في إطار الاستفادة الكاملة من النفايات ودعم الاقتصاد المحلي بوسائل مستدامة.
(ح)
ANHA