هيلين أوميت: الإرادة التي أظهرها قائدنا ستضفي الطابع الديمقراطي على تركيا ويجعلها بلداً حراً

أوضحت عضوة اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني أن: "السلطة الحاكمة في تركيا، يجب أن تكون أكثر استعداداً، ويجب عليها إعداد الأرضية القانونية والسياسية، للفرصة التي قدّمها القائد، والتي تُمكّن تركيا من دخول القرن الثاني للجمهورية عبر تحالف بين الكرد والأتراك"، وأكدت "إذا حدث هذا، فبالطبع الإرادة التي أظهرها قائدنا ستضفي الطابع الديمقراطي على تركيا ويجعلها بلداً حراً".

هيلين أوميت: الإرادة التي أظهرها قائدنا ستضفي الطابع الديمقراطي على تركيا ويجعلها بلداً حراً
الأربعاء 9 نيسان, 2025   14:24
مركز الأخبار 

قيّمت عضوة اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني هيلين أوميت، اليوم، العملية الحالية خلال مشاركتها في برنامج خاص بثته قناة مديا خبر.

في البداية، هنأت هيلين أوميت القائد عبد الله أوجلان بميلاده، وأعربت عن احترامها ومحبتها، وتوجهت بالتحية إلى كل من شارك في احتفالات ميلاده.

نهج الحكومة بعيدة كل البعد عن جدية القضية

ذكرت هيلين أوميت، أن جدول أعمال مهم برز في تركيا، في إطار بيان 27 شباط، وأن هناك مستوى من النقاش حول ذلك، وأن هذا بالطبع غير كافٍ، وأضافت قائلةً:

"إننا نمر بظرف مهم، وعملية مهمة، ومن المهم أن تكون هذه القضية مدرجة على جدول الأعمال، ومن المهم أن تتم مناقشتها، ولكن مع ذلك، هناك بعض الحالات الإشكالية في المناقشات، أولاً وقبل كل شيء، لا أعتقد أنها تناقش بطريقة صحية إيجابية، على سبيل المثال، فإن البيانات التي تصدرها السلطة الحاكمة تكون في الغالب على شكل ”لقد انتهينا منها“، حيث يتم اختزالها إلى هذا الحد، وهناك موقف يقول: ”دعوهم يعقدون المؤتمر، ويلقوا السلاح، وبالتالي نطوي هذه الصفحة“، هذه ليست مواقف جيدة وصحية بالطبع، لأن القضية الكردية هي قضية تعود إلى ما يقرب من 100 عام بالنسبة للجمهورية التركية، وينبغي مناقشتها في هذا الإطار، وفي إطار التحول الديمقراطي في تركيا، فمهما كانت القضية التي تعرضونها اليوم، يمكن للمرء بسهولة أن يربطها بقضية التحول الديمقراطي في تركيا والقضية الكردية، فهي قضية ملتهبة، ولذلك، يمكنني القول إن المقاربات التي يتم اتباعها بعيدة كل البعد عن إدراك الجدية وإشكالية القضية".

وأكدت هيلين أوميت أن المخاطرة الكبرى أخذها القائد آبو على عاتقه، واتخذ الخطوة الأهم، وأظهر أكبر قدر من الشجاعة، وأردفت قائلةً: "ماذا فعل حيال ذلك...؟ في وقت حساس لهذه الدرجة، حيث تتغير فيها التوازنات في المنطقة، ويمكن للظروف أن تتغير في أي لحظة، وخلق بيئة سياسية جديدة، كما أنه فتح لنا باباً، وهذا حقاً يجب أن يُفهم بشكل صحيح، فموقفنا كحزب العمال الكردستاني ليس موقفاً ضعيفاً، حيث إن حزب العمال الكردستاني يتمتع بالقوة من جميع الجوانب، كيف يمكن فهم ذلك، وكيف يمكن قياسه...؟ وكيف يمكن فهم هذا الواقع...؟ يمكن فهمه في واقع الشعب، فنحن حركة شعبية، حيث شهدت احتفالات نوروز أعلى نسبة مشاركة خلال السنوات الأخيرة، كانت من أكثر الاحتفالات حماسةً، وطرحت المطالب بشكل واضح وملموس".

