قره يلان ينوّه إلى هدف تركيا من تحركاتها الأخيرة في جنوب كردستان

أعاد عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني، مراد قره يلان، انتشار قوات دولة الاحتلال التركي في مناطق جديدة بجنوب كردستان، وإقدام جنود الاحتلال التركي على نشر حواجز في تلك المناطق، إلى محاصرة قوات الكريلا بتمهيد من الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) والدولة العراقية.

قره يلان ينوّه إلى هدف تركيا من تحركاتها الأخيرة في جنوب كردستان
29 حزيران 2024   11:29
مركز الأخبار

سلط عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (KCK)، مراد قره يلان، في حديثه لإذاعة صوت الشعب (Dengê Gel)، الضوء على مساعي تركيا من تحركاتها الأخيرة في جنوب كردستان.

ولفت أن الجيش التركي انتشر ونصب حواجز بمناطق لا يوجد فيها مقاتلو ومقاتلات قوات الدفاع الشعبي في متينا. وأنها تقوم بتدقيق وتفتيش الهويات على الطريق الواصل بين بامرن وكاني ماسي.

وأشار إلى أن الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) والدولة العراقية مهّدتا الطريق لذلك، وقال إنهم يحاولون محاصرة مناطق الكريلا بهذه الطريقة.

وفيما يلي الجزء الثاني من مقابلة عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني، مراد قره يلان مع إذاعة صوت الشعب (Dengê Gel):

- لقد وجهتم دعوة لحراس القرى سابقاً، لكن بحسب المعلومات التي وصلتنا لا يزال هناك حراس قرى يشاركون في احتلال جنوب كردستان، هل يوجد شيء جديد تودون قوله حيال هذا الأمر؟

إن قضية حراس القرى، الخونة، والذين يساعدون العدو أو الذين يحملون سلاح العدو، ليست قضية دعوة؛ أنا أعرف هذا، هذه قضية تاريخية، وهذا جرح أسود بالنسبة للشعب الكردي لم يتم العثور على علاج له حتى الآن، ولهذا السبب لا يزال الشعب الكردي أسيراً ويعيش تحت وطأة نظام العبودية.

وجهت لهم دعوة بعدم القدوم إلى جنوب كردستان أبداً، ومن الواضح أن الدولة التركية تواجه صعوبة كبيرة في احتلال جنوب كردستان، ولهذا السبب تبحث عن جنود ليقاتلوا من أجلها، كما تسعى لتحقيق هذا الهدف وتطوير المرتزقة أو الجنود مدفوعي الأجر في تركيا، وتريد أن تجعل الكرد يقاتلون بعضهم البعض في شمال كردستان وجنوب كردستان، وفي هذا السياق، وبحسب المعلومات الجديدة التي وردت إلينا؛ إنهم يحضرون حراس قرى من بدليس، ميردين، جوليك، سيرت، ديرسم - على حد علمي لا يوجد الكثير من الحراس في ديرسم - وموش، جولميرك وشرناخ، والآن تم جلب 1500 من حراس القرى إلى جنوب كردستان، لذلك، يخططون هذه الأيام لإكمال عددهم حتى 1500، والذين أحضروهم إلى جنوب كردستان سيرسلونهم للتمركز في متينا وآفاشين وزاب ويشركونهم في الحرب، والعديد منهم يخدمونهم أيضاً، أي أنهم يعملون، ينشئون أماكنهم، ويبنون مواقعهم، وبعضهم يجلبون الماء والطعام لهم على البغال؛ أي أنهم عبيد، يتم احتلال وطنهم وهم يخدمون المحتلين، إن الانحطاط لهذه الدرجة أمر سيء للغاية، يأتي عدو ويحتل وطنك، وأنت تساعده وتخدمه، هذه هي العبودية، مما لا شك فيه أن الدولة التركية تدفع أموالاً لحراس القرى أكثر بقليل من رواتبهم للقدوم إلى جنوب كردستان والمشاركة في الحرب، وبهذه الطريقة تمارس سياسة جعلهم يقاتلون بعضهم البعض.

