واشنطن تتوقع ضربة روسية مختلفة وبوتين يتوعد أوكرانيا
حذّرت واشنطن من هجوم روسي وشيك "كبير ومختلف"، قد يشمل مسيّرات وصواريخ. فيما تعرضت خاركيف لأعنف قصف منذ 2022، بالتزامن مع مواصلة موسكو التقدم شرقاً.

حذّر مسؤولون أميركيون من أن الرد الروسي على الهجمات الأوكرانية الأخيرة "لم يقع بعد"، متوقعين أن يكون الهجوم المرتقب "كبيراً ومتعدد الأبعاد"، وقد يشمل صواريخ باليستية، وطائرات مسيّرة، ووسائل هجومية غير تقليدية.
وقال أحد المسؤولين في حديث لـ "رويترز" إن الضربة الروسية المنتظرة ستكون "غير متماثلة"، أي أنها ستستهدف مواقع رمزية أو استراتيجية تختلف بطبيعتها عن الأهداف الأوكرانية، وسط ترجيحات بأن الهجوم قد يحدث خلال أيام.
في المقابل، أعلنت السلطات الأوكرانية أن مدينة خاركيف تعرّضت لأعنف قصف جوي منذ بداية الغزو الروسي عام 2022، باستخدام مزيج من الصواريخ والطائرات المسيّرة والقنابل الموجّهة. وأسفر القصف عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل، وإصابة أكثر من 60 آخرين، بينهم طفل، وفق ما أكده رئيس بلدية المدينة، إيغور تيريخوف.
ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القصف بأنه "جريمة قتل وحشية"، مشيراً إلى أن خاركيف تعرّضت لهجمات متواصلة نهاراً وليلاً، طالت منشآت تعليمية وسكنية وبنى تحتية مدنية.
ميدانياً، أعلنت موسكو أنها باتت على مشارف منطقة دنيبروبيتروفسك بعد تحقيق تقدم في محاور الشرق، لا سيما في مناطق سومي ودونيتسك، واستيلائها على أكثر من 190 كيلومتراً خلال شهر.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن وحدات من فرقة الدبابات 90 تنفّذ هجمات مباشرة على خطوط الإمداد الأوكرانية، فيما وصف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف، التقدم بأنه "رسالة سياسية" تؤكد أن موسكو ستواصل تحركها العسكري ما لم تعترف كييف بمكاسبها في مفاوضات السلام.
وتأتي هذه التطورات عقب العملية الجوية الأوكرانية غير المسبوقة التي نُفذت مطلع الأسبوع الجاري، باستخدام 117 طائرة مسيّرة أُطلقت من داخل الأراضي الروسية نفسها، في عملية سرّية حملت اسم "شبكة العنكبوت".
وبحسب تقديرات أميركية، أسفرت العملية عن إصابة نحو 20 طائرة حربية روسية، وتدمير ما لا يقل عن 10 منها، بينها طائرات يُعتقد أنها مخصصة لحمل رؤوس نووية. ورغم نفي موسكو وقوع خسائر، تداول مدونون روس صوراً تظهر تضرر 12 طائرة.
وفي ظلّ هذا التصعيد المتبادل، تتصاعد التحذيرات الغربية من دخول الحرب مرحلة أكثر تعقيداً قد تشمل استهدافات غير تقليدية، وسط فشل جهود الوساطة الدولية، وتضاؤل فرص التوصل إلى تسوية سياسية قريبة.
(ع م)