المثقفون الكرد يناقشون الموقف الموحد - 4

حث الكاتب هفال دلبهار على ضرورة انعقاد مؤتمر وطني للمثقفين، وأوضح أن هذا سيمهد بشكل كبير لعقد مؤتمر وطني كردي شامل.

المثقفون الكرد يناقشون الموقف الموحد - 4
9 آب 2024   05:15
مركز الأخبار
جيهان بيلكين

سلط الكاتب من شمال كردستان هفال دلبهار، الضوء على دور المثقفين في نضال الشعب الكردي في سبيل الحرية وأهمية الموقف الموحد، وعلى محاولات القوى الساعية إلى إعادة هيكلة الشرق الأوسط بما يتماشى مع مصالحها، ولفت إلى أن هذا ينعكس على جميع شعوب الشرق الأوسط، لا سيما الشعب الكردي. 

وذكر دلبهار أن الشعب الكردي لم يتمكن من لعب دوره التاريخي قبل نحو قرن، وتحديداً خلال الحرب العالمية الأولى، لذا فقد فرصة عظيمة، لكن لديه فرصة أخرى الآن، وقال: "إن الشعب الكردي محروم من تحقيق أي مكتسب منذ نحو قرن، لكنه الآن في هذه المرحلة قريب جداً من تحقيق كيانه السياسي، إلا أنه يواجه في الوقت ذاته العديد من المخاطر.

تسعى الدول الأربعة التي قسمت كردستان واحتلتها إلى الحفاظ على موقفها هذا في هذه المرحلة المهمة أيضاً، أي يريدون منع الكرد من تحقيق كيانهم السياسي مجدداً، وتقف القوى المهيمنة وراء هذه الدول، لذا على الشعب الكردي أن يراجع وضعه بشكل جدي".

مخاطر الانقسام

أشار دلبهار إلى عدم إمكانية تحقيق الشعب الكردي لكيانه السياسي على الساحة الدولية ما لم يبنِ وحدته الديمقراطية ويعزز نضاله، وذكر أن هناك فرصة كبيرة أمام الكرد، وقال: "أصبح الكرد اليوم أكثر تنظيماً من أي وقتٍ مضى، فبغض النظر عن أوجه القصور ونقاط الضعف، يتمتع الكرد بقوة كبيرة في أجزاء كردستان الأربعة وحيثما وُجِدوا، فهناك مئات الآلاف ضمن القوات العسكرية والسياسية والمؤسسات والهيئات، هناك الملايين من الشعب الكردي ممن يريدون نيل حريتهم أكثر من أي وقتٍ مضى، فإذا تحرك الشعب الكردي بشكل موحد فسيعزز موقفه الداخلي جداً، وستُجبر الدول المحتلة إلى خوض سبل الحل، والاعتراف بالكيان السياسي للشعب الكردي بشكل رسمي والتمهيد لكيان سياسي دولي".

"مهمة المثقفين أكبر من غيرهم"

وسلط هفال دلبهار الضوء على دور المثقفين في النضال في سبيل التحرر الوطني وقال: "لا يقل دور المثقفين في تحقيق النصر أهمية عن دور القوات السياسية والعسكرية، فالقوة الثقافية والفكرية هي إحدى أهم القوى، على سبيل المثال، كانت الأولوية والريادة في ثورات الاتحاد السوفييتي وفرنسا والعالم للمجال الفكري، فقد كان المثقفون يذللون المصاعب والأزمات والضغوط بالنضال، لقد قاد المثقفون عمليات تحرير شعوبهم، لذا فإن مهمتهم أكبر من الجميع، ولأن المثقفين يمثلون كيان المجتمع وعقله، ينبغي أن يكونوا أصحاب موقف أوضح بوجدانهم ومعرفتهم والفكرية، وأن يكون لهم تأثير أكثر إيجابية في النضال من أجل أمتهم".

واستشهد دلبهار بأمثلة من انتفاضات كردستان وتابع حديثه قائلاً: "اندلعت كل هذه الانتفاضات، لكن لم تُكلل أي منها بالنصر، وسبب فشلها هو عدم أداء المثقفين لمسؤولياتهم ومهامهم، أي أنه على الرغم من بذل بعض الجهود من قبل المثقفين في تاريخ كردستان، إلا أنهم لم يؤدوا مسؤولياتهم بالشكل المطلوب، وخلال الـ 50 عاماً الماضية من نضال الشعب الكردي في سبيل الحرية أيضاً، لم يؤدِ المثقفون واجبهم ومهمتهم حسب موقعهم".

"على المثقفين الاجتماع تحت مظلة مؤتمر ثقافي"

"أولاً وقبل كل شيء على المثقفين بناء وحدتهم"، بهذه الكلمات أشار هفال دلبهار إلى ضرورة وحدة المثقفين الكردستانيين، وتابع حديثه قائلاً: "على المثقفين تشكيل جبهة قوية جداً قادرة على التأثير على جميع أحزاب وهيئات ومؤسسات الشعب الكردي إيجابياً، فالثقافة تتطلب حياة ثورية ونضالية، وبغض النظر عن جميع الخلافات وأوجه القصور، يحتاج المثقفون الكرد في كردستان وكل مكان إلى قوة موحدة، لذا عليهم الاجتماع تحت مظلة مؤتمر ثقافي، فحينها فقط سيتمكنون من لعب دورهم في تشكيل مؤتمر وحدة الشعب الكردي.

إذا انتعش هذا المجال، ستكون هناك قوة كبيرة وستؤثر بشكل كبير على الأطراف الكردية، وفي الوقت ذاته، ستجبر الدول المهيمنة على اتخاذ خطوات ملموسة على الساحة الدولية، على جميع المؤسسات الثقافية الكردستانية توحيد جهودها، فإن لم يفعل المثقفون ذلك، فسيكون لهم نصيب في جميع خسائر وهزائم نضال الشعب الكردي، أي لن يكون المذنبون هم أصحاب المجال السياسي فقط".

"عليهم وضع الخلافات جانباً والاجتماع من أجل الوحدة"

ولفت الكاتب هفال دلبهار إلى أنه يجب على القوى الكردية وضع جميع الخلافات جانباً والعمل على تحقيق الوحدة الكردية، واختتم حديثه قائلاً: "علينا اتخاذ موقف واضح وحازم ضد القوى والشخصيات التي تتحالف مع أعداء الشعب الكردي، على هذه القوى مراجعة نفسها، لا سيما القوى في جنوب كردستان، عليهم الوقوف مع شعبهم، والاجتماع مع جميع القوى الكردية من أجل بناء وحدة الشعب الكردي، ربما هناك بعض الخلافات الداخلية، لكن عندما يتعلق الموضوع بالوحدة لا يوجد أي مبرر للقتال ضد أي حزب كردي أو قوة كردية بشكل مباشر أو التحالف مع من يشنون حرباً على الكرد، على المجال الفكري رفع الصوت بشكل أعلى، لتُتوج الفرصة المتاحة للكرد بالنصر".

(ر)

ANHA