صحف عربية.. واشنطن والسعودية نحو مصالحة مبدئية وتكتيكات الحرب في جنوب لبنان تغيرت

بدأ الجانبان الأميركي والسعودي يخطوان خطوات ملموسة كبداية للمصالحة بين البلدين، بما يتماشى مع مصالح الطرفين، سواء من الناحية الدفاعية أو بما يخص ملف الطاقة، في حين يرى خبراء ومحللون أن هناك متغيرات طرأت على الحرب بين حزب الله وإسرائيل، يتمثل في تحوله من "منظومة قتال أمنية"، إلى "منظومة قتال عسكرية" لم تكن موجودة في حرب تموز 2006.

صحف عربية.. واشنطن والسعودية نحو مصالحة مبدئية وتكتيكات الحرب في جنوب لبنان تغيرت
27 حزيران 2024   10:49
مركز الأخبار

تناولت الصحف العربية الصادرة اليوم، العلاقات الأميركية السعودية، والتصعيد في جنوب لبنان، إلى جانب الانتخابات الإيرانية.

هل تمثل اتفاقية الغاز المسال بداية المصالحة بين واشنطن والرياض؟

ترى صحيفة العرب اللندنية، أن توقيع صفقة مدتها 20 عاماً بين شركة "نكست ديكايد" الأميركية للغاز الطبيعي المُسال، وشركة أرامكو السعودية، يحمل أهمية تتجاوز سوق الطاقة، إذ إنه يشير إلى أن التدهور الكبير بين البلدين الذي شهدناه منذ حرب أسعار النفط 2014-2016 قد يكون جاهزاً للتراجع.

ويرى محللون اقتصاديون، أن ذلك قد يشير إلى استعداد الولايات المتحدة للتعامل مع المملكة العربية السعودية عبر عقد طويل الأجل في قطاع الطاقة الحيوي، إلى نهاية محتملة للتدهور الدراماتيكي للعلاقة بين البلدين نتيجة ما يعرف بحرب النفط.

وهناك عدة عوامل رئيسة وراء التقارب السعودي مع الولايات المتحدة، من منظور الصحيفة: أولها، استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وأكد هذا على ضعف موسكو العسكري التقليدي. ولا يفيد هذا الضعف السعودية في مواجهة إيران، إضافة إلى الوضع الاقتصادي لكل من روسيا والصين، إلى جانب اهتمام الدولتين بتطوير مصالحهما في إيران والعراق الشيعيتين أكثر من اهتمامهما بالسعودية السنية.

وترى الولايات المتحدة من جانبها، أن وجود السعودية في الداخل سيكون ثقلاً موازناً قوياً للقوة المتنامية الصينية والإيرانية في المنطقة. وقد يمنح ذلك لواشنطن بعض التأثير في قرارات السعودية المرتبطة بإنتاج أوبك أيضاً.

حرب جنوب لبنان تنتقل من محاولة "قطع الأذرع الإيرانية" إلى "تحييدها"

في هذا الإطار، ذكرت صحيفة الشرق الأوسط أن الحرب الأخيرة التي يخوضها حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي، أثبتت متغيراً أساسياً، يتمثل في تحوله من "منظومة قتال أمنية"، تتبع حرب العصابات، إلى "منظومة قتال عسكرية" مكّنت إسرائيل من استهداف قادته، ويرد عليها الحزب بصواريخ موجهة، وأخرى ثقيلة لم تكن موجودة في حرب تموز 2006.

وعلى المستوى الاستراتيجي، يرى خبراء أن المتغير الأساسي في هذه المواجهات، أن الحرب السابقة كانت من لبنان وللبنان، أما الحرب الأخيرة فتحمل عنوان "نصرةً لغزة"، لكن في الوقت نفسه "هناك تشابه بين حرب اليوم وحرب 2006؛ لأن مفهوم الردع الذي تُبنى عليه الجيوش؛ الإسرائيلي وغيره، تهشّم"، في إشارة إلى الضربات المكثفة بالمسيّرات.

واستناداً إلى "مصالح كبرى" في الحروب، "كان الهدف من حرب 2006 قطع الأذرع الإيرانية في المنطقة تمهيداً للشرق الأوسط الجديد"، بينما "تتمحور الأهداف الحالية حول تحييد الأذرع الإيرانية، وتجلى هذا الأمر بمواقف مسؤولين أميركيين"، وفق خبراء نقلت عنهم الصحيفة.

ويشير مراقبون إلى أن إسرائيل دخلت إلى لبنان في 2006 بهدف خلق منطقة عازلة، وأنها "لم تنجح في خلق هذه المنطقة عسكريّاً؛ إنما دبلوماسياً من خلال القرار (1701)، أما الآن؛ "فانعكست المعادلة بالنسبة إلى المنطقة العازلة التي أصبحت داخل إسرائيل نتيجة قصف (حزب الله) شمالها، ما أدى إلى تهجير سكان شمال إسرائيل".

الانتخابات الرئاسية الإيرانية: السياسة الخارجية عامل حاسم

لفتت صحيفة العربي الجديد، إلى أن السياسة الخارجية حاضرة بقوة في صلب برامج مرشحي الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وحتى خلال تناولهم المشكلات الاقتصادية التي يعود أحد أهم أسبابها إلى العقوبات الأميركية التي تشكل ملفاً ضاغطاً على إيران وسياساتها الداخلية والخارجية.

ونقلت الصحيفة عن خبراء في الشأن الإيراني قولهم، إن "استطلاعات الرأي تشير إلى أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية على الأغلب ستراوح بين 55 و60% من الناخبين الإيرانيين الذين يبلغ عددهم أكثر من 61 مليوناً، مشيراً إلى أن أكثر من ثلثي المشاركين في الانتخابات يرغبون في تبنّي سياسة خارجية متوازنة، تعتمد التعامل مع جميع القوى العالمية، وألا يقتصر الأمر على روسيا والصين فقط".

وتتمثل أهم القضايا المرتبطة بالسياسة الخارجية، والتي لها تأثير على توجهات الناخبين الإيرانيين، في منع جرّ البلاد إلى حرب، ورفع العقوبات المالية والاقتصادية، وإعادة أموال الصادرات إلى الداخل من دون عقبات، وتسهيل زيارات الإيرانيين في الخارج إلى داخل البلد.

(د ع)