ماذا حدث مع علي ولي على مدار عام وشهرين؟

"قيّدوا يديّ بالكلبشات وصعقوا جسدي بالكهرباء وهددوني بصور شقيقتي حتّى أتجّسس لصالحهم"، بهذه الكلمات وصف علي ولي (17 عاماً) ممارسات جنود الاحتلال التركي ومرتزقته.

ماذا حدث مع علي ولي على مدار عام وشهرين؟
9 آب 2024   06:20
مركز الأخبار
جيهان بيلكين

روى لنا علي ولي (17 عاماً) الذي عاد إلى عائلته بعد عام وشهرين من الاعتقال والاختطاف والتعذيب، ما حدث له. 

ألقى الجنود الأتراك القبض على علي ولي، من مدينة الدرباسية التابعة لمقاطعة الجزيرة، في ناحية قوسر في ميردين، في 22 حزيران عام 2023، أثناء محاولته العبور إلى أوروبا عبر تركيا بدافع علاج شقيقته المصابة بالتوحّد، ليُعتقل في سجني ميردين وأرضروم لـ 9 أشهر، وأُطلق سراحه في 12 آذار المنصرم ويُختطف من أمام بوابة السجن من قبل ملثمين، ليتبيّن لاحقاً أنّه قد سُلّم لمرتزقة الاحتلال التركي في كري سبي.

وبعد عدّة أيام من اختطافه، تواصل معهم عددٌ من الأشخاص عبر الهاتف وعرّفوا عن أنفسهم بأنّهم من أعضاء أجهزة الاستخبارات التركية، متحدّثين باللغتين التركية والعربية، وبحسب العائلة، فقد أرسل هؤلاء الأشخاص مشاهد لعملية تعذيب علي ولي وطالبوا أفراد العائلة بالتجسّس لصالحهم.  

وبقي علي ولي مختطفاً لدى المرتزقة لـ 5 أشهر وأُطلق سراحه في الـ 4 من آب الجاري، بعد دفع عائلته للمرتزقة فديةً قدرها 9 آلاف و800 دولار.

مجموعة من العملاء في السجن

أوضح علي ولي أنّه بقي في ناحية قوسر في ميردين لـ 3 أيام بعد عبوره من روج آفا إلى شمال كردستان، ثمّ أراد التوجّه إلى إسطنبول، لكنّه اعتُقل من قبل الجيش التركي في الكراج، وذكر علي أنّهم نقلوه إلى سجن ميردين بعد أن تعرّض أثناء التحقيق للتعذيب.

وحسب ما قال علي؛ بعد مرور شهر على وجوده في السجن، قصدته مجموعة عربية مؤلفة من 3 رجال وامرأة وهدّدوه ليتجسّس لصالحهم، وقال علي: "لقد أروني صور العائلة وقالوا "سنتواصل معهم، فحدثنا عن قوات سوريا الديمقراطية وزودنا ببعض المعلومات" فقلت لهم إنّني لا أعرف شيئاً فقالوا "سنؤذيك".

هدّدوه بصور شقيقته المريضة

وأشار علي ولي إلى أنّ المجموعة ذاتها زارته 3 مرّات أخرى وهدّدته هذه المرّة بصور شقيقته المريضة وتابع حديثه قائلاً: "كانوا يريدون منّي التواصل مع والدي وقالوا «فليعمل والدك معنا» واتصلوا بوالدي وأعطوني الهاتف، وما إن سلّمت على والدي باللغة الكردية حتّى انتزعوا الهاتف من يدي، وتحدّثوا معه بأنفسهم وهدّدوه وقالوا له «إن لم تفعل ما نطلبه منك سنؤذي ابنك، فنحن أحرار في فعل ما نريد، نريد منك تزويدنا بالمعلومات والعمل معنا» ثمّ ضربوني".

