"وحدة الموقف والصف الكردي تمهد الطريق لعقد مؤتمر وطني"
أوضحت الرئاسات المشتركة للمجالس، إلى جانب إداريي الأحزاب السياسية، أن الموقف الذي نتج عن كونفرانس وحدة الصف والموقف الكردي كان جيداً، إلا أن الأهم في هذه المرحلة هو العمل على تنفيذ القرارات التي تم التوصل إليها، بهدف إيصال صوت الشعب الكردي إلى العالم بقوة ووحدة حقيقية.

عقد كونفرانس وحدة الموقف والصف الكردي في روجآفايي كردستان في الـ 26 من نيسان المنصرم بمشاركة أكثر من 400 شخصية من روج آفا وشمال وجنوب كردستان، الذي عقد في حديقة أزادي بمدينة قامشلو.
وشارك في الكونفرانس كل من الرئيس المشترك لمجلس مدينة حسكة فاروق توزو، وعضوة مجلس الشعوب الديمقراطي في الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا مشيرة ملا رشيد، والرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي في مدينة الحسكة فرحان داوود عن أمالهم وكيفية تطبيق مخرجات الكونفرانس.
وفي بداية حديثه، ذكر فاروق توزو أن كونفرانس الوحدة في روجآفا كان بمثابة "حلم تحقق" للشعب الكردي، وخطوة نحو مرحلة جديدة تلبّي تطلعاته وآماله.
وأكد أن تطبيق نتائج الكونفرانس عملياً سيكون له تأثير أعمق وأكثر استدامة، وقال: "الموقف الذي خرج به الكونفرانس كان جيداً، ولكن الأهم الآن هو العمل على تنفيذ تلك النتائج. من الضروري أن تتكاتف جميع القوى السياسية، والمجتمعية، والوطنية، لبناء قرارات ملموسة على أرض الواقع تُجسد وحدة قضية الشعب الكردي وتُظهرها أمام العالم."
الكونفرانس وحدة الموقف والصف سيهيأ أرضية لعقد مؤتمر وطني قوي
من جهتها، أوضحت العضوة في مجلس الشعوب الديمقراطي في الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا مشيرا ملا رشيد، أن هذا الكونفرانس من شأنه أن يُشكّل قاعدة متينة لعقد مؤتمر وطني كردستاني شامل، وقالت: "اليوم أصبح الشعب الكردي منظماً، ويمتلك مشروعاً حقيقياً، والمشاركة في الكونفرانس كانت رداً فعلياً على الهجمات والمؤامرات التي تستهدف هذا الشعب، كما تمثّل خطوة مهمة في بناء الديمقراطية والسلام في المنطقة."
وفي السياق ذاته، وصف فرحان داوود، الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في مدينة الحسكة، الكونفرانس بأنه "خطوة تاريخية في مسار وحدة الشعب الكردي"، مشيراً إلى أن هذه الخطوة كانت نتيجة جهود الأطراف السياسية التي تسعى جدياً للوحدة.
وأضاف: "من الضروري أن تتخلى جميع الأطراف عن مصالحها الضيقة؛ لأن تلك المصالح كانت في الماضي تُعيق وحدة الصف الكردي. وإذا وضعت الأحزاب مصالحها جانباً وجعلت من تحرير الشعب الكردي هدفاً مشتركاً، فسنكون أمام تحوّل إيجابي كبير."
وسلّط داوود الضوء على وجود قوى متآمرة داخل وخارج كردستان، وقال: "لا تزال هناك أطراف معادية تستفيد من الفوضى السائدة، وتحاول تفتيت وحدة الشعب الكردي. إلا أن انعقاد هذا الكونفرانس بعث برسالة قوية أن الشعب الكردي يسير بثبات نحو الوحدة."
وتابع: "من الواضح بعد الكونفرانس، أن أعداءنا يخشون وحدتنا، لأنها تعني حريتنا. وحريتنا ليست حريتنا وحدنا، بل هي أيضاً حرية شعوب المنطقة كافة. إن حل القضية الكردية سيشكل مفتاحاً لحل العديد من قضايا الشرق الأوسط. ولا شك أن رسالة القائد عبد الله أوجلان كانت الأساس في هذا التوجه الوحدوي، وسنواصل دعم هذا المسار حتى النهاية."
"في تاريخ الثورات المجتمعية العبء الأكبر يقع على عاتق المثقفين"
وفي ختام كلمته، أشار داوود إلى أن الدور الأكبر في هذه المرحلة يقع على عاتق المثقفين الكرد، الذين بإمكانهم من خلال الندوات، والحوارات، والمبادرات الثقافية، أن يصيغوا أرضية فكرية صلبة تدفع نحو المزيد من الوحدة والتماسك.
(م ح)
ANHA