هل سيتدخل بخجلي - أردوغان ضد منتفعي الحرب؟

أكدت هيلين أوميت أن حزب العمال الكردستاني أقوى من أي وقت مضى، وقالت بهذا الصدد: "في الواقع، يخوض الشعب أنشطته بشكل متماسك ومتكامل، والإرادة التي طرحها القائد آبو، تلقى ترحيباً من قبل المجتمع كمصدر إثارة وحماس وأمل كبيرين، ولذلك، نرى أن القائد آبو يأخذ المخاطرة على عاتقه بشجاعة، ويسعى جاهداً لجعل الطرف الآخر يتخذ خطوات، إلا أننا نلاحظ لدى الطرف الحاكم حالة من التردد، والريبة، بل والجبن، يجب قبل كل شيء التغلب على هذا الوضع.

في الواقع الحالي لتركيا، فإن الرئيس أردوغان قد قال مؤخراً "نحن نقوم بهذه العملية، وبصفتنا تحالف الجمهور، فنحن المحاورون"، هذا جيد من ناحية تبني العملية، ولكن لا يمكن أن يُقال: ”هناك وجهات نظر مختلفة ضمن صفوفنا، هناك اختلافات، وليس لدينا سيطرة“، إذا خرجت السلطة الحالية، والسلطة الحاكمة لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية بهذا النحو أمامنا، فإن ذلك سيجعلنا نتردد، لأن هناك واقع السلطة التي يمكن أن تظهر الإرادة في كل قضية، ويمكنها أن تقوم بكل أنواع التدخلات، ويمكنها أن تمرر أي قانون تريده، ولكن ماذا قال القائد آبو في بداية هذه العملية؟ ’لديّ القدرة على نقل هذه العملية من أرضية الصراع إلى عملية قانونية وسياسية“، وقال دولت بخجلي، باسم تحالف الجمهور، ”ليأتوا، ويمارسوا السياسة، ويستفيدون من حق الأمل“.

وكانت هذه هي التصريحات التي أدلوا بها للعالم أجمع، أمام أعين الجميع، وبعد هذه الدعوة، قام القائد باتخاذ الخطوات الضرورية، فهل السلطة الحاكمة تريد أن تأخذ العملية إلى الأرضية القانونية والسياسية أم لا؟ هنا يكمن السؤال، لأن هناك مجموعة كبيرة جداً من المنتفعين من الحرب في تركيا، بما في ذلك من هم في السلطة، فهل سيتدخل الجناح الحاكم، بخجلي وأردوغان حقاً ضد هؤلاء المنتفعين أم لا؟ هل يريدان حقاً القيام بالتحول الديمقراطي في تركيا أم لا؟ عليهم قبل كل شيء أن يتخذوا قراراً في هذا الشأن، حيث هناك جدل حول هذا الموضوع، وهذا لا يمنح الثقة، ولا أحد يصدقه. ونحن أيضاً لا نصدّقه، وكذلك مختلف الأوساط أيضاً لا تصدّقه".

لا يمكن حله دون القائد

ولفتت عضوة اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني، هيلين أوميت، الانتباه باستمرار إلى قضية عقد المؤتمر، وتابعت قائلة: "هناك مناقشات مستمرة التي تقول ”لقد وجه القائد آبو الدعوة لعقد المؤتمر، لماذا لا يعقد حزب العمال الكردستاني مؤتمره؟“، هناك حجة من هذا القبيل، ”طوال هذه السنوات، عقد حزب العمال الكردستاني جميع مؤتمراته دون مشاركة القائد، بل عقد مؤتمراته دون حضور جسدي للقائد آبو“، لكن الوضع الآن مختلف، حيث إن القرارات المتعلقة بحل حزب العمال الكردستاني والتغييرات الاستراتيجية وإلقاء السلاح يتخذها القائد، نعم، صحيح لقد اتخذ حزب العمال الكردستاني قراراته الخاصة به ووضعها قيد الممارسة العملية، لكنه لم يغير استراتيجيته من تلقاء نفسه، فلا يمكن لحزب العمال الكردستاني أن يحل نفسه بنفسه، ولا يمكنه القيام بذلك دون القائد، فقط القائد يستطيع القيام بذلك، فقط القائد يستطيع الإقناع".

