نتنياهو يغامر استراتيجياً في غزة وترامب يعيد رسم تحالفات واشنطن في الشرق الأوسط

تتقاطع الحرب في غزة مع تحولات إقليمية تقودها واشنطن، حيث يواصل بنيامين نتنياهو التصعيد العسكري على الرغم من كلفته الاستراتيجية، فيما يعيد الرئيس الأميركي رسم أولويات بلاده في الشرق الأوسط من بوابة الخليج.

نتنياهو يغامر استراتيجياً في غزة وترامب يعيد رسم تحالفات واشنطن في الشرق الأوسط
السبت 24 مايو, 2025   09:44
مركز الأخبار

تناولت الصحف العالمية الصادرة اليوم، مغامرات نتنياهو في غزة، وكذلك سياسة ترامب حيال الشرق الأوسط.

اجتياح غزة مجددًا كارثة استراتيجية

يرى إيهود باراك، رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق في مقال له لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أن الحرب التي يخوضها بنيامين نتنياهو في غزة لم تعد تتعلق بأمن إسرائيل، بل بحماية مستقبله السياسي. فبعد مرور أكثر من عام ونصف على هجوم 7 تشرين الأول، تقف إسرائيل أمام خيار حاسم: التوصل إلى اتفاق يعيد الرهائن ويُنهي الحرب، أو مواصلة القتال دون جدوى استراتيجية واضحة.

برأي باراك، خيار التصعيد العسكري يخدم نتنياهو سياسياً لكنه كارثي استراتيجياً، لأن تدمير حماس بالكامل هدف غير واقعي في بيئة مدنية مكتظة. استمرار الحرب يعرّض الرهائن للموت، ويؤجل الحقيقة السياسية المرة: لا بد من بديل شرعي لحماس في غزة، مدعوم إقليمياً ودولياً، وهو ما يتطلب قوة انتقالية عربية، وإعادة إعمار تقودها السلطة الفلسطينية بدعم دولي.

ويؤكد باراك أن إسرائيل حققت بالفعل إنجازات استراتيجية، من تحجيم تهديد حزب الله إلى ضرب العمق الإيراني. ومن هذا الموقع، يجب أن تنتقل إلى تسوية سياسية أوسع تشمل إنهاء الحرب وتطبيع العلاقات الإقليمية. أما استمرار نتنياهو في تجاهل الحلول السياسية، فهو ليس لحماية إسرائيل، بل للبقاء في الحكم.

ينبغي لإيران أن تنتبه إلى أولويات ترامب المتغيرة في الشرق الأوسط

ذكرت صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية أن جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة في السعودية وقطر والإمارات حملت رسائل استراتيجية تتجاوز مظاهر الدبلوماسية والاستثمار، وأبرزها تعزيز شراكة واشنطن مع دول الخليج، وإعادة رسم السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، خصوصاً تجاه إيران وسوريا.

في الملف السوري، مثّل لقاء ترامب مع رئيس سلطة دمشق أحمد الشرع تحولاً غير مسبوق، توّج بوعود أميركية برفع العقوبات، وفتح المجال أمام إعادة دمج سوريا اقتصادياً وسياسياً، بدعم مباشر من العواصم الخليجية. الرياض والدوحة سددتا متأخرات دمشق للبنك الدولي، فيما أعلنت أبو ظبي التزاماً كاملاً بدعم التعافي السوري.

أما على صعيد إيران، فأعاد ترامب تفعيل سياسة "الضغط الأقصى" عبر العقوبات، مع فتح قناة تفاوض غير مباشرة بوساطة سلطنة عمان ودعم من الخليج. ويهدف المسار المزدوج هذا إلى تقييد التخصيب النووي وتقليص خطر التصعيد الإقليمي، دون الانزلاق إلى مواجهة مباشرة.

وترى الصحيفة أن دول الخليج باتت شريكاً فاعلاً في صياغة الترتيبات الإقليمية، سواء كضامن سياسي في ملف إيران أو كممول رئيس لإعادة الإعمار في سوريا. وبينما يبقى الغموض محيطاً بمصير الاتفاق النووي واحتمالات التصعيد في غزة، تؤكد الجولة الخليجية أن واشنطن تعوّل اليوم على التحالف مع العواصم الخليجية كركيزة للاستقرار الإقليمي الجديد.

(م ش)