من داعش إلى الاحتلال التركي مجزرتان خلال عقد في برخ بوطان

شهدت قرية برخ بوطان بعد 10 سنوات مجزرة جديدة. ففي عام 2015، ارتكب مرتزقة داعش، بدعم من الدولة التركية، مجزرة راح ضحيتها 23 شخصاً. وفي عام 2025، شنت الدولة التركية بنفسها هجوماً جديداً بالقرب من القرية، ما أسفر عن إبادة عائلة.

من داعش إلى الاحتلال التركي مجزرتان خلال عقد في برخ بوطان
الإثنين 17 آذار, 2025   10:02
مركز الأخبار

تقع قرية برخ بوطان على بعد 27 كيلومتراً جنوب - غرب كوباني. كانت هذه القرية، التي تضم 120 عائلة، تعتمد على الزراعة وتربية المواشي لكسب رزقها، وعاش سكانها في جو من الهدوء والتعاون. إلا أنه منذ عام 2014، واجهت القرية سلسلة من الهجمات من قبل دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها. 

بعد سيطرة مرتزقة داعش على مدينة الموصل العراقية في عام 2014، شنت، بدعم من الدولة التركية ودول إقليمية أخرى، في 15 أيلول 2014، هجوماً واسعاً على منطقة كوباني.

بعد احتلال 350 قرية، بما فيها برخ بوطان، ركز داعش هجماته على مركز مدينة كوباني. وكان الرئيس التركي آنذاك، رجب طيب أردوغان، كشف عن مخططاته بالقول: "كوباني تسقط، ستسقط".

لكن وحدات حماية الشعبYPG)) ووحدات حماية المرأة (YPJ)، خاضت مقاومة تاريخية ضد الهجوم، كما انتفضت الأجزاء الأربعة من كردستان دعماً للمقاومة، وانضم إليهم مناضلون ومدافعون عن حقوق الإنسان من خارج البلاد. ونتيجة لهذا التحالف التاريخي، تم تحرير مركز مدينة كوباني من داعش في 26 كانون الثاني 2015.

تحرير كوباني كان بمثابة بداية انهيار مرتزقة داعش وداعميه؛ ولم يمضِ وقت طويل حتى تم تحرير جميع القرى المحيطة بالمدينة.

مجزرة برخ بوطان

بعد تحرير المدينة والقرى المجاورة، واصلت YPG وYPJ عملياتها ضد داعش في المنطقة. وفي تلك الفترة، رفضت دولة الاحتلال التركي ومرتزقة داعش التابعة لها تقبل هذا الانهيار الذي حدث لمرتزقتها؛ ففي 25 حزيران 2015، شن المرتزقة بالتعاون مع دولة الاحتلال التركي هجوماً دموياً على كوباني، مستخدمين أساليب همجية.

بداية الهجوم كان في قرية برخ بوطان، حيث أقدم المرتزقة على قتل 23 شخصاً من سكانها. كما ارتكبوا مجازر مماثلة في قريتي زريك وكري سيفي/ تلة سيفي.

بعد ذلك، تنكر مرتزقة داعش في زي قوى الأمن الداخلي وهاجموا مركز مدينة كوباني، ما أسفر عن استشهاد 272 شخصاً وإصابة المئات. لكن وحدات حماية المرأة ووحدات حماية الشعب تمكنت من القضاء على المهاجمين، وتحرير المدينة بالكامل من فلول داعش.

الدولة التركية هذه المرة

بعد تحرير المنطقة، حاول سكان برخ بوطان تضميد جراحهم وإعادة بناء حياتهم. لكن بعد مرور 10 سنوات، شنت الدولة التركية هذه المرة، وبأساليب همجية، هجوماً جديداً على القرية، منتهكة جميع القوانين الأخلاقية والإنسانية.

في الأيام التي تسبق نوروز، والتي ترمز إلى تحرر الكرد وشعوب المنطقة من الظلم والطغيان، وقع الهجوم.

في ليلة 17 آذار، عند الساعة 00:40، بينما كان الجميع نائمين، قامت طائرة مسيّرة لدولة الاحتلال التركي، بقصف منزل في المنطقة الواقعة بين قريتي برخ بوطان وقومجي. كما تعرضت المنطقة لقصف مدفعي مكثف.

أسفر الهجوم عن مقتل أب وأم وسبعة أطفال من عائلة واحدة، فيما أصيب طفلان آخران بجروح خطيرة.

(ي م)

ANHA