سُلّم للمرتزقة

كشف علي ولي عن أنّه بقي في سجن ميردين 5 أشهر ثمّ جرى نقله إلى سجن أرضروم واعتُقل فيه لـ 4 أشهر، وبعد 9 أشهر من الاعتقال تحت الضغوط والتهديدات، أُحيل للمحكمة وأُطلق سراحه، لكنّه تعرّض للاختطاف من أمام السجن، من قبل مجموعة من الملثمين، وذكر علي أنّ الخاطفين أخبروه بأنّهم سيأخذونه إلى مخيم الرها، وروى ما حدث معه آنذاك قائلاً: "اقتادوني إلى المخيم، لكن بعد نحو ساعتين وضعوني في إحدى السيارات وجاءوا بي إلى بوابة كري سبي الحدودية، وكان هناك العديد من الجنود، بعدها وصلت سيارتان تقلّ مرتزقة، فقاموا بالتقاط صور لي وسجّلوا جميع بياناتي وأرسلوها".

مجموعة العملاء ذاتها في المناطق المحتلّة

هناك عند بوابة كري سبي الحدودية، تمّ تعصيب عيني علي ولي ونقله إلى مكان آخر بالسيارة، ويعلّق علي على ما حدث بعد ذلك قائلاً: "فهمت من حديثهم أنّ ذاك المكان كان في سوريا، كنت خائفاً جداً، وقد جاءتني المجموعة التي زارتني بالسجن مرّة أخرى، لقد رفعوا الغطاء عن عيني وهددوني مجدداً، وقالوا "جئنا بك إلى هنا، فهذا المكان بعيد ومحاميك حتّى لا يعلم أين هو، لذا فهو لا يستطيع فعل أي شيء من أجلك، فإن لم تساعدنا أنت وعائلتك هذه المرّة، فسنعذّبك ونقتلك".

"عذّبوني وقاموا بتصويري"

"كبّلوا يديّ إلى الخلف وصعقوا جسدي" بهذه الكلمات أشار علي ولي إلى قيام المرتزقة بتعذيبه وتابع حديثه قائلاً: "قالوا’ سنأخذك إلى مكان ما، فإن قدّمت إجابة خاطئة سنصعقك بالكهرباء، وحتّى قرار قتلك بيدنا" ثم عصبوا عينيّ مجدداً وأعادوني إلى بوابة كري سبي الحدودية، جاءت مجموعة العملاء التابعة لأجهزة الاستخبارات التركية وضربوني بالخراطيم، حتّى نزفت من فمي وأنفي، لقد تألّمت كثيراً، ثمّ تلقّيت ضربة على رأسي وفقدت الوعي، فصوّروني وأرسلوا الفيديوهات إلى عائلتي، وقالوا لي "أمهلنا والدك 3 أيام، فإن لم يتعاون معنا سنقوم بقتلك".

احتُجز في زنزانة للمرتزقة لـ 41 يوماً

أُعيد علي ولي إلى سجن المرتزقة مجدداً بعد التعذيب الذي تعرّض له على معبر كري سبي، وبقي في الزنزانة لـ 41 يوماً، وأفاد علي ولي بأنّ المرتزقة نقلوه إلى السجن المركزي لمجموعات المرتزقة بسبب إصابته بالعديد من الأمراض هناك، ليتمّ نقله من هناك إلى سري كانيه، وهناك، طالب المرتزقة عائلته بدفع فدية قدرها 9 آلاف و800 دولاراً، وبعد دفع العائلة للفدية، نُقل علي ولي إلى الدرباسية عن طريق مهربين.

"فليرَ الراغبون بالسفر إلى أوروبا حالي"

وفي نهاية سرده لتجربته، توجّه علي ولي بالقول إلى الراغبين بالسفر إلى أوروبا مطالباً إياهم بالنظر إلى حاله وأخذ العبرة من تجربته واختتم حديثه قائلاً: "لن تنفعني أوروبا بعد الآن، لقد عدت إلى وطني وسأعيش على أرضي، أنا نادم ولن أغادر أرضي مجدداً".

(ر)

ANHA