يكاد المريب أردوغان أن يقول خذوني - كيفارا شيخ نور
أردوغان الذي يقصف شمال وشرق سوريا على الدوام، يدعو إسرائيل إلى حماية المدنيين في قطاع غزة.

يظن المرء بأن رئيس دولة الاحتلال التركي المجرم، رجب طيب أردوغان، "لا قلب له"، فهو يصرح كل يوم وهو يلبس الكوفية الفلسطينية، بأنه متعاطف مع القتلى المدنيين في قطاع غزة، ولكن وحسب المثل المصري المعروف "أسمع كلامك أصدقك أشوف أفعالك أستغرب".
ولعل أردوغان نسي ما قاله أمام مجموعة من مناصريه في إسطنبول السبت، إن "مَن كانوا يسكبون دموع التماسيح على أوكرانيا يصمتون الآن إزاء ما يجري في غزة". فهو الذي يسكب دموع التماسيح الآن على قطاع غزة، حيث تسببت طائراته المسيّرة والحربية ومدفعيته في قتل الأطفال والشيوخ، ويتّمت الكثير من العوائل في شمال وشرق سوريا وشمال كردستان وجنوب كردستان وقره باغ وليبيا، كما أن أسلحته الفوسفورية والكيماوية، فتكت وشوّهت أجساد الكثيرين.
والسؤال: ألم يدرك أردوغان وهو ينتقد إسرائيل قائلاً "ليس لديها أدنى اكتراث بشأن قتل المدنيين في غزة"، بأنه هو نفسه أستاذٌ في القتل؟ لقد كان عليه أن يدرك بأنه كما تعلّم هتلر أسلوب الإبادة الجماعية من مصطفى كمال أتاتورك، فإن قادة إسرائيل عبر استهدافهم للأطفال والبنية التحتية وقطع المياه والكهرباء والوقود في غزة، يتعلمون من أساليب أردوغان في استهداف محطات الكهرباء الغاز والمياه والمستشفيات ومنازل الآمنين في شمال وشرق سوريا وجنوب كردستان.
وقال متزعم العدالة والتنمية السبت أمام مناصريه من حزب العدالة والتنمية فيما يتعلق بالغارات الجوية الإسرائيلية على المناطق الفلسطينية، "إن تركيا لن تغفر الأعمال التي تستهدف المدنيين"، متناسياً أوامره بشن ضربات جوية تركية على شمال وشرق سوريا وجنوب كردستان.
وشدد أردوغان على أن إسرائيل دولة احتلال، وما تفعله ليس دفاعاً عن النفس، بل مجزرة واضحة ودنيئة تهدف للقضاء على سكان غزة بشكل جماعي، عن طريق التجويع والعطش وتدمير خدماتهم الصحية، المخالفة لما ارتكبته ترسانته العسكرية من قطع المياه والطاقة عن أهالي شمال وشرق سوريا في هجماته المستمرة التي تستهدف البنية التحتية والمراكز الحيوية كـ "المياه، والكهرباء، والنفط، وصوامع والحبوب، وسدود المياه".
ولعل أردوغان نسي أن العرب قالت في أمثالها: "كاد المُريب أن يقول خذوني"، حيث يُضرب هذا المثل لمرتكب الخطأ الذي أوشك من شكّه بنفسه ومن كثرة خوفه أن يُفتضح أمره، فيشير إلى ما يخفيه بفلتات لسانه، وهذا ما ينطبق على كلام متزعم العدالة والتنمية.