هذه هي سياسة الدولة التركية، وهكذا كان الوضع في العهد العثماني، وهو كذلك الآن، أعني، كما ترون، أنهم يجلبون حراس قرى من شمال كردستان، ويحضرون بعض الأشخاص من جنوب كردستان أيضاً، ترى هل الحزب الديمقراطي الكردستاني لا يخدمهم في كل شيء؟ كما ترون، فقد أخذوا بعض الأشخاص من روج آفا، ويستضيفونهم في الفنادق في اسطنبول وأنقرة؛ وهؤلاء الأشخاص يتلقون الأموال ثم يقولون "نحن المجلس الوطني الكردي - ENKS"، أينما تتجه الدولة التركية، في البداية تجمع المتواطئين الذين يخونون شعبهم، كانوا يفعلون ذلك في العهد العثماني وما زالوا يفعلونه حتى الآن، وتاريخياً، لم تُهزم أي حركة نشأت من أجل الحرية في كردستان على يد الدولة التركية وحدها، وبشكل عام، هناك دور للكرد في كل هذه الأمور، وهذه الحقيقة توضح لماذا ظل الكرد عبيداً حتى الآن، هذه مرآة، صورة لما حدث، واليوم، معظم الذين يقاتلون ضدنا هم من الكرد، لا يمكنهم شن حرب بمفردهم، فهم يستخدمون الكرد ضدنا بطرق مختلفة للحصول على نتيجة.

 لكن هذه المرة لن تحقق الدولة التركية تلك النتيجة، لماذا؟ لأن الوعي قد نشأ الآن، لقد انتشرت أفكار وعقلية القائد آبو، وأصبحت النساء والشبيبة الكرد يدركون الحقيقة، ولذلك لم يعد بمقدور الدولة التركية تقسيم الشعب الكردي إلى قسمين وجعلهم يتقاتلون ضد بعضهم البعض، نحن نعلم أن عدد حراس القرى الذين يدعمون الدولة التركية ويقفون معها قليل، وقوتنا أكبر، إنني على يقين أن الدعوة التي سألتم عنها والتي وجهتها مؤخراً قد أثرت بالتأكيد على عوائل حراس القرى وأبنائهم، إنهم لا يأتون بتلك السهولة، وبلا شك، هناك صعوبات تواجههم، عليهم أن ينتفضوا، ويتخلوا عن هذا العمل، عليهم أن ينظفوا أنفسهم من هذه الخيانة وهذه القذارة؛ ينبغي أن يكون لهم موقف، وربما أظهر بعض الأشخاص موقفاً، من وقت لآخر نسمع أن بعض الأشخاص يتخذون مثل هذه المواقف، ولكن في التحليل النهائي، هناك من يأتون أيضاً.

 هذه قضية نضال اجتماعي، علينا أن نناضل ضد هذا الأمر، يجب على وطنيينا والتحرريات والشبيبة الكرد والديمقراطيين وعموم شعبنا الوطني أن يناضلوا ضد الجاسوسية والحراسة والخيانة، وتوجيه الدعوة لا يكفي، بل يجب خوض النضال، إنني أدعو الجميع للنضال، يجب أن يتم خوض النضال في المنازل، في الشوارع، في كل مكان، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتم خوض النضال في منازل حراس القرى، علينا أن نصحح أبناء شعبنا الذي يقعون في الأخطاء ولديهم أوجه قصور، ما هو أساس أيديولوجية القائد آبو؟ علينا أن ننهض بالمجتمع الكردي الذي تم إسقاطه؛ أن نعيد خلق الشخصية الكردية، وعلى هذا الأساس قامت ثورة الانبعاث، ولذلك علينا أن نرشد من سلك الطريق الخاطئ إلى الطريق الصحيح، علينا أن نحاول ونناضل من أجل هذا الأمر، إن هذا النضال سيتطور وسيهزم سياسة العدو هذه.

 - تردنا معلومات من أماكن مختلفة تفيد بأن بعض الأشخاص يحاولون جمع الأموال باسم حزب العمال الكردستاني وقوات الدفاع الشعبي، ماذا تقولون في هذا الشأن؟

أنا سعيد لأنك سألت هذا السؤال، وفي هذا السياق أريد أن أحذر وأدعو عموم شعبنا، وإذا كان رفاقنا يستمعون، فعليهم الانتباه:

نعم، نسمع أن هناك أشخاصاً يجمعون الأموال من الشعب باسم حزب العمال الكردستاني أو قوات الدفاع الشعبي، مثل هذه المعلومات لا تأتي من مكان واحد، بل تأتي من أماكن عديدة، ويجب على شعبنا وجميع وطنيينا أن يعرفوا هذه الحقيقة بوضوح: نحن، حزب العمال الكردستاني وقوات الدفاع الشعبي، لا نجمع الأموال أو المساعدة من أي أحد في شمال كردستان، نعم نحن بحاجة إليها، ولكن من أجل إبطال ألاعيب العدو قررنا ألا يقوم أي من رفاقنا بجمع الأموال عن طريق أشخاص معينين، أي لا يجوز تكليف أحد بجمع المساعدات أو الأموال، ولن يحدث كهذا شيء ، يجب أن يعرف الجميع هذا الأمر، لكن مع ذلك فإن الذين يأتون لجمع الأموال والمطالبة بها هم على الأغلب جواسيس تابعون لإدارة الاستخبارات التركية (MIT) وتم تعيينهم على هذا الأساس، وقد يكون بعضهم يفعلون ذلك من أجل مصالحهم الشخصية، وقد يكون بعضهم أعضاء في عصابات ويقومون بذلك لمصالحهم الخاصة، ويجب على أبناء شعبنا أن يكونوا حذرين من هؤلاء الأشخاص، لا تقدموا المساعدات بأي شكل من الأشكال لأي أحد ولا تنخدعوا بمثل هذه الألاعيب.

وبلا شك، إذا رأى وطني مقاتل كريلا بنفسه وأدرك أن الكريلا يحتاج إلى المساعدة، فيمكنه أن يقدمها له بنفسه، قد يحتاج بعض الرفاق إلى المساعدة وأنا أعلم أنهم يحتاجون إليها، ولكن من أجل إبطال ألاعيب العدو، توقفنا عن جمع المساعدات، لم يحدث ذلك من قبل، ولكن بعض وحداتنا كانت تجمع المساعدات من وقت لآخر، العدو يريد أن يثير سخط شعبنا، وأن يلوث اسم حركتنا، وأن ينهب أبناء شعبنا، ولمنع ذلك، نقوم بالقضاء على هذه الأساليب، ولكن كما قلت؛ إذا رأى وطنيونا مقاتلي الكريلا بأعينهم، ورأوا أن الرفاق لديهم حاجة، فمن المؤكد أن كل وطني يجب أن يقدم المساعدة لرفاقه عند الحاجة، بالتأكيد يجوز ذلك عندما يلتقون بالرفاق على الفور، علاوة على ذلك، لا ينبغي لأحد أن ينخدع بمثل هذه الألاعيب، نحن لا نكلف أي شخص "للذهاب وجمع الأموال لنا"، لا ينبغي لأحد أن ينخدع بهذه الألاعيب وعلى الجميع توخي الحذر.

- الحرب على مناطق الدفاع مديا مستمرة دون توقف منذ عدة سنوات، وإلى ذلك، تزايدت العمليات العسكرية لجيش الاحتلال في شمال كردستان في الآونة الأخيرة، لقد اندلعت عدة معارك، وذكرتم في برنامجنا السابق أنه لديكم شهداء، ما الذي تودون قوله حول نضال الكريلا في شمال كردستان بشكل عام؟

كما ذكرت أنت أيضاً، هناك دائماً حرب ضارية تدور في جنوب كردستان، أي في مناطق الدفاع مديا، وفي هذا السياق، تدور حرب كبيرة وضارية في زاب، ونحن نُصدر بيانات يومياً، يستخدم العدو جميع أنواع الأسلحة؛ يستخدم الغازات الكيماوية والأسلحة المحظورة، ويستخدم الأسلحة النووية التكتيكية، وقد أحضروا آلات حفر من قونية ضد الأنفاق ويريدون الحفر في بعض الأماكن. إنهم يقومون بعمل مكثف، وهناك حرب ضارية، وأود أيضاً أن أقول: إن الاحترافية تتطور أيضاً أكثر فأكثر ضمن الكريلا، وقد تعمق مستوى الاحتراف وروح الفدائية ضمن صفوف الكريلا في مناطق الدفاع مديا، على سبيل المثال، ارتقى عدد قليل من رفاقنا شهداء في هذه الحرب، ونحن نعلن عن حالات الاستشهاد على الفور، وغير ذلك، ليس لدينا أي شهداء آخرين، خاصة في حرب زاب، على سبيل المثال، تم استخدام كل تلك الأسلحة في الشهرين الماضيين، لكن لم يكن لدينا شهداء، لأن الاحترافية تطورت، وهذا يثبت أن قوة احترافية يمكنها توجيه ضربات كبيرة للعدو دون تكبد خسائر، والكريلا تفعل ذلك اليوم، هناك حرب كبيرة.