ليس لدى السلطة أي استعدادات للعملية

ولفتت هيلين أوميت الانتباه إلى الدعوة للاستفادة من حق الأمل، وقالت بهذا الخصوص: "ستقول ليأتي ويستفيد من حق الأمل، وليأتي ويمارس السياسة ضمن صفوف حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM Partî)، وعلاوة على ذلك لا تتخذ أي خطوات، ولا تقدم أي علامة على ذلك، ولا تصدر حتى أي بيان عادي بشأن هذه المسألة، ولا تغيّر حتى لهجة كلامك، وبعد ذلك تقول:” أنت تقوّض العملية لأنك لم تعقد المؤتمر“.

والآن، أسأل أصحاب الضمائر الحية، من هو الذي يقوّض؟ من الذي يدبر الألاعيب؟ من هو الذي يزرع هذا القلق وهذه التساؤلات وهذه الاستفسارات في قلوبنا وعقولنا؟ نحن نريد حقاً أن نضع المنظور الذي طرحه القائد آبو موضع التنفيذ على أرض الواقع بحسن نية وإخلاص قوي مع قائدنا، وفي هذا الصدد، يجب أن لا يساور شعبنا وأصدقاءنا وجميع الأوساط الحساسة التي تدرك جدية هذه القضية أي شك، ولكن هذا لا يمكن أن يتحول إلى قصة وينتهي، بل يجب فهم ذلك بشكل صحيح، لا يوجد وضع من هذا القبيل، ’فهم في مأزق كبير، وهم بحاجة ماسّة إلى هذا الأمر‘، حقيقةً، لا بد من فهم هذه العملية جيداً، فبينما هناك الكثير من التطورات والأحداث في المنطقة، والكثير من عوامل الخطر، والكثير من الحسابات على الكرد، وبينما يقدّم القائد فرصة، فإنه من الممكن بالنسبة لتركيا أن تدخل القرن الثاني من الجمهورية بتحالف بين الكرد والأتراك، فما يجب أن يحدث في مثل هذه العملية هو أن يكون الطرف الآخر، السلطة الحاكمة، أكثر استعداداً، فهي ليست لديها استعدادات، وعلى وجه الخصوص، يجب عليه إعداد الأرضية القانونية والسياسية لهذه العملية والوفاء بمسؤولياتهم، إذا حدث هذا، فبالطبع الإرادة التي أظهرها قائدنا ستضفي الطابع الديمقراطي على تركيا ويجعلها بلداً حراً".

