تغيير ديمغرافي في سوريا وتصعيد نووي محتمل بين الهند وباكستان
تشهد سوريا موجة جديدة من التغيير الديمغرافي القسري يقودها مسلحون مرتزقة تحت مظلة سلطات الأمر الواقع، وسط تصاعد المخاوف من تهجير طائفي في سهل الغاب. في المقابل، يهدد التصعيد في كشمير بانفجار جديد بين الهند وباكستان، بعد هجوم دموي وردود انتقامية قد تعيد شبح الحرب بين القوتين النوويتين.

تطرقت الصحف الصادرة صباح اليوم إلى التغير الديمغرافي الذي يحدثه المرتزقة في المدن السورية، والحرب الهندية- الباكستانية.
صورة توثق محاولات التغيير الديمغرافي لقرية علوية في سوريا
تناولت صحيفة "العرب" اللندنية في عددها الصادر صباح اليوم قضية التغيير الديمغرافي في القرى العلوية بمحافظة حماة السورية، والتي ينفذها مرتزقة "العمشات" بقيادة أبو جابر الخطابي، أحد أبرز قادته.
وذكرت الصحيفة أن الخطابي أعلن عن تغيير اسم قرية أرزة العلوية في سهل الغاب إلى "خطاب الجديدة"، بعد تهجير سكانها الأصليين وتوطين نازحين من بلدته "خطاب" فيها، ما أثار جدلاً واسعاً واعتُبر خطوة ترمز إلى التطهير الطائفي والتغيير الديمغرافي القسري في شمال غرب سوريا.
الحادثة وُثّقت من خلال صور نشرها الخطابي نفسه، وقد أثارت موجة انتقادات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وسط اتهامات بالخوض في خطاب تحريضي وانتقامي، ما زاد من القلق حول مصير الأقليات الدينية والطائفية في المنطقة، خصوصاً أبناء الطائفة العلوية.
وفي هذا السياق، وصفت الإعلامية نسرين حمود ما جرى بأنه "إبادة جماعية"، مطالبة بتحرك دولي سياسي وقانوني عاجل لوقف هذه الانتهاكات. كما دعا المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى الوقوف بحزم أمام هذه الممارسات التي تمثل، حسب وصفه، تحريضاً طائفياً خطيراً يهدد السلم الأهلي السوري.
المرصد أكد أيضاً أن استخدام الهوية الطائفية كأداة للتحريض يعمّق الانقسامات المجتمعية، ويُعيق الجهود الرامية إلى بناء سلام دائم يقوم على المواطنة المتساوية والعدالة. وشدد على أن التصدي لهذه السياسات يجب أن يتم من خلال تحرك جماعي يرسّخ قيم التعايش والوحدة الوطنية، والاستناد إلى آليات العدالة الانتقالية.
وأشارت الصحيفة إن قرية أرزة قد شهدت أحداثا دامية في 31 يناير الماضي، أسفرت عن مقتل تسعة من سكانها من أبناء الطائفة العلوية.
باكستان ـ الهند: حرب جديدة بين قوتين نوويتين؟
حذّرت صحيفة "القدس العربي"من تصعيد خطير بين الهند وباكستان قد يفضي إلى اندلاع حرب جديدة بين قوتين نوويتين، وذلك على خلفية هجوم إرهابي استهدف منتجعاً في الشطر الهندي من إقليم كشمير، وأدى إلى مقتل 26 مدنياً.
الرد الهندي، بقيادة حكومة حزب بهاراتيا جاناتا القومي المتشدد، جاء سريعاً وحاداً، حيث شمل خفض عدد الدبلوماسيين الباكستانيين، إغلاق المعبر الحدودي، وإنذار المواطنين الباكستانيين بمغادرة البلاد. كما أقدمت نيودلهي على تعليق معاهدة تقاسم مياه نهر السند، في خطوة وصفها مراقبون بأنها الأخطر منذ سنوات.
من جانبها، نفت إسلام آباد أي صلة لها بالهجوم، لكنها عقدت اجتماعاً طارئاً لما يسمى "لجنة الأمن القومي"، وأعلنت عن إجراءات صارمة لمواجهة ما وصفته بـ "التهديدات الهندية".
في ظل هذا التصعيد، أعادت صحيفة "تايمز أوف إنديا" التذكير بتحذيرات سابقة لوكالات استخبارات أمريكية من أن ردود فعل غير محسوبة من أي من الطرفين قد تؤدي إلى تحول النزاع إلى مواجهة نووية، لا سيما إذا أقدمت الهند على قصف منشآت نووية داخل الأراضي الباكستانية.
وتنتهي "القدس العربي" بالإشارة إلى أن الأحداث الحالية تُعيد إلى الأذهان ما قاله رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق ذو الفقار على بوتو بعد هزيمة بلاده في حرب 1971، حين تعهد بالمضي في البرنامج النووي "حتى لو اضطر الشعب لأكل العشب"، ما يسلط الضوء على طبيعة العقيدة النووية الباكستانية وردعها المحتمل في ظل الأزمات.
(م ح)