وتزايدت محاولات الاحتلال في متينا في الأيام الأخيرة، على سبيل المثال، سيطر العدو الليلة الماضية على قرية باز ومحيطها، بالإضافة إلى أماكن مثل قسروك ودركل، الرفاق ينفذون العمليات أيضاً، لكن كيف يفعل العدو ذلك؟ عادة ما يحتل مناطق لا يتواجد فيها الرفاق، ويجري حالياً تنفيذ تكتيك مماثل في متينا، بمعنى آخر، إنه يأتي إلى الأماكن التي يعرف أن الرفاق ليسوا فيها، سواء براً أو جواً، حيث تمر مركباتهم بالفعل عبر بوابة سرزر الحدودية ويمكنهم الذهاب بسهولة إلى أي مكان يريدون، وبهذا المعنى، تم فتح الطريق من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني والدولة العراقية، باختصار، إنه يستخدم كلا التكتيكين في متينا، أولاً، يستهدف الأماكن التي لا يوجد فيها رفاقنا ويحتل تلك الأماكن؛ ويطور الحصار بهذه الطريقة، واسمحوا لي أن أقول أيضاً: الدولة التركية تقوم الآن بعمليات تفقد الهويات على الطريق بين بامرن وكاني ماسي، أعتقد أنه حتى لو مر نيجرفان بارزاني هناك، فسوف يطلبون هويته أيضاً، في أحد لقاءاتنا قبل سنوات، أخبرني نيجرفان بارزاني أنه ذهب إلى تركيا قبل عام 2005، جلس في مكان ما، وكانت تكتب وظيفة كل شخص على هويته، وعندما سُئل عن وظيفته، قال إنه رئيس الوزراء، لكن من طرح هذا السؤال قال أنه لا يمكن ذلك في جنوب كردستان ووقعت مشاكل، لماذا تعاملوا بهذا الشكل؟ لأنه، حسب رأيهم، لا يمكن أن يكون هناك نظام كردي ورئيس وزراء كردي، وفي واقع الأمر، في ذلك الوقت، كانت الدولة التركية تحسب أن حزب العمال الكردستاني لن يواصل الحرب المسلحة، وكانت تتجه ضد جنوب كردستان لهذا السبب، على سبيل المثال، حتى في دهوك، لم يتمكنوا من التسامح مع علم جنوب كردستان وقالوا: "سوف ننزل قطع القماش هذه"، ولذلك، بدأوا بالضغط على جنوب كردستان، ولكن عندما بدأ المقاتلون القتال مرة أخرى، استسلموا ولجأوا إلينا مرة أخرى.

ولا تحتل الدولة التركية فعلياً جنوب كردستان الآن، ولكنها تنتهج سياسة الضم، ربما لا يظهر وجهها الآن، ولا تريد أن تكشف عن استراتيجيتها علانية؛ وتقول لحكومتي العراق والجنوب: "أنا أفعل هذا ضد حزب العمال الكردستاني، فساعدوني"، لقد اتفقوا بالفعل مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بشأن هذه القضية، وهم معاً، في الأساس، هذه هي الطريقة التي ينفذون بها عملية الضم، على سبيل المثال، يلقي زعماء الأحزاب خطابات جماعية في البرلمان التركي كل يوم ثلاثاء، حيث تحدث رئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي اليوم، وأقترح أن تستمع سلطات جنوب كردستان والعراق إلى هذا الخطاب، يعلم الجميع أن دولت بهجلي هو من يحكم الدولة التركية اليوم، فهو الذي يحدد الاستراتيجية، وأردوغان وحاشيته ينفذون، على سبيل المثال، ماذا كان يقول اليوم؟ كان يتحدث عن الموصل وكركوك، من المفترض أنه ينطق جملة يتحدث فيها أتاتورك عن الموصل وكركوك، لكنه في الحقيقة يكشف عن نيته الحقيقية، نقول دائماً: يريدون احتلال الميثاق المللي، وهذا الاحتلال يتحول إلى ضم"، ربما لم يعِ مسؤولو جنوب كردستان والعراق أهمية كبيرة لكلماتنا، لكن عليهم أن يستمعوا إلى بهجلي ويفهموا النية الحقيقية للدولة التركية، وهي ضم جنوب كردستان، وكما احتلوا عفرين وهجروا غالبية الكرد منها قسراً؛ ويفرضون نظامهم الخاص، فإنهم يريدون أن يفعلوا نفس الأشياء تدريجياً في جنوب كردستان مع مرور الوقت، هدفهم هو القيام بذلك في جميع أنحاء روج آفا، ولا يخفون ذلك على أي حال.

