تصاعد الاحتجاجات في السويداء مجدداً رفضاً للواقع الاقتصادي والسياسي القائم

طالب ناشطون سياسيون في مدينة السويداء خلال احتجاج في ساحة الكرامة، بإقامة دولة مدنية ديمقراطية، وأكدوا أن "الشعب السوري لا يؤمن اليوم بتقسيمات الدين والطائفة، بل يطالب بدولة مدنية ديمقراطية تحترم الإنسان وحقوقه".

تصاعد الاحتجاجات في السويداء مجدداً رفضاً للواقع الاقتصادي والسياسي القائم
تصاعد الاحتجاجات في السويداء مجدداً رفضاً للواقع الاقتصادي والسياسي القائم
تصاعد الاحتجاجات في السويداء مجدداً رفضاً للواقع الاقتصادي والسياسي القائم
تصاعد الاحتجاجات في السويداء مجدداً رفضاً للواقع الاقتصادي والسياسي القائم
تصاعد الاحتجاجات في السويداء مجدداً رفضاً للواقع الاقتصادي والسياسي القائم
الأحد 27 نيسان, 2025   15:46
السويداء

مع اتساع دائرة الغضب الشعبي، عادت الساحات للاهتزاز من جديد، مع خروج مظاهرات واحتجاجات تعبّر عن السخط العام، في وقت يتزايد فيه القتل والجريمة، ما يزيد من الضوضاء والانقسام بين مختلف مكونات المجتمع السوري.

في السياق، نظم ناشطون سياسيون في مدينة السويداء، اليوم، احتجاجاً في ساحة الكرامة، رفضاً للواقع الاقتصادي المتردي والوضع السياسي القائم، حاملين لافتات كتب عليها "سلطة الأمر الواقع اللعب على المصطلحات والوقت لعبة مكشوفة" و "هل هذه هي العدالة الانتقالية"، و "الإرهاب لا يبني دولاً بل يهدمها"، و"لا حرية للشعب السوري بوجود المحتلين"، و"الثورة مستمرة، و"ضحايا الإرهاب من أجل لقمة العيش"، و"لم يسقط الأسد بوجود الجولاني".

الناشط السياسي رعد الشوفي، أكد خلال لقاء أجرته معه وكالتنا، أن المطلب الذي خرج السوريون من أجله في بدايات الثورة، لإسقاط النظام السابق، لا يزال قائماً، بعدما خلفه نظام جديد وصفه بأنه "أشد ظلماً وفساداً" من سابقه.

وأشار الشوفي إلى أن التوجه العام للحكومة الحالية لا يتماشى مع تطلعات وأحلام السوريين، ولا يسهم في بناء اقتصاد قوي أو منظومة قضائية عادلة.

وأضاف أن "المشهد الثقافي يمر بحالة من الجمود، حيث تسود أحادية اللون في الخطاب والمؤسسات تتعرض لتراجع وانهيار واضح، فيما تعاني الخدمات من عجز فاضح، ما تسبب بحالة غضب متنامية بين السوريين".

من جانبه، طالب الناشط الإعلامي عمر عسقول بإقامة دولة مدنية ديمقراطية، معدّاً أن "السلطة القائمة اليوم سرقت الثورة"، وأنها تتبع "عقلية إرهابية متشددة لا تخدم إلا مصالحها الضيقة ودينها الخاص"، مع تهميش واضح لبقية المكونات والأطياف السورية.

وقال عسقول إن ما يجري اليوم لا يمثل آمال السوريين الذين خرجوا قبل سنوات حاملين حلم الحرية والكرامة والعدالة.

وفي حادثة أثارت مشاعر الحزن والغضب، وجه أحد الناشطين تعازيه لأسرة أحد الضحايا الذين لقوا حتفهم أثناء محاولته عبور الحدود السورية – اللبنانية بحثاً عن فرصة عمل يسد بها رمق عائلته، في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور الذي دفع مئات العائلات السورية إلى الفقر والجوع، على يد سلطات وصفها الناشطون بـ "الإرهابية".

وفي مشهد يعكس صمود المرأة السورية في وجه القمع والظلم، شاركت لبنى شتى، الناشطة ضمن مجموعة نسائية حرة، في احتجاجات عبّرت خلالها عن سخطها مما وصفته بـ "الظلم الذي حل بنا".

 وأكدت شتى: "لقد سرقوا ثورتنا بالأمس، واليوم يسرقون آمالنا وأهدافنا بالحرية والكرامة والاستقرار". وأضافت أن "النساء السوريات، رغم المعاناة، ما زلن يقفن بثبات في الساحات لإعلاء أصواتهن المطالبة بالتغيير".

من جهته، أشار الناشط مهيب جمول إلى أن "قائد هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، الذي يسيطر على مناطق واسعة شمال البلاد، تخرّج من مدرسة سلفية متشددة لا تؤمن بإقامة دولة مدنية تحترم جميع المكونات".

وأضاف أن دماء الأحرار في أعناق من تسبب بحرمانهم من أبسط حقوقهم، مشيراً إلى أن "الشعب السوري لا يؤمن اليوم بتقسيمات الدين والطائفة، بل يطالب بدولة مدنية ديمقراطية تحترم الإنسان وحقوقه".

وتعيش مناطق واسعة من سوريا حالة من التدهور الاقتصادي غير المسبوق، مع تفشي البطالة والفقر، وتردّي مستوى الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم، ما يزيد من حالة الاحتقان الشعبي. ومع كل يوم يمر، تتسع رقعة الاحتجاجات لتشمل مزيداً من المدن والقرى، في مشهد يعيد إلى الأذهان بدايات الحراك الشعبي الذي انطلق عام 2011.

(ل م)

ANHA