الصحف العالمية تتحدث عن مأزق بن سلمان وصفقة محتملة بين حماس وإسرائيل
اهتمت الصحف العالمية بارتدادات الحرب بين إسرائيل وحركة حماس على وضع السلطة الحاكمة في السعودية والنفوذ الإيراني إلى جانب الحديث عن صفقة محتملة بين حماس وإسرائيل.
تناولت المجلات والصحف العالمية اليوم تأثيرات الحرب بين إسرائيل وحماس على السعودية، بالإضافة على مسار مفاوضات الحرب بين إسرائيل وحماس.
غزة أربكت خطط بن سلمان في إعادة تشكيل السعودية
ذكر تحليل لمجلة فورين افيرز الأميركية بأن الحرب الإسرائيلية مع حماس المتحالفة والمنسقة مع إيران، خلقت بالنسبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مأزقا.
وأشار التحليل إلى أنه وبغض النظر من مدى شعبية القضية الفلسطينية بين السعوديين، يجب على بن سلمان الوقوف إلى جانب الفلسطينيين، الذين يُنظر إليهم في العالمين العربي والإسلامي على أنهم ضحايا العدوان والاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف التحليل أن الحكومة السعودية تريد تعزيز أمنها، وتأمل أنه عبر تطبيع العلاقات مع إسرائيل، يمكنها إنشاء تحالف أمني مع الولايات المتحدة وحلفاء واشنطن الإقليميين، لكن الرياض لن تقيم هذه العلاقات بينما تقصف إسرائيل المدنيين في غزة وترفض الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم.
واعتبر التحليل أن التطبيع ليس السبيل الوحيد أمام الأسرة الحاكمة في السعودية لتعزيز قبضتها، إذ يمكن للنظام أيضا أن يحمي نفسه ومصالحه من خلال بناء اقتصاد أكثر قوة وتغيير الأيديولوجية الداخلية للبلاد.
وبينت المجلة، بأنه لتحقيق ذلك، تعمل بنشاط على تطوير قطاعات جديدة غير مرتبطة بالنفط، مثل السياحة والتعدين والخدمات اللوجستية والتصنيع والتكنولوجيا والتمويل والنقل، كما أنها تعمل على تحويل مصدر شرعيتها، الذي اعتمد لفترة طويلة على علاقة النظام الملكي بالتفسير الأصولي للإسلام، المعروف باسم الوهابية، وعلى دوره كخادم للأماكن المقدسة في الإسلام.
وأوضح التحليل بأنه وعلى نحو متزايد، يسعى النظام الملكي، بدلا من ذلك، إلى إضفاء الشرعية على حكمه بتقديم نفسه على أنه حامي الشعب السعودي وتعزيز الشعور القومي الذي يضع المصالح السعودية في المقام الأول.
وأشار التحليل إلى أن التغييرات الناتجة عن ذلك تشمل كل جوانب المجتمع تقريبا، بدءا من الأنظمة القانونية والتعليمية وحتى أدوار السلطات الدينية والمرأة. فبدلا من إلزام نفسها بنشر "الإسلام الحقيقي"، تعتمد شرعية النظام الملكي على قدرته على تحقيق الوحدة والسلام والرخاء في منطقته.
غير أن الحرب في غزة أدت، بحسب التحليل، إلى تعقيد هذا التحول، وبينما لا تزال السعودية تهدف إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، فإنها تطالب بثمن أعلى بكثير للعلاقات الدبلوماسية، ويصر السعوديون الآن على أن يقدم الإسرائيليون تنازلات مضمونة تؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة.
ويرى التحليل بأن دافع السعوديين لإقناع إسرائيل والولايات المتحدة ليس فقط تخفيف المعاناة الفلسطينية، بل أيضا أن تجعل من الصعب على منافسي السعودية، إيران وما يُسمى بمحور المقاومة، استغلال تلك المعاناة كذريعة لإثارة الفوضى وعدم الاستقرار.
وتعتقد الرياض، بحسب التحليل، أنه إذا تم حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل عادل، فستضعف طهران، وسيستقر الشرق الأوسط. ويمكن للمملكة بعد ذلك إنجاز تحولها الوطني وتحقيق رؤيتها المتمثلة في إنشاء منطقة مترابطة ومزدهرة تكون هي في المركز منها.
رؤساء وكالة المخابرات والموساد يعقدون محادثات بشأن صفقة الرهائن مع حماس
من المتوقع أن يعقد رئيسا وكالة المخابرات المركزية الأميركية والموساد الإسرائيلي محادثات مع مسؤولين مصريين وقطريين كبار اليوم في محاولة لإحياء المفاوضات بشأن اتفاق لوقف الحرب بين إسرائيل وحماس وتأمين إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، حسبما ذكر أشخاص لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
وتأتي المفاوضات، التي من المرجح أن تعقد في القاهرة، بعد أسبوع من رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مطالب حماس بالتوصل إلى اتفاق ووصفها بأنها "وهمية" وتعهد بالضغط من أجل تحقيق "النصر الكامل" في الحرب مع الجماعة الفلسطينية المسلحة.
وعلى الرغم من موقف نتنياهو، قال الرئيس الأميركي جو بايدن أمس إنه سيفعل "كل ما هو ممكن" للتوسط في وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع بين إسرائيل وحماس وإطلاق سراح الرهائن.
وحذر إسرائيل من أن قواتها يجب ألا تشن هجوما في رفح، المدينة المزدحمة التي يسكنها أكثر من مليون شخص وتقع بالقرب من حدود غزة مع مصر، "دون خطة ذات مصداقية" لحماية المدنيين.
وجاءت تصريحات بايدن بعد اجتماع في البيت الأبيض مع العاهل الأردني الملك عبد الله الذي حذر من أن الهجوم الإسرائيلي على رفح "سيؤدي إلى كارثة إنسانية أخرى".
ويأمل الوسطاء أن تكون خطة رئيس الموساد ديفيد برنيع للسفر إلى مصر علامة على أن إسرائيل لا تزال منفتحة على المناقشات حول صفقة محتملة، على الرغم من خطاب نتنياهو.
وقال دبلوماسي مطلع على المحادثات: "كانت المناقشات بناءة وهناك استعداد للتوصل إلى حل وسط. برنيع لن يذهب إلى المحادثات إلا إذا حصل على الضوء الأخضر".
وقال بايدن أمس: "العناصر الرئيسية للاتفاق مطروحة على الطاولة". وأضاف: "لا تزال هناك فجوات"، لكنه "شجع القادة الإسرائيليين على مواصلة العمل لتحقيق الصفقة".
وقال الدبلوماسي إن النقاط الشائكة الحاسمة لا تزال هي مسألة وقف إطلاق النار الدائم – الذي يرغب الوسطاء أيضاً في تضمينه في نهاية أي صفقة رهائن – وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، لكن الوسطاء يأملون في التوصل إلى حلول وسط.
(م ش)