أما شمال كردستان؛ يتم تنفيذ العديد من العمليات هنا أيضاً، كيف تريد بعض وسائل الإعلام، خاصة في تركيا وجنوب كردستان، تصوير الوضع؟ أولاً، يريدون تصوير الاحتلال التركي على أنه احتلال عادي، في الواقع، يبدو أن الواجب الخاص لبعض وسائل الإعلام في الجنوب هو تصوير الاحتلال على أنه معتدل، لكنهم يريدون الاحتلال والضم، مع محاولة تخفيفه، والآخر هو؛ إنهم يريدون جعل الأمر يبدو كما لو أن حزب العمال الكردستاني يقاتل الآن في جنوب كردستان فقط، وتحاول كل من الصحافة التابعة لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية في تركيا وبعض الصحافة في جنوب كردستان تصوير الأمر بهذه الطريقة، لكن الحقيقة ليست هكذا، نحن في حرب في كل مكان ضد هذه الدولة الاستعمارية-المستبدة، فالحرب التي نخوضها هي حرب أيديولوجية وسياسية واجتماعية وثقافية وعسكرية، نعم، ليس كل شيء عسكرياً، لكن الحرب العسكرية موجودة في كل مكان، الدولة التركية لا تذكر الحرب في شمال كردستان إلا عندما يكون لدينا شهداء، فمنذ أن أوقفنا الاتصالات التقنية، لا يمكننا تلقي الأخبار في الوقت المناسب؛ تأتي المعلومات مع تأخير بسيط، ولهذا السبب فإن الأمر ليس على جدول الأعمال كثيراً، لكن هناك حرباً قاسية في شمال كردستان.

على سبيل المثال، قدم المسؤولون الأتراك حصيلة العام الماضي؛ حيث نفذوا 31 ألف عملية ضدنا في تركيا وشمال كردستان خلال العام، انظروا، لقد أعلنوا بأنفسهم عن ذلك، إذاً هناك حرب شديدة بيننا، هناك هجوم مستمر علينا وهناك مقاومة ضده، تحدث هذه الهجمات في السجون وفي الشوارع وفي الجبال، إنها في كل مكان، ويجب على شعبنا في المناطق الأخرى أن يرى هذه الحقيقة جيداً، هناك حرب شاملة تُخاض ضد الدولة التركية المستبدة، على سبيل المثال، في ديرسم وجودي والعديد من الأماكن الأخرى، أنفقت الدولة التركية مليارات الأموال لبناء الطرق في كل مكان وأنشأت مخافر للشرطة في تلك الأماكن، لذلك قاموا ببناء حصن لحماية أنفسهم هناك، لأنهم لا يستطيعون حماية أنفسهم هناك، باختصار، هناك محاولة في شمال كردستان؛ إنهم يريدون هزيمتنا، ونحن نقاوم، ونريد أن نهزمهم، فهناك نضال من هذا النوع.

الدولة التركية تستخدم كافة الوسائل في الحرب في شمال كردستان، يمكننا القول إن الحرب تتم على ثلاثة ركائز: الاستخبارات والتكنولوجيا والحرب النفسية، لقد عززوا الاستخبارات، ويريدون تعميق التجسس، ويريدون نشر الأدوات الاستخباراتية مثل الكاميرات، على سبيل المثال، الآن لا يقاتلوننا فقط بالطائرات المسيّرة، فالدولة التركية تولي الآن أهمية كبيرة للكاميرات الأرضية، فهي تركز على أشياء مثل الكاميرات وأنظمة كاميرات المراقبة، مرة أخرى، إذا اكتشفت مجموعة من الرفاق في مكان ما، حتى لو كانا اثنين، فإنها ترسل أولاً الطائرات والمروحيات؛ والمدافع، إلخ، وتطلق النار بأسلحة ثقيلة مختلفة، ثم يهنئون بعضهم البعض بلا خجل، لقد قاتلتم دائماً من بعيد بالتقنيات؛ أنتم لم تقدموا أي تضحيات! بمعنى آخر، تستخدم آلاف الجنود ومرتزقة حراس القرى والعملاء والكونترا وكل هذه التكنولوجيا ضد شخصين، الدولة التركية تشن الآن مثل هذه الحرب غير المتوازنة ضدنا.

