الصراع بين إسرائيل وإيران وضع الأمن العالمي على المحكّ

عدَّ تحليل بأن الصراع بين إسرائيل وإيران تصاعد إلى مستوى جديد وأكثر خطورة، وسيجعل احتمال نشوب حرب شاملة بين الاثنين أكثر احتمالاً من أي وقت مضى، فيما ذكرت صحيفة بريطانية بأن زيارة وزير الخارجية الأردني لإيران محكوم عليها بالفشل، في حين تستعد إسرائيل لهجوم محتمل من إيران وحلفائها رداً على اغتيال مسؤولين من حزب الله وحماس.

الصراع بين إسرائيل وإيران وضع الأمن العالمي على المحكّ
5 آب 2024   08:50
مركز الأخبار

تناولت الصحف العالمية اليوم تداعيات الصراع بين إسرائيل وإيران على أمن المنطقة، في ظل سعي طهران وحلفائها لضرب إسرائيل.

الأمن العالمي على المحك بينما تستعد إيران للضرب

تصاعد التنافس بين إسرائيل وإيران إلى مستوى جديد وأكثر خطورة، ما يجعل احتمال نشوب حرب شاملة بين الطرفين أكثر احتمالاً من أي وقت مضى. ويسلط هذا التحول الضوء على منعطف حاسم في الجغرافيا السياسية في المنطقة، حيث لم يعد احتمال نشوب صراع واسع النطاق احتمالاً بعيداً، بل أصبح تهديداً وشيكاً، بحسب تحليل لصحيفة غارديان البريطانية.

وأشار التحليل "لسنوات عديدة، كانت الأعمال العدائية بين إسرائيل وإيران مقتصرة على حرب الظل هذه، والتي اتسمت بالهجمات غير المباشرة والمناورات الاستراتيجية المصممة لتقويض كل منهما الأخرى من دون إشعال صراع واسع النطاق. وقد تعطل هذا التوازن الدقيق في نيسان 2024، عندما شنت إسرائيل غارة جوية مباشرة على مجمع دبلوماسي إيراني في دمشق.

وفي أعقاب هذه التصعيد، بدا أن كلا البلدين يتخذان خطوات لتهدئة الوضع. تشير هذه العودة إلى حرب الظل إلى تفاهم متبادل بأن الحرب الشاملة ستكون ضارة لكلا الطرفين. ولكن على الرغم من الهدوء المؤقت في المواجهات المباشرة، ظلت التوترات الأساسية دون حل، ما أدى إلى خلق وضع شديد التقلب.

ومن المرجح أن يكون اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران، بمثابة حافز لتجديد المواجهات المباشرة. أعاد هذا الحادث حرب الظل إلى دائرة الضوء ومن المرجح أن يدفع الصراع إلى آفاق جديدة.

ومن وجهة نظر القادة الإيرانيين، يشكّل الهجوم إهانة مباشرة تتطلب رداً قوياً من أجل ردع الاستفزازات المستقبلية، والحفاظ على صورتها كقوة على المسرح الإقليمي والعالمي. وتعهدت القيادة الإيرانية، بقيادة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، بالانتقام لمقتل هنية. بالنسبة للقادة الإيرانيين، يُنظر إلى الاغتيال على أنه تحدي مباشر لسلطتهم.

تشير حالة التأهب المشددة والالتزامات العامة بالانتقام إلى تصعيد كبير في الخطاب والإجراءات التي من المرجح أن تتبعها، ما يسلط الضوء على عمق الأزمة الحالية.

قد تكون خيارات إيران للانتقام متنوعة ومعقدة. وقد يتضمن أحد مسارات العمل المحتملة التنسيق مع وكلائها الإقليميين، وخاصة حزب الله، لشن هجمات على أهداف إسرائيلية.

وقد يتضمن السيناريو المعقول الآخر قيام إيران بأعمال عسكرية مباشرة ضد إسرائيل، باستخدام ترسانتها من الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية.

أما السيناريو الثالث فقد ينطوي على هجوم مشترك يشمل إيران وحزب الله، مما يسمح لكلا الطرفين بالمطالبة بالرد.

الأردن في محاولة أخيرة لمنع إيران من الرد على مقتل هنية

قام وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بزيارة نادرة إلى إيران، في محاولة أخيرة لإقناعها بالتراجع عن مهاجمة إسرائيل رداً على اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران الأسبوع الماضي، بحسب صحيفة غارديان البريطانية.

ويواجه الحليف مع الغرب (الأردن) الذي يضم عدداً كبيراً من السكان الفلسطينيين توازناً صعباً في الوقت الذي يواجه فيه دعوات داخلية لقطع العلاقات مع تل أبيب والتوقف عن حمايتها بعد إسقاط صواريخ إيرانية استهدفت إسرائيل في وقت سابق من هذا العام.

وترى الصحيفة بأن الزيارة محكوم عليها بالفشل نظراً لإصرار إيران على أنه لا مجال للتسوية وأنها سترد بشكل حاسم على الاغتيال. وفي لقاء مع الصفدي، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن اغتيال هنية كان "خطأً كبيراً من قبل إسرائيل ولن يمر دون رد".

إسرائيل تستعد لهجوم من إيران

تستعد إسرائيل لهجوم محتمل من إيران وحلفائها رداً على اغتيال مسؤولين من حزب الله وحماس، حيث أرسلت الولايات المتحدة تعزيزات دفاعية أثناء الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وذلك بحسب تقرير لوكالة بلومبرغ الأميركية.

وقالت وزارة الخارجية الإيطالية في بيان إن وزراء خارجية مجموعة السبع عبّروا عن قلقهم بشأن خطر حدوث أزمة إقليمية أوسع نطاقاً خلال مكالمة عبر الفيديو أمس. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ناقش مع نظرائه "الحاجة الملحة لخفض التصعيد في الشرق الأوسط".

لقد تعهد قادة كل من إيران وحزب الله أن عمليات القتل التي وقعت الأسبوع الماضي في بيروت وطهران لن تمر دون رد، وأنه تم تجاوز الخطوط الحمراء وأن الهجمات قادمة.

 (م ش)