الصحافة العربية: الانتخابات المحلية أكبر هزيمة لأردوغان منذ 2002

ترى الصحافة العربية أن نتائج الانتخابات المحلية في تركيا أكبر هزيمة لأردوغان وحزبه الحاكم منذ 2002، والتي ستلقي بظلالها على المشهد السياسي التركي في المرحلة المقبلة، إلى جانب الوضع الاقتصادي الذي بدأ تبعاته تتوضح مع تراجع قيمة الليرة التركية أمس، بشكل أكبر جراء السياسات الاقتصادية الفاشلة التي نفذها أردوغان في السنوات الأخيرة.

الصحافة العربية: الانتخابات المحلية أكبر هزيمة لأردوغان منذ 2002
2 نيسان 2024   12:35
مركز الأخبار

تعكس نتائج الانتخابات المحلية التركية واقعاً جديداً وخريطة سياسية مختلفة في البلاد، عما عهدته منذ أكثر من 20 عاماً. ليواجه حزب التنمية والعدالة الحاكم عملياً أكبر هزيمة له منذ عام 2002، وفق صحيفة العربي الجديد.

ومن شأن جميع هذه التحولات في الأصوات وخريطة النفوذ داخل الولايات التركية، أن تترك تداعياتها على المشهد السياسي التركي في المرحلة المقبلة، لا سيما مع بدء ظهور ارتداداتها داخل الأحزاب منذ مساء الأحد، وسط تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحدوث "نكسة" ستشكل نقطة تحول لحزبه وتقود إلى محاسبات.

وبنظرة على نتائج الانتخابات المحلية التركية، توضح صحيفة العربي أسباب أساسية عدة لخسارة حزب العدالة والتنمية. السبب الأول يتعلق بالوضع الاقتصادي المتراجع بشكل كبير والذي أثّر على القدرة الشرائية للمواطن وارتفاع الأسعار، فيما يرجع السبب الثاني، إلى تراجع عدد ناخبي العدالة والتنمية نحو مليوني صوت مع انخفاض نسبة المشاركة وارتفاع الأصوات الملغاة، حيث بلغت نسبة المشاركة عام 2019 أكثر من 18 مليون ناخب، وفي انتخابات الأحد بلغت نحو 16 مليون ناخب.

ويرى مراقبون أن عدم اتخاذ الحكومة خطوات ضد إسرائيل بعد حربها على قطاع غزة أثّر أيضاً على الناخبين المحافظين الإسلاميين، إضافة إلى الأسباب الاقتصادية.

والسبب الثالث، يتعلق بتحالفات حصلت بين حزب الشعب الجمهوري وحزب ديم الكردي الذي صوّت بشكل مكثف لمرشحي "الشعب الجمهوري" في كبرى المدن وخصوصاً في إسطنبول، وهو ما دفع مرشحة الحزب الكردي في إسطنبول ميرال دانيش بيشتاش للتصريح أول أمس، أنه ينبغي على رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو عدم نسيان أصوات الناخبين الأكراد، فضلاً عن تصويت ناخبي الحزب الجيد لحزب الشعب الجمهوري.

وأدت الانتخابات الحالية إلى انتعاش المعارضة التي تعرضت لخيبة أمل كبيرة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في أيار الماضي وقد يدفعها ذلك بقوة للمطالبة بالذهاب إلى الانتخابات المبكرة في المرحلة اللاحقة.

من جانبها، ترى شبكة العربية أن نتائج هذه الانتخابات طوت صفحة رئاسة بلدية اسطنبول بالنسبة إلى حزب "العدالة والتنمية" الحاكم لمدّة 5 سنوات أخرى بعدما تمكّن أكرم إمام أوغلو الذي ينتمي لحزب "الشعب الجمهوري" من الإطاحة بمرشّح الحزب الحاكم الوزير السابق مراد قوروم في الانتخابات المحلّية والتي خسر فيها "العدالة والتنمية" بعدما فشل في استعادة كبرى بلديات البلاد التي خسرها في انتخابات عام 2019.

ونقلت شبكة العربية عن الأكاديمي والمحلل السياسي التركي حيدر تشاكماك قوله إن "أردوغان نفّذ سياسات اقتصادية فاشلة للغاية في السنوات الأخيرة وقد ساهمت الممارسات الإسلامية في البلاد بابتعادها عن العرب، علاوة على تفشي الفساد والقفز فوق القوانين، وهذه كلها أمور أدت لتراجع حزبه الحاكم وساهمت في خسارته للانتخابات المحلية الأحد في درسٍ بدا قاسياً بالنسبة إليه".

وبالحديث عن الوضع الاقتصادي، فقد خلفت النكسة التي تعرض لها الحزب الحاكم في تركيا خلال الاستحقاق الانتخابي الكثير من الألم على الليرة التي تدهورت قيمتها بشكل أكبر، وتركت آثارها على قطاع البناء الذي يعد أحد أهم المجالات التي تعوّل عليها الحكومة لجانب السياحة في تحفيز الاقتصاد، وفق صحيفة العرب اللندنية.

وتراجعت الليرة التركية بعد أن تعرّض الحزب الحاكم الذي يتولاه رجب طيب أردوغان لهزيمة مفاجئة في الانتخابات المحلية الأحد الماضي، مع انتقال السيطرة على العديد من المدن، بما في ذلك إسطنبول وأنقرة، إلى المعارضة.

وانخفضت العملة بنحو 0.2 في المائة إلى 32.4 ليرة أمام الدولار، وهو مستوى منخفض قياسي لها وسط تعاملات ضعيفة بسبب عطلة عيد الفصح في الكثير من أسواق أوروبا.

(د ع)