على سبيل المثال، تنشر الدولة التركية رسمياً الهيروين والمخدرات والحبوب المخدرة وغيرها في كل مكان من أجل منع الشباب من الانضمام، إنهم يريدون تعويد الشباب على المخدرات؛ يريدون تعويدهم على الدعارة، كل هذا فقط لمنع هؤلاء الشباب من أن يكونوا وطنيين وينضموا إلى الكريلا، وبهذه الطريقة، فإن الحرب التي تُشن علينا هي حرب نفسية، حرب اجتماعية، حرب ثقافية، وبهذه الطريقة يتم شن حرب شاملة وقاسية.

ويجب على مقاتلي العصر الجديد أن يتبعوا أسلوباً جديداً وفقاً لذلك، فالرفاق الموجودون في شمال كردستان والذين يركزون على هذه القضية يعرفون بالفعل، في العصر الجديد، قامت الكريلا بإجراء التغيير لتطوير أسلوب جديد، لقد حدث التغيير، ولكن لا يزال هناك استمرار للنمط القديم، لذا فإن هذه التغييرات ليست كافية، نعم، الرفاق حريصون على الخصوصية؛ هناك بعض التقدم في هذه القضية، ولكن وفقاً للمعلومات التي تلقيناها، فإن استخبارات العدو متورطة في هذه الأحداث الثلاثة الأخيرة، في أحداث كليداغ كان هناك اشتباك قصير، على ما يبدو، واستشهد الرفيق شيخموس فقط، ومع ذلك، في بوطان، استمرت الاشتباكات في كل من بيروسا وماوا لفترة طويلة، ومن الواضح أن العدو يقوم بعمل استخباراتي واسع النطاق، لقد تابعوا، لأنه وبحسب المعلومات التي وصلتنا فإن العدو كان يراقب تلك الأماكن، ومن الواضح أن هذا الأسلوب في التنفيذ ليس كافياً، وعلينا أن نحول هذا الأسلوب إلى أسلوب ناجح تخليداً لذكرى هؤلاء الشهداء الأبطال الأعزاء، كل هؤلاء الرفاق هم رفاق مميزون، إنهم قيم هذا الشعب، إنهم أبناء وبنات كردستان الأكثر إخلاصاً، ويجب على وطنيينا أن يعرفوا ذلك أيضاً، ويجب على رفاقنا أن يعرفوا ذلك أيضاً، جميع رفاقنا في شمال كردستان يقدمون التضحيات، والآن قد تكون هناك حرب متواصلة 24 ساعة يومياً حول الأنفاق في مناطق الدفاع مديا، لكن المقاومة التي يقوم بها رفاقنا في شمال كردستان لا تقل أهمية عن حروب الأنفاق، ومع ذلك، يجب أن يكون الرفاق على علم بهذا؛ يجب عليهم أن يبذلوا المزيد من الجهد، والمزيد من الفدائية، والمزيد من الابتكار، ونريد تعميق التجديد في هذا الصدد، وخاصة بعد هذه الخسائر الأخيرة، يجب علينا تبني ذكرى هؤلاء الأبطال وتوجيه مقاتلي شمال كردستان إلى مسار العمليات التي لن يتم ضربها ولن تكون هدفاً لذكاء العدو وتقنياته، لقد أصبح من الواضح أن هناك حاجة إلى مزيد من التغيير في أسلوب العمليات، وعلينا جميعاً مسؤولية في هذا، الرفاق هناك أيضاً لديهم مسؤوليات، وكذلك نحن، نحن على علم بهذا، ولكن يجب علينا بالتأكيد إحداث تغيير ناجح في الطريقة التي نتصرف بها وفي أساليبنا، ولا ينبغي أن يكون هذا التغيير من جانب واحد، بل يجب أن يكون التغيير من جوانب متعددة.

