في ذكرى تحريرها الـ 6.. الباغوز تستمر في نفض غبار الحرب بتكاتف أبنائها

تستمر بلدة الباغوز في نفض غبار الحرب عنها بعد تحريرها، حيث أصبحت نقطة تحوّل مهمة في مسار مكافحة الإرهاب وإعادة الأمل لسكان المنطقة، ومرحلة متسارعة في إعادة الإعمار بتكاتف أبناء عشائرها وإدارتها الذاتية.

في ذكرى تحريرها الـ 6.. الباغوز تستمر في نفض غبار الحرب بتكاتف أبنائها
في ذكرى تحريرها الـ 6.. الباغوز تستمر في نفض غبار الحرب بتكاتف أبنائها
في ذكرى تحريرها الـ 6.. الباغوز تستمر في نفض غبار الحرب بتكاتف أبنائها
في ذكرى تحريرها الـ 6.. الباغوز تستمر في نفض غبار الحرب بتكاتف أبنائها
في ذكرى تحريرها الـ 6.. الباغوز تستمر في نفض غبار الحرب بتكاتف أبنائها
في ذكرى تحريرها الـ 6.. الباغوز تستمر في نفض غبار الحرب بتكاتف أبنائها
في ذكرى تحريرها الـ 6.. الباغوز تستمر في نفض غبار الحرب بتكاتف أبنائها
في ذكرى تحريرها الـ 6.. الباغوز تستمر في نفض غبار الحرب بتكاتف أبنائها
في ذكرى تحريرها الـ 6.. الباغوز تستمر في نفض غبار الحرب بتكاتف أبنائها
الإثنين 24 آذار, 2025   02:30
دير الزور
فاطمة العبد

تُعد بلدة الباغوز في ريف مقاطعة دير الزور الشرقي واحدة من أكثر البلدات تأثراً باحتلال مرتزقة داعش، قبل أن يتم تحريرها على يد قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي في الـ 23 آذار عام 2019. 

كانت الباغوز المعقل الأخير جغرافياً لداعش في إقليم شمال وشرق سوريا، وشهدت واحدة من أكبر الحملات العسكرية التي خاضتها قوات سوريا الديمقراطية منذ انطلاق عمليات تحرير الإقليم من مرتزقة داعش.

إعادة الإعمار وعودة الحياة

بعد 6 أعوام من التحرير، تشهد الباغوز تطوراً ملحوظاً في إعادة الإعمار، حيث عاد معظم سكانها إلى منازلهم على الرغم من الدمار الشامل الذي خلفته المعارك.

كانت البلدة نقطة محورية في الحرب ضد مرتزقة داعش، حيث تمركز فيها أكبر عدد من المرتزقة وعائلاتهم منذ عام 2017، وقد خلّفت المعارك العنيفة دماراً واسعاً في البنية التحتية والمنشآت المدنية، ما ترك آثاراً نفسية واجتماعية عميقة على السكان.

لكن سرعان ما بدأ الأهالي والإدارة الذاتية بتضميد الجراح، نائب الرئاسة المشتركة لبلدية الشعب في الباغوز، محمد طعمة، قال: "باشرنا بعد التحرير، تنفيذ عدة مشاريع في البنية التحتية، مثل إنشاء محطات مياه وإعادة تأهيل بعض الطرقات، لكننا ما زلنا بحاجة إلى المزيد من الدعم".

وأضاف: "عدد سكان الباغوز يتزايد يوماً بعد يوم، خاصة بعد عودة المهجرين من المخيمات، لذلك بات هناك احتياجات ملحّة مثل افتتاح أفران وتعبيد الطرق".

وأكد طعمة أن الباغوز بحاجة إلى جهود أكبر في إعادة تأهيل البنية التحتية، التي دُمرت بنسبة تصل إلى 90%. وقال: "لقد حققنا تعافياً بنسبة تتراوح بين 40 و50%، لكننا نحتاج إلى المزيد من الدعم، سواء من الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة دير الزور أو من المنظمات الإنسانية، لزيادة الكتلة المالية الخاصة بالبلدة وتحسين الأوضاع بشكل عام".

البنية التحتية والخدمات

تضم بلدة الباغوز حالياً، محطتين للمياه تخدمان 30,000 نسمة، أي نحو 70% من سكانها البالغ عددهم 45,000 نسمة. تم إنشاء هذه المحطات خلال السنوات الخمس الماضية بفضل جهود الأهالي والإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة دير الزور، ولا تزال هناك محطتان أخريان قيد الإنشاء لتلبية احتياجات السكان بالكامل.

