حظرُ الإخوان المسلمين والتحديات التي تواجه العراق محورا الصحف

يرى محللون أن قرار حظر جماعة "الإخوان المسلمين" في الأردن يمثل مؤشراً واضحاً على تصاعد التوجه العربي نحو إعادة صياغة العلاقة مع تيارات الإسلام السياسي، بعد عقود من التداخل والتجاذب. فيما تتزايد الضغوط الدولية والإقليمية في العراق على واقع داخلي هش، وسط غياب رؤية استراتيجية واضحة، واستمرار العجز السياسي عن إنتاج توافق وطني جامع..

حظرُ الإخوان المسلمين والتحديات التي تواجه العراق محورا الصحف
الخميس 24 نيسان, 2025   09:20
مركز الأخبار

ركزت الصحف الصادرة صباح اليوم على قرار وزاري في الأردن بحل جماعة الإخوان المسلمين، فيما عادت التحديات التي تواجهها العراق إلى صدارة الاهتمام الصحفي، إلى جانب تناول آفاق المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران.

حلّ "إخوان الأردن" ... بين السياسة والفكر

سلّطت غالبية الصحف العربية الضوء على قرار السلطات الأردنية بحظر جماعة الإخوان المسلمين، وهو القرار الذي أثار نقاشاً واسعاً بشأن تداعياته السياسية والفكرية. صحيفة العرب رأت في هذا الحظر تعبيراً عن "إحباط ملكي وسياسي من فكرة تأهيل الإسلاميين"، فيما عنونت صحيفة الخليج "«إخوان الأردن».. النهاية"، أما الشرق الأوسط فقد اختارت عنواناً يعكس ثنائية الجدل القائم: "حل «إخوان الأردن» بين السياسة والفكر".

ورصدت الشرق الأوسط تساؤلات متزايدة بشأن مصير "جبهة العمل الإسلامي"، الذراع السياسية للجماعة، التي تأسست عام 1992، في ظل غياب موقف قانوني رسمي حتى اللحظة. كما استعرضت الصحيفة تاريخ العلاقة المتقلبة بين الجماعة والدولة الأردنية، التي تميزت بتحالفات ضد تيارات يسارية وقومية، لكنها لم تخلُ من توترات، من أبرزها ترحيل قادة "حماس" عام 1999.

ووضعت الصحيفة القرار الأردني في سياقه العربي الأشمل، مشيرة إلى أن حظر الجماعة لم يكن سابقة، بل جاء بعد قرارات مماثلة في مصر ودول أخرى، في حين اختارت بعض الدول السماح لها بالعمل عبر واجهات سياسية بديلة. وخلصت الصحيفة إلى أن الخلاف مع الإخوان لا يقتصر على الشق السياسي، بل يمتد إلى البعد الفكري، ما يقتضي مراجعة معرفية عميقة تتجاوز الإجراءات التنظيمية.

تحديات وفرص أمام العراق في ظل المتغيرات الدولية

وفي الملف العراقي، تناولت صحيفة العرب اللندنية واقع العراق المعقّد في ظل التحولات الدولية، مشيرة إلى أن هذه التغيرات "لا تنطبق عليها النظريات الكلاسيكية المعروفة"، وأن السياسة التي تبناها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كانت بداية لتحول أربك المراقبين.

ورأت الصحيفة أن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، والتطورات في غزة وسوريا ولبنان، وضعت العراق في "حقل ألغام سياسي" تتداخل فيه العوامل الإقليمية والدولية. كما سلّطت الضوء على التحديات التي تواجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في ظل طبقة سياسية متجذرة بمصالحها الضيقة وغياب توافق وطني واضح.

ودعت الصحيفة إلى إعادة بناء التوافق الوطني وتفعيل النظام الفيدرالي، معتبرة أن العراق لا يفتقر إلى القادة القادرين على إخراجه من أزماته، لكنه بحاجة إلى نوايا سياسية صادقة، وتغليب مصلحة الوطن على الاعتبارات الفئوية والطائفية.

آفاق المفاوضات النووية الأمريكية-الإيرانية

أما صحيفة الخليج فقد تناولت المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، مشيرة إلى أنها تأتي في سياق ضغوط متبادلة. إيران، بحسب الصحيفة، تعاني من أزمة اقتصادية حادة وتراجع نفوذ وكلائها، بينما تسعى واشنطن إلى تحقيق إنجاز خارجي يعوّض إخفاقاتها، خصوصاً في أوكرانيا والشرق الأوسط، وسط صعود جديد لدونالد ترامب.

ورجّحت الصحيفة أن طهران تدرك أن واشنطن هي الطرف الوحيد القادر على كبح السياسات الإسرائيلية تجاه منشآتها النووية، رغم استمرار الخطاب العدائي الرسمي الإيراني. كما لفتت إلى أجواء إيجابية في جولة المفاوضات الثانية، حيث أعرب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفائيل غروسي، عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق خلال أسابيع.

وأكدت الصحيفة أن الاتفاق المحتمل سيكون مناسبة سياسية لترامب لعرض إنجازاته، مع إبراز اختلافها عن اتفاق أوباما عام 2015. كما تسعى إيران لضمان تنفيذ الاتفاق ورفع العقوبات عنها بصورة موثوقة، في ظل تقديرات بأن ترامب قد يكون الطرف الأنسب لعقد صفقة مستدامة.

واختتمت الصحيفة بأن كل الأطراف، بما فيها دول الخليج، معنية بإنجاح هذه المفاوضات قبل 18 أكتوبر 2025، وهو موعد انتهاء العمل بخطة العمل المشتركة والقرار الأممي 2231، الذي يمثل الغطاء القانوني الدولي للاتفاق النووي، مما يجعل من التوصل إلى اتفاق دائم ضرورة إقليمية ودولية.

(م ح)