على سبيل المثال، يعرف العدو أن هناك مجموعة من الرفاق في المنطقة؛ يتابعهم لعدة أشهر لتحديد منطقة القاعدة وحتى إحداثياتها الدقيقة، في كلا المكانين - وهو ما قد يكون هو الحال أيضاً في كليداغ - حيث حدد العدو نقاطاً دقيقة، خاصة في بيروسا وماوا، يقوم العدو بضرب مواقع رفاقنا بالقوة التقنية والجوية، إذا لم يضربوهم جواً أولاً، فلن يتمكنوا أبداً من مهاجمة الرفاق، وهم يعرفون أنهم سيموتون إذا جاؤوا، حيث ليس لديهم القدرة على القدوم مباشرة براً، قبل قدومهم، يقومون بضرب تلك الإحداثية بالتقنية.

إذا تم تحديد إحداثيات موقع مجموعة من الرفاق من قبل العدو، فهناك خطأ ما هنا، بمعنى آخر، لقد جمع العدو معلومات استخباراتية عن الرفاق، لا ينبغي أن يسمح مسار العمليات بحدوث ذلك، يجب ألا نسمح لهذا أن يحدث، وعلينا أن نتغلب على أوجه القصور هذه.

العدو يعمل، إنه يقتل الناس، وينظم الجواسيس، ولهذا فهو يتابع ويراقب، بالمناسبة، اسمحوا لي أيضاً أن أقول هذا: نحن نعرف تقريباً المجموعات التي لعبت دوراً في استهداف هؤلاء الرفاق، سنوضح معلوماتنا ولن نسمح لهم بأن يعيشوا تلك الحياة، يجب أن يعلم ذلك، لن نترك دماء هؤلاء الرفاق الأعزاء تذهب سدى، هذا هو واجبنا، إن هذه الحركة لم تترك دماء رفاقها تذهب سدى ولن تتركها، لقد خلقوا حياة لأنفسهم، وامتلكوا المنازل، وأصبحوا أغنياء على حساب دماء المقاتلين الشجعان لهذا الوطن، لن يدوم هذا لأحد، ولا ينبغي لأحد حتى أن يحلم بهذا الشيء؛ وهذا لن يدوم لهم! وسوف يحاسبون على هذا، وبطبيعة الحال، هذا من جانب، ولكن القضية الرئيسة التي نركز عليها هنا هي أسلوب تحركنا، بمعنى آخر، يجب أن يكون هناك تغيير في أسلوب التحرك.

- ماذا يمكنكم القول عن النضالات الاجتماعية وكذلك نضال المقاتلين الذي تطور في هذه المرحلة من النضال؟ كيف يمكن للوطنيين على وجه الخصوص أن يؤدوا واجباتهم؟ وكيف ينبغي للمرأة والشبيبة أن يتعاملوا مع مهامهم؟

كمقاتلين الكريلا، فإننا نركز على أوجه القصور لدينا؛ ومن الواضح أن هناك أوجه قصور في مسار تحركنا ويلزم المزيد من التجديد، لكن أوساطنا الوطنية لها أيضاً عيوبها، العديد من أوساطنا النظيفة والصادقة ينزوون ولا يكشفون عن أنفسهم أبداً، يضطر الرفاق للذهاب والتركيز على ما هو على مرأى من الجميع، وللأسف غالباً ما يكونون تحت المراقبة، لذلك، في هذا السياق، أستطيع أن أقول إن مواطنينا لديهم أيضاً عيوب، على سبيل المثال، إذا كان هناك مثل هؤلاء الوطنيين الأقوياء، فيمكن لشخص واحد أن يلعب دوره في منطقة ما من خلال توفير البنية التحتية لعمل الكريلا لمدة عام في كل مرة، خلال هذه الفترة، كان على الوطنيين في المناطق التي يتواجد فيها المقاتلون واجبات مهمة حقاً، هناك حاجة إلى وجوه جديدة، لا ينبغي لهم أن يخبّئوا أنفسهم؛ ولا ينبغي لرفاقهم ذلك أيضاً، لا ينبغي لوطنينا أن يعتبروا أنفسهم أشخاصاً عاديين، وبما أنهم كرد ويدعون وطنيتهم، عليهم أن يبذلوا قصارى جهدهم لأداء الدور المنوط بهم، انظروا، لقد احترق شعبنا وماشيتهم وكل ما يملكون، ولم تحمِهم الدولة، وبما أن دولة على هذا النحو لا ينبغي أن تكون موجودة وتحتاج إلى التغيير، فيجب على الجميع أن يتحملوا واجباتهم ومسؤولياتهم، وهناك أوجه قصور في العديد من المجالات في هذا الصدد.

(ف)