ناطرين.. منحوتات تجسّد ضحايا ينتظرون على شرفة المرفأ حقيقة من قتلهم

هزّ انفجار هائل منذ أربع سنوات العاصمة اللبنانية بيروت، مخلّفًاً وراءه دماراً هائلاً وخسائر بشرية فادحة. ونتيجة لعدم تحقيق العدالة، قرر الفنان بيار عبود تجسيد أعمال فنية لضحايا ٤ آب الذين ينتظرون الحقيقة.

ناطرين.. منحوتات تجسّد ضحايا ينتظرون على شرفة المرفأ حقيقة من قتلهم
ناطرين.. منحوتات تجسّد ضحايا ينتظرون على شرفة المرفأ حقيقة من قتلهم
ناطرين.. منحوتات تجسّد ضحايا ينتظرون على شرفة المرفأ حقيقة من قتلهم
ناطرين.. منحوتات تجسّد ضحايا ينتظرون على شرفة المرفأ حقيقة من قتلهم
ناطرين.. منحوتات تجسّد ضحايا ينتظرون على شرفة المرفأ حقيقة من قتلهم
4 آب 2024   08:44
بيروت
رانيا عبيد

التحقيقات الأولية أكدت أن الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، نجم عن اشتعال كمية هائلة من نترات الأمونيوم، كانت مخزنة بشكل غير آمن في أحد المستودعات بالمرفأ لسنوات عديدة، والسبب هو الإهمال والتقصير من قبل المسؤولين على مختلف المستويات، بدءاً من المسؤولين في المرفأ وصولاً إلى كبار المسؤولين في الدولة. فالتحقيقات أظهرت أن هناك تحذيرات متكررة حول خطورة وجود هذه المواد في المرفأ، إلا أن هذه التحذيرات قوبلت بالتجاهل والاستهتار.

مسار التحقيق متوقف نتيجة التدخلات السياسية

يعيش لبنان أزمة الهيمنة السياسية على كل الإدارات والمؤسسات العامة في إطار حماية المصالح الشخصية والفئوية. في القضاء ومنذ تدخّل السياسية بات ملف التحقيقات في تفجير المرفأ في مرمى العرقلة والمماطلة لحجب الحقيقة.

وبعد تعيين القاضي فادي صوان كمحقق عدلي، تم كفّ يده عن الملف، وتم تكليف القاضي طارق البيطار، ثم كفت يده بسبب قرار المدعي العام غسان عويدات الذي أطلق سراح الموقوفين المحسوبين على السلطة، فضرب استقلالية القضاء ومنعه عن إكمال التحقيقات، ثم عيّن القاضي جمال الحجار كنائب عام التمييز، مما منحه صلاحيات واسعة للإشراف على التحقيقات.

الحجار أعطى وعداً لأهالي ضحايا المرفأ بتحريك ملف التحقيقات، لكن الآمال تراجعت باستئناف التحقيق العدلي في القضية، بسبب عجز الحجار والمحقق العدلي القاضي طارق البيطار عن تفكيك الثغرات القانونية التي أوقفت التحقيق منذ أكثر من عامين ونصف العام، ما زاد الأمور تعقيداً وجعل العدالة بعيدة.

أعمال فنية تجسد ضحايا ٤ آب الذين ينتظرون الحقيقة

 تفجير مرفأ بيروت، ترك أوجاعاً عميقة في نفوس اللبنانيين، لا يمكن أن تشفى إلا بمحاسبة المرتكبين ومعاقبتهم.

الفنان والمهندس والناشط الاجتماعي بيار عبود تحدث لوكالتنا، وأوضح أن لبنان بلد جميل ويستحق العيش في سلام، لكن العدالة تغيب فيه، حيث لا دولة تحاسب أو تلاحق المجرمين، والدليل على ذلك هو الاغتيالات السياسية عبر الزمن التي لم يحاسب المرتكبون عليها.

في مواجهة هذا الألم، لجأ العديد من الفنانين اللبنانيين إلى الفن للتعبير عن مشاعرهم وآلامهم، فولدت لوحات وأعمال فنية تحمل في طياتها شهادة على تلك الذكرى الأليمة.

والفنان بيار عبود من الأشخاص الذين قرروا التعبير عن وجعهم ووجع أهالي الضحايا، بمنحوتات صممت من الحديد حملت عنوان "ناطرين"، وهي تجسد الضحايا الذين ينتظرون على شرفة المرفأ حقيقة من قتلهم وفجر عاصمتهم بيروت.

عبود أكد أن الشعب اللبناني سيبقى متمسكاً بالأمل والصمود في سبيل الوصول الى العدالة.

إن انفجار مرفأ بيروت يمثل جرحاً غائراً في قلب لبنان، وجريمة بحق الإنسانية. ومع مرور الوقت، تزداد الحاجة إلى كشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين، وإلا فإن هذا الجرح سيبقى مفتوحاً، وستظل العدالة غائبة.

(أ ب)

ANHA