التراث الزراعي للباغوز

تشتهر الباغوز بزراعة بساتين النخيل والمحاصيل الموسمية، حيث يعتمد 80% من سكانها على الإنتاج الزراعي. وتبلغ المساحة الإجمالية للأراضي الزراعية اليوم المستثمرة في البلدة نحو 3000 هكتار، تعتمد على الري عبر مضخة مياه الباغوز الأولى التي تم تأهيلها بداية عام 2025، بالإضافة إلى المشاريع الخاصة التي تستجرّ المياه من نهر الفرات باستخدام محركات الديزل.

تحديات إعادة الإعمار

ما زال أهالي الباغوز يواجهون صعوبات في إعادة الإعمار بسبب الركام المنتشر في البلدة، حيث تم ترحيل 45,000 متر مكعب منه، بالإضافة إلى ذلك، توجد مقابر جماعية تحتوي على جثث دُفنت بشكل عشوائي بين المنازل وفي بعض الأراضي الزراعية. وقد عمل مجلس الشعب في الباغوز، وبمساعدة فرق مختصة، على انتشال أكثر من 470 جثة من الأراضي الزراعية والطرق والمنازل، ومع ذلك، ما زالت المقابر الجماعية تشكل تحدياً كبيراً.

جهود مجلس الشعب

قالت الرئيسة المشتركة لمجلس الشعب في الباغوز، ليندا الهبو: "بعد ست سنوات من التحرير، تمكّن المجلس المحلي بالتعاون والإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة دير الزور من متابعة أوضاع البلدة وتقديم المساعدات اللازمة لسكانها والعائدين من لبنان ومخيم الهول".

وأضافت أن مجلس الباغوز المسؤول عن إدارة البلدة وريفها، يضم 19 كوميناً، تعمل هذه الكومينات على تنظيم المجتمع وللتنسيق لتقديم الدعم للأهالي، عبر المساعدات المقدمة من الإدارة الذاتية والمنظمات الدولية.

 وتابعت: "نقوم بتنفيذ مشاريع لدعم العائدين من مخيم الهول ولبنان، من خلال توفير السلل الغذائية والمياه والخبز المدعوم والغاز المنزلي ومازوت للتدفئة، وإنهاء الأفكار المتطرفة التي تأثر بها البعض جراء احتلال مرتزقة داعش".

وأشارت إلى أن المجلس يقوم بتفقد أوضاع الأهالي وتقييم احتياجاتهم بشكل دوري، بالإضافة إلى تقديم برامج دعم نفسي سنوية لمساعدتهم في الاندماج مع المجتمع المحلي، بعد معاناتهم من مرتزقة داعش.

التعليم

يوجد في الباغوز 14 مدرسة، دُمّر بعضها بشكل كلي. وتم تأهيل 7 مدارس بفضل مبادرات أهلية بالتعاون مع بلدية الشعب والمنظمات المحلية. ومع ازدياد عدد الطلاب، تم تحويل 5 منازل إلى مدارس مؤقتة، ليصل عدد الطلاب في البلدة إلى 3700 طالب وطالبة.

جهود الأمن والاستقرار

أمنياً، بعد تحرير البلدة، واجهت الأهالي بعض الصعوبات الأمنية. لكن بفضل تكاتفهم والانخراط في المؤسسات الأمنية للحماية، استطاعوا تخطيها وبسط الأمن والاستقرار في المنطقة بشكل كامل، وفقاً لما أفاد به القيادي في قوى الأمن الداخلي بريف مقاطعة دير الزور الشرقي، معراج العلوان.

وقال عن واقعها الأمني: "هدفنا حماية أهلنا في الباغوز التي كانت آخر معاقل داعش. اليوم، وبعد ستة أعوام من التحرير، نؤكد أن البلدة آمنة ومستقرة، وسنستمر في جهودنا للحفاظ على أمن وسلامة الأهالي وعودتهم إلى منازلهم، لأن هذا هو واجبنا وهدفنا الأساسي".

واختتم العلوان حديثه باستذكار الشهداء الذين حرروا هذه الأرض، قائلاً: "نعاهدهم بمواصلة المسير على خطاهم وحماية أهالي المنطقة بكل إمكاناتنا".

التلاحم العشائري

أكد وجيه عشيرة المراسمة، ذيب خليف داوود، على تلاحم عشائر الباغوز، التي تتكون من سبع عشائر، وقال: "هذا التلاحم أوجد روابط قوية بين العائلات، خاصة من خلال صلة الرحم والقرابة، وما زال هذا التعاون مستمراً، ما عزز العلاقات بينهم".

وأضاف: "بعد التهجير بسبب داعش، عاد الأهالي، وبتعاون مع وجهاء وشيوخ العشائر والإدارة الذاتية الديمقراطية، تم التنسيق لحل المشكلات التي واجهوها، سواء في الخدمات أو إعادة الإعمار، وعلى الرغم من التحديات، يشعر الأهالي بأن الوضع مستقر".

(أ)

ANHA