هناك خطر بأن تصبح سوريا ساحة اشتباك ومواجهة بين إسرائيل وتركيا وحول الأحداث الجارية في الشرق الأوسط وخاصة التي تجري في سوريا، ذكرت هيلين أوميت أنهم كانوا قد ذكروا سابقاً أن إسرائيل ستحتل الصدارة في الشرق الأوسط وأن السياسات ستتشكل وفقاً لذلك، وأردفت قائلةً: "بالإضافة إلى ذلك، هناك هيمنة لتركيا في المنطقة؛ وإذا استمر هذا الوضع على هذا النحو، فسيكون هناك مواجهة بينهما، وكنا قد قمنا بتحليل من هذا النوع، والمرحلة الحالية تؤكد ما ذكرناه، وتؤكد هذا التحليل، بالطبع، هذه التحليلات وردت أيضاً منذ سنوات في المرافعة الخامسة لقائدنا، لأنها أمور تم تقييمها بناءً على واقع الحرب العالمية واحتمالاتها، ففي الوضع الحالي القائم، يُشاهد الآن أن إسرائيل وتركيا باتتا في مواجهة بعضهما البعض، ولا يوجد وضع من هذا القبيل، فمن وقت لآخر، واجهت تركيا وإسرائيل بعضهما البعض، أي أنها عداوة متوافقة، كانت هناك عمليات من هذا النوع، لأن الدولتين متصلتين ببعضهما البعض وجودياً، حيث كان تأسيس تركيا من أجل إسرائيل، وكانت إسرائيل من أوائل الدول القومية، وقد تم بناؤها بعد ذلك، وكان جزء كبير من الدعم المقدم لتركيا داخل حلف الناتو دائماً لهذا الغرض، ولكن، في الوضع الحالي القائم، فإن التوازنات المتغيرة في الشرق الأوسط وإعادة هيكلة إسرائيل من جديد أدت إلى بروز تناقضات في بعض القضايا، ومن الضروري رؤية الأمر على هذا النحو، ولا ينبغي النظر إلى الأمر على أنه مجرد تناقض مزيف، بل يجب اعتباره صراعاً على حصة من الكعكة الشرق أوسطية، وأولى تجلّيات هذا الصراع ظهرت في سوريا، هناك صراع على النفوذ في سوريا، وبكل الأحوال، احتلت إسرائيل مباشرة جنوب سوريا بالتزامن مع سقوط نظام الأسد، وفي الطرف الآخر، حاولت تركيا أن تعزز نفوذها، وانعكس الأمر على هذا النحو، وبدأت الوفود تتنقل ذهاباً وإياباً، وفي الآونة الأخيرة، يُقال أن الشرع سيأتي إلى تركيا. لدينا انطباع أن الولايات المتحدة الأمريكية حقيقةً تحاول التوفيق بين إسرائيل وتركيا على حساب سوريا، وتركيا في الواقع تريد ذلك أيضاً، ولكنهما لا يستطيعان الاتفاق بشكل جيد في صراع المصالح، ولا يمكنهما الاتفاق فيما يخص قضية التقاسم، وأسمح لي أن أقول ما يلي حول هذه المسألة: أنتجت تركيا خلال السنوات الأخيرة السياسة من خلال السياسة الأمنية في الداخل والخارج على حد سواء، فقد توغلت في العراق من خلال اتخاذنا كذريعة، وتوغلت في سوريا بهذه الطريقة، وتصرفت بهذه الحجج وعملت على تنظيم نفسها عسكرياً، واستندت سياستها على هذا الأمر، قد تكون هناك أسباب مختلفة لذلك، يمكن مناقشة ذلك". وأكدت هيلين أوميت على أنه لو كان نفوذ تركيا في المنطقة يستند بشكل أساسي إلى الديمقراطية والاعتراف بالشعوب ولو كانت قد بنت سياستها على أساس السلام، لكان حينها من الممكن أن تحول دون وقوع مثل هذه الهجمات وسيناريوهات الحرب. وأضافت هيلين أوميت قائلةً: "حالياً، وصلت الحرب في الشرق الأوسط إلى هذا المستوى: لقد وصل الأمر إلى الصراع بين تركيا وإسرائيل، ويُقال إن إيران هي المستهدفة، وحتى أن هناك مهلة محددة لذلك، ولقد أصدرت إيران بياناً قالت فيه: ”نحن أيضاً مستعدون للحرب“، وأدلى ترامب بتصريح أيضاً: ’إذا لم تتراجع في البرنامج النووي، وإذا لم تتجه نحو التوافق، فإن الخيار العسكري سيكون قيد التنفيذ‘، ويجري الحديث بشكل مفصل وموسع عن وجود استعداد بهذا الشأن، وعلاوة على ذلك، أدلت إيران ببيان مرة أخرى، حيث قالت فيه: ’تركيا، إذا تورطتم في ذلك، فسوف أضربكم، وسأحارب ضدكم‘، وبدوره، قال ترامب لتركيا من الطرف الآخر للمحيط: ’أريد أن أنفذ سياسات الشرق الأوسط معكم‘، باختصار، الخطر على تركيا كبير جداً، حيث أنه ليس من الواضح ما إذا كان الدور على إيران أم على تركيا، ينبغي أخذ هذا الأمر على محمل الجد".

(ل م)